العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-2014, 04:17 AM   رقم المشاركة : 351
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

دركات الظلم
الحمد الله الذي حرم على عباده الظلم والطغيان وأوعد الظالمين بالعقوبة والخسران وجعل دعوة المظلوم مستجابة لإقامة العدل والميزان وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، الذي حرم الظلم على نفسه فأفعاله وأحكامه دائرة بين العدل والإحسان .
الحمد الله الذي دعاء إلى المحبة والسلم ومنع البغي والظلم.
الحمد الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى من بني عدنان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً.وبعد:

فإن الظلم عاقبته وخيمة ، ولا يصدر إلا من النفوس اللئيمة، آثاره متعدية خطيرة.
والمتأمل لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يجد نصوصاً كثيرة قد ذمت الظلم وحذرت العباد منه ، وقد ذكر الله تعالى الظلم في أكثر من 240 موضعاً في كتابة وهذا دليل على خطره.
وقد وصف الراغب الأصفهاني الظالم بأنه: يتعطل عن المكاسب والأعمال، فيأخذ منافع الناس، ولا يعطيهم منفعة، ومن خرج عن تقاضي العدالة بالطبع والخُلق والتخلق والتصنع والرياء والرغبة والرهبة، فقد انسلخ من الإنسانية.
وحرم الله الظلم بين عباده، ليحفظوا بذلك دينهم وتستقيم دنياهم، وليصلحوا بترك الظلم آخرتهم وليتم بين العباد التعاون والتراحم بترك الظلم، وليؤدوا الحقوق لله وللخلق .
وكم من دعوة مظلوم قصمت ظهر طاغية والعدل أساس الملك، ولا يظلم ربك أحد، كم من بيوت كانت تعج بالظالمين، ماتوا فصارت الديار بلاقع، كم من ظلمة قطع الله دابرهم.
فإن ظلم الظلمة أقبح الظلمات وهي أشد من ظلمة الليل لأن ظلمته مربوطة بظلمه يوم القيامة يوم الهول والنشور.
الظالم جعل الله عقوبته أن يعاقب بآثام من ظلمه، ويكون ذلك عقوبة له على ظلمه، وعلى ما أكتسبه لا أن يكون مؤخذاً بذنب غيره، أو معاقباً على ظلمه ثواب صبره على ما أصابه، فقد قال الله تعالى ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))

ويعاقب الظالم بذهاب حسناته وعقوبة ما جنى المظلوم، وذلك جزاء ظلمه وعقوبة ما جنته يداه ولسانه وقلمه.
ولا جرم أن الظلم وخيم العاقبة، شديد النكاية، يمزق أهله كل ممزق، ويبيدهم شر إبادة، يخرب الديار ويقصم الأعمار، والله جعل على أهله دماراً ومأثما، فكم قصم به من أمم، وفرق به جماعات، وخرب به حصون ، وأفنى به جيلاً، وسقطت به دول وحكومات،وأهلك به أمماً قال الله تعالى (( وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين )).( ( الأنبياء: 11 ))
وقال عز وجل ((وتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ))( النمل: 52 ).
فما بال أقوام يظلمون الناس بغير حق، ويعذبون العباد ويظنون أن السلطة التي في أيديهم والمال الذي في خزائنهم والقوة التي في أجسادهم هي حصون تمنعهم من الله تعالى ألا فليعلموا أن الله بطش شديد .
فحق المظلومين يهدر، وسيوف - الظالمين تحز رقاب المستضعفين- ألا فاتقوا الله تعالى مظالم العباد ، بأخذ أموالهم، والتعرض لأعراضهم، وتضييق قلوبهم، والإساءة إلى الخلق في معاشرتهم، فإن ما بين العبد وبين الله تعالى فالمغفرة إليه أسرع.
ودعوة المظلوم تفعل ما تفعله الأسنة اللامعة، والسيوف القاطعة، والظالم مشؤوم، وصاحبه ملوم، فلا يغتر الظالم بعدم، عجلة الله بالعقوبة، فما يعجل إلا الذي يخاف الفوت، وقدرة الله نافذة ، فهو يمهل ولا يهمل، وكما يقال لو بغى جبل على جبل لدك الله الباغي منهما.

فيا مبادراً بالظلم ما أجهلك ، إلى متى تغتر بالذي أمهلك، كأنه قد أهملك ، فكأنك بالموت وقد جاء بك وأنهلك، وإذن بالرحيل وقد أفزعك الملك ، وأسرك البلاء بعد الهوى وعقلك،وأنت على وزر عظيم وقد أثقلك وقد أثقلك يا مطمئناً بالفاني ما أكثر زللك، ويا معرضاً عن النصح كأن النصح ما قيل لك، وقد نزلت بهم الفواجع ، وحلت بهم الموجع .
فكم في المجتمع من الظلم بين فئاته يقع على العمال الوافدين الذين لم يعطوا حقوقهم ، وكم من أرملة قتل زوجها ظلماً، وكم من ثكلى فقدت أولادها بغياً ، وكم يتيم قتل أباه غدر وكم من شعب طرد من بلده عسفاً، كم من فقير هدمت بيته أشراً وبطراً ، كم من الظلم يقع من الوالدين على أبنائهما وعلى الوالدين من أبنائهما؟ كم هم الذين يظلمون أقاربهم ويظلمون جيرانهم وزملائهم؟ سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل، بأكل حقوقهم أو التقصير في واجباتهم فالأب الظالم لبناته بالتحجير عليهن، أو عضلهم من الزواج لأجل رواتبهن أو رغبة في خدمتهن له.
والزوج الظالم لزوجته ومنعه حقوقها أو ربما الزوجة تظلم نفسها وزوجها بمنعه حقه، أو صده عن بر والديه، أو صلة رحمة ، أو إنفاقه فضل ماله فيما لا يحل وليتق الله الزوج الظالم ويتفكر لو دعت الزوجة عليه في حالة الظلم فلعل الله يقبل دعاءها فيهلك الظالم ولو بعد حين.
أو يظلم الأب لأولاده كأن لا يعدل بينهم في الوصية وكأن يرى منهم المنكر ولا ينكره عليهم أو يأتي إليهم بالمنكرات ويدعوهم إليها كمن يأتي لأولاده بالدش وغيره.
والمسئول في دائرته وسلطانه حين يحابي قرابته على سبيل مصلحة الناس فيه ظلم لنفسه ولأمته.
فليحمد الله المظلوم بعد ظلمه أنه مظلوم وليس ظالم فإذا جاء الظالم نادماً يطلب منه العفو والصفح فليتذكر قول الله عزوجل (( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم )).
فكل من ظلم لعلها توقظه فإن لم يعد إلى الحق فلينتظر نصيبه من العقوبة كما حصل لغيره كثير والله المستعان.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2014, 04:19 AM   رقم المشاركة : 352
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

دقائق مهدورة مع المثبطين ودقائق أخرى مع المتشبعين
في المثل ( لا يضر السحاب نباح الكلاب )
قد عرفنا هذا المثل أنه ضرب فيمن يثبطون الأخيار ويفسدون في الديار ولابد أن نربط بين المثبط والمتشبع فدائما نرى المتشبع الذي يفاخر بما ليس لديه يثبط الاخرين ويقول لهم انتم لا تعلمون وانتم لا تفهمون وانتم ....
وهؤلاء هم أصحاب الجهل المركّب علما ً أنك لو قلت عن شيء لا تعرفه أنا لا أعرفه كنت بذلك انسان متزن فالملائكة على قدرها وعبادتها قالوا ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) ولكن المصيبة أن يجهل الانسان شيئا وينادي على رؤوس الخلائق أني أعلم وأعظم مصيبة منه من يقول للقلم أنت مسطرة فركّب جهلا إلى جهل ...
وكثير من هؤلاء المتشبعين بما لم يعطوا قد أخذتهم العزة بكبر الحال فلم يفرقوا بين الواقع والمحال وقد ذكرت لي قصة ذبابة :
زعموا أن ذبابة نزلت على غصن شجرة فلما أرادت ان تطير قالت للشجرة : تجهّزي وخذي حذرك فأنا سوف أطير
فقالت لها الشجرة : لم أشعر بك عندما نزلتي فكيف اشعر بك عندما تطيري ,,..
فهذه الذبابة ظنت جاهلة ان الكل يراها ويشعر بوجودها ...

وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم -، «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» [1]
قوله: «المتشبّع»، أي: المتزين بما ليس عنده يتكثر بذلك، ويتزين بالباطل، كالمرأة تكون عند الرجل ولها ضرة، فتدَّعي من الحظوة عند زوجها أكثر مما عنده، تريد بذلك غيظ ضرتها. وكذلك هذا في الرجال.
قال: وأما قوله: «كلابس ثوبيَ زور»، فإنه الرجل يلبس الثياب المشبهة لثياب الزهاد، يوهم أنه منهم ويُظهر من التخشع والتقشف أكثر مما في قلبه منه..[2]
ومن سمت الناجح الحقيقي ان يعلم قدر نفسه ولا يتفاخر ومع هذا لا يستمع لكلام المثبطين أيضا بل يستمر في المضي في طريقه ويتحرى الحق ويجالس العلماء والفاهمين .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2014, 04:20 AM   رقم المشاركة : 353
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

خطر الامتيازات الأجنبية في دول الخليج العربي
تشهده دول الخليج العربي انفتاح ونمو اقتصادي وتوسع عمراني كبير أحدث نقله نوعية للمواطن الخليجي بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ المنطقة، هذا النمو جاء نتيجة طردية للتوسع في عمليات التنقيب وتصدير النفط والغاز الطبيعي ومشتقاتهما مما زاد في نسبة دخل الفرد ليصل إلى أعلى نسبة دخل عالمياً.

هذه الطفرة التي شهدتها المنطقة تبعها نمو كبير في جميع المجالات وأكثرها نمواً هو النمو العمراني أو كما يطلق عليها البعض حضارة "الحجر" حيث انتصبت تلك الأبراج الشاهقة لتعانق السماء وأصبحت من أعلى وأغلى ما شيده الإنسان في عصرنا الحاضر.

البعض يرى بأن لا حضارة ولا تقدم سوى بتنمية الإنسان والاستثمار في المورد البشري الذي لا ينضب والبعض الأخر يرى بأن لِحضارة "الحجر" دور كبير في رقي الإنسان ويُستدل على ذلك بحضارة الفراعنة التي جسدت تاريخ عريق ظلَ حاضراً منذ ألاف السنين والذي أعطا مصر ميزة دون غيرها من بلدان العالم والأمثلة كثيرة على هذه الحضارات التي اتخذت من الحجر ركيزة للانطلاق إلى العالم.
ونحن بلا شك نتمنى لمنطقتنا الخليجية أن تزدهر وتنافس الدول الاقتصادية العالمية فنماء منطقتنا بلا شك هو نماء لنا ومكسب يضاف لتاريخنا العريق ، ولكن تعصف بنا الأفكار يمنة ويسره حول من يسكن هذه الأبراج الشاهقة ؟! ومن المستفيد منها؟!
البعض يرى بأن الشركات الاستثمارية والمصارف المالية هي من يستثمر هذه المباني ويسكنها، ولكن كثير من هذه الأبراج والمجمعات السكنية أنُشأت بغرض السكن الحر أو التملك الحر؛ هذه المناطق السكنية تمنح الأجنبي حق الإقامة مدى الحياة في حالة امتلاكه عقاراً سكنياً سواء كان شقة أو فيلا سكنية وقد ازداد عداد الأجانب الذين تملكوا في هذه المناطق بشكل ملحوظ ومازال العدد في تزايد، وهذا بلا شك سيسهم في نمو الاقتصاد ونمو المنطقة، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ضريبة تدفعها الدول ويدفعها المواطن نتيجة هذه السياسات؛ ونحن هنا ﻻ‌ نقصد ضريبة إي بمعنى مبالغ مالية ﺑﻞ ضريبة مستقبلية ﻭﻫﻲ: خليط ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎفات تؤدي إلى ضياع العادات والتقاليد وطمس الهوية العربية وحتى ضياع اللغة والانتماء.
فإن كان التمليك يقتصر على أبناء منطقة الخليج العربي أو جنسيات عربية فالأمر يختلف بل لأضير منه فنحن ننتمي إلى كيان عربي واحد ونتشارك باللغة والدين والانتماء العروبي ولكن الطامة ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ الجاليات الأجنبية سواء من شرق آسيا أو إيران أو من الدول الأوروبية التي تخالفوننا في المعتقد والانتماء والثقافة وكذلك في الأعراف والتقاليد.
تزايد أعداد الأجانب ملاك العقارات والعاملين في دول الخليج العربي يشكل خطراً ديمغرافياً وقد يتطور إلى خطر سياسي في السنوات المقبلة إذا ما بدأت المطالبة بالحقوق السياسية بجانب الحقوق النقابية والمهنية المشروعة ومنها المشاركة في التشريع والرقابة وقد تطالب هذه الفئة في المستقبل بتحديد المصير- كل هذه المخاوف محتملة وخاصة في تنامي هذه الظاهرة الخطيرة وخاصة مع التعهدات والاتفاقيات التي تبرمها دول الخليج العربي مع منظمات حقوق الإنسان والمنظمات العالمية في مختلف المجالات.
الغزو الأجنبي لم يعد كالسابق ينفذ عن طريق القوة العسكرية بل أصبح أكثر رقياً وحداثة فاحتلال الأمس لبلداننا كان استعمار غير شرعي، أما احتلال اليوم فبات يأخذ صفة الشرعية وبترخيص رسمي بل أصبح المحتل يحضا بحرية كاملة وله ما للمواطن من حقوق ﺑﻞ ﺇﻥ الاحتلال ﺍﻟﻤﺮﺧﺺ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ الاحتلال العسكري ﺇﺫ ﺃﻧﻪ اكتسب ﺷﺮﻋﻴﺔ الاحتلال ﻭﻻ‌ يمكن المطالبة باستعادة الأراضي المستملكة ﻓﻲ هذه الحالة بعكس الاحتلال غير المرخص حيث يمكن استعادة الأراضي المحتلة.

وقفة تأمل:
يقول احد الكتاب الإماراتيين في مقالاً له: إن ﺍﺣﺪ ملاك البنايات في إمارة دبي (وهو من الجنسيات الآسيوية) رفض تأجير شقة سكنية ﻷ‌ﺣﺪ المواطنين قائلاً: "أنا ما ﺃﺟﺮ ﺣﻖ مواطن" فهل يأتي يوماً ﻧﺮﻯ ﻓﻴﻪ بيوتنا بيوتهم، إذا ما استمرت هذه الظاهرة بهذا التنامي المخيف؟؟.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2014, 04:22 AM   رقم المشاركة : 354
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

الإنسان قبل البنيان
هذه حقيقة مؤكدة، وقاعدة شرعية عامة، وفريضة من الفرائض العظمى، ودليل على نور الإسلام، وتوافقه مع التعاليم الإلهية، بل مع النضج البشري، التي وصلت إليه الإنسانية بعد قرون.

لا نستطيع أن نخفي أن كل تعاليم الإسلام، وكل شرائعه، بل كل تكليفاته، قامت على هذا الأصل" تقديم الإنسان على البنيان" " الإنسان واحترامه وتقديره هدف ورسالة الإسلام" " محمد صلى الله عليه وسلم مثال حي لاحترام الإنسان، وتقديمه على البنيان"، ولا يخفى أيضاً أن مقاصد الشريعة العظمى، وأهدافها العليا صبت في هذا المضمون، فالمقاصد الخمسة تعلقت كلها بهذا الإنسان، فالدين وحفظه من أجل إعلاء كرامته وتحريرة من سلطان الطغيان، وربقة العدوان، وإعلاء كرامته، بعدم الخوف إلا من خالقه. وحفظ النفس، من أجل كرامتها على خالقها، وعزتها الفطرية، وحرمة انتهاكها، والاعتداء عليها، بل التعرض لها بأدنى درجات التعدي من إيذاء مادي أو معنوي، بل إنه جعل منتهكها في لعنة من الله، ومنزلة تضاهي منزلة الكافرين والطواغيت.

وحفظ العقل، فهو روح الإنسان، وعصب حياته، وملَكُ جسده، فكيف يصيبه بأدنى شيء يحد من نباهته، ويقف حجر عثرة أمام تفكره وتدبره، فأحرى أن يحرّم كل من يجعله عبداً لشهوة زائلة، أو مطلب ليس له قيمة.

وحفظ المال، والذي جهد فيه نفسه، وأراد أن يجعله في عمارة حياته، وتربية أولاده، فكيف به يبدده، ويجعله عرضة لنزع البركة، وإبطال مفعوله في أعمال لا تليق بما استخلفك الله فيه.

وحفظ العرض، فلا ينبغي لإنسان أن يكشف ستر أخيه، ولا يجوز أن يخوض في عرضه وكرامته، فهذا خط أحمر لا ينتهك، وخطيئة ينبغي الوقوف عندها.

هكذا قدّم الإسلام الإنسان على البنيان، وهكذا ينبغي للمسلم أن يقدم ما قدّمه الله، وأن ينفذ تعاليم السماء، فهو لا يستطيع أن يعيش في أمن وأمان إلا باتباعه لهذه التعاليم، وتنفيذه إياها، فهي رسالة لكل من الراعي والرعية، أن عظّموا ما عظمه الله، ولا تهوّنوا ما أوصاكم الله به.

فالحاكم ينبغي أن يصب أهدافه وبرنامجه على هذا الأصل، فيهتم بتنمية رعيته، في كل المجالات، فلن تستطيع الأمة أن تنهض إلا بتنمية حقيقية لهذا الإنسان، والاهتمام به، وتقديم كل الخدمات لصالحه، فلم تنهض دول الإسلام إلا بذلك.

وعلى الرعية أن يعينوا الراعي في ذلك، فلا يستبيح المسلم دم أخيه، فقد حرم الله جسده، وجعله أكرم ما في الأرض، علينا أن تعتز بأنفسنا، علينا أن نعتني بأجسادنا وأرواحنا.
الإنسان قبل البنيان، قاعدة مطلقة لا تقبل التأويل، وهدف سام غال لا يقبل التأجيل.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2014, 04:24 AM   رقم المشاركة : 355
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

فكان لا ينساها لطلحة
أخرج البخاري ومسلم عن كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة توبته عندما تخلّف هو وصاحبيه عن غزوة تبوك في حديث طويل.
فاستوقفني جزء من هذا الحديث ، فأحببت أن أستفيد وأفيد القاريء الكريم منه.
يقول كعب رضي الله عنه عندما تاب الله عليه وبدأ الناس يهنئونه بالتوبة (...فانطلقت أتأمّم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجاً فوجاً يهنئونني بالتوبة ويقولون لتهنئك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد ، فإذا رسول الله جالس في المسجد وحوله الناس ، فقام طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه يهرول حتى صافحني وهنأني ، والله ما قام رجل من المهاجرين غيره ، قال : فكان كعب لا ينساها لطلحة...)
والله عندما أصل لهذا الجزء من الحديث أتوقف كثيراً ، وأتيقّن حينها أثر المواقف في حياة الناس حتى ولو كانت صغيرة ، فكعب رضي الله عنه مع استغراقه في لحظة الفرح العظيمة هذه ، وهي توبة الله عليه من فوق سبع سماوات ، واستقبال الرسول صلى الله عليه وسلم له وتهلل وجهه من الفرح لتوبته ، وكذلك استقبال الأفواج المهنئة له ، إلا أنه لم ينسَ هذا الموقف القصير العابر من طلحة رضي الله عنه ، بل واستمر يستذكره طوال حياته رضي الله عنه.
فيالله كم هي المواقف التي نتركها في قلوب الناس طيبة كانت أو سيئة للأسف.

سأقف بعض الوقفات مع قوله ( فكان كعب لا ينساها لطلحة ) ومع هذا الموقف من الحديث :


الوقفة الأولى :

الحياة عند التأمل تحوي في طياتها مجموعة من المواقف التي تحدثها أنت أو يحدثها الناس من حولك ، وقد لا يمر على الإنسان يوم إلا ويحدث له بعض المواقف ، لكن هناك بعض المواقف الإستثنائية ترسخ في الذاكرة ويتوقف الإنسان معها إما مكبرا أو حزينا أو فرحا أو غاضبا بسببها.
فاجعل حياتك مجموعة من المواقف الطيبة والإيجابية مع الناس ، فأنت الذي تكتب سيرة حياتك.

الوقفة الثانية :

أننا بسبب مواقفنا نقسم الناس إلى فسطاطين ، الأول غاضب منا ولا يقبلنا في قاموسه بسبب الموقف السلبي الذي حصل معه ، والثاني راضٍ عنا وجعلنا في قائمة المقبولين لديه بسبب الموقف الإيجابي الذي حدث له ، وقليل من الناس لا يحمل هذين الانطباعين وذلك لأنه لم يحصل له مواقف معينة من فلان من الناس ، أو أنه لا تربطه علاقة مع هذا الرجل.
ففي مثل هذه المواقف تنطبع الذاكرة بها ولا تنمحي مع مرور السنين بل وتستحضرها النفس كلما رأت صاحب هذا الموقف ، وأحيانا لا تذكر هذا الموقف ولكنك تجد انقباضاً من هذا الإنسان بسبب الموقف المخزّن لديك تجاهه ، وهذه أمور نفسية تصنعها المواقف فينبغي ألا تُهمل.

الوقفة الثالثة :

يدخل في هذا الموضوع عظم تلك النفوس الكبيرة التي لا تنسى من أحسن إليها وتردّ هذا الإحسان بإحسان وتحفظه وتتذكره ، ويدخل فيه أيضاً أخلاق الكبار الذين يبذلون الإحسان إلى من لم يحسن إليهم بل إلى من أساء إليهم ، وبذلك تعرف هبوط بعض النفوس عندما تتخلى عن هذا الخلق الذي يتفق عليه كل البشر ، وأن النفوس مجبولة على محبة من أحسن إليها فتجد البعض ينسى إحسان الناس إليه ، أو أشد من ذلك من يرد الإحسان بإساءة والعياذ بالله.

الوقفة الرابعة :

المواقف الإيجابية تحتاج إلى مبادرة وسرعة تحرّك واقتناص ، فكعب رضي الله عنه مع كثرة المهنئين له إلا أنه انتبه لتهنئة طلحة رضي الله عنه لمبادرته بالتهنئة من بين المهاجرين وإن كانوا قد هنأوه بعد ذلك ، وهذا يبيّن أهمية المبادرة في الخير ، فلاتنتظر من هو أكبر منك علماً أو سنّاً أن يبدأ في الخير الواضح ، ولكن عوّد نفسك أن تكون سبّاقاً للخيرات ، فطلحة رضي الله عنه كان هناك من هو أكبر منه سنّاً وعلماً وفضلاً من المهاجرين ، إلا أنه بادر وكسب ودّ أخيه ورضا ربه قبل ذلك.

الوقفة الخامسة :

(لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقَ أخاك بوجهٍ طليق) فالمعروف شامل لكل ماتعارف الناس على حسنه ولم يخالف الشرع ، وكل ما أمر الله به فهو معروف أيضاً يؤجر عليه الإنسان ، فلا تعمل مثل هذه المواقف الطيبة حتى تكسب مالاً أو جاهاً أو تجعل لك يداً عند من أحسنت إليه في موقفك ، بل اطلب في ذلك الأجر من الله واحتساب هذا العمل لله وحده وليس لمصلحة دنيوية ربما لاتحصل لك.
ولاتحقرن أي موقف إيجابي ولو كان في نظرك صغيراً ، فإنه قد يُفتح لك بذلك قلباً مغلقاً أو نفساً معرضة أو ربما تبني بذلك مشروعاً للأمة كبير بسبب موقف قمتَ به ربما نسيته ونمى وترعرع من بعدك ، مثلما حدث للحافظ الذهبي صاحب السير عندما قال له شيخه (البرزالي) وهو صغير (إن خطك يشبه خط المحدثين) يقول الذهبي : فحُبّب إليّ علم الحديث بسبب هذا الموقف من شيخه ومدحه لخطّه ، فأصبح علَمَاً من أعلام الأمة ، وبالضد من ذلك ربما بموقف بسيط تصنع طاغية ورأساً في الفساد.

الوقفة السادسة :
أن إظهار الاهتمام في مناسبات الناس ومواقفهم وإن كانت غير مهمة بالنسبة لك هذا مما يقرّب القلوب وينشر الرحمة والإخاء بين المسلمين ، وهم أحوج مايكونوا لجمع كلمتهم وتوحد صفوفهم وترابطهم فيما بينهم ، فكم من أخٍ رُزق بمولود ، وكم من صديق نال منصباً وظيفياً ، وكم من قريب أصيب بوعكة صحية وغيرها ، إلا أن بعض النفوس تمر عليها هذه المواقف العابرة دون أن تبارك أو تُهدي بل حتى إظهار الفرح والمواساة يُبخل بهما أحياناً والله المستعان.

أخيراً :

إنها دعوة للنفس أولاً ثم للأحبة ثانياً أن نترك مواقف وانطباعات إيجابية لدى الناس وألا نحقر شيئاً من ذلك.
وإن كان الواجب أن يتكلم في هذا الموضوع أهله لكن حسبنا ما قال الأول (اسمعوا مقالي ولاتنظروا لحالي) ونسأل الله أن يتجاوز عنا التقصير في حق إخواننا.
هذا وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 09-03-2014, 12:55 AM   رقم المشاركة : 356
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2014, 03:39 AM   رقم المشاركة : 357
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

●●●
هلاااااااااااوغلااااااااااا

يسعدلي قلبك ويسلمووو وربي على الحضور الرائع بصفحتي
تقبلي شكري وتقديري واحترامي
مع تحياتي :قلب الزهـــور .. بباي









التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2014, 03:40 AM   رقم المشاركة : 358
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

مائدة اللئام
هذه الأسطر قضية اجتماعية مهمة وخطيرة لخدمة هذه الأمة الإسلامية ، لكي تكون نفوسنا لبناتٍ في بناء صرح هذا الدين والعلو به والشموخ على العالمين في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والشهوات والمغريات والتقنيات، وأن نكون قدوةً ونبراساً ، إنها ( الغيبة) ..

أسألكم سؤال //أيهما اعظم جرما شخص يغتاب فلان من الناس أو شخص يأكل من جيفة بني آدم.. بلا شك ان المغتاب اشد جرماً من الذي يأكل من جيفة بني آدم على ان الأخير منظر تتقزز منه النفوس وهذا يؤكد على ان الغيبة :
• مرض خطير أصاب كثير من الناس ولا يكاد ينجو منه احد الا ما شاء الله.
• أجمع العلماء انها كبيرة من كبائر الذنوب تستوجب التوبة ( أربا الربا استطالة الشخص في عرض أخيه..)
• يحبط العمل كما تأكل الآكلة جسد بني آدم .
• سبب في ضياع الحسنات يوم القيامة بل ان سيئات الآخرين تراها في ميزانك

الناظر في واقع مجالسنا ومنتدياتنا ومناسباتنا أنها لا تخلوا من هذا المرض وهذه الآفة يقول تعالى ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) يقول ابن كثير فكما تكرهون هذا طبعا فاكرهوا ذاك شرعاً ، وللأسف أن بعض الناس يغتاب ولا يعرف ما هي حقيقة الغيبة فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يحرر ويبين هذه المسألة فيقول لأصحابه ( أتدرون ما الغيبة .؟) قالوا : الله ورسوله أعلم قال ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) قالوا : يا رسول الله إن كا في أخي ما أقول قال ( عن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) إذن الغيبة أن تصف شخص بصفات هي فيه فعلا أما إذا لم تكن فيه فهذه درجة أشد من الغيبة وهي البهتان نسال الله السلامة والعافية. ..

وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله يكفيك من صفية أنها كذا وكذا – يقولون الرواة أنها تعني قصيرة –فقال صلى الله على وسلم ( لقد قلتي كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) لي وقفات مع هذا الحديث:
• أنها قالت كلمة فقط ولم تقل كلمات ومع ذلك لو مزجت بماء البحر الهائل والأمواج المتلاطمة لغيرته.
• أنها قالت كذا وكذا ولم تقل قصيرة ومع ذلك تعتبر غيبة بلا شك .
• نحن نقول كلمات بل مئات الكلمات فكيف تأثيرها في أعمالنا الصالحة على قلتها وضعفها.

تحذير خطير // السامع للغيبة يشترك في الأثم إلا إذا ذب عن عرض أخيه يقول صلى الله عليه وسلم ( من ذب عن عرض أخيه كان حقاً على الله أن يعتقه من النار ) وفي رواية ( أبعد الله وجهه عن النار )..
رسالة // يجب ان يكون هذا المنهج عام في كل مجالسنا حتى تكون مجالس طيبة يذكر فيها الله ولا يكون فيها مجال للغيبة

اسأل الله تعالى أيها الأخوة أن يصلح أبناءنا وبناتنا وشباب المسلمين في كل مكان وأن يقيهم شر الفتن والشهوات والمغريات ونسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابة وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ......






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2014, 03:46 AM   رقم المشاركة : 359
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

فضل قراءة القرآن
من أعظم ما يتقرب به العبد وخاصة في مثل هذا الشهر العظيم هو تلاوة القرآن ..فلا ريب أنّ تلاوة القرآن من صفات المؤمنين الصادقين، ومن أكثر ما يسهم في التعرض لرحمات الله ونفحاته، .. فالله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بتلاوة ما أُنزل إليه فقال : { ورتّل القرآن ترتيلاً } قال الحسن :\" اقرأه قراءةً بينةً\" ..وقال تعالى –مادحاً من قام بهذا العمل- :{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} .. وعن أَبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ : رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ : لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ ، وَمَثلُ المُنَافِقِ الَّذِي يقرأ القرآنَ كَمَثلِ الرَّيحانَةِ : ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ : لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ...وللتلاوة ثمار عديدة منها : أن فيها نجاةً من مثل السوء الذي ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم:فعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ » ومن الثمار أن المكثر من تلاوة القرآن يُحسد غبطة على هذه النعمة :قال صلى الله عليه وسلم : (( لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً ، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ )) ..وتلاوته سبب للرفعة في الدنيا والآخرة : قال صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخرِينَ ))

وتلاوة القرآن بركة في الأولى والآخرة :عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أوصني . قال :«عليك بتقوى الله ؛ فإنه رأس الأمرِ كلِّه» . قلت : يا رسول الله زدني . قال :«عليك بتلاوة القرآن ؛ فإنه نور لك في الأرض ، وذخر لك في السماء » وقال ابن عباس رضي الله عنهما :\" ضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقي في الآخرة ثم تلا : فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي}

...وبتلاوة القرآن يحقق الله لك أربعة أمور :


قال صلى الله عليه وسلم :«ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده» رواه مسلم .
وما أعظم أن يذكرك الله فيمن عنده! ولذا ثبت في الصحيحين أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأبي بن كعب :«إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ» . قَالَ أبيٌّ : آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ ؟ قَالَ :«اللَّهُ سَمَّاكَ لِي» .
قَالَ فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي..

ومن الثمار أن كل حرف من القرآن يُقرأ بعشر حسنات : قَالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا ، لاَ أقول : {ألم} حَرفٌ ، وَلكِنْ : ألِفٌ حَرْفٌ ، وَلاَمٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذي ..

والتالون للكتاب أهل الله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ» . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :«هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ»..

وبها تُنال شفاعة القرآن :قال صلى الله عليه وسلم : «اقْرَؤُوا القُرْآنَ ؛ فَإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ» ..

والتلاوة تورث الدرجات العالية في جنة المأوى :عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ : « يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا »






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2014, 03:50 AM   رقم المشاركة : 360
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

فضل لا إله إلا الله
لا إله إلا الله مفتاح السعادة لا إله إلا الله مفتاح الفوز لا إله إلا الله مفتاح الفلاح والنجاح لا إله إلا الله طريق الطمأنينة والسكينة طريق القوة والعزة فهي الكلمة التي أرسل الله بها رسله وأنزل بها كتبه, ولأجلها خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار وفي شأنها تكون الشقاوة والسعادة, وبها تؤخذ الكتب باليمين أو الشمال, وبها النجاة من النار بعد الورود, وبها أخذ الله الميثاق, وعليها الجزاء والمحاسبة, وعنها السؤال يوم التلاق إذ يقول تعالى: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وهي كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة, وهي أصل الدين وأساسه ورأس أمره \"فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا\" فلا إله إلا الله.. هي كلمة التقوى : وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا. وهي القول الثابت : يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ. وهي الكلمة الطيبة: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء , أصلها ثابت في قلب المؤمن, وفرعها العمل الصالح في السماء صاعد إلى الله عز وجل. وهي التي من أَجْلِها أرسل الله الرسل، فما من رسول إلا ودعا قومه إلى «لا إله إلا الله»، وأوذي من أجل «لا إله إلا الله»، وهي أعلى شعب الإيمان؛ يقول صلى الله عليه وسلم«الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق». وهي أفضل الذكر،. ففي الحديث: «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله».وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) )

ولهذه الكلمة شروط من حققها قبلت منه وتحقق له ما أخبر الله به من دخول الجنة وشروطها :
1- العلم أنه لا معبود بحق في الوجود إلا الله، وصرف العبادة له يقول تعالى:فاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ[محمد: 19].
2- اليقين الذي يقتضي التيقن أن الله المعبود بحق لا غيره يقول تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله [الحجرات: 15].
3- القبول لهذه الكلمة وعدم ردها؛ فلقد عرضت على قريش فردوها وقالوا:أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص: 5].
4- الانقياد والاستسلام لله تعالى والسلامة من الشرك قال تعالى: وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ [الزمر: 54]
5- الصدق؛ يصدق بها العبد ولا يكذب، ويصدق من جاء بها وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ[الزمر: 33]،
6- الإخلاص المنافي للشرك «من قال لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه دخل الجنة»
7- المحبة: بأن يحب الكلمة، ويحب المستحق لها، ويحب في الله ويبغض في الله، ويوالي في الله ويعادي في الله ففي الحديث: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما...».

اللهم اجعلنا من أهل (لا إله إلا الله)، ومن الداعين إليها، وممن يحيا عليها ويموت عليها ويدخل الجنة بها، وممن يحققها بشروطها. إنك سميع مجيب.اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله ..اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية