العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > منتدى القصص والروايات
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-2011, 10:03 PM   رقم المشاركة : 1
سمير حسن
( ود جديد )
 





سمير حسن غير متصل

اللقاء الأخير ....

كان اللقاء عاصفاً بينهما في مكان لقائهما المعتاد، فقد كان اللقاء الأخير الذي لم يكن لأحدهما يداً فيه، فقد فُرِضَ الأمر عليهما فرضاً، ولم يبق مجال لنهاية أخرى غير أن يذهب كلٌّ في طريق، فقد عجزت كل قوى الحب الهائلة التي تجمع بينهما، أن تزفهما إلى العش الذي باتا يحلمان به لسنوات. ولم يكن في قصتهما جديد، فهي القصة المتكررة التليدة في كل زمان ومكان، وهي رفض الأهل للزواج لسبب أو لآخر، وقد كان السبب في حالتهما هو الفقر والغني واختلاف المستوى الاجتماعي، والذي لم يستطيعا منه فكاكا بأي سبيل من السبل. هي النهاية إذن، وهو مفترق الطرق الذي لن يكون بعده إلا الافتراق الذي لا لقاء بعده على وجه اليقين، فقد قرر هو الهجرة، وفُرِضَ عليها هي أن تتزوج غصباً بعد أيام من قريب لها لسترها أهلها الأغنياء .
غير أنهما في لقائهما الأخير قد فشلا تماماً في مواجهة مارد الوداع، ولم يستطع أي منهما أن ينطق باسمه أو بحرف منه، وراحت دموعهما الذي سالت على مقعديهما تئن وتطرق الأرض طرقاً كأنها تحطمها تحطيما. ولم يستطع أي منها أن يسحب يده التي التحمت بيد الآخر وكأن يديهما قد أصبحت يداً واحدة بعشرة أصابع، فقد خانتهما القدرة على ذلك، ولم يستطع أحدهما أن يرفع رأسه المطأطأة لينظر أمامه ليواجه دموع الآخر التي تندلع من وجهه كألسنة الحريق، أو أن يسمع النحيب الذي بدا وكأن كل منهما يتخلص فيه من نحيب العمر كله في تلك اللحظات العصيبة.
لكنهما استطاعاً بقوة الحب الهائلة أن يصمدا قليلاً، ويثنيان ذراع الوداع بحيث يكون لهما في مقبل الأيام لقاء آخر فتكون تحية كل منهما للآخر إلى اللقاء، فاتفقالا اتفاقاً عجيباً وهو أن يلتقيا في نفس ذلك المكان في نفس الوقت على شاطئ النهر بعد ثلاثين عاما إن في العمر بقية !! فيعرف كل منهما ماذا فعلت الدنيا بالآخر وكيف واجه الأيام وكيف كانت رحلة العمر. نعم اتفقا وتعاهدا وأقسما على الوفاء بالموعد واللقاء مهما كان من أسباب. وانسلت الأيدي من بعضها وكان الفراق للقاء بعيد .. بعيد .. بعيد.
تمر السنوات تلو السنوات، وماء النهر يجري كعادته يقطع الزمن لا يبالي بأحداث الدنيا، أما الشاطئ فقد كان ينتظر اللقاء. وما نسي أحدهما الموعد المقدس، بل كان كل منهما يعيش به، ويحيا على الأمل فيه، يترقبه كترقب الأرض للري من عذب الماء، ويحث الأيام على الركض ليقترب اللقاء، وكيف ينسي القلب نبضه، وكيف تنس الشمس الشروق. وحان الوقت للوفاء بالموعد، ثلاثون عاماً مرت وقد فعلت بهما الدنيا كل الأفاعيل، غير أنه لم يستطع شيء أن يمنع أحدهما من أن يترك عوامل الدنيا كلها ويتجه للقاء، لم ينس هو أن يرتدي ملابسه بالألوان التي كانت تفضلها، ولم تنس هي أن تتعطر بالعطر الذي كان يحبه.
واقترب كل منهما وراح ينظرمن بعيد في الأفق إلى المكان القديم على شاطئ النهر، وهو كما هو، كأن الزمان لم يغير فيه شيئا، واقتربا حتى أصبح كل منهما يلمح ما يشبه شبح الآخر لمحاً من بعيد وهو يتجه للشاطئ كسحابة في مرمى البصر بخطىً وئيدة ليس فيها وثبة الشباب، وهنا توقف كل منهما وكأنه تسمر في مكانه، وراحا يتطلعان لمياه النهر قليلاً، وينظران فيه ملياً، ولم يمض وقتاً طويلاً حتى استدار كل منهما، معطيا ظهره للشاطئ ليعود من حيث أتى ......


سمير حسن






قديم 24-01-2011, 11:07 PM   رقم المشاركة : 2
[ صعود جبل ]
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية [ صعود جبل ]
 






[ صعود جبل ] غير متصل



قصة تبلورت أحداثهآ باللقاء .... !
و كآن ذلك جميل ..... ليعطي القارئ الاصرار على أكمآل القصة و التربص للنهاية .....
لكن أقفال القصة .... ألحاظ أنك لا تجيده نوعاً مآ / و دائماً ـ من القصتين ـ تنهي قصتك بالفراق أو الوداع الآخير
ألا تلاحظ معي ذلك ؟!


و شكراً جزيلاً لكَ






التوقيع :

قديم 24-01-2011, 11:20 PM   رقم المشاركة : 3
سمير حسن
( ود جديد )
 





سمير حسن غير متصل

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (ألمعي كويتي)

قصة تبلورت أحداثهآ باللقاء .... !
و كآن ذلك جميل ..... ليعطي القارئ الاصرار على أكمآل القصة و التربص للنهاية .....
لكن أقفال القصة .... ألحاظ أنك لا تجيده نوعاً مآ / و دائماً ـ من القصتين ـ تنهي قصتك بالفراق أو الوداع الآخير
ألا تلاحظ معي ذلك ؟!



و شكراً جزيلاً لكَ

أخي الكريم الذي شرفني بالحضور والتعليق
يفضل قلمي أن يكتب القصة المفتوحة التي يتفاعل معها فكر القارئ ويبحث عن النهاية أو مسبباتها دون أن أملي عليه فكري أو وجهة نظري بأسلوب التلقي، فذلك أسلوب الحدوتة الحلوة والملتوتة، وليس أسلوب النص القصصي الأدبي بحال.
أما عن نهايات القصص التي لا تنتهي نهايات سعيدة، مرة أخرى أنا لا أكتب الحدوتة بنهاياتها الجميلة لينام عليها الأطفال، بل ليتجاوب معها فكر الكبار والمثقفين كل حسب درجة العمق عنده.
الأمر أعمق من ذلك أخي الكريم، إنها نظرات في الحياة، بأسلوب أدبي لغوي، ولعلك لم تقرأ مؤلفات الأديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي والذي يعتبر رائداً في ذلك المجال.
سأحاول بإذن الله أن تكون نهايات القصص القادمة سعيدة من أجلك كعربون محبة.
تقديري واحترامي







قديم 25-01-2011, 02:12 AM   رقم المشاركة : 4
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

الاستاذ سمير حسن


سلمت يمناك ع الطرح والقصه الجميله


مبدع يحفظك المولى اسلوبك شيق في الكتابه


نرقب المزيد والجديد دوماا







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 25-01-2011, 10:21 AM   رقم المشاركة : 5
هموووسهـ
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية هموووسهـ

قصه رااااااااااائعه جدا


الله يعطيك العاااافيه ...







قديم 05-02-2011, 10:19 PM   رقم المشاركة : 6
،؛بنت السحاب؛،
Band
 
الصورة الرمزية ،؛بنت السحاب؛،


اسلوب جميل في سرد القصه
الله يعطيك العافيه وننتظر جديدك






موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:02 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية