أكد أفراد بعض الأسر السعودية التي يتعامل الآباء أو الأزواج فيها بالأسهم أن العلاقات داخل الأسرة تتقلب وتتغير مع التقلبات التي تشهدها سوق الأسهم السعودية، والتي ساهمت تغييراتها الدارماتيكية في الآونة الأخيرة في حدوث مشاكل وقصص مأساوية لدى بعض تلك العائلات
وفي هذا الصدد تقول سعاد على البقمي 36عاما: منذ 3 أعوام بدأ زوجي ارتياد سوق الأسهم السعودية، وزاد شغفه بها حتى ارتبطت حياتنا وظروفنا بها، فمثلا ارتبط السفر هذا الصيف بما يحدث بسوق الأسهم فإذا ارتفعت أسهم إحدى الشركات التي ساهم فيها زوجي ضمنا السفر، أما في حالة انخفاض تلك الأسهم فيتم إلغاء السفر.
وتوضح البقمي سفرنا لا يعتمد على ما سوف يجنيه زوجي من أرباح، ولكن على الحالة النفسية التي تعقب الارتفاع أو الانخفاض خاصة وأن أسهمه تعاني دائما من الانحدار، وأشارت إلى أنه ربما نكون قد قررنا الخروج للتنزه، وحينما يتصل به أحدهم ليعلمه بأن الأسهم انخفضت نرجع إلى المنزل وهو مكتئب، وفي حال أخبره بأن الأسهم ارتفعت يعود بي إلى المنزل أيضا لمشاهدة شاشات الأسهم في البنك قبل أن تغلق ليستمتع بالنظر إليها ويراقب ارتفاعها.
نصيحة خاطئة وإغماء
أما غادة الخثلان موظفة في أحد البنوك فتعترف أنها كانت السبب في شغف زوجها بالأسهم، حينما بدأ الاكتتاب في إحدى الشركات وقمت بإقناعه بالمشاركة وكانت التجربة الأولى عندما ارتفعت الأسهم بعد اشتراكه بشكل قوي ومنذ ذلك الحين وزوجي يساهم في مساهمات متتالية حتى أنه أحيانا يتصل بي في مقر عملي للاطمئنان على الأسهم وتحركاتها وليس علي كزوجته.
وتضيف غادة إن التأثير النفسي والمادي للأسهم سواء كان سلبيا أو إيجابيا يؤثر على نفسيات الأزواج، ويجعل حياتهم كمؤشر الأسهم الذي يرتفع وينخفض حسب السوق.
وذكرت منيرة. ف تفاصيل قصة أحد الأزواج الذي ترك ابنته وعمرها 5 سنوات في السيارة ليدخل البنك لمشاهدة شاشة الأسهم، حيث فوجئ بانحدارها الشديد ليرتفع لديه الضغط ويغمى عليه، وبكت الابنة بعد أن طال انتظارها في السيارة، وقامت بالاتصال بجدها الذي وصل بعد أن أفاق الأب من غيبوبته.
طلاق بسبب الأسهم
أما حنان عيسى والتي أصبحت تحمل لقب مطلقة بعد زواج دام 10 أعوام فقالت بدأ زوجي منذ ما يقارب عام في ارتياد سوق الأسهم السعودية نتيجة نصيحة أحد أصدقائه، وطلب مني زوجي حينها أن أبيع ذهبي بـ60 الف ريال إضافة إلى اقتراضه من أحد البنوك وبدأ يكتتب في عدة شركات بدون دراية أو معرفه.
وتردف حنان ووصل الأمر بزوجي إلى غيابه المتكرر عن العمل من أجل مراقبة سوق الأسهم، وعندما انخفض المؤشر خلال الثلاث الأسابيع الماضية خسر كل ماله وأصبح مطالبا برد قرض البنك فباع سيارته وبيته ولم يعد لنا شيء فتشاجرت معه وكرهت الحياة بجواره نتيجة عصبيته الزائدة، ولاسيما بعد أن اعتاد على ضربي أمام أطفالي فطلبت منه الطلاق بعد زواج دام عقد من الزمن.
طفل تعرض للموت
وقد أدى انخفاض أسهم إحدى الشركات إلى تعرض طفل لم يتجاوز عمره 3 أعوام لخطر الموت، حيث تقول حصة العسيري منذ مدة ليست بعيدة أصاب زوجي ولع المضاربة في سوق الأسهم حتى انخفضت سوق الأسهم قبل 3 أسابيع، فتغير زوجي، وأصبح عصبيا يتشاجر مع من حوله، ولم يسلم منه زملاؤه في العمل أو أطفاله في المنزل.
وتتابع العسيري قصتها وفي أحد الأيام رجع زوجي للمنزل غاضبا فاقترب منه طفلي ليلهو معه كالعادة فنهره، فكرر الطفل المحاولة مرة أخرى فما كان من أبيه إلا أن ضربه ضربا مبرحا أفقده وعيه، وأصبح ينزف بغزارة، مما أدى إلى نقل الطفل للمستشفى في حالة خطرة استدعت دخوله للعناية المركزة وإلى الآن لم يخرج طفلي من المستشفى رغم أن حالته استقرت، لكنه عندما يشاهد أباه تنتابه نوبات عصبية، ويظل يبكي ويصرخ حتى نخرجه من غرفته
منقووووول
العرض العادي
