بسم الله الرحمن الرحيم
في بعض الأحيان .. حتى النصيحة لا تجدي نفعا .. وحتى الكلمات لا تؤثر .. كم من المؤلم ملاحظة ما وصلنا إليه .. لماذا نهتم بسفاسف الأمور بينما تغتال العالم كوارث ودواهي .. لماذا ننظر للقاع بينما ينظر غيرنا للقمر والمريخ ..
لو نظرنا لأحوال شبابنا وفتياتنا هذه الأيام .. ....فتياتنا .. تضيق إحداهن ذرعا إن أخطأ الخياط في تصميم ثوبها .. تغضب إن أهملت الخادمة كي ملابسها .. نتذمر حينما يزداد الملح في الطعام أو ينقص....
ولا تهتم إحداهن إلا بصرخات الموضة .. وآخر ما يظهر على الساحة من أزياء .. وليتها أزياء .. إنها مجرد............. لا أدري ما الذي يمكن قوله على تلك الأزياء ..تتابع آخر الصيحات في كل شيء .. حتى حجابها .. بل حتى طريقة حديثها .. حتى حركاتها ولفتاتها ,, وربما حتى نظراتها وطريقة معاملتها للآخرين..
هذه حياتنا .. لقد انزلق تفكيرنا إلى الحضيض
كم يرهقني التفكير بحالنا الذي أصبحنا عليه
شبابنا !! أين هم ؟؟ ...................؟؟
لم يعد شبابنا رجالا - ولست أعمم القول لكن الأغلبية تحكم -
ويتفاخر ذو العشر منهم بأنه رجل .. وما علم معنى الرجولة ؟؟
ليست الرجولة في سيارة تقتنيها وتجوب بها الطرقات في سباق جنوني .. أو جوال تحمله .. ليست في المال الذي يملأ جيبك وليست في السيجارة التي تتنفسها .. ليست في صوتك العالي وسلطتك على أهلك وخروجك عن طاعة والديك ..
وبالتأكيد ليست في عدد الفتيات اللاتي استطعت إغوائهن .. والتلاعب بمشاعرهن...
يقضي شبابنا وفتياتنا أوقاتهم في تفاهات لا معنى لها .. إما التسكع في الأسواق بغير هدف ولا غاية.. وإما استخدام للإنترنت في غير موضعه فيبددون الوقت في لهو ومحادثات تخلو من الفائدة هذا إذا سلمت من الضرر !! وإما المرابطة خلف الشاشة وتقليب القنوات .. وأي قنوات تلك ؟؟ أتسائل أحيانا ً بماذا تختلف قنواتنا - الفضائية - عن قنوات الكفار واليهود .. مشاهد يندى لها الجبين .. وكلمات تتلاعب بالمشاعر وهي عن المشاعر بعيدة...... لا أنكر أن فيها من البرامج ما يفيد .. لكن الطابع الذي يغلب على تلك القنوات متشابه ..
صور فاضحة وموسيقى صاخبة .. حاول لمرة واحدة أن تشاهدها دون صوت .. ترى أجساداً تتحرك كالسكارى ..
رؤيتهم بتلك الأشكال تجعل من المقرف متابعة التلفاز أصلا .. تصيبك بالغثيان والاشمئزاز .. وأتساءل هل حقا تلك الأجساد تخفي ورائها قلب مسلم ومسلمة.. وبغض النظر عن الإسلام.. أين الحياء وأين المروءة ؟؟ كيف تسمح فتاة لنفسها بعرض جسدها هكذا أمام الدنيا .. هل هانت عليها نفسها إلى هذا الحد.. هل رخصت كرامتها لهذه الدرجة .. وكيف يسمح شاب لنفسه أن يهز جسده كما لو أصابه تيار من الكهرباء.....
لا أدري ماذا أقول وعن ماذا أتغاضى .. جوانب كثيرة من حياتنا أفسدتها الحضارة .. عفوا .. أقصد التقليد .. فحتما تقليد الغرب ليس بحضارة وليس بتقدم .. وليس مدنية .. بل هو دناءة وهمجية ان صح القول ..
ترى اين احترامنا لديننا ؟ اين احترامنا لانفسنا ؟ اين احترامنا للارض التي نعيش عليها ؟
فعلى تلك الأراضي نزفت جراح الصحابة الكرام .. وسالت دماءهم .. وتراقصت سيوفهم لرفع كلمة الإسلام .. والآن تتراقص أجساد الشباب والفتيات على نفس الأراضي ............. لكن رقصا عن رقص يختلف .. !!!!
ترى لماذا انحدرنا لهذا المستوى ؟؟ لماذا نهبط بأفكارنا لتلك السطحية ؟؟ نحن قوم أعزنا الله ورفع من شأننا فلماذا نصر على الانحطاط .. لماذا نحني رؤوسنا للجزار ؟؟؟
ليتنا نعود لماضينا .. ونسترجع كتب التاريخ التي علاها الغبار .. ليتنا نعود لعاداتنا وقيمنا .. وأولا .. نعود لديننا.. وللإسلام الذي عرفه الأوائل وليس الإسلام الذي أصبح عند البعض مجرد مسمى يرتبط به ..
فالدين ليس عادة نتبعها وليس تقليدا نزاوله .. علينا أن نعود لنتعلم ديننا كما يتعلم الطفل حروف الهجاء .. ربما حينها فقط نستطيع العودة لسالف عهدنا .. أو على الأقل نستحق أن يرتبط الإسلام بنا ..
حقاً لقد نجح الغرب في الإيقاع بنا ..و نجحوا في إغوائنا
هم يروجون مبادئا لا يتبعون معظمها .. بهدف القضاء على شوكة الإسلام ..
يقضون وقتهم في التخطيط والتصميم وتدبير كل وسيلة للتلاعب بعقولنا وقلوبنا .. ولإسكات صوت الحق في أعماقنا ..
بينما شبابنا يتخبط في لهوه .. ويستمر في طأطأة رٍأسه ؟؟؟؟
..
العرض العادي
