العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-2014, 03:17 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : فصل الصيف و الإجازة‎

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
خُطَبّتي الجمعة من المسجد الحرام
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - حفظه الله
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
فصل الصيف و الإجازة
والتي تحدَّث فيها عن فصل الصيف وما فيه من عِبَر وعِظات،
وبيَّن ما يكتنِفُ هذه الأيام والشهور من إجازة الصيف،
كما ذكر كيفية استِغلالها بالصورة الأمثَل وفقًا للضوابط الشرعية والآداب المرعيَّة،
مُشيرًا إلى وجوب تذكُّر أحوال المسلمين في كل مكان بالدعاء والمُواساة
والإعانة على ما حلَّ بهم من مصائِب وكوارِث.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

إن الحمد لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونُثنِي عليه الخير كلَّه.
فـحــمــدًا لــلإلــه بــإثـــرِ حــمـــدِ
عـلـى فـضـلٍ تـكـاثَـرَ فـي ازدِيـادِ
وشُـكــرًا دائـمًــا فــي كــل وقــتٍ
نــــرُومُ ثــوابَـــه يــــوم الــتــنــادِ
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تُزكِّي الأعمارَ بركةً وإشراقًا،
وأشهد أن نبيَّنا وحبيبَنا وقُدوتَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه
حثَّنا على اغتِنام الأوقات ابتِدارًا واستِباقًا، رحمةً للعالمين وإشفاقًا،
صلَّى الله عليه حبَانَا من يُسر الشريعة وانفِساحِها ينبوعًا دفَّاقًا،
وعلى آله الطيبين الطاهرين البالِغين من الطُّهر سَنًا طبَّق الآفاقَا،
وصحبِه الميامين الأُلَى جرَى بهم النُّبلُ سلسلاً رقراقًا،
والتابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ رغبةً في الجِنانِ واشتِياقًا،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعـــد...
فيا عباد الله:
خيرُ ما يُوصَى به: تقوى الله - عز وجل -، فاتقوه - رحمكم الله –
في الحضَرِ والسَّفَرِ والانتِجاعِ، والظَّعَن والارتِباع.
ألا إن تقواه - سبحانه - خيرُ الزاد وأعظمُ المتاع
{ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى }
[ البقرة: 197 ].
في الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
( اتقِ الله حيثُما كنتَ، وأتبِعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ )
خرَّجه الترمذي من حديث أبي ذرٍّ ومُعاذ بن جبلٍ - رضي الله عنهما .
رأيـتُ الـمـجـدَ فـي الـتـقـوى جـلـيًّـا
وفـيـهــا الـعــزُّ فـــي دارِ الـنُّــشُــورِ
فــنِــعـــمَ الـــــزادُ تـــقــــوى الله زادًا
ونِـعـمَ الـذُخـرُ فـي الـيـوم الـعـسـيـرِ
أيها المسلمون:
في تتابُع الفصولِ والمواسِم، وتعاقُب الأيام والليالي الحواسِم،
وفي استِهلال هذه الأيام الوارِفة، ذات الأطيافِ الجليلة الهادِفة،
يتبدَّى لنا من الصيف مُحيَّاه، وتهُبُّ نسَائِمُه وريَّاه؛
إذ الآمال إلى استِثماره مُشرئِبَّةٌ رانِيَة، والآماقُ إلى اهتِبالِه مُتطلِّعةٌ حانِية.
كيف وقد نشرَ علينا مطارِفَه، ونسخَ للظلِّ وارِفَه، ونثَرَ للدُّنَى أرَجَه،
وبسَطَ بشمسِه قيظَه ووهَجَه، مما يحمِلُ على الادِّكارِ، ويبعثُ على الاعتِبار،
ويُذكِّرُ بحرِّ النار، عياذًا بالعزيز الغفَّار.
في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه :
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( اشتَكَت النارُ إلى ربِّها، فقالت: يا ربِّ ! أكلَ بعضِي بعضًا،
فأذِنَ لها بنفَسَين نفَسٍ في الشتاء ونفَسٍ في الصيف،
فأشدُّ ما تجِدُون من الحرِّ من سَمُوم جهنَّم،
وأشدُّ ما تجِدُون من البردِ من زَمهَرير جهنَّم )
قال الحسنُ - رحمه الله -:
[ كلُّ بردٍ أهلكَ شيئًا فهو من نفَسِ جهنَّم، وكلُّ حرٍّ أهلكَ شيئًا فهو من نفَسِ جهنَّم ]
وفي الحديث الصحيح أيضًا:
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( إذا اشتدَّ الحرُّ فأبرِدوا بالصلاة؛ فإن شدَّة الحرِّ من فَيحِ جهنَّم )
ولقد قال تعالى عن المُنافِقين:
{ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }
[ التوبة: 81 ].
قال ابن رجبٍ - رحمه الله -:
[ وينبغي لمن كان في حرِّ الشمس أن يتذكَّر حرَّها في الموقِف؛
فإن الشمسَ تدنُو من رُؤوسِ العبادِ يوم القيامة، ويُزادُ في حرِّها،
وينبغي لمن لا يصبِرُ على حرِّ الشمس في الدنيا أن يجتنِبَ من الأعمال
ما يستوجِبُ صاحبُه به دخولَ النار؛ فإنه لا قوةَ لأحدٍ عليها ولا صبر ]
نـسـيــتَ لـظَــى عـنــد ارتِـكـابِــك للهوَى
وأن تـتـوقَّــى حــرَّ شــمــسِ الـهــواجِــرِ
كـأنَّــك لــم تـدفِــن حـمـيـمًــا ولــم تـكُــن
لـه فـي سِـيـاقِ الـمـوتِ يـومًـا بـحـاضِـرِ
رأى عمرُ بن عبد العزيز رحمه الله قومًا في جنازةٍ قد هرَبُوا من الشمس إلى الظلِّ،
وتوقَّوا الغُبار، فبكَى ثم أنشدَ:
مـن كـان حـيـن تُـصـيـبُ الـشـمـسُ جـبـهـتَـهُ
أو الـغُــبــارُ يــخـــافُ الــشَّــيــنَ والـشَّــعَــثَــا
ويــألَــفُ الــظــلَّ كــــي تــبــقَــى بـشــاشَــتُــه
فــســوفَ يـســكُــنُ يــومًــا راغِــمًـــا جــدَثًـــا
تــجـــهَّـــزِي بــجـــهـــازٍ تــبــلُــغــيـــنَ بـــــــهِ
يـا نـفـسُ قـبـل الــرَّدَى لــم تُـخـلَـقِــي عـبَـثًــا






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 01-06-2014, 03:18 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

وهذا - يا رعاكم الله - يدعُو العبدَ إلى توقِّي دخول النار بالأخذ بالأسباب الشرعيَّة،
وقد عدَّها أهلُ العلم، ومنهم:
العلامةُ ابن أبي العزِّ الحنفيِّ شارِحُ العقيدة الطحاوية عشرةَ أسبابٍ،
عُرِفَت بالاستِقراء من الكتاب والسنَّة، وهي:
الإيمان، والتوبة، والاستِغفار، والحسنات، والمصائبُ الدنيوية، وعذابُ القبر،
ودعاءُ المؤمنين، واستِغفارُهم في الحياة وبعد الممات،
وما يُهدَى إليهم بعد الموت من ثوابِ صدقةٍ أو حجٍّ أو دعاءٍ ونحوِه،
وأهوالُ يوم القيامة وشدائدُه، وشفاعةُ الشافِعين، وعفوُ أرحم الراحمين.
معشر المسلمين:
فصلُ الصَّيف يحمِلُ في أندائِه إجازةً صيفيَّة، وهدأةً نفسيَّة، إثرَ شواغِلِ الحياة،
والانتِهاء من الاختِبارات، وكَلالِ المسؤوليَّات والمهمات؛
حيث يستريحُ في مجارِيها اللاغِبُ والمحرورُ،
ويمتَحُ المكدودُ من فُسحَتها بردَ الهدأَة والسُّرور، وروح الراحَة الموفور.
فيا بُشرى لمن عمَرَها وعمَرَ أوقاتَه بالبُرور والطاعات ووشَّاها،
ويا سُعدَى لمن دبَّجَها بخير الخيرِ وغشَّاها.
تـفـيـضُ الـعـيـونُ بـالـدمـوعِ الـسـواكِــبِ
ومــا لــيَ لا أبـكِــي عـلــى خـيــرِ ذاهِـــبِ
عـلـى أنـفَـسِ الـسـاعـاتِ لـمـا أضـعـتُـهـا
وقـضَّـيـتُــهــا فـــي غـفــلــةٍ ومــعــاطِــبِ
قال الإمام ابن الجوزيِّ - رحمه الله -:
[ ينبغي للإنسان أن يعرِفَ شرفَ زمانِه وقدرَ وقتِه، فلا يُضيِّع منه لحظةً في غير قُربةٍ ]
أمة الإسلام:
ومن القضايا الموسمِيَّة المحوريَّة والجوهريَّة في فصل الصيف اللافِح،
ومع موسِم الإجازَة النافِح: قضيةُ السَّفَر والارتِحال، والسياحة والانتِقال؛
حيث ينزِعُ الناسُ إلى الأفيَاءِ النديَّة، دفعًا للنَّمطيَّة والرَّتابَة،
ونُشدانًا لمواطِن السُّكون والمسارِّ، ومرابِع الاعتِبار والدِّكار،
يقول - سبحانه -:
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ }
[ العنكبوت: 20 ].
والمرادُ: الاعتِبارُ والادِّكار، وإجمامُ الفؤاد بين النُّجود والوِهاد.
قال أهلُ التفسير:
[ وذاك مُباحٌ في جميع الشرائِع ما لم يكُن دأبًا ]
وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
[ ومن استعانَ بالمُباح الجَميل على الحقِّ فهذا من الأعمال الصالِحة ]
عـادَ لـلأرضِ مـع الـصـيـفِ سَـنـاهـا
فـهـي كـالـخُـودِ الـتـي تـمَّـت حُـلاهـا
صُــورٌ مــن خُــضــرةٍ فـــي نُــضــرةٍ
مــــا رآهــــا أحـــــدٌ إلا اشــتَــهــاهــا
هــذه الـحُـلَّــةُ فـاســرَح فــي رُبـاهــا
واشـهَـد الـسِّـحـرَ زُهــورًا ومِـيـاهًــا
ولكن ثم لكن مع غِيابِ التأصيلِ الشرعيِّ لفقهِ السياحة وأحكامِها وآدابِها،
أزَّ جمًّا من المُسلمين للأسفار الوَبيئة، والسياحة القَميئة،
وسوَّغ لهم الفهمَ المُنعكِس لمدلولِ السياحة البريئة والاصطِياف،
والتنصُّل من المُثُل والأخلاق والأعراف، وأهضَعوا للاغتِرافِ من المساخِط،
والخِزيِ والإسفافِ، إلى جانِبِ الابتِزازِ والاستِنزاف.
عـادَ لـلأرضِ مــع الـصـيــفِ سَـنـاهــا
فـهـي كـالـخُـودِ الـتــي تـمَّــت حُـلاهــا
فـسـافِـر فـي الـسـبـيـلِ إلـى الـمـعـالِـي
بــجِــدٍّ واســتــمِــع قــــولَ الـنَّــصــيــحِ
وجــانِـــب كــــلَّ ســفــســـافٍ ونُـــكـــرٍ
مـــن الأخــــلاقِ والــعــمــلِ الـقَــبــيــحِ
فكان لِزامًا لِزامًا على الأُسر والآباء والأمهات،
ورِجال التربية والإعلام أن يتوارَدوا على مُقتضَى السَّفر البرِيء الوَريف،
والاصطِياف النَّزيهِ العَفيف، وما مُقتضاه إلا تثبيتُ دعائِم الحقِّ والخيرِ في نفوسِ الجِيل،
مع الاعتِزازِ بالإسلام منهَجَ حياةٍ، رسالةً وعقيدةً وشريعةً وأخلاقًا وقِيَمًا،
وشعائِر ومشاعِر وحضارةً، وأن يُوجِّهوا اغتِنام الإجازة والاصطِياف،
والترفيه البرِيء، والسياحة الإسلامية صوبَ المنهَج المُنضبِط بالقواعِد
والمقاصِد الشرعيَّة، والآداب السنِيَّة عبرَ برامِج عمليَّة،
ومشروعاتٍ إيجابيَّة أصالةً ومُعاصَرةً.
في توازُن وتواؤُم مع التكاليفِ الربَّانيَّة، وسَوسِ الأنشِطةِ والخُطَط والبرامِج
نحو تهذيبِ النفسِ، وإرهافِ الذِّهن والحِسِّ، وإلهابِ الذكاءِ واللُّبِّ،
تصعُّدًا بطلائِع النشءِ الصالِح في مدارات العُلا والنُّبل، ومدارِج العزائِم والفضلِ.
حــاوِل جـسـيـمَــاتِ الأمــور ولا تــقُــل
إن الـــمـــحـــامِــــدَ والـــــعُــــــلا أرزاقُ
وارغَـب بـنـفـسِـك أن تـكـون مُـقـصِّـرًا
عــن غـايــةٍ فـيـهــا الــطِّــلابُ سِــبــاقُ
واللهَ نسألُ التوفيقَ لصادِقِ القول وصالِح العمل، وبلُوغَ الرَّجاءِ والأمَل،
إن ربي لطيفٌ لما يشاء، إنه هو العليمُ الحكيم.
أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم:
{ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }
[ آل عمران: 137 ].
اللهم بارِك لنا في القرآن العظيم، وانفَعنا وارفَعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم،
ولسائر المسلمين من كل خطيئةٍ وإثمٍ، فاستغفِرُوه وتوبُوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 01-06-2014, 03:21 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


حمدًا لله حمدًا، وشُكرًا لربِّي شُكرًا، جاوَزَ الحدَّ ونافَا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نلهَجُ بها اعتِقادًا واعتِرافًا،
وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه أُسوةُ البريَّة استِرواحًا واصطِيافًا،
وعلى آلهِ وصحبِه كانوا على الهُدى أحلافًا،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما انهَمَر هاطِلٌ وكَّافًا.

أما بعـــد ...

فاتقوا الله - عباد الله -، وزكُّوا أوقاتَكم بالطاعاتِ واعمُروها،
واستكنِزُوا الأعمارَ بالقُرُبات واغمُروها.
أمة الإسلام:
ومع الانسِرابِ في صوارِف الإجازة الشخصيَّة التي تخلَعُ على المُجتمعات
مظاهِرَ البهجَة والاستِرواح، ومطارِفَ الحَضرة والانشِراح؛
فإنه لا معدَى لنا والمآسِي تقضِمُ أمَّتَنا أن نتذكَّر الأحوال المُعرِقة،
والمِحَن المُحرِقة في أرضِ الإسراء والمِعراج: فلسطين الجريحة المريعة،
وبلاد الشام المُلتاعَة الصريعة؛ حيث الدمُ الثَّجَّاج، والطُّغيان الأرعَنُ المُهتاج،
الذي هصَرَ إخوانَنا في العقيدة من قِبَل عُصبة التقتيل والتدمير.
سعيًا لنُصرة قضاياهم، وتخفيفًا من رزاياهم. فرَّج الله كُربَتهم،
وجمعَ فُرقتَهم، وحمَى بالتآزُرِ بيضتَهم، وقيَّضَ الغُيُرَ لنُصرتهم،
إن ربي سميعٌ مُجيبٌ رحيمٌ، جوادٌ كريمٌ.
وكذا من يتعرَّضُون للهِيبِ الشمسِ الحارِقة، ويعمَلون ويكدَحون تحت سِياطِها اللافِحة،
فلهم حقُّ الرِّفقِ والعَطفِ والمُواساة، وعدمِ نِسيانِهم من اللَّمَسات الإنسانيَّة الحانِية،
والتعامُلات الشَّفيفَة الحادِبة.
أيها الأحِبَّة :
وهمسةُ محبَّةٍ إلى من ولَّوا وجوهَهم صوبَ السياحة والأسفار،
ويمَّموا نواياهم شطرَ المُجتمعات والأقطار، يبغُون الفُسحةَ والإيناس،
والترويحَ بين الخمائِل والغِراس؛ أن كُونوا للإنسان خيرَ رادَة، وللشريعة أنبَل قادَة،
ولبلادِكم أنفَل سُفراءٍ وسَادَة، تُحقِّقُوا لأنفُسِكم وأمَّتكم الخيرَ والسعادة.
ولتكُن أسفارُكم دومًا مُفعمةً بالعِزِّ والطاعَة، والبرِّ والاغتِنام،
ولتحذَرُوا أن تشُدُّوا رِحالَكم للضَّعَة والتِّرَة والاغتِمام، ومباءَات الفُجور والأقتام.
مع الحِرصِ الأكيد على الازدِلافِ إلى المولَى العزيز الحميد؛
وذلك بالمُحافظة على الفرائِض والواجِبات والسُّنن، وأقوَم الآداب وأطهَر السَّنَن.
ساعتئِذٍ ما أبهَى السَّفرَ والسياحَة، في روحِ إيمانٍ وراحَة، ومعانٍ بالخير والهُدى فوَّاحة.
نستودِعُ اللهَ دينَكم وأمانتَكم وخواتِيمَ أعمالِكم، زوَّدَكم الله التقوى، وغفرَ ذنوبَكم.
ومما يُذكَّرُ به من عزَموا على إقامةِ مُناسبَات الأفراح والزوَاجات:
اللهَ اللهَ في رِعاية الضوابِط الشرعيَّة في هذه المُناسبات الاجتماعيَّة؛
من الاقتِصاد والترشِيد والطاعة، والبُعد عن الإسرافِ والبَذخِ والمعاصِي
وضُروبِ الإضاعة.
بارَكَ اللهم لكم، وبارَك عليكم، وجمعَ بينَكم في خيرٍ.
هذا وصلُّوا وسلِّموا - رحمكم الله - على سيِّد الأوائِل والأواخِر
النبي المُجتبى ذي المناقِب الذواخِر، وآلِه ذوِي الطُّهر والمفاخِر،
وصحبِه أُولِي المكارِم والمآثِر، فقد أمرَكم بذلك المولَى الجليل،
فقال تعالى في أصدَق القِيل، ومُحكَم التنزيل:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ].
وأخرج الإمام مسلمٌ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاصِ
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
( من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا )
فـصـلَّـى الله والأمـلاكُ جـمـعًـا
عـلـى داعِ الـبـريَّـة والـرَّشـادِ
وآلٍ صـالـحِـيــن لـهــم ثــنــاءٌ
بـنُـورِ الـقـلـبِ سـطَّــرَه مِــدادِ
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيِّد الأولين والآخرين،
ورحمةِ الله للعالمين: نبيِّنا وحبيبِنا وقُدوتنا محمدِ بن عبد الله،
وارضَ اللهم عن خلفائِه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانُوا يعدِلون:
أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن زوجاتِه الطاهرات أمهات المُؤمنين،
وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين،
واجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنًّا، وسائر بلاد المُسلمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في ديارِنا، وأصلِح أئمَّتنا ووُلاةَ أمورنا،
وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهم وفِّقه لما تحبُّ وترضَى،
وخُذ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، وهيِّئ له البِطانة الصالِحة التي تدلُّه على الخير
وتُعينُه عليه، اللهم وفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه
وأعوانَه إلى ما فيه صلاحُ البلاد والعباد يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 01-06-2014, 03:27 AM   رقم المشاركة : 4
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلِك في كل مكان،
اللهم انصرهم في فلسطين على اليهود الغاصِبين المُحتلِّين،
اللهم أنقِذ المسجدَ الأقصَى من المُعتدين المُحتلِّين، واجعله شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين.
اللهم كُن لإخواننا في بلاد الشام،
اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم،
اللهم احفظ دينَهم وأموالَهم وأعراضَهم
اللهم اشفِ مرضاهم، وعافِ جرحاهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نسألُك الهُدى والتقى والعفاف والغِنى،
ونسألُك من الخير كلِّه عاجِلِه وآجلِه ما علِمنا منه وما لم نعلَم،
ونعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجِلِه وآجِلِه ما علِمنا منه وما لم نعلَم.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين،
ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّين عن المدينين،
واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين،
وارحم موتانا وموتى المسلمين برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم احفَظ بلادنا، اللهم احفَظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كيد الكائِدين،
وحِقد الحاقِدين، وعُدوان المُعتدين،
اللهم احفَظنا وبلادنا وُولاتنا وأمنَنا من شرِّ الأشرار،
وكيدِ الفُجَّار، وشرِّ طوارِق الليل والنهار يا واحِدُ يا قهَّار.
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
[ البقرة: 201 ]
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[ الأعراف: 23 ].
ربَّنا تقبَّل منا إنك أنت السميعُ العليم، وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم،
واغفِر لنا ولوالِدِينا ووالدِيهم وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين .
للإستماع إلي الخطبة أومشاهدتهاأوقراءتها
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 01-06-2014, 08:29 AM   رقم المشاركة : 5
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

بارك الله فيج وجزاج الله الخير

وجعله في ميزان حسناتج







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 06-06-2014, 01:40 AM   رقم المشاركة : 6
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل
بارك الله فيج وجزاج الله الخير

وجعله في ميزان حسناتج

●●●
يمرحبا
هلااااااااااوغلاااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو وربي على الحضور الرائع بصفحتي
وجزاك الله كووول خير ويعطيك الصحة والسعادة يارب
تقبلي شكري وتقديري واحترامي
مع تحياتي : قلب الزهـــور ..بباي









التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-06-2014, 09:18 AM   رقم المشاركة : 7
طيف الجورية
( ود متميز )
 







طيف الجورية غير متصل

جزاج الله خير وبكل حرف كتبتيه يفرج بعددهم عنج هموم وكرب الدنيا والاخرة يارب







التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 27-09-2014, 05:37 PM   رقم المشاركة : 8
النواعم
( ود فعّال )
 





النواعم غير متصل

مشكوره على المعلومات الحلوه







رد مع اقتباس
قديم 27-09-2014, 05:38 PM   رقم المشاركة : 9
النواعم
( ود فعّال )
 





النواعم غير متصل

الله يعطيك العافيه







رد مع اقتباس
قديم 28-09-2014, 05:10 PM   رقم المشاركة : 10
مجدكا
( ود فعّال )
 





مجدكا غير متصل

اشكر لكم الفكرة







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية