أنقذونا من قنوات إثارة الفتن وتأجيج الحقد والتعصب!
جانب من لقاء سابق جمع الاتحاد والأهلي
الكثير من المتابعين للبرامج الرياضية استبشروا في البداية مشاركة قناة أبوظبي في نقل بعض مباريات كرة القدم في المنافسات المحلية. وجاءت تلك المشاركة بعد الاتفاق مع الوكيل الحصري لنقل مباريات الدوري السعودي (ART) ولا يختلف اثنان على قوة الدوري لجذب العديد من القنوات الفضائية لأهداف تسويقية تساهم في تحقيق عائد ربحي لوجود اعتبارات عديدة أهمها كثافة المتابعين الرياضيين في المملكة العربية السعودية والذين عرف عنهم إسهاماتهم المتعددة ومع أنديتهم بشكل مباشر أو غير مباشر ولعل الدليل على ذلك مشاركة السعوديين في العديد من البرامج سواء رياضية أو غير رياضية إما عن طريق رسائل SMS أو تكثيف الإعلانات التجارية التي تحرص على اختيار برامج معينة أو مسابقات رياضية تستحوذ على اهتمام المتابعين ولاشك أن تلك المعطيات هي التي تنطوي عليها الأهداف الظاهرة والمعلنة لتلك القنوات..
ولكن حينما تتجاوز تلك القنوات دائرة عرض المباريات من خلال تنظيم برامج حوارية تضم أعضاء من الإعلاميين السعوديين بمختلف ميولهم ومن ثم يتم طرح مواضيع وقضايا لا طائل من ورائها سوى إثارة الفتن وتأجيج الحقد والتعصب في الشارع الرياضي، بل تجاوزت محاور المواضيع التي تم طرحها الى أبعد من ذلك خصوصاً إذا كانت تلك المواضيع في الأصل مواضيع قديمة وطويت مع صفحات التقويم ومن ثم تناولها بطريقة ذكية وتحويلها إلى مواضيع دسمة تستحق التماشي والتعاطي معها وضرب النظام ببعض المستفيدين والمنتفعين من طرحها لكي تسنح لهم الفرص بالمداخلة وإبداء الرأي من باب حظ الظهور و«الترزز» ولاشك بأن هذا الأسلوب الذي يدار في هذا الحوار هو أسلوب في الواقع ينم عن ذكاء «خبيث» ونوايا «غير حسنة» وإلا ما الهدف من تحويل صغائر الأمور إلى كبائر وتصعيدها إلى قضايا تشعل الرأي العام خصوصاً ذوي العقول الصغيرة والدليل على ذلك ما أفرزته تلك المواضيع من ردود اطلعت عليها في بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية..
السؤال الذي يطرح نفسه؟
كيف يسمح القائمون على تلك القناة والمواقع الالكترونية بنشر تلك الردود التي من شأنها إذكاء روح التعصب والحقد بين جماهير الأندية التي تمثل جميعها هذا الوطن الغالي، إن التنافس بين الأندية وتحديداً بين الهلال والنصر والاتحاد والأهلي ليس وليد الوقت الراهن بل هو تنافس مضى عليه أكثر من ثلاثين عاماً ينتهي التنافس بمجرد انتهاء المباراة ولا أتذكر أي مباراة يكون طرفها الهلال والاتحاد وخروج أحد الكتاب على البعض بل كانت تحليلاتهم بعقلانية وهدوء واتزان، ولكن في الوقت الراهن تحول التنافس الى تعصب أعمى يقوده بعض الكتاب والدخلاء على الرياضة وساهم في رفع وتحويل التعصب إلى حقد وكراهية حتى وصل الأمر (أعزكم الله) إلى البصق على الشاشة عند ظهور بعض الكتاب في برنامج تلفزيوني وهل هذا ما كنا نتوقعه من التنافس؟ هل وصل بنا الأمر إلى دفن رؤوسنا في التراب حينما نتوقع حدوث المصيبة. إذا حري بنا جميعاً أن نقف صفاً واحداً وقلماً واحداً مهما اختلفت ميولنا وبتر جذور التعصب بدءاً بتجاهل الكتاب الذين ساهموا ولازالوا في سكب الزيت على النار ومقاطعة تلك القنوات التي لا تهدف إلى العائد الربحي فقط بل إلى تدمير ما هو أهم من ذلك والدليل على ذلك حرص مقدم البرنامج على تصعيد الأمور ومحاولاته الحثيثة في عرض الأدلة أو استضافة مسؤولين معينين بغية الاستمرار في تأجيج الخلاف وكان حري به أن يدير الحوار بمهنية عالية والتركيز على المواضيع التي تستحق الطرح والتضامن بعيداً عن حدوث أي افرازات..
العرض العادي
