من الآلف الي الياء في دنيا الفناء ..

[عصافير الجنة]

اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
بارك الله فيك

[المحتار-]

_يبدأ هذا الطفل الذكر في مرحلته الاولى وهي مرحلة المهد بممارسة غريزته الحيوانية التي يجيدها اي صغير لكائن حي آخر ينتمي الي فصيلة الثدييات وهو البحث عن الغذاء فهو عبارة عن آلة أدخال الغذاء المتمثل بالحليب ومن ثم اخراجه فقط وتصدر من هذه الآلة أصوات وهي البكاء فهو شبيه بهذا الوقت بالعجل أبن البقرةأو الحوار أبن الناقة أو الجدي أبن العنز أو السعدان أبن القرد لافرق بينهم الا بالعقل فمادام العقل لم يعمل في هذا العمر لهذا الطفل البشري اذن فهم علي حداً سواء الي أشعار آخر ..ويكون هذا الحيوان البشري الملقى بالمهاد بدون هوية مجرد مخلوق نكره لايملك أسماً الي الآن ينتظر تلقبيه بأسم يستمر معه مدى الحياة والي يوم يبعثون و الوالد يمشى بغطرسة كالطاؤؤس لانه انجب ولداً ظناً منه ان من كان أنجابه ذكراً يعبر فحلاً بينما الحقيقة تقول عكس ذلك فاحياناً الجهل يريح صاحبه ويكون في أثناء هذه الغطرسة الجوفاء منهمك بالبحث عن صديق ليقترض منه مبلغ من المال لكي يقوم بالعقيقة بالاظافة الي شراء هدية لزوجته المركونة في أحد الغرف في بيت والدها لتعتني بها امها الشمطاء بسبب فقدها لنصف دمها بسبب الولادة وأيضاً وتستقبل هذه النافس الوفود من النساء ليمتلى جيبها بما يسمى ( النقوط) ..بينما هذا المخلوق البشري النكرة بين هذه الحشود فاغراً فاه كالانعام لايفقه حديثاً لانه لايعلم بالطبع تلك النقلة النوعيةوالتغيير واللخبطة التي سببها بمجيئها الي هذه الحياة,,,!!

[][عبق الحروف][]

,

أظن أنه

مازال للحديث بقية

,

[المحتار-]

نعم اخي الكريم عبق الحروف
فحياة المولود الذكر ليست بهذه البساطة لكي نختصرها بكلمتين
ولازال للحديث بقية وآسف علي التوقف

[المحتار-]

يتم اختيار أسم هذا الكائن بعد حرب ضروس دامت أسبوعاً كاملاً بين الآب وألام والاخوال والأعمام درات رحاها عبر المواجهه الكلامية أو عن طريق الهاتف أو من خلال الرسائل النصية .. والاغلب يكون أسم الجد للطفل من أبيه وأمه تحفه أثريه وأسم منتهية صلاحيته وغير صالح لهذا الزمان والمكان الذي يعيشه ذلك الاطفل الاخرق في المهاد فيخاف الوالدان تسميته بأسم يؤثر علي نفسيته عندما يكبر وخصوصاً عند سرد المعلم أسماء الطلاب في الصف سوف يطأطأ راسه ويحك أذنه بقلم الرصاص الي أن ينتهي المعلم من سرد الاسماء وحينها سوف يقع ضحيه لاحد الطلاب الخبثاء الذي سوف يلاحقه باسمه الغريب في اروقة المدرسة ..ويصبح شبح يلاحقه حتي في احلامه البائسه ..

سوف يكبر هذا الولد ويفهم مايدور حوله ويمارس غريزته الذكورية بالتسلط علي اخواته الآناث بدعم لوجستي من ألام والذي تدعم موقفه بالبيت امام سخط الاب وشكوى ألاخوات وهذه المساندة من ألام سوف تجعله عربيداً بالبيت لاينظف مايقع تحته أثناء القيام من الطعام ولايهرع لكي ينظف مايسكب من الشاي علي السجاد بل يجلس بمكانه لايكاد يزيح قدمه عن مكان بقعة الشاي حيث سوف تكون أحد الاخوات هي من تقوم بتنظيف تلك البقعه ,,
و هذا الدعم من الام سوف يجعله أيضاً يتفنن في طلب اصناف الماكولات والحلويات والتي سوف تنفذ له بالفور ويصبح بالبيت كالعجل السمينوكل ذلك علي حساب الاخوات الآناث واللواتي يساندهن الاب بموقف ضعيف بسبب شخصية الام المتسلطه والذي لايملك هذا الآب التعيس الي ان يقول لهن (صبراً آل ياسر )

[المحتار-]

من المؤكد ان هذا الولد سوف ترواده نفسه بالخروج من المنزل واللعب مع اولاد الجيران وبالفعل تبدأ قدمه بمزوالة الخروج الي الشارع تدريجياً وهنا تبدأ مرحلة( تربية الشارع )..
في البداية سوف يقف كالصنم أمام باب منزله يرقب الذاهب والقادم ويرصد حركات الجيران ويركز كثيراً علي أبناء الجيران الذين يكونون في نفس عمره ويبدأ تبادل النظرات بينهم بصمت بدون اي كلام ويبدأ أبناء الجيران بالتفنن باللعب والحركات وتنطيط الكره تحت انظاره وهو يرمقهم ولسان حاله يقول ( عاد من زين هالاشكال ) ..
ويبدأ هذا الولد باخراج كل مايملك من بيت اهله لكي يغيضهم من العاب وماكولات كأكل الموز امامهم او بعض الاسكريم او طلب الجوال من امه لكي يتباهي به امامهم وقد يضع بعض الاغاني فيه ويجعل الصوت عالياً لكي يلفت انتباههم او يقوم بالجلوس بسيارة والده والتباهي بها ..
ولابد ان تكون هناك فرصة اولى للأحتكاك معهم اي بالمعنى الاصح ( قطة وجه ) وهي كمبادرة اولى منه لكي يصبحوا اصدقائه كاعادة الكره لهم أذا ماذهبت بعيداً أثناء لعبهم او أعادة الكره لهم أذا ماسقطت بمنزله ..
والفرصة الذهبية الحقيقة للاحتكاك معهم هي عندما تقوم امه بارساله الي أمراة الجيران لكي يحضر بعض البصل أو الثوم أو الملح سوف يذهب كالريح العاتية وطبعاً لن يعود بسرعة ويحضر لامه ماطلبت منه لانه يكون منهمك بمجالسة اولاد جيرانه مما يضطر أمه للبس عبائتها واحضاره وتوبيخه أثناء طريق العوده ..
ويتحمل كل هذا في سبيل الوصول الي مبتغاه

[المحتار-]

وتبدأ رحلة هذا الولد بالعالم الخارجي واحتكاكه مع اولاد الجيران وبما أنهم أكثر عدداً منه بالاظافة الي أنه ينظر لهم باعجاب فمن الؤكد ان طريقه فهمهم للحياة والنظرة التي ينظرون من خلالها للأمور سوف تظهر جلياً علي شخصيته وسوف يلاحظه والديه ويلاحظون هذا التغير الذي طرأ عليه لانه سوف يظهر العصيان ويكون حاقداً علي والديه لانهم منعوه لفترة طويلة من هذه المتعة وهي الخروج من المنزل واللعب خارجاً ..
ويترجم غضبه بتصرفات حمقاء بالمنزل ككثرة النوم و رفع صوته والتأفف والتذمر من الطلبات أو الاوامر ويضع كلمة ( عيب ) بالبلاك لست خاصته ..
ولكنه لازال ثعلباً ماكراً بالرغم من محاولة الاثبات لاهله أنه اصبح رجلاً وهو لازال يتبول علي نفسه بالفراش الا انه يصبح طفل برئ أحياناً وذلك بالتودد والتوسل الي أمه ان طلب شئ منهم ولم يحضروه له
او عند محاولة والده لتعليمه بعض مبادئ الرجولة كمطالبة والده منه بالجلوس مع الرجال بالمجلس أو ان يصبح (قهوجي) لضيوف والده عندها يضطر لتقمص شخصية الطفل من جديد ويذهب الي الداخل ويبدأ بالتشكي لامه من التعب الذي يلحقه من طاعة والده ليكسب شفقتها وتدافع عنه أمام والده بتركه لانه مازال طفلاً صغيراً .. فهو في هذه المرحله أذكي من الثعلب واخبث من الغراب وأنشط من القرد ولئيم كلائمة الضبع ... فهو يصبح رجلاً وطفلاً في اليوم مئة مرة حسب الموقف والمكان والزمان
ولكن يبقى( القرد في عين امه غزال) وهذا المثل هو مانفع تلك المخلوقات اللعينة للتمردد والعصيان بدلال أماهتهم ..

[المحتار-]

وهذه الشخصية اللئمية و ( البثرة ) او كما يصفها اهل نجد بالـ(حقنه) او كما نصفها بالشمال بالـ(المٌرْوحٌ) سوف تكُسب هذا الولد اعداء بالمنزل وهن اخواته وخصوصاً من يكبرنه سناً فعندما يرين ان هذا الولد ( المفعوص ) كما يلقبنه أذا ماجلسن مع بعضهن البعض وبدان بالتذمر منه ومن تصرفاته وهن لايملكن أن يفعلن شئ تجاه هذا الدكتاتور الذي للتو فقست عنه البيضة وبدأ يتسلط عليهن في ظل وجود المحامي الاكبر في المنزل وهي الوالده لانها ترى هذا القرد عزالاً بنظرها ..
مما يضطرهن للجوء الي تصرفات ملتويه وخبيثة للانتقام منه ومحاولة كسر شوكته بعيدأص عن الانظار بالقيام بـ ( قرصه ) أثناء تناول الطعام أو عمل حركات استفزازية بوجههن لمحاولة اغاظته وجعله يتكلم عليهن ويسبهن أمام الوالدين لكي يقلن انظروا له أنه يتكلم علينا ونحن لم نفعل له شئياً لربما يفقد المصداقية امام أمه فتنهره وتقلل من الدفاع عنه ولكن هيهات فهو اخبث من ذلك فلا يتكلم ويضل ساكتاً لانه سوف ينتقم بطريقته الخاصة فيما بعد ..

وتبدأ الحرب الازلية التي نراها في جميع البيوت وهي الحرب بين الاولاد المتغطرسين وبين الاخوات المنحازات لبعضهن البعض ..








.


<< يتبع

.

[شرطي الكويت]

الف شكر لك على الموضوع

لك ودي

[المحتار-]

شرطي الكويت
هلا بك اخي الكريم

ويعطيك العافية