العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-08-2012, 02:23 AM   رقم المشاركة : 1
الناي العبد الله
( مشرف الابداعات الادبيه )
 
الصورة الرمزية الناي العبد الله
ضلوعي غابات خضراء


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


لك أنتِ أبعث صوت الحزن
الذي شق أودية للنداء في حنجرتي
وظلت أوتاري تحوم السماء تستجدي غيثك
يا سيدةٌ تبدل تاريخ ميلادي عند غيابك
وأنا من كتبتُ ولادة هواكِ في شراييني
كيف أذنتِ للرحيل أن يأتي دون ميعاد
وتركتني مُمزق الملامح من اليأس
أجر فتات وجهي فوق أرصفة جسدك أبتغي رجوعك
.
.
أتعلمي لقد علقت قناديل في كل خطوةً
حملت أثر قدميك أسرجها بفتيل الذهول في ظلمة الليل
لـ تقرأ حروفك على ستائر الرحيل المنسدلة حُزنًا علي
وتبقى تتساءل قناديلي الحزينة وهي تمسح دموع الليل
لما جعلتِ وجودك في قلبي كظل يبتلعهُ الغروب
وك جنين سقط وهو يبعث بـ أحلامه للسماء
وك موعد لا تحمل عقارب الوقت ثوانيهِ
فبقت نداءاتي لكِ مقصوصةٌ أجنحتها
يتآكل ريشها كلما هبت لذكرياتك
وأنا أربتها فوق ضلعي المكسور لـ تخفي أنين الغياب
ويح الغياب حين يقضم أصابع الشوق
بعد أن تركتها ممدودةٌ في آهات عناقك
أمتص منها ضمادات وجعً مُلئ بصداكِ
وأنا أمرغ وجهي في غبار رحيلك
وأصرخ في وجه الأمنيات
.
.
ك تائبً من خطيئة الهوى
وك غريبًا يبحث عن وطن يأويهِ
وك ساقيًا ينتظر خيطً يُخيط ثقب قربتهِ
لـ أتوضأ بقطراتها آمالاً أن تلبى أمنياتي
وأنثر ما سقط من جسدي
على صفحات غيابك أبلل كلماتها
لعلي أجد من بينها شيء يشفي وجعي
.
.
آواه حبيبتي
تركتني أبحث في بقاياكِ المتزاحمة بداخلي
أفتش فيها عن تذكرة عودتك وأخر حقيبة حملت كل شيء
حتى بقايا أنفاسكِ في الهواء
تعالي وأجيبيني
كيف رحلتِ وتركتي أوراقي ذابلة تتساقط
فوق الأرصفة تبحث عن الدفء من بقايا خطواتك
كيف رحلتِ وتركتي نبضات قلبي تبتلع جبال من الجليد
لا تنطفئ من حمم غيابك
رحلتِ وتركتني متكأ على جدار قلبك
أضع بين تشققاتهِ طينً يمنع لحظة رحيلك
ولكن رحلتِ ؟
وتركتني أغتسل في ماء عينيك وهي تحمل أخر نظراتي لكِ
لعلي أجد من بينها قطرةُ تُعيدك إلي
.
.
أين أنتِ
فـ الصمت في داخلي يتلوكِ في شرفات الشروق ومعابد الغروب
وأنا أنصب خيام السهد على أطراف النجوم لعلها تُهديني إلى وطنك
وأنا الوطن الذي امتدت حدودهُ داخلك
عودي إلي فجيوش الاشتياق احتلت حدودك
فحريريها بطفقات الحنين المكتظة في مفاصلكِ
وأعلني صوت طقطقتها وهي تطلب دفء أصابعي
فمسحي عليها بقطرات زيت غُمس في مساماتي
يدفئ بحرارة شوقكِ داخلي
حبيتي تكاثري داخلي دون نهاية
واتركي عينيكِ تعزل لثامً من أهدابك لـ تحرس نبضاتي
وأطلقي صوت شفتيكِ بقصص الفجر البيضاء على مائدة خصرك
لـ تطيل معها حكايات الشوق
.
.
وصبي رحيق الهوى من شفتيكِ ليخمد ثورات قبلاتي
فقبليني عندها أزا أردتي قبلة وداع
أترك أثرها ما بقت الأنفاس تنبض
وأحفظها بتعويذةٌ تبقيها أمدا
قبليني لـ تتسع السماء
ولينبت الياسمين في يدي
ولتصبح ضلوعي غابات خضراء
ولـ يظل ثغر الشمس باسمًا
قبليني لـ أحيا فيكِ مرتين
ومن ثم غطي وجهُ أسئلتي بعودتكِ
واخذلي ثورة الرحيل وصوت الحزن المكظوم بداخلي
ودعينا أنا وأنتِ نتمتم فرائض العشق على باب التوبة
حتى تبقى حدود وطني بداخلك دون قيود
ووطنك بداخلي لا يموت



بقلم الناى
في 1-8-2012






 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية