العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-2005, 04:31 PM   رقم المشاركة : 1
دامبيش
Band
 
الصورة الرمزية دامبيش
 







دامبيش غير متصل

اختيار ملكة جمال الحاجز




شهد حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس الأسبوع الماضي ما أطلق عليه أحد المواطنين الفلسطينيين عرضا لانتقاء "ملكة جمال الحاجز" على سبيل الدعابة، وفي الوقت نفسه اعتبره البعض عرضا جامعا للإثارة والسخرية والمرارة.
من منا لم يسمع بالعروض التي تقام سنويا لاختيار (مس يونيفرس) ملكة جمال العالم؟ تلك العروض المقامة لتتويج أجمل فتاة على وجه الأرض تحظى باهتمام الكثيرين وتتسابق جميع صحف العالم لوضع صورة للملكة على صفحات ملونة.
لكن هذا العرض يختلف كثيرا عن غيره؛ فلجنة الحكام كانت عبارة عن جنود يرتدون زيهم العسكري، ومقياس الجمال كان "حيازة حزام ناسف أو متفجرات"، كما لم يعج العرض بالصحفيين كما هو معتاد.
اشترك بهذا العرض جمع غفير من الفلسطينيات، وكنت واحدة من بينهن، وعلى عكس العروض الأخرى فلم تكن المشاركة بإرادتنا، إنما كانت رغما عنا تحت تهديد سلاح الجنود الإسرائيليين المرابطين على الحاجز. استمر العرض مدة 7 ساعات، ورغم أنه لم يكن كغيره فإنه استحق لقب العرض. فعلى عكس المعتاد، احتجز الجنود الفتيات بدل الشبان ووضعوهن بما يطلق عليه "الحفرة"، وهي منطقة منخفضة عن الحاجز، اعتاد الجنود استخدامها لاحتجاز الشبان.
الأربعاء يوم النكد والمعاناة
من المعروف أن أيام الأربعاء تكون الأكثر صعوبة والأكثر تزاحما على حاجز حوارة، ويصفه الكثيرون بيوم "النكد والمعاناة"، وذلك بسبب ظاهرة أصبحت معروفة حتى للجنود أنفسهم، فطلبة الجامعات وتحديدا جامعة النجاح الوطنية، والأساتذة فيها، المقيمون في قرى خارج نابلس، اعتادوا منذ بداية الانتفاضة أن يستأجروا مساكن داخل مدينة نابلس لصعوبة تنقلهم ذهابا وإيابا كل يوم عبر الحاجز من مكان سكنهم إلى أماكن دراستهم أو عملهم في نابلس.
وحيث إن يومي الخميس والجمعة عطلة الجامعة الرسمية، فإن الطلبة والأساتذة يستعدون لشد رحالهم للعودة إلى منازلهم يوم الأربعاء. ولذلك يكون الازدحام شديدا على الحاجز في هذا اليوم. وبما أن الأربعاء الماضي كان قبيل "عيد الفصح" اليهودي، وجد فيه الجنود فرصة لممارسة هواياتهم في تشديد الخناق على الفلسطينيين، بحجة باتت واهية وهي "أمنهم"، هذه المرة تذرعوا بأنهم يبحثون عن فتاة فلسطينية تحمل حزاما ناسفا. وهذه الفتاة بالتأكيد هي التي سيتم تتويجها "ملكة للحاجز" في نهاية العرض، ولكن التتويج سيتم على طريقتهم.
ابتدأ العرض منذ الساعة الواحدة وبإعلان الجنود إغلاق الحاجز أصبح العدد يتكاثر شيئا فشيئا حتى إنه لم يكن هناك متسع لموطئ القدم.
انتصر هنا، أم انتظر هنا؟
بعد عدة ساعات أعلن الجنود عن فتح باب الحاجز، وكم كانت الفرحة عارمة عندما ظن الجميع أن ساعة الفرج قد حانت. الاقتراب من مدخل الحاجز كان بمثابة أمنية يود أن يحققها كل من ينتظر هناك في تلك اللحظة، لدرجة أنه أطلق على الدرجة المؤدية إلى المدخل "عتبة الأمان" لاعتقادهم بأن من يصل هناك بات بمأمن لأنه اقترب دوره كثيرا.
عند المدخل المؤدي إلى النفق الإسمنتي الطويل المؤدي إلى البوابة الإلكترونية التي وضعت حديثا للكشف عن "أحزمة ناسفة أو متفجرات" كما يدعي اليهود، كتبت عبارة "انتصر هنا"، وعند الاستفسار عن سبب وجود هذه العبارة قيل لنا إنها كانت مكتوبة بالشكل التالي: "انتضر هنا" بالضاد بدل الظاء، ويقصد بها طبعا "انتظر هنا"، وأزال شاب النقطة من على كلمة "انتضر" محولا الكلمة إلى انتصر.
بالوصول إلى النفق الإسمنتي ظنت كثير من الفتيات بأن نهاية يوم شاق شارفت على الاقتراب وحانت لحظة العودة إلى منازلهن، إلا أن ذلك لم يحدث. فكان الجندي يأخذ هويات الفتيات ويطلب منهن النزول إلى الحفرة.
حاولت الكثيرات أن يعرفن سبب هذا التصرف إلا أنهن لم يجدن أذنا مصغية، ولم يكن لديهن أي خيار سوى النزول إلى "الحفرة".
اكتظت "الحفرة" حتى ضاقت بالمرشحات للتصفية، والغريب أن بعض المرشحات كن يحملن أطفالهن الرضع، ولم يشفع لهن ذلك من النزول إلى ساحة العرض. وطالت ساعات الانتظار أكثر من اللازم، وكلما مرت ساعة ازداد عددهن إلى أن تجاوز المائة.
ساعات لا نهاية لها!
خلال ساعات الانتظار التي بدت كأن لا نهاية لها، حاولت الفتيات الترويح عن أنفسهن بشتى الطرق، منها التعرف على بعضهن وإطلاق النكت، فلقد أجابت إحداهن عندما سألتها صديقتها المتواجدة على الجهة الأخرى من الحاجز عن سبب وجودهن بالحفرة، قائلة: "لأننا الأجمل". ليعج المكان بالضحك، فيما رددت أخرى أغنية: "أين ستهربون من ردة الغضب في صدر شعب كامل يحترف الغضب" لتزيد من عزيمة الفتيات وتشجيعهن وتخفف عنهن.
ورغم أن ذلك لم يقصر من الوقت شيئا فإنه أثار سخط الجنود الذين حاولوا تعكير صفوهن بشتى الطرق، ومنها عدم السماح لأية واحدة منهن بالوقوف، وإجبارهن على الجلوس بشكل القرفصاء. وعندما وجدوا بأن ذلك لم يجد نفعا، استخدموا أساليب أخرى للعب بأعصابهن. فكان الجنود يأتون إليهن ويخبرونهن بأن وقت عودتهن قد حان، ثم يطلبون منهن الاصطفاف من أجل أن يعيدوا إليهن هوياتهن ويسمحوا لهن بالعودة. وسرعان ما تكتشف الفتيات حقيقة كذبهم.
بكاء الأطفال
طالت ساعات الانتظار وتعالى بكاء الأطفال دون أن يحرك شيئا من مشاعر الجنود، وبدا التعب والإرهاق يظهر على وجوه الفتيات والأطفال.
قالت لنا إحدى المحتجزات التي سألناها عن سبب بكاء ابنها الذي لا ينقطع: "هذا ليس ابني، وإنما هو ابن أخي، يريد أمه"، وعللت وجوده معها بأن أمه مريضة وذهبت إلى نابلس من أجل العلاج، وافترقت عن زوجة أخيها بسبب زحمة الحاجز ليبقى الطفل معها.
ظل الطفل يبكي دون توقف؛ الأمر الذي دعا عمته إلى التوجه إلى الجندي كي يسمح لها بأن تعطي الطفل لأمه المتواجدة على الحاجز، إلا أن الجندي دفعها وصرخ بها بلغته العبرية طالبا إياها أن تعود إلى "الحفرة".
عم السكون فجأة وتوجه الجميع بأنظارهم إلى أحد الجنود الذي هجم على فتاة ودفعها لأنها سئمت الانتظار وأرادت المرور.
ازداد سخط الفتيات على الجنود وكاد صبرهن أن ينفد، وبدأن يصرخن في الجنود من أجل السماح لهن بالمرور. ثم قررن الخروج من الحفرة والتوجه ناحيتهم بعد أن غابت الشمس وبقين وحيدات.
تجمهرت الفتيات بقرب الجنود وتعالت أصواتهن، الأمر الذي أدى إلى ارتيابهم، وبقي الأمر على هذه الحال إلى أن جاء الضابط المسئول، ووعد الفتيات بإطلاق سراحهن. وعلى ما يبدو أن العرض قد شارف على الانتهاء، يبدو أن ساعة الفرج قد حانت، نادى الجندي على اسم أول فتاة. فرحة عارمة اكتست ملامحها وهنأها الجميع. لكن يبقى على كل من تستلم هويتها التوجه إلى الخيمة من أجل التفتيش.
كان مشهدا يدعو على الاستغراب، حل الليل وعم سكون غريب، فكل فتاة تريد الإنصات لتستمع إلى اسمها، فلهجة الجندي غير مفهومة لهن، لذلك كانت تردد من تفهم الاسم مرة أخرى على مسامع الجميع، وبدأ ماراثون استلام الهويات، فكلما نادى الجندي على اسم إحداهن انطلقت مسرعة بعد أن تهنئها رفيقاتها بانتهاء هذا الكابوس.
تولت عملية التفتيش مجندتان، لم تتوانيا في استخدام أسوأ الألفاظ أثناء عملية التفتيش. وبعد أن يتم تفتيش كل فتاة يطلق سراحها.
بعد اجتياز حاجز حوارة، كان بالانتظار، وفقط على بعد عدة أمتار حاجز آخر، حيث أوقفت الجيبات العسكرية جميع السيارات الخارجة من مدينة نابلس. إلا أن السائق الذي أقلنا قرر سلك طريق ترابي قرب مدخل قرية بورين، وتمكن من الهرب دون أن ينتبه الجنود إليه. ورغم أن الطريق التي سلكها السائق كانت وعرة وطويلة فإنها كانت أرحم بكثير من انتظار جديد قد لا ينتهي.
انقضى أربعاء آخر بعد عناء طويل، وانتهى العرض، دون أن يتم اختيار ملكة جمال للحاجز؛ لأن المرشحات لم تنطبق عليهن مقاييس الجمال التي حددتها "لجنة الحكام" الجنود الإسرائيليون وهي "حيازة حزام ناسف أو متفجرات". وأدركت جميع المرشحات حقيقة العبارة التي كتبت عند بداية المدخل "انتصر هنا"، فإذا كان لا بد من الانتصار فالأولى أن يكون على الحاجز، حتى لا تكون هناك عروض أخرى







قديم 16-11-2005, 08:35 PM   رقم المشاركة : 2
الهدار
مشرف المنتدى الثقافي
 
الصورة الرمزية الهدار

الله يكون في عون اخواتنا الفلسطينيات

انتظار وحفر وحواجز

الله يفك حجزهم ويرفع الاحتلال عنهم


وشكرااخي


الهدار







قديم 16-11-2005, 09:04 PM   رقم المشاركة : 3
أخو الورور
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية أخو الورور
 






أخو الورور غير متصل

الله يرفـــع عنهم .. ويفك عنهم ..









التوقيع :
تدري إني موت أحبك ومالي غير حبك

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:57 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية