العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-2007, 12:45 AM   رقم المشاركة : 11
rahaalhot
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية rahaalhot
 





rahaalhot غير متصل

الجزء الثالث عشر ( تحضير الأرواح: رؤية فقهية )
________________________________________
(13)تحضير الأرواح: رؤية فقهية

فإن من يزعمون أن لديهم قدرة على تحضير الأرواح فهؤلاء إما دجالون ومشعوذون، وإما سحرة لهم اتصال بالجان، والشخصيات التي تحضر وتزعم أنها أرواح من سبقونا من الأهل والأحباب، ليست إلا شياطين وقرناء من الجن يلبسون على الناس ما يلبسون، ولذلك فالواجب الحذر من أمثال هؤلاء حتى لا يفسدوا علينا ديننا ودنيانا بكذبهم وتضليلهم، أما أروح الموتى فعلمها عند الله تعالى، وهي منشغلة بما آل إليه مصيرها فهي إما منعمة وإما معذبة، فكيف تنشغل الروح بمثل هذه الأمور التي وردت في الرسالة وقد رأت من هول القبر والحساب ما رأت، وهذا ما أفتى به فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي فيقول فضيلته:

فالشخصيات التي تحضر وتزعم أنها أرواح من سبقونا من الأهل والأحباب، ليست إلا شياطين وقرناء من الجن يلبسون على الناس ما يلبسون.

لا ريب أن الناس في حيرة أمام هذه الأسئلة، وهم يسمعون من هذا ما يناقض ذاك، وهم يريدون أن يخرجوا من هذه الحيرة والبلبلة برأي ديني صحيح صريح يضع الحق في نصابه، ويرد الناس إلى الصراط المستقيم.
والذي لا نستطيع أن ننكره، أن هناك أشياء خفية تحضر في جلسات التحضير رآها الكثيرون رأي العين تحرك السلال والأقلام تكتب وتجيب، أحيانًا بالخطأ وأحيانًا بالصواب، وإنكار هذا مكابرة في نظر من شاهدوا تلك الظاهرة، وهرب من مواجهة المشكلة بما يزيد الإشكال.

والذي نعتقده كذلك نحن المؤمنين بالأديان أن في الكون قوى غير منظورة وعوالم كثيرة غير محسوسة، منها:.

1-أرواح الموتى: فعقيدتنا أنها باقية بعد الموت، وأنها لا تفني بفناء الجسد، وأنها تنعم أو تعذب، وأن القرآن أخبرنا عن الشهداء، أنهم: (أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ) (سورة آل عمران: 169، 170) . وهذا طبعًا بالنسبة لأرواحهم أما أجسادهم فقد تكون عظامًا نخرة أو ترابًا مبعثرًا.

وقد أخبر النبي أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه. (رواه مسلم من حديث أنس ).
وقد شرع النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته إذا سلموا على أهل القبور، أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقولون: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن اللاحقون " (رواه مسلم من حديث عائشة) .. وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد: (قال ابن القيم في كتاب " الروح ": والسلف مجمعون على هذا، وقد توافرت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به ).

وهذا بناء على أن الروح ذات قائمة بنفسها كما هو مقتضى أصول أهل السنة، وقد تظاهرت على ذلك أدلة القرآن والسنة والآثار والاعتبار والعقل والفطرة وأقام ابن القيم رحمه الله على ذلك أكثر من مائة دليل . وقد خاطب الله النفس بالرجوع والدخول والخروج، ودلت النصوص الصريحة على أنها تصعد وتنزل وتقبض وتمسك وترسل وتنفتح لها أبواب السماء وتسجد وتتكلم ... إلخ . ما ورد.

2-الملائكة،وهم خلق نوراني غير محسوس، يقومون بوظائف شتى منها حفظ الإنسان، وكتابة أعماله وتوفى روحه (إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) (سورة الطارق: 4) (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ) (سورة الرعد: 11)، (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ) (سورة الانفطار: 10، 11)، (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) (سورة السجدة: 11)، (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين) (سورة النحل: 32)، (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا). (سورة فصلت: 30 ).

وعالم الملائكة عالم مفطور على طاعة الله، ليس له شهوة تفتنه عن ذكره (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ) (سورة الأنبياء: 20)، (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ). (سورة التحريم: 6 ).

3-الجن،وهم عالم روحي آخر، ولكنهم مكلفون كالإنسان، ولذلك يوجه القرآن الخطاب إلى الفريقين " يا معشر الجن والإنس " (سورة الرحمن: 33 ).

وفي القرآن سورة كاملة عن الجن تحدثوا فيها عن أنفسهم وعن علاقتهم برجال من الإنس، وأن منهم المسلمين ومنهم القاسطين (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً. وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (سورة الجن: 14)، والكفرة من هؤلاء الجن هم الشياطين وهم ذرية إبليس وجنوده وقد قال الله عنهم: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ). (سورة الأعراف: 27 ).

إذا عرفنا هذا فمن أي هذه العوالم الثلاثة تلك الأرواح الخفية التي تحرك السلال والأقلام ؟.

لا نستطيع أن نقول: إنها أرواح الموتى الذين كانوا معنا بالأمس، فإن كثيرًا من هذه الأرواح المستحضرة، تدخل فيما لا يعنيها، وتفتي بما لا تعلم وتقول ما لا تعرف وتكذب في أشياء، وتتطاول على الغيب الذي استأثر الله به، وما نظن أرواح الموتى فارغة لهذا العبث، فهي إما في نعيمها أو عذابها، في روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.

والعجيب أننا لم نسمع عن روح واحدة لكافر أو فاجر صدقت الناس ما تعانيه من عذاب الله الذي أخبر القرآن أنها تلقاه بمجرد الموت (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ) (سورة الأنعام: 93)، (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ) (سورة الأنفال: 50)، (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (سورة غافر: 46)، (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ . وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ . وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ . فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ. تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ. فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ . وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ . فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ . وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ . فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ . وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ). (سورة الواقعة: 83 - 95 ).

فهذه منازل الأرواح عقب الموت، وقد صرحت الآيات بأن أرواح المكذبين الضالين لها نزل من حميم وتصلية جحيم.

فهل يمكن أن تكون أرواح الكفار والملحدين العصاة طليقة من كل قيد بحيث . تذهب حيث تشاء وتستجيب لكل من يطلبها لا رقيب عليها ولا حسيب ؟!.

وفي الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتلى بدر من المشركين فألقوا في قليب - بئر - ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: " يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان، هل وجدتم ما وعد ربكم حقًا ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا، فقال له عمر: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا ؟ فقال: والذي بعثني بالحق، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جوابًا ".

فإذا كانت هذه الأرواح لا تستطيع مجاوبة النبي الكريم وهو أعمق البشر حاسة روحية، وأوصل الناس بعوالم الغيب، فكيف بغيره من بني الإنسان ؟.

وقد استدل بعضهم على جواز استحضار الموتى بقراءة القرآن بقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى). (سورة الرعد: 31 ).

والحق أن في الآية دلالة واضحة على أن تكليم الموتى بالقرآن ممتنع فقد ورد في سبب نزولها أن مشركي مكة اقترحوا على النبي تعنتًا أن يسير بقرآنه الجبال عن مكة فتتسع لهم، ويتخذوا فيها البساتين، وأن يفجر بقرآنه الأرض عيونًا وأنهارًا، وأن يتلوه على موتاهم فيخاطبوهم ويخبروهم بصدقه، فأنزل الله هذه الآية (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) أي لو أن قرآنًا سيرت به الجبال ... إلخ . لكان هذا القرآن . وكلنا يعلم أن (لو) تفيد امتناع جوابها لامتناع شرطها.

وإذا كانت هذه الأشياء الخفية التي تحضر أو تستحضر ليست هي أرواح الموتى فإنا نعتقد كذلك أنها ليست ملائكة، فهي كما قلنا تكذب وتتناقض وتستطيل على الغيب، وتزعم لنفسها أسماء من البشر، وما هكذا تكون الملائكة، بل هم عباد لله مكرمون (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ). (سورة الأنبياء: 27

لم يبق بعد هذا إلا أن تكون هذه القوى الخفية من عامل الجن والشياطين، وفي العقيدة الإسلامية متسع لمثل هذا، فوجود الجن والشياطين حقيقة مقرة، ومع كل إنسان قرينه من الشياطين كما معه قرينه من الملائكة . وفي الحديث " ما من أحد إلا وله شيطان " (رواه مسلم) وفي القرآن: (قال قرينه: ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد). (سورة ق: 27).

ومن حسن الحظ أن هذا الذي نعتقده قد قاله سكرتير جمعية الأهرام الروحية الأستاذ حسن عبد الوهاب الذي استقال منها، وأعلن توبته ووزع منشورًا يذيع فيه رأيه على الناس، وقد نشرته صحيفة الجمهورية في 23 من رمضان سنة 1379هـ، منه هذه الفقرات: " لقد أزال الله عن قلبي في شهر رمضان غشاوة الضلال، وثبت لي أخيرًا ثبوتًا قاطعًا لا شك فيه أن الشخصيات التي تحضر وتزعم أنها أرواح من سبقونا من الأهل والأحباب، ليست إلا شياطين وقرناء من الجن يلبسون على الناس ما يلبسون، والآن وأنا أودع هذه الحقبة الشقية من عمري، أجدد إسلامي، وأستعيد إيماني، وأودع زملاء أعزاء، لا أحمل لهم في قلبي إلا كل عطف وإشفاق ورثاء، ملحًّا على الله في الدعاء أن ينير بصيرتهم، وينقذهم من أوحال هذه العقيدة الفاسدة.. ".

ثم ما الغرض الذي من أجله تستحضر الأرواح ؟ أهو سؤالها عما كان وما يكون من شئون غيبية ؟.
ومن قال: إن الأرواح - جنًا أو ملائكة وغيرها - تطلع على الغيب المطلق وتخبر به ؟ والله يقول في شأن الجن مع سليمان: (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) (سورة سبأ: 14) ويقول على لسانهم: (وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) (سورة الجن: 10) ويعلن عن موقف الخلق جميعًا بالنسبة للغيب فيقول: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) (سورة النمل: 75) (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا) (سورة الأنعام: 59) ويقول على لسان خاتم الرسل: (وَلَوْ كُنتُ
أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ). (آية: 188 سورة الأعراف ).

وهل هذا الاستنطاق بالغيوب إلا من قبيل الكهانة والتكهن الذي أعلن الإسلام الحرب عليه: " من أتى عرافًا أو كاهنا فسأله فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - (رواه أحمد والحاكم وصححه وأقروه)، " ليس منا من تكهن أو تكهن له " (رواه الطبراني والبزار عن عمران بن حصين بإسناد حسن) إنها الكهانة القديمة في زي جديد.

وما يصدق أحيانًا من بعض ما تخبر به تلك الأرواح ليس غيـبًا حقيقيا، بل هو غيب نسبي مما يعرفه بعض الناس عن بعض، ويعرفه قرناء الإنسان من الجن والإنس . وما أقل ما يصدق وما أكثر الكذب والخلط في تلك التنبؤات، ولكن الناس عادة ينسون الكذب في 99 مرة ويتذكرون الصدق مرة واحدة ولعله صدفة من الصدف.

أم أن الغرض من تحضيرها هو العلاج الروحي كما يقال ؟.

وندع سكرتير الجمعية الروحية المستقيل يجيب عن هذا فيقول: " أما عن بدعة العلاج الروحي الذي تعلن عنه جمعية الأهرام الروحية بين حين وآخر فهي عملية إيحاء وهمي، وأنا شخصيًا أنفقت نصف عمري في هذه العملية، وكنت مريضًا طيلة هذه المدة بأكثر من مرض لازمني إلى اليوم، وكان من الأولى - وأنا مؤسس الجمعية وصاحب أكبر مكتبة روحية، أن أعالج نفسي، أقولها بكل أسف: لم يحدث شيء من هذا.... ".

إن نبي الإسلام قد اتخذ الأسباب الظاهرة في الوقاية والعلاج، وقال - فيما رواه البخاري -: " إنما الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، أو شرطة محجم، أو كية بنار " . فحصر الشفاء فيما يعرفه الناس في زمنه وفق السنن المعتادة، وقد احتجم هو، وأمر بالحجامة لغيره وبعث بطبيب إلى بعض الصحابة، وحارب تعليق التمائم والودع وغيرها مما يزعم الناس أثره الخفي في العافية والشفاء وقال: " من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا ودع الله له " (رواه أحمد والحاكم والطبراني عن عقبة بن عامر ورجالهم ثقات كما في الفيض) . " من علق تميمة فقد أشرك ". (رواه أحمد والحاكم وأبو يعلى بإسناد جيد كما في الفيض ).

فما الغرض إذن من وراء هذه الظاهرة وإذاعتها وشغل الناس بها في هذه الآونة اللهم إلا بلبلة الأفكار، واضطراب العقائد، وصرف الناس عن الجد باللعب واللهو، والحياة حولنا لا تلهو ولا تلعب ؟ . ولقد أثبت بعض الباحثين أن وراء ظاهرة تحضير الأرواح يد الصهيونية العالمية، التي تستغله لتحقيق أهدافها في دنيا الناس. (انظر بحث الأستاذ الدكتور محمد محمد حسين " الروحية الحديثة دعوة هدامة " ففيه حقائق ومعلومات ذات خطر لابد أن تُعرف ).

ربما كان للغرب عذر إذا انشغل بمثل هذه الأشياء ليرفه عن نفسه ويخفف بها غلواء ماديته، فقد أغرقته المادية إلى أذنيه، فلا عليه إذا تسلى بالأرواح وتحضيرها بعد أن حطّم الذرة وغزا الفضاء.

أما نحن الذين نحفر الصخر بأظافرنا لنصل ما انقطع، ونتدارك ما فات، ونلحق بالركب بل نسبقه إن أمكن، فكيف نشغل أنفسنا بمثل هذا العبث، وعندنا من روحانية ديننا، وفلسفة عقائدنا، وخصوبة إيماننا ما يغذي أشواقنا الروحية ويشبع نهمنا الوجداني والفطري، وينير بصائرنا، ويفسر لنا حقيقة الكون والحياة والإنسان!

أما إن كان في هذا الشر من خير فهو ما تتضمنه هذه الظاهرة من شيء تغص به حلوق الماديين الملحدين الذين ينكرون كل ما لا يحس، ويجحدون ما وراء المادة ولا يذعنون إلا لما يدخل المعمل، وما يخضع للمجهر، والمخبار، فلا روح ولا جن ولا ملائكة فهل يستطيعون بمقاييسهم المادية أن يفسروا لنا هذه القوى الخفية المجهولة ؟! كلا، إنهم يفرون من ذلك بالسكوت أو المكابرة والإنكار.

أما المؤمنون فهم لا يغمضون أعين قلوبهم عما في الكون من قوى وعوالم منظورة حدثهم عنها قرآنهم العزيز وصدق الله (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَمَا لَا تُبْصِرُونَ . إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ). (سورة الحاقة: 38 - 40 ).







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

مساء الفل والاناناس مساء جميل لاحلي الناس مساء مكتوب بماء الماس مساءلذيذ مملوء احساس

قديم 25-01-2007, 12:45 AM   رقم المشاركة : 12
rahaalhot
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية rahaalhot
 





rahaalhot غير متصل

ويمكنكم مطالعة الفتوى التالية:
تُقرِّر الأديان كلُّها أن الإنسان مادةٌ وروح. قال تعالى ( إذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِين. فإذا سَوَّيتُه وَنَفَخَتُ فيه مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَه سَاجِدين ) ( ص: 71-72 )، وأنه أحد العوالم الثلاثة التي كلَّفها الله بعبادته، وهي: الملائكة والإنس والجن، وكلُّها مادة وروح وإن كانت مادة الملائكة هي النور، ومادة الإنس هي الطين، ومادة الجن هي النار.
والروح سرُّها عجيب لا يدرِك الإنسان منه إلا قليلاً، على الرغم من إدراكه الكثير من سر المادة، قال تعالى ( وَيَسْأَلُونَك عَن الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ومَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إلا قَليلًا ) ( الإسراء: 85 ) واهتمَّ علماء المسلمين بدارستها وبيان أثرها في الحياة وفي الفكر وفي السلوك وفي مصيرها بعد خروجها من البدن بالموت. ومن الكتب المؤلَّفة في ذلك كتاب الروح لابن القيم.
وعلى الرغم من الاتجاه المادي للعالم الغربي نشطت أخيرًا الدراسات الروحية، في كليات أو معاهد خاصة، وتكوَّنت جمعيات تمارس أنشطة متصلة بالروح، كبعض الأنشطة التي مارسها بعض المسلمين وغيرهم، باسم السِّحر وتَحْضِير الأرواح، وما إلى ذلك، ونريد هنا أن نبين موقف الإسلام من تحضير الأرواح.
إن الأرواح هي لثلاثة أصناف من العوالم، الملائكة، والإنس ومعهم الحيوانات والطيور وكلُّ ما يدب على الأرض، والجن.
فما هي صلة الإنسان بهذه الأرواح؟
1 ـ الملائكة عالمٌ شفاف مخلوق من نور، يعطيهم الله القدرة على التشكل بالأشكال المختلفة، ولئن كان الله سخَّرهم لصالح البشر في مهمات وَكَلَها إليهم كتبليغ الوحي وتسْجيل ما يقع من الناس من أقوال وأفعال، ومعونة المؤمنين في الحرب وغيرها، فإن كلَّ أنشطتهم بأمْر الله وتوجيهه، لا سلطان لأحد غيره عليهم، ولا يستطيع إنسان أن يتسلَّط عليهم، ولا أن يستعين بهم مباشرة، إلا بأمر الله سبحانه، ولمَّا فَتَرَ الوحي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يشتاق لنزول جبريل عليه، فلم ينْزِل إلا عندما أذِنَ الله له. فقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام قال لجبريل: " ما يمنعُكَ أن تزورنا أكثر مما تزورنا "؟ فنزلت ( ومَا نَتَنَزَّلُ إلا بِأَمْرِ رَبِّكَ ) ( مريم: 64 ) ومن هنا لا يمكن لبشر أن يُحضر ملَكا أو يحضِّر روحه.
2 ـ الإنسان عندما تُفارق روحه جسده لا يعرف بالضبط مكانها إلا الله سبحانه، وإن جاءت الأخبار بأن لها صلة بالميت بقدر ما يسمع ويجيب على سؤال المَلَكَيْن، ويحسُّ بالنعيم والعذاب ويردُّ السلام على من سلَّم عليه، أو بقدر أكبر من ذلك، كما قيل عن الأنبياء في قبورهم، وكما قيل عن الشهداء في قوله تعالى ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون ) ( آل عمران: 169 ) فقد روى مسلم وغيره أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئِلَ عن ذلك فقال: "أرواحهم في جوفِ طيْرٍ خُضْرٍ لها قناديل معلَّقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع عليهم رَبهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ فعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن تَرُدَّ أرواحنا في أجسادنا حتى نُقْتَل في سبيلك مرة أخرى. فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا ".
وستظل الأرواح محبوسة عند الله لا تردُّ إلى الأجساد إلا عند البعث من القبور للحساب. قال تعالى: ( حَتى إذا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فيمَا تَرْكَتُ، كَلّا إنَّها كَلِمَةٌ هو قَائِلُهَا ومِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُون ) ( سورة المؤمنون: 99-100 ).
ولا يمكن لبشر أن يتسلَّط على روح الميت ويحضِّرها ويتحدَّث إليها لتخْبِرَه بما هي فيه من نعيم أو عذاب، أو بأحداثٍ في الكون غائبة عنه، وقد يحدث الاتصال بها ـ دون تسلُّط عليها ـ في الرؤى والأحلام، ويقول المهتمون بتعبير الرؤيا: إن أحوال الميت وما يقوله ويخبر به حق؛ لأنه انتقل من دار الباطل إلى دار الحق. وقد سبق بيان قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه البخاري ومسلم " مَنْ رآني في المنام فسيراني في اليقظة ـ أو كأنما رآني في اليقظة ـ لا يتمثل الشيطانُ بي " لكن هذه الرؤى ليست باختيار الإنسان، وليس فيها تسلُّط على الأرواح.
3 ـ الجن عالمٌ شفاف خُلِقَ من نار، يعطيهم الله القدرة على التشكل بالأشكال المختلفة، وكما لا تُرى الملائكة في حالتها النورانية، إلا بإعجاز من الله تعالى، كما قيل في رؤية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لجبريل في الغار وليلة المعراج، لا يرى الجن في حالتهم الشفافة، كما قال تعالى: ( إنَّه يَرَاكُمْ هوَ وَقَبِيلُه مِنْ حَيْثُ لا ترَوْنَهُمْ ) ( سورة الأعراف: 27 ) ولهم عالمهم الخاص من الأكل والشرب والتزاوج، وسائر الأنشطة التي تنظِّم حياتهم، ومنهم الصالحون وغير الصالحين، كما قال سبحانه: ( وأنَّا منَّا الصَّالِحُونَ ومِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ) ( سورة الجن: 11 ). وقد التقى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ببعضهم واستمعوا القرآن وآمنوا، كما جاء في سورة الأحقاف (الآية: 29 وما بعدها).
وتسلُّط الإنس على الجن لم يكن لأحد إلا لسيدنا سليمان ـ عليه السلام ـ بأمر ربه، حيث سخَّر الله له الريح والشياطين، كما في قوله تعالى: ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي، إنَّكَ أَنْتَ الوَهَّاب. فَسَخَّرْنَا لَه الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِه رُخَاءً حَيْثُ أَصَاب. والشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاص. وآخَرين مُقَرَّنين في الأصْفَاد ) ( سورة ص: 35 ـ 38 )، وقد روى البخاري ومسلم أن عِفْريتًا من الجن تفلَّت عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد أن يقطع عليه صلاته، فأمسَك به وخَنَقَه، وأراد أن يربِطه في سارية من سواري المسجد، لكنه تذكَّر دعوةَ أخيه سليمان، فأطلقه. وجاء في رواية مسلم قوله: " والله لولا دعوةُ أخي سُليمان لأصبح مُوثقًا يلعب به وِلْدانُ أهل المدينة " وفي رواية النسائي بإسناد جيد أنه خنقه حتى وجد بَردَ لسانه على يده.
ومن هنا لا يمكن لبشر أن يتسلَّط على الجن بتحضيره وقهره على عمل معيَّن، لكن الجن يتسلطون على الإنس ويقهرونهم على سلوك معين، إلا من أعطاه الله القوة فنجَّاه منهم، قال تعالى على لسان إبليس: ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَّنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إلا عِبَادَكَ مِنْهُمْ المُخْلَصِين ) ( سورة ص: 82 - 83 ). كما أن المتمردين منهم يمكنهم بغير الوسوسة والإغواء أن يضروا الإنس بأي نوع من الضرر، حيث لا دليل يمنع من ذلك.
وقد صحَّ أن كل واحد من بني آدم له قرينٌ يلازمه من يوم ميلاده إلى أن يموت، روى مسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " ما من مولودٍ يُولد إلا نخَسَه الشيطان فيستهل صارخًا من نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه " ثم قال أبو هريرة راوي الحديث: اقرءوا إن شئتم ( وإنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ) ( سورة آل عمران: 36 ).
ويتسلُّط هذا القرين على صاحبه يحاول إفساد حياته عليه، إلا العباد المخْلَصين، كما التزم وهو أمام الله بقضاء منه سبحانه ( إنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إلَّا مَنْ اتَّبَعَكَ مِن الْغَاوِين ) ( الحجر: 42 ). يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه مسلم " ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينه من الجن " قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: " وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير " أي: فأَسْلَمَ القرين، أو فَأَسْلَمُ أنا من القرين؛ لأن الله أعانني عليه.
غير أن الإنسان إذا لم يستطع التسلُّط على الجن إلا بإذن الله، فليس ذلك بمانع أن يتصل به ويتعاون معه ليُحَقِّق له بعض الأغراض وهذا الاتصال يتم بعدة أساليب، ووقع ذلك لبعض الناس في القديم والحديث، وعُرف منهم الكُهَّان والعَرَّافون والسَّحرة. وكان من هذا الاتصال ما يسمى الآن بتحضير الأرواح. وهذا التحضير كما سبق ذكره لا يكون لأرواح الملائكة ولا الآدميين بعد موتهم، وإنما هو لهذه الأرواح المعروفة بالجن.
والقرين من الجن له قدرة على تقليد صاحبه في صوته وقد يتشكَّل بشكله، وهو على دراية واسعة بحاله الظاهرة، وقد يكون بحاله الباطنة أيضًا مما تدُل عليه الظواهر، وللقرناء صلة ببعضهم يعرفون عن طريقها الأخبار التي تحدث للناس، فيمكن لقرين سعد مثلاً أن يعرف أحوال سعيد عن طريق سؤال قرينه، ومن هنا يمكن لقرين سعد أن يخبر سعدًا بحال سعيد، إما بصوت يسمعه ولا يرى صاحبه، وهو ما يعرف باسم الهاتف، وإما بطريق آخر من طرق الإخبار، وقد يكون هذا القرين مساعدًا لصاحبه في بعض الأعمال فتسهل عليه، وقد يكون على العكس مشاكسًا فيضع العراقيل في طريقه فيحس بالضيق والألم وقد يحصل غير ذلك فإن عالم الجن عالم غريب يخفى علينا الكثير من أحواله. وكل هذه التصرُّفات في دائرة الإمكان.
فإذا قام إنسان ـ على مواصفات معينة وبطرق مختلفة ـ بتحضير روح إنسان فهو يحضِّر روح قرينه، الذي يستطيع أن يقلِّد صوته ويخبر عن كثير من أحواله، وعن أمور غائبة عرفها القرناء وتبادلوا أخبارها، فيحسب الإنسان أن الرُّوح التي تتكلَّم هي روح آدمي، وهي روح قرينه، التي لا تستطيع أبدًا أن تخبر عن المستقبل فمجالها هو الحاضر الذي يخفى على بعض الناس. ذلك أن الجن لا يعلمون الغيب أبدًا، قال تعالى: ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إلَّا اللهُ ) ( النمل: 65 ) وقال عن جِنِّ سُلَيْمان بعد موته ( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِين ) ( سبأ: 14 )، وقد يكذِب القرناء في أخبارهم، فيقول قرين الكافر مثلاً إنه في نعيم، وهو بنص القرآن في عذاب أليم، والروح الحقيقية لأي إنسان لا تكذب بعد الموت، فهو في دار الحق التي لا كذِب فيها، ولم يحدث أن ادَّعى من يزاولون تحضير الأرواح أنهم أحضروا روح نبي من الأنبياء؛ وذلك لأن الشياطين لا تتمثل بهم، ولا تستطيع تقليد أصواتهم، كما يحدث من القرناء مع بقية البشر.
فالخلاصة أن تحضير الأرواح هو تحضير لأرواح الجن وليس لأرواح الملائكة أو البشر، ولا يجوز الاعتمادُ على ما تخبر به هذه الأرواح، فقد تكون صادقة وقد تكون كاذبة فيما تقول. وتحضير أرواح الجن أمر ممكن غير مستحيل، لعدم ورود ما يمنعه، ولحدوثه واقعًا والذي لا يمكن ويُسَمى خرافة هو تحضير أرواح الملائكة وأرواح بني آدم.
ومن الواجب ألا يُسْتَغل إمكان تحضير الجن استغلالاً سَيئا، كما يفعل الدجالون والمُ شَعوذون، كما أن من الواجب ألا يخرج بنا الحماس في مقاومة الدجل والشعوذة إلى حد الإنكار لوجود الجن، فهم موجودون ومكلَّفون مثل البشر، وهم يستطيعون الإضرار بالناس بإذن الله، كما يضر الناس بعضهم بعضًا، وليس هذا الإضرار قاصرًا فقط على الوسوسة والإغواء، بل منه ما يكون في الماديات التي تتعلَّق بالإنسان في مأكله ومشربه وملبسه، بل وفي جسمه، فليس هناك دليل على منعه، والأمر بالتسمية لطرد الشيطان معروف.
والواجب أن نتحصَّن بقوة الإيمان والثقة بالله، والإقبال على طاعته والبُعْد عن معصيته ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، وأن نَزِنَ أمورنا بميزان العقل الذي كرَّمنا الله به، وأن نُحَكِّمه فيما لم يرد فيه نص من كتاب أو سنة، وما استعصى علينا فهمه ينبغي ألا نبادر بإنكاره، بل علينا التريُّث والتدبُّر حتى تتضح الأمور وتظهر الأدلة القاطعة على صدقه أو كذبه.

والله أعلم







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

مساء الفل والاناناس مساء جميل لاحلي الناس مساء مكتوب بماء الماس مساءلذيذ مملوء احساس

قديم 25-01-2007, 12:46 AM   رقم المشاركة : 13
rahaalhot
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية rahaalhot
 





rahaalhot غير متصل

الجزء الرابع عشر ( الــعــيـن )
________________________________________
(14)الــعــيـن
العين لغـة : يقـال عـان الرجـل يعينه عيـنا فهـو عائـن ,, والمصـاب معيـن على النقـص ,, ومعيـون على التمـام .. أصـابه بالعـين ,,, وفي لسان العرب : المعين المصاب بالعين ,, والمعيون الذي فيه عين .. تقـول : عنت الرجل أصبته بعينـك فهـو معين ومعيـون ,, ورجـل عـائن ومعيــان وعيــون
واصطلاحا : حقيقة العين نظـر باسـتحسـان مشــوب بحســد من خبيث الطبـع يحصـل للمنظـور منـه ضـرر ..
قال ابن القيـم : هي سـهام تخـرج من نفس الحاسـد ,, والعائـن نحـو المحسـود ,, والمعين تصيبه تارة وتخطئـه تارة فإن صادفته مكشـوفا لا وقاية عليه أثـرت فيه ,, ولا بد ,, وإن صادفتـه حذرا شـاكي السـلاح لا منفذ فيه للسـهام لم تؤثر فيـه ,, وربـما ردت السـهام على صاحبـها وهـذا بمثابة الرمي الحسـي ســواء ,, فهـذا من النفوس والأرواح ,, وذاك من الأجســام والأشــباح
الأدلــة على إثـبات الإصـابة بالعيــن
أولا : من الكـتـاب :
قال تعالى على لســان يعقـوب عليه السـلام : ( يا بني لا تدخـلوا من باب واحـد وادخلـوا من أبواب متفـرقة وما أغني عنكـم من الله من شيء إن الحكـم إلا لله عليـه توكلـت وعليـه فليتـوكل المتـوكلـون )
قال ابن عباس ومجاهد : إنه خشـي عليهم العين , وذلك أنهم كانـوا ذوي جمال وهيئة حسـنة ومنـظر وبهاء فخشـي عليـهم أن يصيـبهم الناس بعيـونهم فإن العين حق تسـتتنزل الفـارس عن فرسـه
وقال تعالى : ( وإن يكـاد الذين كفـروا ليزلقـونك بأبصارهم لما سـمعوا الذكر ويقـولون إنه لمجنـون وما هو إلا ذكر للعالميـن ) قال ابن عباس : ( ليزلقونك ) لينفذونك ( بأبصارهم ) أي : يعينونك بأبصارهم بمعنى : يحسـدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل
وقال تعالى : ( قل أعـوذ برب الفلق * من شـر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حـاســد إذا حســـد ) .. والشاهد من الآية قوله : ( ومن شـر حاسـد إذا حسـد )
ثانيـا : من الســنة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ونهى عن الوشـم )
وعن عائشـة رضي الله عنها . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اسـتعيـذوا بالله من العيـن فإن العيـن حـق )
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ولـو كـان شـيء سـابق القـدر لســبقتـه العيـن ,, وإذا اســتغســلتـم فاغســلوا ) وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن العين لتُـولـع بالرجـل بإذن الله حتـى يصعـد حالقـا فيتـردى منـه ) .. رواه أحمد .. ومعنى : لتولع : أي : أن العين تلازمه فتأثر فيه حتـى يصعـد مرتفعـا ثم يسـقط من أعـلاه
وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتى بعد قضاء الله وقدره بالعين )
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن , عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : كان إذا اشـتكى رسـول الله صلى الله عليه وسلم , رقاه جبـريل , قال : ( باسم الله يُبريك , ومن كل داء يشفيك , ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين ) وعن جابر رضي الله عنه . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت عميس : ( ما لي أرى أجسـام بني أخي ضارعة " نحيفة " تصيبـهم الحـاجة ؟ قالت : لا ,, ولكن العين تسـرع إليـهم ,, قال : ارقيهم . قالت : فعرضت عليه فقال : ارقيهم )
فقد دل القرآن والسنة على أن نفس حسد الحاسد يؤذي المحسود , فنفس حسده شر بالمحسود من نفسه وعينه , وإن لم يؤذه بيـده ولسـانه ,, فإن الله تعالى قال : ( من شر حاسـد إذا حسـد ) فحقق الشر منه عند صدور الحسد ,, والقرآن ليس فيه لفظ مهملة ,, لكن قد يكون الرجل في طبعه الحسد وهو غافل عن المحسود ولاه عنه ,, فإذا خطر على قلبه انبعثت نار الحسد من قلبه فيتأذى المحسود بمجرد ذلك ,, فإن لم يسـتعذ بالله ويتحصن به ,, ويكون له أوراد من الأذكار والدعوات والتوجه إلى الله والإقبـال على الله تعالى ,, وإلا ناله شــر الحاســد ولا بــد
أنــــواع الـعــيـن

عيـن إنـسـيـة : وهـي التـي تصـدر مـن البـشـر .. وعيـن جنيــة : وهـي التـي تصـدر مـن الجــن ..
وقـد أثبـتت الأدلـة الشـرعيـة كلا النـوعيــن : العيـن الإنسـية ودليـل ثبـوتـها :
قوله صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة حين عان سهل بن حنيف : (( عــلام يقتُـل أحدكـم أخــاه ))
العيـن الجنيـة ودليـل ثبـوتـها :
ما روته أم سـلمة رضي الله عنها . أن النبي صلى الله عليه وسلم ,, رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ,, فقال ،
(( اســـترقـوا لهـا فإن بهـا نظــرة ))
قال الحسين بن مسعود الفراء : والسفعة لون يخالف لون الوجه ,, قال الخطابي : عيـون الجـن أنفـذ من الأســنة ,, وقال ابن القيـم : العيـن عينـان : عيـن إنسـية , وعيـن جنيـة ,, وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : وقوله ( ومن شر حاسد إذا حسـد ) يعم الحاسد من الجن والإنس فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضـله
كيــف تـؤثــر الـعـيــن

يجب أن نعلم أن العين وغيـرها لا تؤثر إلا بإرادة الله تعالى ومشيئـته ,, وقد يعين الإنسان نفسه وقد يعين غيره ,, وقد يعين بغير إرادته وقد يصيب العائن من غير الرؤية كأن يكون أعمى أو كأن يكون المعيون غائبا ويوصف له من غير أن يراه ,,, وقد تصيب العين مع الإعجاب ولو بغير حسد ,, وقد تصيب العين الرجل المحب ومن الرجل الصالح ,, لذلك يسـن لمن وقع بصره على شـيء يعجبـه من نفسـه أو أهله أو غيـره أن يذكـر بـما ورد

قال ابن القيـم : " ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وإن لم يره وكثير من العائنين يؤثر في العين بالوصـف من غيـر رؤيـة " ويقول أيضا : " وأصله من إعجاب العائن بالشيء ,, ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين ,, وقد يعين الرجل نفسه وقد يعين بغير إرادته وهذا أردأ ما يكــون مـن النــوع الإنســانـي " .. قال ابن حجر : " وقد أشـكل ذلك على بعض الناس ,, فقال :
كيـف تعمـل العيـن مـن بُعـد حتـى يحصـل الضـرر للمعيــون ؟؟
والجــواب :
أن طبائـع الناس تختـلف ,, فقد يكون ذلك من سم يصـل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون , وقد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال : إذا رأيت شيئا يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني .. فالذي يخرج من عين العائن سهم معنوي إذا صادف البدن لا وقاية له أثر فيه ,, وإلا لم ينفذ السهم بل ربما رُدّ على صاحبه كالسـهم الحسـي سـواء "
وقال الشـيخ محمد بن عبد الوهـاب : " وهذه العين إنما تؤثر بواسطة النفس الخبيثة وهي بمنزلة الحية إنما يؤثر سمها إذا عضت فإنها تتكيف بكيفية الغضب فتحدث فيها تلك الكيفية السم فتؤثر في الملسوع ,, وربما قويت حتى تؤثر بمجرد النظر وذلك في نـوع منها يؤثر بمجرد النظر فتطمس النظر وتسقط الحَبَل كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الأبتر وذي الطفيتيـن منـها "
الواجـب نحــو الـعـائـن

قال ابن القيـم : " وقد قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء : إن من عُرف بذلك حبســه الإمام وأجرى عليه إلى الموت ,, وهذا هـو الصـواب قطـعا " .. وقال القاضي عياض : " قال بعض العلماء : ينبغي إذا عُرف واحد بالإصابة بالعين أن يجتنب وأن يحترز منه وينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس ,, ويلزمه بلزوم بيته ,, وإن كان فقيرا لزمه ما يكفيه ,, فضرره أكثر من آكل الثوم والبصل الذي منعه النبي صلى الله عليه وسلم من دخـول المسـجد لئلا يؤذي الناس ومن ضرر المجذوم الذي منعه عمـر بن الخطـاب رضي الله تعالى عنـه " .. وذكر الإمام النـووي نحـو ذلك
سـبل الوقـاية من الـعـيـن وكيفيـة دفـع
شــر الحاســد عن المحســود
وضع الشارع سـبلا كثـيرة للوقاية من العين وهي :
التعـوذ بالله من شــر الحاســد وقـراءة المعوذتيـن .. لقوله تعالى : ( ومن شر حاسـد إذا حسـد ) .. ولما روى
أبو سـعيد الخدري : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان ,, فـلما نزلتـا أخذ بهما وتـرك ما ســواهمــا )
الدعاء بالبركة إذا رأى المرء ما يعجبه .. قال الإمام النووي : ويستحب للعائن أن يدعو للمعين بالبركة فيقول : ( اللهم بارك فيه ولا تضـره ) ,, وأن يقـول : ( ما شـــاء الله لا قــوة إلا بالله ) ..يقول ابن كثير عند قوله تعالى : ( ولولا إذ دخلت جنتـك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) أي : " هلا إذ أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت الله على ما أنعم به عليك وأعطاك من المـال والولـد مـا لـم يعطـه غيـرك وقلـت مـا شـــاء الله " .. وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من رأى شـيئا فأعجبه فقال : ما شـاء الله لا قوة إلا بالله لـم يضـره ) .. وعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأى أحدكـم من نفسـه ومالـه وأعجبه ما يعجبه فليـدع بالبـركــة ) والتبـريك : أن يقول : ( تبارك الله أحسـن الخالقين , اللهم بارك فيه ) أو ( اللهم بارك فيه ولا تضره )
الصبـر على العائن وعدم التعـرض له أو ايذائه لقوله تعالى : ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بُغي عليه لينصرنه الله )
الإحســان إلى من عُرِفت إصابته بالعين كإحسـان الغني إلى الفقيـر المستشـرف لما في يـد الغنـي
سـتر ما يخشـى عليه الإصـابة بالعيـن ,, فإن العين استشراف النفس نحو ما يعجبها ,, فإذا كان لدى الإنسان ما يخشى عليه العين فعليه أن يحرص على عدم إظهاره وإبرازه لا سيما أمام من عُرف بالعين مع اليقين التام بأن كل شيء يقع بأمر الله تعالى وتقديره ,, كما قال تعالى : ( وما هم بضـارين به من أحد إلا بإذن الله ) ,, فقد روي أن عثمان رأى صبيا مليحا فقال : دسّـموا نونتـه كيـلا تصيبه العين ,, ومعنى دسّموا أي : سوِّدوا ,, والنونة : النقبة التي تكون في ذقن الصبي الصغير
الاســتعانة على قضـاء الحـوائج بالســر والكتــمان
تقـوى الله تعالى وحفظه عنـد أمره ونهيـه ,, فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره
قال تعالى : ( وإن تصـبـروا وتتـقـوا لا يضــركـم كيـدهـم شـــيئـا )
الصـبر على عدوه وأن لا يقـاتلـه ولا يشـكوه ولا يحدِّث نفسـه بأذاه أصــلا
التـوكـل على الله فمـن توكـل على الله فهـو حســبه
الإقبـال على الله ,, والإخــلاص له ,, وجعل محبته ورضـاه والإنابـة إليه في محل خواطـر نفسـه ,, فإذا صار كذلك فكيف يرضـى لنفســه أن يجعل بيـت أفكــاره وقلبـه معمـورا بالفكـر في حاســـده
تجـريد التـوبة إلى الله تعالى من الذنـوب التي سـلطت عليه أعـداءه , فإن الله تعالى يقـول : ( ومـا أصـابكـم مـن مصيـبـة فبـما كســـبت أيـديـكــم )
إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسـان إليه . وهذا من أصعب الأسباب على النفس , وأشقها عليها ولا يُوفَّق له إلا من عَظُم حظـه من الله تعالى فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ازددت إليه إحسانا وله نصيحة وعليه شفقـة
تجريد التوحيـد والتـرحل بالفكـر في الأسـباب إلى المسـبب العزيز الحكيـم .. فإذا جرَّد العبد التوحيـد فقد خرج من قلبه خوف ما سـواه . من خاف الله خافه كل شيء . ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء .. ومن خاف شــيئا غيـر الله سُــلِّط عليــه ... وهـو الجامع لذلك كلـه وعليـه مـدار الأســباب
الأمــراض النفســية

الإعـراض عن الله تعالى والصـدود عن ذكـره واجـتراح الســيئات كل ذلك يسـبب عدم الإرتيـاح النفسـي وعدم الطمأنينـة .. وصدق الله العظيـم إذ يقول : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشـة ضنكـا )
والضـغوظ النفسـية ومشـاكل الحياة الطبيعية ربـما سـببت للإنسـان حالة من المتغيرات النفسـية ,, فالمرء في هذه الحياة يخضـع لكثير من المتغيـرات التي تنعكـس على اسـتقراره النفسـي ,, فلو فجع الإنسـان مثـلا بمـوت حبيب أو قريب ولم يكـن عنـده من الإيمـان ما يجعله يسـلم لقضـاء الله وقدره فلا شـك أن حالتـه النفسـية سـتنهار وبالتـالي ربـما لازمه الحـزن مدة من الزمـن .. بل إن الأمراض العضوية تنعكس على نفسـية المريض وبالتالي ينعكس ذلك في تعامله مع أهله ومع الناس ,, فلو أن إنسـانا أصيب بألم أرقّه طوال ليله فلـم ينـم كيف سـتكون حالته النفسـية ؟؟
وحتـى الفـراغ القـاتل يجعـل الإنسـان غيـر مسـتقر نفســيا .. فكلها أمور لها علاقة بالحالات النفسـية إذ أن السحر قد يصيب الإنسان بمرض نفسي فترى المسـحور لا يقرّ له قرار ولا يهدأ له بال ,, وكذا المصروع في بعض الحالات
وأيا كانت الحالة المرضية فعلاجها بالإيمان والقرآن والرجوع إلى الله تعالى والتسـليم لقدر الله تعالى وقضائه .. ولا مانع من العلاج الحديث لمعالجة الأمراض النفسية ما لم يكن في ذلك حرام .. لكن يجب أن نعلم أن الطب النفسي ما لم يرتبط بالإيمان وبالله تعالى فإن نجاحه يكون ضعيفا .. وقد قال استشاري في الطب النفسي : يأتي إلينا بعض المرضى ونعالجهم بعضهم لا يستفيـد , وبعد مدة يأتينا وهـو على أحسن حال , فنسـأله ماذا فعلـت , فيقول : تعالجت بالقرآن
المعاصـي وآثـارها علـى العبـد
إن للذنوب والمعاصي آثارا بليغة على العاصي في الدنيا والآخرة ,, يقول ابن القيم : وهل في الدنيا شر وبلاء إلا الذنوب والمعاصي .. واليوم كثير من الناس قد أصبح أسـيرا للمعاصي والذنوب التي قيدته وكلبته فما عاد يسـتطيع حراكا ,, واستحوذت عليه شـياطين الإنـس والجـن فكانت حياته تعيسـة ومعيشـته ضنكا .. إن كثيرا ممن يصابون بالسحر ومس الجن إنمـا يكونون غالبا ممن بعـدوا عن الله تعالى .. إن الأمـراض النفسـية كثيـر منهـا سـببه البعـد عن الله تعالى واجتراح السـيئات .. ولنسـافر مع ابن القيـم وهـو يحدثنـا عن آثـار الذنوب على قلب المـرء ونفســه
يقـول ابن القيـم " يرحمه الله تعالى " عن آثـار الذنـوب :
ومنها : وحشـة يجدها العاصـي في قلبه بينه وبين الله لا يوازنها ولا يقارنها لذة ترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة لكان العاقل حريا بتركها ,, وشـكا رجل إلى بعض العارفين وحشـة يجدها في نفسـه فقال له : إذا كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس .. وليس على القلب أمر من وحشة الذنب على الذنب فالله المستعان
ومنها : الوحشـة التي تحصل بينه وبين الناس ولا سيما أهل الخير منهم ,, فإنه يجد وحشة بينه وبينهم وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم وحرم بركة الإنتفاع بهم وقرب من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحمن وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم فتقـع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا من نفسه
ومنها : ظلمـة يجـدها في قلبـه حقيقـة يحـس بها كما يحـس بظلمة الليل البهيـم إذا ادلهمّ فتصـير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسـية لبصـره ,, فإن الطاعة نور ,, والمعصية ظلمة , وكلما قويت الظلمة ازدادت حيـرتـه







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

مساء الفل والاناناس مساء جميل لاحلي الناس مساء مكتوب بماء الماس مساءلذيذ مملوء احساس

قديم 25-01-2007, 12:47 AM   رقم المشاركة : 14
rahaalhot
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية rahaalhot
 





rahaalhot غير متصل

الجزء الخامس عشر ( قصص عن العين )
________________________________________
(15)قصص عن العين
الملك الرهيب
" الفونس الثالث عشر " ملك أسبانيا ففي عام ( 1923 م ) قرر زيارة إيطاليا زيارة رسمية لتقريب وجهات النظر السياسية , وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ..
أقام الأسطول الإيطالي " لأجل هذه الزيارة " استقبالا رسميا مهولا , وفي الواقع لم يكن المسئولون في الأسطول الإيطالي يعلمون مدى ما يتمتع به هذا الملك من دقة في إلحاق الضرر بمن تقع عينه عليه ..
كان الملك " الفونس الثالث عشر " معجبا جدا بهذا الإستعراض لدرجة أن الأحداث بدأت تتوالى بشكل غريب ومخيف
إنفجار في إحدى الغواصات المشاركة في الإستعراض مما أدى إلى قتل عدد لا بأس به من رجال البحرية الإيطاليين وتدهور مدفع ضخم كان قد أعد مسبقا لإطلاق ( 21 ) طلقة إحتفالا بمقدم الملك مما أدى إلى انفجاره ومقتل جميع من كانوا حوله من الجنود الإيطاليين , و وفاة أحد ضباط البحرية بشكل مفاجىء بعد تأديته للتحية العسكرية للضيف العزيز .. كما يروى أيضا عن هذا الملك أنه توجه يوما إلى بحيرة " جلينو " الجميلة ولم يُخف الملك إعجابه بذلك السد الذي كان مشيدا هناك , وفي ثوان معدودة تحطم السد وانهار تماما مما نتج عنه غرق خمسين شخصا وتشرد خمسمائة آخرين أصبحوا بلا مأوى ..
وكنتيجة طبيعية لسوء سمعة الملك .. فقد رفض الدكتاتور الإيطالي " موسوليني " مقابلة الملك " السعيد " وأوفد بدلا منه مندوبا عنه ليجري معه اللقاء المفترض , وذلك خوفا من عينه ..
الشيخ " أحمد القطان "
يقول الشيخ " أحمد القطان "
قبل أحد مواسم الحج بثلاثة أشهر بالضبط أصبت باختفاء صوتي , وبالأخص عندما أعدّ خطبة الجمعة وأذهب للصعود إلى المنبر , وكأن هناك من يخنقني من الداخل , فيذهب صوتي ويختفي .. وكنت أحضر معي بعض الأدوية والمنبهات وأشربها قبل أن أصعد المنبر , وأعالج نفسي حتى أنتهي من الخطبة بصعوبة شديدة , إلى أن اختفى صوتي تماما فأصبحت أخاطب الناس بالإشارة ..
فقال لي بعض الناس : " لعلها من كثرة الدروس والمحاضرات " فأعط لنفسك راحة " , فانقطعت عن الخطب والدروس والمحاضرات وسافرت إلى تركيا للراحة والاستجمام , ولكن لم يعد صوتي بل على العكس , فكلما ازددت راحة زاد صوتي اختفاء .. إلى أن عرضت نفسي على الأطباء هنا وهناك , وكلهم يقولون بعد الفحص " ما نرى شيئا " وشربت أشكالا وألوانا من الأدوية فلم تؤثر , وفي الحج قلت : " ليس لها إلا الله "
والتقيت بمئات الإخوة في الحج , وأرغموني على أن أقول دروسا , فقلت لهم : " لا أستطيع فكل كلمة أقولها لا بد أن أشرب معها الماء " قالوا : اشرب , ووضعوا الماء أمامي , فإذا قلت : " الحمد لله رب العالمين .. " أشرب الماء , وإذا قلت : " الرحمن الرحيم " أشرب الماء , وهكذا , والصوت لا يكاد يسمع إنما أهمس همسا ..
فلما رأوا حالي هكذا حزنوا وتأثروا , وعاهدوني على أنهم في عرفات يدعون الله أن يشفيني , وفي عرفات ألح الإخوة بالدعاء .. ولما عدت مرة ثانية بعد الحج , وإذا بأخ يأتي فيقول : " هناك امرأة في الجامعة كانت تحفظ القرآن كله , ثم أصبحت وقد نسيت سورتا غافر ويس فجأة , وأصبحت تقرأ القرآن ولا تفهم منه كلمة واحدة , فتعال وانظر في حالها فقلت : " إن شاء الله تعالى " ..
وفي اليوم التالي جاء نفس الشخص وقال : " هناك خبر آخر " قلت : ما هو ؟ قال : " تبين أن هذه المرأة يتلبسها بين الحين والحين شيء لا تدري ما هو , ثم إن هذا الشيء جاءها في المنام فقال لها : " أنا من الجن , وأنا الذي فيك وأخبري القطان أنه مصاب بالعين , فليرق نفسه " ..
ومن هنا بدأت أفتح الكتب مثل " زاد المعاد , كتب ابن تيمية وكتاب عمر الأشقر في عالم الجن والشياطين " فعثرت على أحاديث وآيات لعلاج العين , والعين حق , وبدأت أقرأ وبعد الحج بإسبوع عاد الصوت كما كان بفضل الله وحوله وقوته , بل عاد أقوى مما كان , فقد كنت في الدرس الواحد أو الخطبة عندما أبدأ يكون الصوت قويا , ولكن إذا انتصف أو جئت في آخره يكون الصوت ضعيفا أو واهيا ومبحوحا , أما الآن فإني " بفضل الله " لو استمر درسي إلى الصبح فالصوت يحتفظ بقوته بفضل الله ورحمته ..







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

مساء الفل والاناناس مساء جميل لاحلي الناس مساء مكتوب بماء الماس مساءلذيذ مملوء احساس

قديم 25-01-2007, 12:48 AM   رقم المشاركة : 15
rahaalhot
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية rahaalhot
 





rahaalhot غير متصل

الجزء االسادس عشر ( علاج العين )
________________________________________
(16)عــلاج الـعــيـن

أولا : أمــر الـعـائـن بالإغتســـال إذا عُــرف

وهـذا من أفضل علاج للعين ,, فإذا اغتسـل العائن أُتي بالماء الذي اغتسـل به العائن ويصب على رأس الإنسـان
وذلك بأن يؤتى للرجل العائن بقدح ,, فيدخل كفّه فيه ,, فيمضـمض ثم يمجه في القدح ,, ثم يغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على كفه اليمنى في القدح ,, ثم يدخل يده اليمنى فيصب بها على كفّه اليسـرى صبة واحدة ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه الأيمن ,, ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأيسر ثم يدخل يده اليسرى فيصب بها على قدمه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب بها على قدمه الأيسر ثم يدخل يده اليسرى فيصب بها على ركبته اليمنى ثم يدخل يده اليمنى ويصب بها على ركبته اليسرى كل ذلك في قدح ثم يدخل داخلة إزاره في القدح ولا يوضع القدح في الأرض فيصب على رأس الرجل الذي أصيب بالعين من خلفه صبة واحدة

ودليـل الاغتسـال ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ,, فعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : اغتسـل أبي سهل بن حنيف بالخرار فنزع جُبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر إليه وكان سهل شديد البياض ,, حسن الجلد ,, فقال عامر : ما رأيت كاليـوم جلد مخبأة عذراء ,, فوعك سهل مكانه واشتد وعكه ,, فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوعكه ,, فقيل له : ما يرفع رأسـه ,, فقال : هل تتهمـون له أحد ؟ قالـوا : عامر بن ربيعة ,, فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيظ عليه فقال : علام يقتل أحدكم أخاه ؟! ألا بركت اغتسـل له ,, فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ,, ثم صُـب عليه من ورائه فبـرأ سـهل من ســاعتـه ) .. ويقول صلى الله عليه وسلم : ( إذا استغسلتم فاغســلوا ) .. وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين )


كيفيـة معـرفة العائـن ومواجهتـه بالأمــر


يعــرف العائـن بأمــور منـها مـا يـلـي :
أن يكـون معروفا ومشـهورا عند الناس بإصابته بالعين بإذن الله تعالى ,, ويكـون في مجلـس ويصـاب أحد من كـان في المجلـس ,, فيكـون هـذا العائـن مظـنـة الإصـابـة بالعيــن

أن يتكلم أحد على أحد سواء مواجهة أو في غيبته فإن كان الحديث في وجهه يأمره بالاغتسال وإذا كان في غيبته فعلى من كان مع العائن أن ينصحه بتقوى الله تعالى وإذا علم بأن العين قد أصابت من تحدث فيه عليه أن يأمر العائن بالاغتسال أيضا

مواجـهــة الـعـائـن إذا عُــرف



من المشاكل الكبيرة التي تواجه المعين أو أهله كيف يواجهـون العائن ؟؟ فهم يخشون غضبه وغضب أهله من جهة ويخشــون أن تتـرتـب على ذلك قطيعـة أو ما شابه ذلك .. فنقول لهؤلاء :
أولا : يجب التأكد من العائن فإن النبي صلى الله عليه وسلم ,, قال حين أعان عامر بن ربيعة سهل بن حنيف : ( هل تتهمون أحـدا ؟ ) قالـوا : عامر فدعـاه .. إلخ .. والشـاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم تأكد ممن أعان عامر بن ربيعة وإنما يكون التـأكد بصـدور الكـلام من العـائـن ,, أو بإخبـار أحد عنه أو غيـر ذلك من القرائن الدالة على العائن

ثانيـا : إذا لـم يكـن هنـاك تأكـد تـام فعلـى الأقـل غلبـة ظـن

ثالثـا : يُنظـر في حال العائن .. هل هو ممن يخاف الله تعالى ويقبل المواجهة ؟ فإن كان كذلك يذكر بالله تعالى ويقال له الأمر بكل صراحـة

رابعا : إذا كان ممن يظن أن العين منه وهو ممن يغضب إذا وُوجه ,, فهذا يذكر بالله كثيرا ويخوَّف به ,, ويرسـل له أقـرب النـاس إليـه ,, ويســتعطف لحـال مـن بـه الـعـيـن

خامسـا : إذا رفض الاغتسـال فهل يجبـر عليه ؟ هذا محل نزاع ,, قال المازري : والصحيح عندي الوجوب ,, وإذا كان المعين سيهلك وجب على العائن الاغتسال ,, لأنه يكون حينئذ متعينا عليه إنقاذ نفس مشرفة على الهلاك

ثانيـا : الرقيـة مـن الـعـين



قد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على الرقية من العين ومنـها :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر أن نسترقي من العين )

وعن أنس رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رخَّص في الرقية من الحمة والعين والنملة )

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوِّذ الحسن والحسين ويقول : (( أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة .. ويقول : هكذا كان إبراهيم يُعوّذ إسحاق وإسماعيل عليهما السلام ))



رقيــة الـعـيــن

( باســم الله أرقيـك , من كل داء يؤذيك , ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشـفيك باسم الله أرقيـك )

( باسم الله يُبريك , ومن كل داء يشفيك , ومن شر حاسد إذا حسد , ومن شر كل ذي عيـن )

( أعـوذ بكلمات الله التامـات من شــر مـا خلـق )

( أعـوذ بكلمات الله التامة من كل شـيطان وهامة ومن كل عين لامة )

( أعـوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاورهن برِّ ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ , ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض , ومن شر ما يخرج منها , ومن شر فتن الليل والنهار , ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخيـر يـا رحمــن )

( أعــوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضــرون )

( اللهم إني أعـوذ بوجهـك الكريم وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته , اللهم أنت تكشـف المأثـم والمغـرم ,, اللهم لا يهـزم جنـدك ولا يخـلف وعـدك ســبحـانـك وبحمــدك )

( أعـوذ بوجه الله العظيم , الذي لا شيء أعظم منه , وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر , وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ , ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره , ومن شر كل ذي شر أنت آخـذ بناصيتـه , إن ربـي على صــراط مســتقيـم )

( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت ربُّ العرش العظيم , ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن , لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم )

( تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو إلهي وإله كل شيء , واعتصمت بربي وربُّ كل شيء , وتوكلت على الحي الذي لا يموت , واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله , حسبي الله ونعم الوكيل , حسبي الربُّ من العباد , حسبي الخالق من المخلوق , حسبي الرازق من المرزوق , حسبي الله هو حسبي , حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يُجار عليه , حسبي الله وكفى , سمع الله لمن دعا , وليس وراء الله مرمى , حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيـم )

فمن جرب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها .. وهي تمنع وصول أثر العائن وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها وقوة نفسه واستعداده وقوة وثبات قلبه , فإنها سلاح والسـلاح بضـاربه







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

مساء الفل والاناناس مساء جميل لاحلي الناس مساء مكتوب بماء الماس مساءلذيذ مملوء احساس

قديم 25-01-2007, 12:49 AM   رقم المشاركة : 16
rahaalhot
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية rahaalhot
 





rahaalhot غير متصل

الجزء السابع عشر ( كيــف تطــرد جنيــا من البيــت )
________________________________________
(17)كيــف تطــرد جنيــا من البيــت



إذا تيقنت أن في البيت جنيا فتكون طريقة إخراجه كالآتي :
تذهب أنت واثنان معك إلى البيت المقصود وتقول : ( أناشدكم بالعهد الذي أخذه عليكم سليمان أن تخرجوا وترحلوا من بيتنا أناشدكم الله أن تخرجوا ولا تؤذوا أحدا ) تكرر هذا ثلاثة أيام .


إذا استشعرت بعد ذلك بشيء في البيت تحضر ماء في أناء وتضع إصبعك فيه وتقرب فاك منه وتقول بسم الله . أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام , وسلطان الله المنيع نحتجب وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ومن شر شياطين الأنس والجن ومن شر كل معلن أو مسر , ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار , ويكمن بالليل ويخرج بالنهار , وشر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر إبليس وجنوده ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها أن ربي على صراط مستقيم , أعوذ بما استعاذ به إبراهيم وموسى وعيسى , ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر إبليس وجنوده ومن شر ما يبغى . أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ( بسم الله الرحمن الرحيم والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا أن ألهكم لواحد رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق أنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب )


ثم تتبع بهذا الماء جوانب الدار فتضع منه في كل جانب من جوانبها فيخرجون بأذن الله تعالى . فها هو العلاج بين يديك وما عليك إلا أن تخلص النية أثناء الدعاء وتستعين برب الأرض والسماء




الطرق المحرمة لإخراج الجـــن



طريقة الزار
لقد أحدث الناس حفلات لم تكن من دأب السلف , ولكنها من مبتدعات هذا الزمن الذي راجت فيه المنكرات وطغت فيه الماديات والأستمتاع بكثير من الشهوات , ومنها حفلات الزار الآثمة التي تقام بحجة شفاء المريض وإزالة ما ألم به من صرع , فيكثر فيها الفساد ويمحى فيها الأحتشام وينفق في سبيلها أموال طائلة طالما سببت أزمات اقتصادية ومساوئ خلقية ومضار اجتماعية

طريقة الأسترضاء

يقوم المعالج باسترضاء الجني الصارع , فيلبي له جميع طلباته , فأحيانا يطلب منه ذبح حيوان أو لبس ذهب أو شرب دخان أو غيرها من الأمور المحرمة وفي ذلك إعانة الظالم على ظلمه , طاعة الجني في معصية الله تعالى , تزيد طغيان الجني طغيانا وكفرا وعتوا وتمردا وغالبا ما ينكث الجني عهده معهم ويعاود المريض مرات ومرات


طريقة الاستعانة

هذه الطريقة لا يقوم بها إلا ساحر فيستعين بالجني الذي يخدمه لاستخراج الجني الصارع للمريض فأحيانا يكون جني الساحر أضعف فلا يستطيع وأحيانا يكون أقوى فيستطيع


طريقة الإقسام
يقوم الساحر بالأقسام على الجني الصارع بسيده من الجن , لأن الجن قبائل وعشائر , منهم القوي والضعيف ومنهم السيد والمسود ومنهم العظيم والحقير فيقوم الساحر بالتعرف على قبيلة الجني الصارع وذلك بمساعدة الجني المساعد للساحر , ثم يقسم على الجني بعظيم هذه القبيلة وسيدها فيخاف الجني ويخرج وهذا فيه من الشرك ما لا يخفى

طريقة سجن الجني الصارع


يقوم الساحر بالتقرب إلى رؤساء هذه القبيلة بأنواع معينة من الشرك ثم يطلب منهم سجن هذا الجني حتى لا يصرع هذا الآدمي فيقومون بسجنه

طريقة تعذيب الجني وقتله

مثل الطريقة السابقة بالتقرب والتوسل حتى يتم المطلوب . ولا حظ أنه لا يكون ذلك إلا بالشرك بالله تعالى والعياذ بالله سبحانه و تعالى


طريقة حرق الجني الصارع

هذه الطريقة مثل سابقتيها ولكن الشرك يكون أعظم




نصــائح للوقــاية من الصـــرع



* المحافظة على الأذكار النبوية * إذا قفزت من مكان عال فسم بالله الرحيم الرحمن
إذا ألقيت ماء ساخن على الأرض فسم بالله الرحمن الرحيم
إذا دخلت حجرة مظلمة فسم بالله الرحمن الرحيم
* لا تؤذ كلبا أو قطة
* لا تنم وحدك فإذا اضطررت فعليك بالوضوء وأذكار النوم
* لا تتبول أو تتبرز في جحر
* لا تقتل حية من الحيات التي تظهر في البيوت
* لا تتوغل في الصحراء بالليل
* إذا رميت شيئا ثقيلا على الأرض فسم بالله الرحمن الرحيم
* إذا تعرضت إلى غضب لا تحاول أن تفر من مكانك أو ترمي شيئا أو غيره بل الواجب ذكر الله تبارك وتعالى والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم

* إذا دخلت الخلاء فعليك بدعاء دخوله ( بسم الله اللهم أني أعوذ بك من الخبث والخبائث من الرجس النجس الشيطان الرجيم )


فصل في قتل الحية


إذا رأيت حية في البيت فعليك أن تؤذنها ثلاثة أيام لقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليه ثلاثا فأن ذهب وإلا فاقتلوه فأنه كافر ))
أما صفة التحريج أن تقول كما قال صلى الله عليه وسلم : (( أنشدكم بالعهد الذي أخذه عليكم سليمان بن داود أن لا تؤذوننا ولا تظهرن لنا )) وقال مالك : يكفي أن يقول : أحرج عليك بالله واليوم الآخر أن لا تبدوا لنا ولا تؤذوننا


إذا رأيتها بعد ثلاثة أيام فاقتلها فهي أما شيطانة أو جن يهودي أو نصراني أو جن مسلم متعد أو حية حقيقية


إذا رأيت في البيت حية ( ذا طفيتين ) أو حية بتراء فاقتلها ولا تؤذنها , وذو الطفتين : هي حية لها خطان أبيضان وقيل أسودان على ظهرها والحية البتراء هي حية قصيرة الذيل . وذلك لأمره صلىالله عليه وسلم بقتل الأبتر وذي الطفتين
إذا وجدت حية خارج البيت فاقتلها أيا كان نوعها فالنهي مخصوص بالعوامر

إذا وجدت حية في المسجد فاقتلها وهذا قول الأمام مالك رحمه الله تعالى







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

مساء الفل والاناناس مساء جميل لاحلي الناس مساء مكتوب بماء الماس مساءلذيذ مملوء احساس

قديم 25-01-2007, 12:51 AM   رقم المشاركة : 17
rahaalhot
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية rahaalhot
 





rahaalhot غير متصل

الجزء الثامن عشر ( مساكن الجن )
________________________________________
(18) مســـــــاكنـــهم
جاء في الحديث ما يدل على أن مســاكن المســـلمين من الجن القرى والجبال ,, ويقال لتلك المساكن الجُلَّس ومســاكن الجن الكفار ما بين الجبال والبحار ,, ويقال لتلك المســـاكن " الغور "

فعن بعض الصحابة : نزلنا مع رســول الله صلى الله عليه وسلم منزلا في بعض أســـفاره ,, فخرج لحاجته ,, وكان إذا خرج لحاجته يبعد ,, فأتيته بأداوة من ماء ,, فســمعت عنده خصومة رجال ولغطا ما سمعت أحد من ألســنتهم ولا أرى أشخاصهم ,, فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إختصم الجن المســلمون والجن المشركون فسألوني أن أسكنهم ,, فأسكنت الجن المسلمين الجُلَّسْ ,, وأسكنت الجن المشركين الغور ))
وغالبا ما يوجد الجن في محال النجاســـات والقاذورات ,, كمحل نحو الإبل , والحمامات , والمراحيض , والمزابل والأماكن الموحشــة : كالأودية والقبور , ومواضع القتلى , وبيوت الأصنام , والكنائس , والديورة ,, فقد كانت الجن تدخل في الأصنام وتخاطبهم ومن ثم جاء النهي عن الصلاة في تلك الأماكن لأنها مأوى الشياطين ومن مساكنهم الجحر , ومن ثم كره البول فيه كذلك ,, ومن ذلك البياض المتخلل بين الزرع ويقال له القزع ,, وقد جاء الحديث نهي الرجل أن يتغوط بالقزع لأنه مســــكن الجن ..
وجاء في الأثر عن أبي أمامة الباهلي : أنّ إبليس لما نزل إلى الأرض مطرودا مذءوما مدحورا , قال : يا رب , أنزلتني وجعلتني رجيما , فاجعل لي بيتا , قال : الحمّام , قال : فاجعل لي مجلسا , قال : الأسواق ومجامع الطرق , قال : واجعل لي طعاما , قال : ما لم يذكر إسم الله عليه , قال : فاجعل لي شرابا , قال : كل مسكر , قال : فاجعل لي مؤذنا , قال : المزامير وآلات اللهو , قال : فاجعل لي قرآنا , قال : الشعر , قال : فاجعل لي خطا , قال : الوشم , قال : فاجعل لي حديثا , قال : الكــذب , قال : فاجعل لي مصــائد , قال : النســـاء ... فهذه تسعة أشياء طلبها إبليس لتكون له عونا على أداء مهمته التي طلب الإنظار إليها .
ومسـاكنهم أيضا صدور بني آدم

ففي حديث : (( أن عثمان بن أبي العاص رضي الله تعالى عنه قال : قلت يا رسول الله ,, إن القرآن يتفلّت منّي فوضع يده على صدري وقال : يا شــيطان ,, أخرج من صدر عثمان ,, فما نســيت شـيئا بعده ))

وفي شعب الإيمان , عن ثابت قال : بلغنا أنّ إبليس قال : يا رب إنك خلقت آدم وخلقت بيني وبينه عداوة فسلطني عليه أي : وعلى بنيه , قال : صدورهم مسـاكن لك , قال : يا رب , زدني , قال : ( لا يولد لآدم ولد إلا لك عشرة ))
وتمامه عن ثابت رضي الله تعالى عنه قال : (( بلغنا أنّ إبليــس قال : يا رب إنك خلقت آدم وجعلت بيني وبينه عداوة فسلطني , قال : صدورهم مســاكن لك , قال : ربي زدني , قال : لا يولد لآدم ولد إلا ولك عشـــرة , قال : ربي زدني قال : تجري منهم مجرى الدم , قال : ربي زدني , قال : إجلب عليهم بخيلك ورجلك , وشــاركهم في الأموال والأولاد فشكا آدم عليه السلام إبليس إلى ربه , قال : يا رب إنك خلقت إبليس , وجعلت بيني وبينه عداوة وبغضا , وسلطته عليّ وأنا لا أطيقه إلا بك , قال : لا يولد لك ولــد إلا وَكلّتُ به ملكين يحفظانه من قرناء الســوء , قال : ربي زدني قال : الحسـنة بعشـر أمثالها , قال : ربي زدني قال : لا أحجب عن أحد من ولــدك التــوبة ما لم يغرغر ))

وفي الحديث : ( إن الله يبغض الشــاب الفارغ ,, لأن الشــيطان يعشش في قلبه ويبيض ويفرّخ ) ومن ثم قال الحلاج
( هي نفســـك إن لم تشـــغلها بالحق أشـــغلتــك بالباطــل )
الوســــــــــــــوســــــــــــــــــــة

قال الله تعالى ((( قل أعـــوذ برب النــاس ))) إلى آخر الســـورة ,,, قال القاضي أبو يعلى : الوسواس يحتمل أن يكون كلاما خفيا يدركه القلب , ويمكن أن يكون هو الذي يقع عند الفكرة , ويكون منه مــسّ وشـــكوك ودخول في أجــزاء الإنســان ,, خلافا لبعض المتكلمين في إنكار لشـــكوك الشــيطان في أجســـام الإنس , وزعمــوا أنه لا يجــوز وجود روحين في جســد واحد , ويدلّ عليه قوله تعالى ((( الذي يوســوس في صــدور النــاس ))) وقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الشــيطان يجـري من إبن آدم مجرى الدم , وأني خشـــيت أن يقذف في قلوبكــما شـــــيئا )) وقال إبن عقيل : إن قيــل : كيــف الوسوســة من إبليس وكيف وصوله إلى القلب ؟؟ قيـل : هـو كلام خفي تميل إليــه النفوس والطباع , وقد قيــل : يدخل في جســد بني آدم لأنه جسد لطيف ويوســـوس , وهو أن يحــدث النفــس بالأفكار الرديئــة ,,,, وأخرج أبوبكر بن أبي داود في " ذم الوسوسة " عن معاوية بن أبي طلحــة , قال : كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : (( اللهم أعمر قلبي من وساوس ذكرك واطرد عني وساوس الشـــــيطان )) وأخرج إبن أبي داود , عن إبن عباس في قوله ((( الوســواس الخنــاس ))) قال : مثــل الشيطان كمثل إبن عرس واضع فمه على فم القلب فيوسوس إليه ,, فإذا ذكر الله تعالى خنــس , وإن ســـكت عاد إليه , فهو الوسواس الخنّاس ..
وأخرج ســعيد بن منصور , وإبن أبي داود , عن عروة بن رويم : أنّ عيســى إبن مريم عليهما الســلام دعا ربه أن يُريه موضع الشــيطان من بني آدم , فجلى له , فإذا رأســه مثل رأس الحيــّة واضــعا رأســه على ثمــرة القلب , فإذا ذكر العبــد الله تعالى خنس " أي : غاب وتوارى " يوســوس برأســــه ,, وإذا ترك الذكر منــاه وحدّثــه , وإن ســـكت عاد إليـــه , فهــو الوســـواس الخنــّاس .. ,,, وأخرج إبن أبي الدنيا في ( مكائد الشيطان ) , وأبو يعلى , والبيهقي في
( شعب الإيمان ) عن أنس , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الشــيطان واضــع خطمه على قلب إبن آدم فإذا ذكر الله خنس , وإن نسى الله إلتقم قلبه ))
بيان أنّ كل إنســـان معه شـــيطان من الجـن

عن عائشــة رضي الله تعالى عنها أنها قالت : (( خرج من عندي رســول الله صلى الله عليه وسلم ليلا ففزعت عليه فجاء فقال : مالك يا عائشــة أخذك شــيطانك ؟ قلت : يا رسول الله : معي شــيطان ؟ قال : نعم ومع كل إنســان ,, قلت : و معك يا رســول الله ؟ قال : نعم ,, لكن ربّي عز و جل أعانني عليه حتى أسلم )) وفي رواية (( فأســلم )) أي : إنقاد وصار لا يأمر إلا بخيــر ... وعن إبن مســعود رضي الله تعالى عنه أنّ رســول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ما منكم )) وفي رواية : ( ما من أحد إلا وقد وُكّلَ له قرينه من الجن ) قال : وإياك يا رسول الله ,, قال : (( وإياي ولكن الله أعانني عليه فلا يأمرني إلا بحق )) وفي رواية (( إلا بخيــر ))
وعن نافع عن إبن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فُضّلتُ على آدم بخصلتين ,, كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أســلم وكان أزواجي عونا لي ,, وكان شــيطان آدم كافرا وزوجتــه عونا عليــه )) وحينئذ يكون من خصائصه صلى الله عليه وسلم قريــنه ,, وقد ذكره الجلال الســيوطي كذلك في خصائصه .
إعتراض وإجابة عنه

إعترض هذا أي : كون شيطانه أسلم فصار لا يأمر إلا بخير بأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل يقول : (( بســـم الله وضعت جنبي ,, اللهم إني أعوذ بك من فاحش شــيطاني ))

وأجيب : بأن ذلك كان قبل أن يســـلم شــيطانه هذا ,, وفي حياة الحيوان أجمعت الأمة على أن النبي صلى الله عليه وسلم وبقية الأنبياء معصومون من الشيطان ,, وإنما المراد تحذير غيره من فتنة القرين ,, ووسوسته وإغوائه ,, فأعلمنا أنه معنا نســتحذر منــه بحســـب الأماكــن
بيان تعرضهم للإنـس بالأذيــة

تعرضهم للإنس نصا تقدم عن عمار بن ياســـر ,, وما تقدم عن مجاهد ,, وما تقدم عنه صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما رويّ عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها : (( أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية فأخبر بأنها نفر من الجن )) ومن ذلك صرعهم لمن دخلوا بدنه من الإنس ,, وقد نقل أن نظرة الجن أنفذ من أســـنّة الرماح
بيان ما يمنعهم من المبيت ببيت الإنســــان

عن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشــاء , وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت , وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشـــاء )) مسلم في كتاب الأشــربة , باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما

مما يمنع الشيطان من المبيت ببيت الإنسان : أن يقول : بسم الله عند دخوله فقد جاء في الحديث أنّ من لم يفعل ذلك قال الشيطان : أدركنا المبيت ,, ومما يدفع شرهم : قول الإنسان ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )

ومما يدفع كيـدهم أيضا : الإسـتعاذة ,, وقراءة المعوذتين ,, لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بالتعوذ بهما ,, وكان يقول عند دخول الخـلاء : (( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث )) والخبث ذكران الشــياطين ,, والخبائث إناثهم ,,, وقراءة آية الكرسي فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( إن من قرأها عند النوم لا يزال عليه من الله حافظ ولا يعتريه شـيطان حتى يصبح ) وصح : (( من قرأها في بيته لم يدخل الشـــيطان بيته ثلاثة أيام ))

ومما يدفع شـرهم قول الإنســان حين يصبح وحين يمســـي ثلاث مرات : (( آمنت بالله وحده ,, وكفرت بالجن والطاغوت واســتمســكت بالعروة الوثقى لا إنفصام لها والله سـميع عليــم ))

ومن أعظم الأســباب النافعة لدفع شــرهم كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم صلي على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ,, وبارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

مساء الفل والاناناس مساء جميل لاحلي الناس مساء مكتوب بماء الماس مساءلذيذ مملوء احساس

قديم 25-01-2007, 12:52 AM   رقم المشاركة : 18
rahaalhot
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية rahaalhot
 





rahaalhot غير متصل

الجزء التاسع عشر ( نماذج من العرافة و الكهانة )
________________________________________
(19)نماذج من العرافة والكهانة
كهان الإغريق والمصريين

من أشهر مراكز التنبؤ في العالم القديم مركز ( دلفي ) في بلاد الإغريق , وكان اليونان يقصدون هذا المركز لاستشارة الكهنة فيما ينوون القيام به من أعمال , وكانوا يعظمون هذا المعبد , ويغمرون مذابح المعبد بالهدايا والقرابين وقد كان مركز ( دلفي ) يمتاز بالساحات الواسعة , ومحلى بالنوافير والمعابد الجميلة وبه ( أستاد ) عظيم ومسرح فخم وتماثيل مصنوعة من الرخام , وأخرى من البرونز أو الذهب , وأبدع رسومه أكبر الفنانين في عصره ..
وأشهر كاهنات ( دلفي ) كانت تدعى ( بيثا ) , وكان من دأبها أن تلوك بين أسنانها بعض أوراق شجر الغار , وتستنشق الغازات التي كانت تنبعث من شقّ في الصخر أسفل الكرسي الذي كانت تجلس عليه , وتشرب من مياه نبع
( كاسوتس ) فتعتريها شبه غيبوبة وتهذي بكلام ينبىء عما سيقع من أحداث في مستقبل الأيام ..
وأقدم من هذا المركز في اليونان مركز كهانة ( دودونا ) في جنوب مقدونيا وكان هذا المركز يقوم وسط مرج من أشجار البلوط , وكان الاعتقاد عند أهل ذلك العصر أن حفيف تلك الأشجار يحمل في طياته إرادة الإله ( زيوس ) ومشيئته ..
وكان الكهنة الدجالون يقومون بتفسير تلك الأصوات التي تنبعث من أوراق تلك الأشجار , ويعدونها الإجابة المنشودة عن الأسئلة التي كانت تنهال على الكهنة في ذلك المركز من قبل الوافدين إليهم من جميع أنحاء اليونان استنباء عما يخفيه القدر عنهم من أمور وأحداث ..
ومن مراكز الكهانة الشهيرة في العالم مركز ( آمنون رع ) في مصر , ويرجع تاريخ هذا المعبد الشركي إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد , وكان الشيطان قد عشش في ذلك المركز وباض , وكان يظهر للناس في شكل طيف يمثل الإله يتحدث إلى الناس , ويسمع الأسئلة ويجيب عنها , ويقال إن الإسكندر الأكبر عندما زار معبد ( آمنون رع ) في صحراء مصر خرج إليه ذلك الطيف وخاطبه قائلا : " إني أعدك بأنك تملك البلاد جميعا وتخضع لك جميع الأديان " وهؤلاء الكهان يزعمون أنهم يوحى إليهم , وهذا صحيح , ولكنه ليس بوحي رحماني بل وحي إبليسي شيطاني , قال تعالى : ( شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم )
والشيطان عندما يوحي إلى هؤلاء الكهان " كما هو مشاهد من أحوالهم " فإنه يُغشي على الواحد منهم , ويذهب عقله , ويأخذ في الهذيان , ويتكلم في حال غشيته , والمتكلم هو الشيطان ينطق بلسان الكاهن , ويجيب عما يسأل عنه , وعندما يفيق هذا الكاهن لا يدري عما سئل عنه وما أجاب به حال غشيته شيئا , وهذا كله مخالف لحال الرسل وعن كيفية وحي الله تعالى إليهم وكيف يكون حالهم عند الوحي .. فالرسول لا ينطق حال الوحي , ويكون الوحي نماء في جسده بحيث يثقل جسده ويتفصد جبينه عرقا , وهذا بخلاف حال الكاهن الذي يصفر وجهه ويضعف جسده وتنحل قواه , ويتحدث في حال غيبوبته , ولا يدري عما تحدث به بعد أن يفيق من غيبوبته شيئا ..
وقد فسر سقراط هذا الهذيان , بأنه هبة خاصة من السماء , ومنبع من أعظم النعم بين البشر ..
وكذب سقراط فإن هذا الهذيان وحي الشيطان لا وحي الرحمن وهو نقمة تغضب الرحمن وليس نعمة من الله سبحانه
واشتهر أيضا في البلاد المصرية معبد ( هليوبوليس ) وكان الناس يفدون إليه في كل بلد لاستشارة كهنته في أهم أمورهم , والمعروف أن الامبراطور الروماني ( تراجان ) أرسل قبل أن يشترك في حرب ( برثيا ) وفدا إلى هذا المركز لاستشارة كهنته في مصير هذه الحرب .. ويذكر التاريخ أن الكهنة أجابوا إجابة صامته وذلك بأن أرسلوا إلى ( تراجان ) غصن كرم مكسور دون أي تعليق أو شرح .. وقد قتل هذا الامبراطور في هذه الحرب وحمل جثمانه إلى روما ..
كهان العرب
كان الكهان منتشرين في الجزيرة العربية قبل الإسلام , وكانت لهم مكانة كبيرة عند العرب , وكان العرب يلجؤون إليهم لاستشارتهم في الأمور المعضلة , كما كانوا يستعملون منهم عن أمور الغيب , والأحداث التي تقع في مقبل الزمان .. روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : ( كان الطواغيت التي يتحاكمون إليها في جهينة واحد , وفي أسلم واحد , وفي كل حيّ واحد , كهان ينزل عليهم الشيطان )
وكانوا يتعاطون " بالإضافة إلى ما سبق " الطب ومداواة المرضى , وقد أثبت هذا العرب في شعرهم , وفي هذا يقول أحد شعرائهم :
فقلت لعراف اليمامة داوني فإنك إن داويتني لطبيب
وقال الآخر
جعلت لعراف اليمامة حكمه وعراف نجد إن هما شفياني
فقالا شفاك الله والله مالنا بما حملت منك الضلوع يدان
وعراف اليمامة هو رباح بن عجلة , وعراف نجد هو الأبلق الأسدي
ولم تكن الكهانة والعرافة وقفا على الرجال عند العرب , بل مارستها النساء أيضا , وقد عرف من الكاهنات العربيات في الجاهلية " ظريفة الخير " كاهنة حمير , " وسلمى الهمدانية وعفراء حمير وفاطمة بنت مرّ الهمدانية وسجاح التي ادعت النبوة .. ومن أشهر كهان العرب في الجاهلية شقّ وسطيح وخنافر بن التوأم الحميري وسواد بن قارب الدوسي







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

مساء الفل والاناناس مساء جميل لاحلي الناس مساء مكتوب بماء الماس مساءلذيذ مملوء احساس

قديم 25-01-2007, 12:52 AM   رقم المشاركة : 19
rahaalhot
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية rahaalhot
 





rahaalhot غير متصل

الجزء العشرون .. الأدوية الإلهيــة لعلاج الســحر و التفريق بين الزوجين
________________________________________
(20) الأدوية الإلهيــة لعلاج الســحر و التفريق بين الزوجين



التفريق بين المرء وزوجته لا يمكن إنكاره لأنه أصبح معلوما من الدين بالضرورة بدليل قوله تعالى :

(( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بأذن الله ))
والتفريق بين المرء وزوجه شيء حقيقي من صنيع الشيطان إذ يخيل لكل من الرجل والمرأة أن الآخر سيء المنظر أو الخلق ويحدث البغض والتنافر بينهما مما يطلب كل منهما فرقة الآخر والابتعاد عنه , كما أنه يسحر الرجل ( فيربطه ) أي يجعله لا يؤدي واجباته مع زوجته أي يعجز عن إتيانها وهو معروف باسم عقد الرجل أو ربطه من مباشرة زوجته , ولتوضيح هذا الأمر نقول أن العملية الجنسية بين الرجل وزوجه لا تتم إلا بالانتصاب الذي لا يتم إلا بعد ورود إشارة عصبية من أعضاء التناسل للمخ فإذا ما أثر أي مؤثر ما على المنطقة المسئولة عن أعضاء التناسل في المخ فبالتالي لا يحدث الانتصاب و يفشل الجماع

وقد ثبت أن الشياطين تصطدم بقاعدة المخ , و المركز المهيمن على أعضاء التناسل , ولهذا يقوم الساحر بالاستعانة بالشياطين ليصيب المركز المهيمن على أعضاء التناسل في المخ فلا يحدث الانتصاب ويفشل الجماع , وهذا يعتبر أقسى أنواع السحر وأشرها إيلاما وأكثرها تعذيبا إذ به يسحر الزوج على زوجته دون أي امرأة أخرى فيصيبه بتلك اللعنة الخبيثة , ولا يقتصر الرباط على الرجل وحده بل يصيب المرأة أيضا حيث أن الرجل عندما يجيء زوجته لا يجد لها عضو تأنيث أو يجده مسدودا

والشيطان له القدرة في التشكيل بأشكال مختلفة وقد يتمكن بتشكيل امرأة جميلة لتصبح أمام زوجها شمطاء بغيضة أو بوجه أشبه بقرد أو حمار فينفر منها زوجها وبالعكس عندما يتشكل بالمرأة الدميمة فتظهر أمام زوجها وكأنها ملكة جمال ويحبها زوجها وهذه كلها حسب عمل الساحر من حيث الكراهية أو الحب

ثم يجب أن نضع في يقيننا أن ليس كل عاجز جنسيا مربوط بعمل الساحر , فهناك حالات تعالج طبيا مثل المربوط بسبب عضوي أي العجز الجنسي , أو الوهم النفسي وهذه الأمراض لها الدواء والعلاج الشافي عند الطبيب بعد أذن الله تعالى طبعا ولا مجال للحديث عنها . . . ولا يجب ألا يغيب عن بالنا لحظة واحدة أن الشفاء من هذه الإصابات الشيطانية إنما تكون بأمر الله تعالى أولا وأخيرا ولذلك فنجد أن كل الطرق تعتمد على ذكر الله تعالى وتلاوة سور وآيات خاصة من القرآن الكريم لها قوة غير مردودة تنفذ إلى السحر فتدمره وتصل إلى الشيطان فترجمه و تلعنه وتخيب سعيه و تحبط كيده
عـلاج المربـــوط

للمربوط من الشيطان عدة طرق ووسائل ذكر منها ما جاء عن وهب أنه قال :
* يؤخذ سبع ورقات من السدر ( السدر أي النبق ) فتدق بين حجرين ثم تضرب بالماء ويقرأ عليها آية الكرسي ثم يشرب منه المسحور ثلاث حسوات , ثم يغتسل بباقيه , فأنه يذهب ما به وهو جيد للرجل الذي يؤخذ عن امرأته وقال الإمام ابن حجر يقرأ على الماء بعد دق السدر بحجرين آية الكرسي و القوافل ( قل يا أيها الكافرون , الإخلاص , الفلق , الناس )

وهذه طريقة أخرى عن أبي جعفر الرازي عن ليث قال :
( بلغني أن هذه الآيات شفاء من السحر بأذن الله تعالى , تقرأ في أناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور :
الآية الآتية من سورة يونس : ( فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر , إن الله سيبطله , إن الله لا يصلح عمل المفسدين . ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون )
ومن سورة الأعراف ( فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون . فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين . رب موسى وهارون )
ومن سورة طه ( إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى )
قال الشيخ أبو ذر القلموني في كتابه ( ففروا إلى الله ) وروى و الله أعلم
أن تلك الآيات السابقة تكتب بمداد طاهر كالزعفران ثم تذاب في كوب به ماء ثم يشرب منها المسحور يفعل ذلك ثلاث مرات الكتابة و الإذابة و الشرب

قال الشيخ عبد العزيز بن باز ( في جريدة المسلمون عام 1985 ) ومن علاج السحر بعد وقوعه أيضا وهو علاج نافع للرجل إذا حبس عن جماع أهله , أن يأخذ سبع ورقات من السدر ( النبق ) الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه , ويجعلها في إناء ويصب عليها من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها آية الكرسي و ( قل يا أيها الكافرون ) و ( قل هو الله أحد )
و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) وآيات السحر التي في سورة الأعراف وهي قوله سبحانه (وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون . فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ) والآيات التي في سورة يونس وهي قوله سبحانه ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته و لو كره المجرمون ) و الآيات التي في سورة طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى . قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى . فأوجس في نفسه خيفة موسى . قلنا لا تخف انك أنت الأعلى . وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ) وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي , وبذلك يزول الداء إن شاء الله تعالى وان دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس من ذلك حتى يزول الداء و تنكشف الغمة بأذن الله تعالى
بعض الأدوية الإلهيــة لعـلاج الســـحر

كما ذكر فأن الأدوية الإلهية هي أنفع الأدوية لعلاج السحر الناتج عن تأثيرات الأرواح السفلية الخبيثة , فأن السحر دائما يصيب الإنسان عندما يغفل عن ذكر الله تعالى وينصرف إلى التعلق بالدنيا وينغمس في الملذات والشهوات ولذلك تتسلط عليه الأرواح الخبيثة وتتمكن منه بسهولة وتوقع به ولذلك فأن من أقوى الأدوية للتحصين من السحر وطرد تلك الأرواح الشريرة الصلاة في جماعة والإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار ثم قراءة المعوذتين و ( قل هو الله أحد ) ( وآية الكرسي ) وذلك بعد الفراغ من صلاة العشاء وصلاة ركعتي السنة والشفع والوتر

وتذكر أنه كلما كان الإنسان قريبا من الله تعالى ذاكرا له مداوما على الاستغفار والاستعاذة من الشيطان الرجيم كلما خشي الشيطان الاقتراب منه , وفشل في الكيد له والإيقاع به وإصابته بسحره , ويعلم الشيطان جيدا هو وأعوانه من السحرة والكفرة الفجرة أن سحرهم وكيدهم إنما يؤثر في النفوس الضعيفة المحبة للشهوات والمنغمسة في الملذات , والتي تنأى عن ذكر الله تعالى ويغفل صاحبها عن الذكر والدعاء والاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم . وكذلك فأن السحر يصيب من لا يتوكل على الله حق التوكل ويسلم أمره إلى الله ويستعين بدلا من ذلك بالعباد الضعفاء ناقص الدين والأيمان من السحرة و المشعوذين الدجالين الأفاقين

طرق علاج الإصابة بالمــس الشــيطاني أو الصـــرع
وسائل اتصال الساحر بالشيطان عن طريق القرين والذي هو روح خبيثة يجعله الشيطان تحت إمرة الساحر حتى يعاونه في أعماله السحرية , وهذا القرين يتمتع مثل باقي عبيد الشيطان وأعوانه بالخبث والمكر ولذلك فعندما يجد هذا القرين الفرصة مواتية فأنه يهرب من الساحر ويدخل إلى جسد أي إنسان سواء كان طفلا أو رجلا أو امرأة مسببا له نوعا من مرض الصرع وهو ما يسمى بالمس الشيطاني . . . ولقد توصل علماء الإسلام إلى معرفة حقائق الصرع ووصفوا الطرق الناجحة لعلاجه وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحديث الذي يتناول مرض الصرع : فقد ورد في الصحيحين من حديث عطاء ابن أبي رباح قال : قال ابن عباس : (( ألا أريك امرأة من أهل الجنة )) قلت : بلى . قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : إني أصرع وأني أتكشف , فادع الله لي فقال : ( إن شئت صبرت ولك الجنة , وان شئت دعوت الله لك إن يعافيك ) فقالت : أصبر ))

وعلاج هذا يكون بأمرين : أمر من جهة المصروع , وأمر من جهة المعالج , فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر الأرواح وبارئها, والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب و اللسان فأن هذا النوع محاربه والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدو بالسلاح إلا بأمرين . أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا وأن يكون الساعد قويا , فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل . فكيف إذا عدم الأمران جميعا , يكون القلب خرابا من التوحد والتوكل والتقوى والتوجه ولا سلاح له

والثاني من جهة المعالج : بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا , حتى أن من المعالجين من يكتفي بالقول : أخرج منه أو يقول باسم الله أو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله

والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( أخرج عدو الله , أنا رسول الله ))
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يرسل إلى المصروع ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )
صــفــات المــعــالــج
أن يكون معتقدا عقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم ,, تلك العقيدة الصافية النقية البيضاء الناصعة
أن يكــون محـققا للتــوحيـد الخــالص في قـوله وعمــله
أن يكــون معتقــدا أن لكـلام الله تأثـيرا على الجــن والشــياطيـن
أن يكــون عالما بــأحــوال الجــن والشــياطيــن
أن يكون عالما بمداخل الشيطان ,, فانظر الى شيخ الإسلام ابن تيمية عنـدما قال له الجن : أنا أخرج كرامة لك ,, قال : لا ولكن طــاعة لله ورسـوله ,, فلولا أن شيخ الإسلام عالم بمداخل الشيطان مــا قــال ذلك
يســتحب للمعـالـج أن يكــون متــزوجــا
أن يكــون مجتنبـا للمحرمـات التي بها يسـتطيل الشـيطان على الإنســـان
أن يكــون مواليــا بالطـاعـات التي بـها يــرغم أنــف الشــيطان
أن يكون ملاوما لذكر الله العظيم الذي هو الحصن الحصين من الشيطان الرجيم ولا يتحقق ذلك الا بمعرفة الأذكار النبوية اليومية وتطبيـقـها كالذكــر عنـد دخـول المنـزل والخـروج منـه ودخــول المســجد ونـحو ذلك
أن يخــلص النيــة فـي المعالجــة
أن يكون متحصنا بالتحصينات المذكورة فكلما ازداد الإنسان من الله قربا ازداد من الشيطان بعدا بل وازداد عليه قوة وتأثيرا

وقسم العلامة ابن القيم الصرع إلى نوعين :
( أ ) الصرع الناتج عن الأرواح الخبيثة التي تسكن بداخل المصروع وتسبب له هذه التشنجات العصبية والحركات اللاإرادية
( ب ) صرع الأخلاط الرديئة وهو عبارة عن اضطراب في وظائف المخ مصحوبا باضطراب في الإحساس وانقباض في جميع أعضاء الجسم , وهذا النوع من الصرع هو الذي يختص به الأطباء ويقومون بمعالجته
ووصف الدواء له
أســـباب مـــس الجــن للإنــس

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : وصرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للإنس وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد , وهذا كثير معروف , وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه ,, وكره أكثر العلماء مناكحة الجن , وقد يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة ,, مثل : أن يؤذيهم بعض الإنس أو يظنوا أنهم يتعمدون أذاهم إما ببـول على بعضهم وإما بصب ماء حار , وإما بقتل بعضهم , وان كان الإنس لا يعرف ذلك , وفي الجن جهل وظلم فيعاقبونه بأكثر مما لا يستحقه وقد يكون عن عبث منـه وشــر بمـثل سـفهاء الإنــس ... قال : فما كان من الباب الأول فهو من الفواحش التي حرمها الله تعالى كما حرم ذلك على الإنس وان كان يرضى الآخر فكيف إذا كان مع كراهيته فأنه فاحشـة وظلم فيخاطب الجن بذلك ويعلموا أنه يحكم فيهم بحكم الله ورسـوله الذي أرسـله إلى جميع الثـقلين الإنــس والجــن .. وما كان من القسم الثاني فأن كان الإنس لم يعلم فيخاطبون بأن هذا لم يعلم ومن لم يتعمد الأذى لا يستحق العقوبة ,, وان كان فعل ذلك في داره وملكه فله أن يتصرف فيها بما يجـــوز .. وأنتم ليس لكم أن تمكثوا في ملك الإنس بغير إذنهم بل لكم ما ليس من مساكن الإنس كالخراب والفلوات ,, ثم قال : والمقصود أن الجن إذا اعتدوا على الإنس أخبروا بحكم الله ورسـوله وأقيمت عليهم الحجة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر كما يفعل بالإنس لأن الله تعالى يقول (( ومـا كنـا معذبين حتى نبعث رسولا )) وقال تعالى (( يـا معشـر الجن و الإنــس ألـم يأتكـم رســل منكم يقصـون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هـذا ))
ويمـــكن تلخيــص أســباب مـس الجـن للإنـس فيـما يـلي
عشـــق الجــن للإنســـية أو عشـــق الجنـيـة للإنـــسي
ظلم الإنــسي للجني بصب ماء ســاخن عليه أو بالوقوع عليه من مكان عال وغيــر ذلـك
ظلم الجني للإنـسي كأن يمســه دون سبب ولا يتسنى له ذلك إلا في حالة من هذه الحالات الأربـع :
* الغضب الشديد .. * الخوف الشديد .. * الانكباب على الشهوات .. * الغـفـلة الشــديــدة ..

كيــف يـدخـل الجني في بـدن الإنســي ؟ وأيـن يســتقر

الجن ريح وجســم الإنســان به مســام ,, ولذلك يمكن للجني أن يدخل من أي مكان في جســم الإنســان ,, والدليل على أن الجــن ريـح .. قوله تعالى : (( وخلـق الجــان مـن مـارج مـن نــار ))
ويقول ابن عباس : من طرف اللهب هو الهواء الســاخن الخارج مـن النــار ... وعندما يدخل الجني في بدن الإنسي يتوجه مباشرة الى المخ وعن طريق المخ يسـتطيع أن يؤثر على أي عضو من أعضاء الإنسان من مركزه في المخ ,, وقد أثبتت البحوث الطبية أن مرضى الصرع لديهم ذبذبات أثيرية غريبة مسـتقرة في المخ

أعــراض مــس الجــن للإنــس
الأعــراض التي في المنــام هــي :
الأرق : وهـو أن لا يستطيع الإنسان أن ينام إلا بعد مدة طويـلة من الاســترخــاء
القــلق : وهــو كثــرة الاســتيـقاظ بالليــل
الكـوابيــس : وهـي أن يرى الإنســان في منـامه شــيئا يضايقه وهـو يريد أن يســتغيث فلا يسـتطيع
الأحـــلام المفــزعــة
رؤيــة الحيــوانات في المنــام كالقط والكلب والبعيـر والثـعبان والأســد والثعلب والفـأر
القــرض على الأنيــاب في المنــام
الضــحك أو البــكاء أو الصــراخ في المنــام
التــأوه في المنــام
أن يقــوم ويمشــي وهـو نـائــم دون أن يشـــعر
أن يـرى في منــامه كأنــه ســيســقط مـن مـكـان عــال
أن يـرى نفســه في مقبــرة أو مزبـلة أو طـريق موحــش
أن يــرى أنـاســا بصفات غريبـة كأن يلاحظ عليـهم طولا مفرطا أو قصـرا مفرطـا أو يرى أناسـا ســودا
أو يــرى أشــبـاحـا في منــامــه
الأعـــراض فـي اليـــقـظــة هــي :
الصداع الـدائـم : بشـرط أن لا يكون سـببه مرضا في العينين أو الأذنيـن أو الأنـف أو الأسـنان أو الحنجرة أو المعدة .
الشـــرود : ويقــصد به الشــرود الذهــني
الخـــمول و الكســـل
الصـــرع : وهـو ما يسمى بالتشــنجات العصبيــة
ألم في عضــو من الأعضاء عجز الطب البشري عن علاجه







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

مساء الفل والاناناس مساء جميل لاحلي الناس مساء مكتوب بماء الماس مساءلذيذ مملوء احساس

قديم 25-01-2007, 12:53 AM   رقم المشاركة : 20
rahaalhot
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية rahaalhot
 





rahaalhot غير متصل

أنـــواع المـــس
مــس كلي : وهـو أن يمـس الجن الجســد كله كمن تحــدث لـه تشــنجات عصـبية
مــس جـزئـي : وهـو أن يمســك عضـوا واحـدا كالـذراع أو الرجـل أو اللســان
مــس دائــم : وهـو أن يســتمر الجــن فـي جســـده مــدة طويــلــة
مــس طــائــف : وهـو لا يســتغرق أكثـر مـن دقائـق كالكــوابيــس

الطب الروحي والاستشفاء بالرقى و التعــاويـــذ
إن عناية الإســـلام بالطب الروحي لا تقل عن عنايته بالطب المادي لأن الأمراض المعنوية أشــد فتـكا بالإنسان من الأمراض الحســــــية ,,, فالأنفعالات الخفيــة ,, والخــوف من المجهــول ,, والأرق ,, والأضطــرابات العصبيــة ,, والتوجس , واليأس , والشــك ,, وكل ما ينســـحب على نفس الإنسان من مشـــاعر وأحاســيس ,, وكل ما يعتلج في صـدره من ريب وظنــون وكل ما يجــول بخــلده من خواطر قاتمة وأفكار شــاحبة .. كل هذا يدمر عزيمتــه ويثـبط همته , ويخلخل قواه , ويجعله شخصا مهزوزا لا يقـدر على مواجهة مصـاعب الحيــاة ولا على مجابهــة مشكلاتها
من أجــل هذا فأن معالجة الأمراض النفســية والقلبيــة الكامنــة في بؤرة اللاشــعور تنــزع عن الإنسان أغــلال اليــأس والخـوف والشـــك والتـوجس , وتنطــلق به إلى عالم الســكينة والأطمئنان والهدوء ,, وهذا هو ما يبتغياه الإسلام في المســلم ,,, والطب الروحي يتمثــل في طلب الشــفاء من الله تعالى بـبركة دعاء أو رقيــة أو التعــوذ بالله من شــر الجان والعيــن
وقد نهى الرســــول صلى الله عليه وسلم عن الأخذ برقى الجاهلية وتعليق التمائم والودع والخرز ,, والألتجاء إلى الكهان والســحرة لأن كثــيرا من رقى الجاهلية كان يســتعان فيها بالأصنــام .. وكان الجاهليــون يعتقدون أن التمائم تشــفي بنفســها وأن للودع والخرز تأثـــيرا ذاتيـــا ... لهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الرقى ,, ولكنــه عاد وســمح بما لا يمت منها بســبب إلى الأصنــام أو إلى الشــرك أو لا يتــفق مع الإسلام ,,, ومصداق ذلك أن آل عمــرو بن حـزم جاءوا إلى الرســول صلى الله عليه وسلم فقالــوا : يا رســول الله أنه كانت عنــدنا رقيــة نرقي بها من العقرب .. و انك نهـيت عن الرقى ,, ثم عرضــوها عليه ,, فقال صلى الله عليه وسلم : (( ما أرى بأســــــا .. من اســتطاع منــكم أن ينفــع أخاه فلينفــــعه ))
أما الســحر والكــهانة وتعليــق التمائم والودع والخــرز فقد حرمها النبي صلى الله عليه وسلم تحريما باتا ... لأنها خرافـات ,, والإسلام ضــد الخـرافــات ... أما الأســتشــفــاء بالطب الروحي في الإسلام فهــو تطهيـر لباطن الإنسان من الأوهام والريب والظنـون والوسـاوس والهواجـس والأختـلاجات الداخليـة في النفــس والقـلب
شـــــروط الراقــــي

إن للراقي شروط يجب أن تتــوافر فيه لكي يســتجيب الله تعالى له ,,, ومن هذه الشـــروط أن يكــون مؤمنــا لم يلبـس إيمانه بظــلم محافظــا على صــلاته ,, مؤديا كل التكاليــف الشــرعية عن حب ,, مفوضا أمره لله تعالى مســتســلما بقلبه وجوارحه له ,, لا يمد يده إلى حرام ,, ولا يحرك لســانه بلغو أو زور أو كذب ,, ولا تشــغله الدنيا عن الآخرة ,, معتقدا أن كل ما يجري به القدر سـابق في علم الله تعالى ,, وأن الرقيــة لا ترد قدرا أراد الله تعالى نفاذه وأن المريــض إذا شـفاه الله تعالى فأن الرقيــة تكون من قدر الله سبحانه و تعالى ... وعلى الراقي أن يبث في وجدان المريض أن الله سبحانه يبســط رحمته لمن يلجأ إليه واســتعان به وطلب العون منه وأن المرض قد يكون كفارة وقد يرفـع الله تعالى به المريض درجات عنده وأن الاستعانة بالله تعالى دليـل على عمـق الأيمان برحمانيته سبحانه
وقد جاء في شرح البخاري : أن الرقى بالمعوذات وهي ( قل هو الله أحد ,, وقل أعوذ برب الفلق ,, وقل أعوذ برب الناس) وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله سبحانه و تعالى
فالراقي بمثابة الطبيب ... إذا دخل على المريض يجب أن يبشــره بالشـــفاء ,, وأن يغرس في نفســه الأمل وأن يزيل عنه شبح اليأس والقنــوط ,, وقد أوصى صلى الله عليه وسلم بذلك ,, فقال : (( إذا دخلتم على المريض فنفســوا له في الأجــل ,, فأن ذلك لا يـــرد شـــيئا ,, وهــو يطيــب نفـــس المريــض )) ,, وبهذا يعلمنا الرســـول صلى الله عليه وسلم أدب عيـادة المريض ,, وكان صلوات الله وســلامه عليه إذا عاد مريضا يمســح بيــده الطاهرة عليــه ,, ويــدعوا له قائــلا :
(( أذهب البأس ,, رب الناس ,, واشــف أنت الشـافي ,, لا شــفاء إلا شـفاؤك ,, شـفاء لا يغــادر ســـقما ))
ولقد كانت شــروط الراقي متــوافرة في صحــابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ,, وفي الســلف الصالح ,, فقد كانت دعواتهم مجابة ,, والأمثلة على ذلك كثيرة في كتب السير ,,, وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إذا عاد مريضا , أو أتاه مريضا يقرأ له ســورة , فيحـصل له البـرء والشـفاء , ولما مات عمــر كانـوا يقولون إذا زاروا مريضا : هذه الفاتحة .. فأين عمر ؟
ومن هنا نعلم أن الرقيــة مرتبـطة بإيمان الراقي ,, وأن حروفها وألفاظها ما هي إلا وسيلة فقط ,, وأما الجوهر فهو صلة الراقي بالله سبـــــحانه وتــعالى
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرب الأنبيــاء جميـعا والناس قاطبــة إلى الله تعالى ,, وكان " كما ورد في كتب الصحاح إذا حز به أمر فــزع إلى الصــلاة ,,, وقبــل أن ندخل في رحاب الرقى يخلق بنا أن نورد وصفا رائعا لفضائل الصــلاة كتبه الأمام ابن قيــم الجوزيــة .. قال : ( الصــلاة مجلبــة للرزق , حافظة للصحــة , دافعة للأذى , طاردة للأدواء , مقوية للقلب , مبيضة للوجه , مفرحة للنفــس , مذهبــة للكســل , منشــطة للجوارح , ممدة للقوى , شــارحة للصــدر , مغذية للروح , منــورة للقلب , حافظة للنعمة , دافعة للنقمة , جالبة للبركة , مبعدة من الشــيطان مقربــة للرحمــــن ,,, ولها تأثيــر عجيب في حفظ الصـحة والقلب ,, ودفع المواد الرديئــة عنهما وما ابتلـى رجلان بعاهـة أو داء أو محنــة أو بليــة إلا كان حظ المصلي منهما أقل , وعاقبته أســـــلم ,,, وللصــلاة تأثيــر عجيب في دفع شــرور الدنيا ,, ولا ســـيما إذا أعطيت حقها من التكميــل ظاهرا وباطنا ,, فما استدفعت شــرور الدنيا والآخرة ,, ولا اســتجلبت مصالحها بمثــل الصــلاة
وســر ذلك أن الصــلاة صــلة بالله عز و جل ,,, وعلى قدر صلة العبد بربه عز و جل ,, تفتح عليه من الخيــرات أبوابـها ,, وتقطـع عنه من الشــرور أسبابها وتفيـض عليه مواد التوفيـق من ربه عز و جل ,, والعافيــة والصحـة والغنيــمة والغنـى ,, والراحــة والنعيـم ,, والأفراح والمســرات ,,, كلهـا محضــرة لديه ومسـارعة إليه
هذه الكلمات الوضيئــة قالها ابن القيــم في فضــل الصــلاة ,, ولا شــك أن الصــلاة تهيء النفــس لتلقي رحمــة الله تعالى ,, وتكسب المصلي طاقة من الصبر ,, وتوجهه إلى الاستعانة بالله تعالى ,, ولذلك يحســـن بالراقي ,, أو يجب عليه ,, أن يصلي ركعتين قبــل قراءة الرقية على المريض ,, وإذا كان المريض هو الآخــر على وضــوء ,, فأن ذلك يكون أعجل بالشــــفاء
الاســـــــــتعانة بالرقي والعـــوذ

اختلفوا في أنه يجوز الإستعانة بالرقي والعوذ أم لا ؟ منهم من قال : أنه يجوز واحتجوا بوجوه :
أحدها : ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشــتكى ,, فرقاه جبريل عليه السلام ,, فقال : (( بســـم الله أرقيــك ,, من كل شـــيء يؤذيــك ,, والله يشــــفيــك ))
وثانيها : قال ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا من الأوجاع كلها والحمى هذا الدعـــاء :
(( بســـم الله الكــريم ,, أعــوذ بالله العظيــم من شــر كل عِـرْقٍ نَـعَّار ,, ومن شـر حَـرِّ النـار ))
وثالثها : قال عليه السلام من دخل على مريض لم يحضره أجله ,, فقال : (( أســأل الله العظيــم رب العرش العظيــم أن يشـفيك ســــــبع مـــرات _ شـــــفي ))
ورابعها : عن علي رضي الله تعالى عنه قال : (( كان رسـول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريــض قال : أذهب البأس رب الناس ,, اشـــــــف أنت الشــــــــافي ,, لا شــــــافي إلا أنت ))
وخامسـها : عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحســـن والحســـين ,,, يقــول :
(( أعيـذكما بكلمات الله التامة من كل شــــيطان وهامة ,, ومن كل عيــن لا مــة ))
ويقــول : (( هكـذا كان أبي إبراهيم يعــوذ ابنيــه : إسماعيل و إسحاق ))
وسادسها : قال عثمان بن أبي العاص الثقفي : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يبطلني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اجعل يدك اليمنى عليه , وقل : " بسـم الله , أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد " ( سبع مرات ) ففعلت ذلك فشـــفاني الله
وســـابعها : روي أنه عليه السلام كان إذا ســافر فنــزل منــزلا يقــول : يا أرضُ ربـي وربــك الله , أعــوذ بالله من شــرِّك وشِّــر ما فيــك وشِّـــر ما يخــرج منــك ,, وشِّــر ما يدب عليـك وأعــوذ بالله من أســد وأســود ,, وحيــة وعقـرب ,, ومن شِّــــر ســـاكني البـــلد ,,, ووالـد وما ولـــــد ))
وثامنها : قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : كان رسـول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشــتكى شـيئا من جسده قرأ : ((( قــل هــو الله أحـــد ))) والمعوذتيـن في كفـه اليمنى ومســح بها المكـان الذي يشـــتكي
المانعـــون من الرقى ودليــلهم
ومن الناس من منع من الرقي ,, لما روي عن جابر قال : (( نهى رســول الله صلى الله عليه وسلم عن الـــرُّقــى ))
وقال عليه الصلاة واالسلام : (( إن لله عبادا لا يكتــوون , ولا يســترقـون , وعلى ربــهم يتــوكــلون ))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( لـم يتـــوكل على الله من اكتـــوى واســترقى ))
الـــــرد عليـــــهم

أنه يُحتـمل أن يكون النهي عن الرُّقـى المجهولة التي لا تعرف حقائقها ,, فأما ما كان له أصل موثوق ,, فلا نــهي عنــه
واختلفـوا في التعـليق ,, فروي أنه عليه السلام قال : (( من عـلَّــق شــيئا وُكـــل إليه )) ,, وعن ابن مســعود ,, أنه رأى على أم ولده تميمة مربوطة بعضدها فجذبها جذبا عنيفا فقطعــها ,,, ومنهم من جوزه : ســئل الباقر عن التعويذ يعـلَّـق على الصبيــان فرخــص فيـــه
واختلفــوا في النفث أيضــا

فروي عن عائشة أنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفث على نفســه إذا اشـتكى بالمعوذات , ويمسح بيده فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه الذي توفي فيه طفقت أنفث عليه بالمعوذات التي كان ينفث بها على نفسه )) وعنه عليه السلام : (( أنه كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه , وقرأ فيهمــا بالمعوذات ثم مســح بهما جســده ))
من ينـــكرون النفث وحجتهم

قال عكرمة : لا ينبغي للراقي أن ينفث ولا يمســح ,, ولا يعقــد ,, وعن إبراهيم قال : كانوا يكرهون النفث في الرقي ..
وقال بعضــهم : دخلت على الضــحاك وهو وجيــع , فقلت : ألا أعوذك يا أبا محمد ؟ قال : بلى ,, ولكن لا تنفث فعوذته بالمعوذتين ,, قال الحليمي : الذي روي عن عكرمة : أنه ينبغي للراقي أن لا ينفث ولا يمسح , ولا يعقد , فكأنه ذهب فيه إلى أن الله تعالى جعل النفث في العقــد مما يســتعاذ منــه ,, فوجب أن يكــون منهيــا عنــه
متى يكـــون النفـــث في العقـــد مذمــومــا
يكون مذموما إذا كان سحرا مضرا بالأرواح والأبدان ,, أما إذا كان هذا النفث لإصلاح الأرواح والأبدان وجب ألا يكون حراما
جبـــريـل عليه الســـلام يرقي النبي صلى الله عليه وسلم

مما يدل على أن الرقيــة حق ,, فلعلنا نسـتشـــعر النفــع العميم للرقى حيــن نعلم أن الروح الأميــن يهبــط برقيــة مخصــوصة ويرقي بها المبعوث رحمة للعالمين فيبرئه الله تعالى من المــرض ... فقد روى الإمام مسـلم عن أبي سعيد الخدري : أن جبـريل عليه الســـلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقــال : يا محمد ,, اشــتكيت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعــم .. فقال جبــريـل : (( بســم الله أرقيـك , من كـل داء يؤذيـك , ومن شـر كـل نفـس وعيـن , باسـم الله أرقيـك , والله يشـفيــك ))
الاســــتــشــــفــاءُ بـفـاتحــــة الـكــتــــــــاب
وردت في فضل فاتحة الكتاب أحاديث نبوية شــريفة ســنقدم بعضاً منها قبل أن نتحدث عن الاستشفاء بها ,, من هذه الأحاديث ما رواه أحمد في مسـنده أن أبا سعيد بن المعلى رضي الله تعالى عنه قال : كنت أصلي فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه حتى صليت ,, فأتيته فقال : ما منعك أن تأتيني ؟ قلت : يا رسول الله ! كنت أصلي ,, فقال : ألم يقل الله : (( يــا أيُّــها الّـذيــنَ آمنُـــوا اسْتَـجيبُـوا للّه و لِلرَّسُــولِ إذا دَعــاكُـمْ لمـا يُـحيـيكُمْ ))
ثــم قال : لأعلمنّــك أعظم ســورة في القرآن قبل أن تخرج من المســجد ,, فأخذ بيدي , فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت : يارســول الله ! انك قلت : لأعلمنك سورة في القرآن ,, قال : نعم ,, الحمد لله ربِّ العالمين ,, هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيــته ... وهناك حديث آخر رواه ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندَهُ جبــرائــيل ,, إذ ســمع نقيضا فوقه ,, فرفع جبريل بصره إلى الســماء فقال : هذا باب قد فُتــح من السماء ما فُتــح قط ,, فنــزل منه ملَـك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبشـر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ,, لم تقرأ حرفا منها إلا أوتيته
الفـــاتــحــة وعلاج المعتـــوهيـــن
ثبت ، أن فاتحة الكتاب تفيد قراءتها في شــفاء المصابين بالعته والجنون والأمراض العصبية
فعن خارجة بن الصلت التميمي ,, عن عمه علاقة بن صحار رضي الله تعالى عنه قال : أقبلنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتينا على حي من العرب ,, فقالوا : انا قد أنبئنا أنكم قد جئتم من عند هذا الرجل بخيــر ,, فهل عندكم من دواء أو رقية ؟ فأن عندنا معتوها في القيود ؟ فقلنا : نعم ,, فجاءوا بمعتوه في القيود ,, فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشــية ,, فكأنما أنشــط من عقال ,, فأعطوني جملا , فقلت : لا , حتـى أسـأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( كُـل ,,, فلعمري من أكل برقيــة باطـل ... لقــــد أكلـت برقيـة حـــق ))
وقد علق بعض العلماء على هذا الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم قسم الحديث قسمين : رقية حق ورقية باطل فرقية الحق ما كانت بالقرآن أو بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ورقية باطل ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم
اســــتــشــــفاء الملـــدوغ بالفــاتحــــة
حكى أبوسعيــد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : كنا في مســـير لنا ,, فنــزلنا ,, فجاءت جارية ,, فقالت : إن ســيد الحي سـليم ( أي : ملدوغ ) وان نفــرنا غُـيُّـب ,, فهل منكــم راقٍ ؟ فقام معها رجل فرقاه فبــرأ ,, فأمر له بثــلاثيــن شـــاة ,, وسقانا لبنا ,, فلمــا رجــع قلنــا لــه : أكنــت تُحســن رقيــة ,, أم كنــت ترقي ؟ قال : لا .. ما رقيــت إلا بأم الكتـــاب ,,, قلنا : لا تحدثــوا شــيئا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ,, فلما قدمنا المدينــة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( وما كــان يدريـــه أنــــها رقيــــة ؟ اقســــموا واضــربــــوا لي ســــهما ))
الفاتــحة وماء زمـــزم
حكى ابن القيــم الجوزيــة أنه مرض بمكة وفقــد الطبيب والدواء ,, فكان يشــــرب من مــاء زمزم ويقــرأ الفاتحــة مرارا ثم يشــــرب ,, فوجد بذلك البــرء التــام ,, فكان بعد ذلك يعالج كل أوجاعه بالشرب من ماء زمزم وقــراءة الفاتحــة
آيــة الكـرســي حصــن مـن الجــآن
إذا أردت أن يحفظك الله تعالى من شــر الجان طيلة نهارك فاقرأ آية الكرسي بعد استيقاظك من النوم ,, وإذا أردت أن يحفظك طيلة ليلك فاقرأها بعد غروب الشــمس ,, وكذلك إذا أردت ألا يدخل الشــيطان بيتك فاقرأها فيه صباحا ومساء فإنه لا يســتطيع أن يدخله ,, وســنذكر لك فضل آية الكرسي فيمــا يــلي :
روى الإمام أحمـد في مســنده أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أُبي بن كعب : أيُّ آية في كتاب الله أعـظم ؟
قـال : الله ورســوله أعلم فرددها مرارا .. ثـم قال أُبي : آية الكرسي .. فقال له الرسول : ( ليهنك العلم يا أبا المنذر )
ومما روي في فضـل آية الكرسي أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه خرج ذات يوم إلى الناس فقال : أيكم يخبرني بأعظـم آية في القـرآن ؟ فقال ابن مسـعود : على الخبـيـر سـقطت .. ســمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يقـول : " أعظم سـورة في القرآن " :
((( الله لا الـه إلا هُـو الحـيُّ القيــوم لا تأخــذه سِـنة ولا نــوم له ما في الســماوات وما في الأرض من ذا الذي يشـفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديــهم وما خلفهـم ولا يحيـطيـون بشيء من علمه إلا بما شــاء وســع كرســيه الســـــمــاوات و الأرض ولا يــئــوده حفظــهـما وهــو العــلي العــظيــم )))







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

مساء الفل والاناناس مساء جميل لاحلي الناس مساء مكتوب بماء الماس مساءلذيذ مملوء احساس

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:14 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية