العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-2013, 02:10 PM   رقم المشاركة : 21
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

*الفصل بين الانفعالات والمشكلات *

الانفعالات اختيار..


الانفعالات هي الشحنات النفسيه التي يشعر بها الانسان مثل الضيق .. الحزن .. التوتر.. الغضب .. الاكتئاب.. الخوف .. الفرح ..الإقدام ..السرور .. الرضى .....الخ

يعرف علماء النفس السلوك بأنه كل ما يقوم به الانسان داخليا وخارجيا, ويترتب على هذا التعريف أن كل ما يجري في جسد الإنسان من حركه هي سلوك . فالعلميات الجسديه كلها تدخل ضمن السلوك والعمليات العقليه والانفعاليه والحركيه كلها تسمي سلوك.

السلوك كما يعرفه علماء النفس يتكون من أربعة عناصر كما ذكرناها آنفا وهي الجسديه مثل الدورة الدمويه والهضم .. وكل ما يجري في جسد الإنسان ..
والعقليه وهي عباره عن الأفكار التي تدور في ذهن الانسان ..
والانفعاليه والتي ذكرنا بعضا منها..
والحركيه وهي ما يقوم به الانسان من حركات ظاهريه.

يسيطر عنصر من عناصر السلوك الاربعه على بقية عناصر السلوك
تكون السيطرة لعنصر حسب اختيار الانسان.

وقد جرت العادة بين الشعوب أن الانفعالات يكون في مقدمة العناصر التي تسيطر على بقية عناصر السلوك .. وكلما نضج الانسان قلت سيطرة هذا العنصر على بقية عناصر السلوك .. ولكن الانسان في طفولته يكون العنصر الانفعالي دائما مسيطرا على بقية عناصر سلوكه .



فإذا كان عند الانسان هذا الوعي في اختيار العنصر المسيطر. فإنه يستطيع أن يتحكم في سلوكه حسب ما يناسبه وليس حسب العنصر المسيطر وإن سيطر عليه عنصر من عناصر السلوك.. حسب البرمجه أو التعود الذي اعتاده.. إلا انه يستطيع أن يعبر تلك القياده الى عنصر آخر وهذا الذي يسمى التحكم في السلوك الانساني.

والتحكم في السلوك الانساني ينطلق من فهم قاعدة بسيطه وهي أن قيادة عناصر السلوك الأخرى هي -بحكم الاختيار- حسب ما يراه الإنسان مناسبا . فعندما يسيطر فإنه يقدم عنصر الحركه على بقية عناصر السلوك لكي تتحكم في العنصر الانفعالي فيقل أثره.. وإذا قل أثر الانفعال أصبح السلوك تحت التصرف. أو التحكم .. ويستطيع الانسان أن يطلق سراح عقله ليفكر في مواجهة الحدث الخارجي ليس بسلوك انفعالي وإنما بسلوك عقلي .

إذا ضبط الإنسان إنفعاله وأعمل عقله فإنه عادة يتوصل إلى حل لمشكلته التي تواجهه أو على الاقل يحافظ على ذاته من انفعالاته

كثير من الناس يخلط بين حل المشكلات وضبط الانفعالات رغم أن مواجهة المشكله مختلفة عن ضبط الانفعال ويظن بعض الناس أنه لكي يواجه مشكلته لابد أن ينفعل بها انفعالا شديدا وهذ مفهوم خاطئ

اعلم حفظك الله أن تلك الانفعالات ليست تلقائيه ولا تحدث دون اختيارات عقليه .. ولكن الإشكاليه عند الناس أنهم لا يشعرون أنها من اختيارتهم وإنما تخرج فورا كردة فعل او استجابه على مثير خارجي .. ووفي هذا خلط بين الاختيار والبرمجه العقليه أو التعود الذي اعتاده الإنسان عندما يتفاعل مع احداث خارجيه,, فقد تعودنا على أن يكون الانفعال هو الفعل الأول الذي تتخذه عقولنا حماية لذاوتنا من تلك الأحداث الخارجيه.. ولكي نخرج من هذه الشرنقه التي تبرمجنا عليها لابد أن يكون لدينا يقين أن ما نفعله هو من اختياراتنا وقد تعودنا عليه وليس قضيه اجباريه على عقولنا ليس لنا دخل بها ..
فإن رسخ هذا اليقين في عقولنا انتقلنا الى خطوة فك البرمجه الانفعاليه التي تعودنا عليها .


يتبع ................ مشكلة صديق







رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013, 02:11 PM   رقم المشاركة : 22
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

*مشكلة صديق *

اتصلت الزوجه تطلب النجده لزوجها من أزمة نفسيه حلت به.. عجبت من ذلك لأن الذي تطلب النجده له صديق قديم .. اعرفه صلبا في المواقف واستفسرت عن مصدر الأزمه فقالت..

لقد خسر أمواله في سوق الاوراق الماليه .. ولهذا فهو يعيش حالة اكتئاب حاده منذ فترة طويلة .. لم يستطع أن يتحمل الصدمه .. لقد باع عمارته واستثمر ثمنها في سهم كان يتوقع أن يتصل الى مستويات عاليه.. ولكنه هبط الى اسفل سافلين فهبط قلبه معه .. حاول الانتظار لعل ذلك السهم أن يحلق ولكن هيهات فقد طال الانتظار ..

عرفت من حديث الزوجه أن القضيه أسهم قد هبط سعرها وأن استثماراته كلها في ذلك السهم .. وقد غشيته حالة الاكتئاب نتيجه هذا الأمر وأضافت الزوجه تعليقا ..
والله يادكتور لا ألومه على حالته .. فإن كل ما نملك قد وضعناه في ذلك السهم .. وقد كنا نتوقع أن نرتفع بأحوالنا ولكن ذلك التوقع قد خاب

قابلته في منزله لأنه صديق .. ولو لم يكن كذلك لما قبلت مقابلته في منزله .. ولكن الأمر بالنسبة لي ليس فيه ممارسة الارشاد النفسي الذي تعوده الناس مني .. وإنما جعلتها زيارة صديق لعل وعسى أن أقدم له شيئا ينفعه في حياته وبعد السلام على شخص لا يريد الكلام قلت له :

مالذي تشعر به ؟

الدنيا دوراه مالها أمان

ومادخل الدنيا فيماتشعر به

الظروف لم تساعدني لقد انها السوق فانهار معه الدينار

وما دخل الظروف بما تشعر به ؟

لولا تلك الظروف التي أحاطت بالسوق لما رأيتني على حالتي هذه ولكن كما قلت لك الظروف لم تساعد .

لم تساعد على ماذا ؟

لم تساعدني اتجاوز ازمتي

وما ازمتك؟؟


الحاله التي اعيشها لقد خسرت كل اموالي لم يعد لي أمل في الحياة ..لم يعد هناك بصيص من فرج .. لن يعود السهم إلى ما كان عليه ولهذا فاني لا استطيع أن أخرج من الحالة النفسيه التي أعيشها .

لقد اخترت أن تعيش هذه الازمه النفسيه

لم اختر الاكتئاب وإنما الظروف هي التي قادتني الى هذا .

ليس للظروف دخل في هذه القضيه أقصد قضية الاكتئاب.

ولكن الظروف هي التي جعلتني أخسر جميع أموالي

وهل الاكتئاب سيعيد لك الأموال ؟

ليس هناك طريقة أخرى

طال الحوار بيننا ..

أردت أن ابصره بمسوؤليته تجاه ذاته وحمايتها من انفعالاته

ولكنه يريد أن يلوم الظروف الخارجيه على حالته التي وصل اليها

الصورة كما أراها منفصلة غير متصله .. فالمشاكل التي يواجهها الانسان سواء بخسارة أمواله ,, او فقدان صديق .. او عدم الحصول على ترقيه .. او رسوب الولد أو المشاكل مع الزوجه .. أو غيرها من المشاكل الكثيرة التي يواجهها كثير من الناس
كل ذلك مختلف ومنفصل عما يعانيه من أزمة نفسيه

فالانفعالات التي يشعر بها الناس عند مواجهة الأزمات منفصله عن تلك الازمات ولكنهم أرادوا أن يجعلوها متصله ..

فقد قال لي بالحرف الواحد بعد طول نقاش ..

مالذي تريدني أن افعل بعد الخسارة الكبرى التي منيت بها ؟
هل تريد مني الاستماع بالحياة والضحك كما كنت والوناسه وأنا لا أملك شيئا من الدنيا ؟ هل يمكن للإنسان أن يتمتع وقد خسر كل أمواله.

كان الجواب بالنسبة لي واضحا .. نعم !
يمكن للإنسان أن يتمتع بالحياة رغم أنه قد خسر كل أمواله فإن المال ليس هو الحياة ..وإنما منابع التمتع موجوده .بالصحه التي تتمتع بها .. وبالدنيا من حولك .. وبأسرتك المتعافيه وبالاهل والاصدقاء وبالامن والأمان وبقوت اليوم الذي تأكله واما الخسارة الماليه فإن لكل مشكله حلا ..
فإذا فصلت بين الإثنين فقد وصلت إلى نتيجه واضحه .
عن الانفعالات يجب أن تضبط للمحافظه على الذات وأما مواجهة المشكلات فيجب ألا تكون بواسطة الانفعالات لآنها مدمرة احيانا ..

قال الصديق


بصراحة لا أريد أن أفصل لأنه مواجهة المسئوليه امر في غاية الصعوبه

ولكن عدم فصلك سيفصلك عن التمتع بالحياة ويقودك الى مستنقع الأمراض والذي هو أصعب عليك من واقعك الذي تعيش فيه

لم أفكر إلا باللحظه فقد لفت نظر اهلي اني مريض وشعرت بالتعاطف معي بدل أن يلوموني على ما فعلته بأموالهم .

تلك حيل نفسيه لا تسمن ولا تغني من جوع دعك منها .. وتحمل مسوؤلية قرارك ولا تلم الظروف الخارجيه فإن فعلت ذلك فإنك سوف تحل تلك المشكله وتواجه الأزمه

ليس عندي حل الأزمه

ولكن عندك حل للأنفعالات التي ستنهش جسدك .. كيف ؟

العب رياضه

ليس لي خلق .. اشعر بالارهاق شديد

العب لأجل صحتك وليس لأجل مزاجك .. إنه واجبك نحو ذاتك

وإن لم استطع ؟

كل انسان يستطيع ولكن معظم الناس لا يريدون

بصراحه أشعر بالتعب

تلك النتيجه طبيعيه للحاله النفسيه .. استثمر قوة الاختيار واصنع القرار وتخلص من الانفعال

تعليق ..

معظم الناس يخلط بين المشكله التي تواجهه والانفعال الذي يختار .. ويظن أن ذلك الانفعال هو نتيجه طبيعيه لتلك المشكله التي تواجهه .
والامر ليس كذلك وإنما ذلك الانفعال هو العنصر الذي اختاره عقله ليسيطر على بقية عناصر السلوك .. بغض النظر عن الظروف الخارجيه التي تحيط به أو المشاكل التي تتكالب عليه
وعندما يدرك الانسان امكانية الفصل بين الانفعال والمشكله فانه يستطيع أن يختار القرار الذي يريده حسب ما يناسبه ..
بذلك يتخلص من البرمجة القديمه التي يقع فيها كثير من الناس ويدمرون ذواتهم بانفعالاتهم ..

ولو عرف الناس أن الانفعال ليس مرتبطا بالمشكله ولكنها البرمجة الانفعاليه التي جعلت الانفعال دائما مرتبطا بالمشكله ولا يتصور بعض الناس مواجهة مشكله دون توتر أو ضيق أو هم أو حزن .. الخ ولهذا فالقاعده واضحه ..
من خلط غلط ومن فصل وصل

بمعنى ان من خلط الانفعال بمواجهة المشكله فقد غلط في ذلك السلوك ولن يصل الى حل لمشكلته .. ولكن من فصل الانفعال عم مواجهة المشكله فقد وصل الى الحل ..

لأن العقل قادر على مواجهة اي مشكله عندما يكون متحررا من الشحنات الانفعاليه التي تسيطر عليه وما تعارف عليه الناس عند مواجهة المشاكل هو خلط الانفعال بالافعال التي يتخذونها في مواجهة تلك المشكله وكأن اختيار الأفعال لابد أن يكون مسبوقا بالانفعال الذي يغشاهم لكي يتخذوا قرارا مناسبا في مواجهة المشكله

وهذه ممارسة وعادة تعود عليها الناس في حياتهم ولكنها أساس تدمير الناس لأن مثل هذه العاده لن تحل المشكله بل ان خلط الحابل بالنابل والانفعال بالافعال أمر في غاية الخطورة لأن وجود الانفعال عند اتخاذ القرار لن يجعل القرار صائبا حيث إن الانفعال يشوش على العقل في حالة اتخاذ قرار لمواجهة أزمة خارجيه.







يتبع ............. الدراسه الصعبة



انتظروني بالجزء العاشر بمشيئة الله ...







رد مع اقتباس
قديم 07-03-2013, 12:27 AM   رقم المشاركة : 23
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

يعطيج العافيه ملكة الرومنس ع الطرح الرائع

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-04-2013, 01:36 PM   رقم المشاركة : 24
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

كل الشكر لتواجدك الغالي شمس القوايل والمميز هنا
ودي وتقديري






رد مع اقتباس
قديم 03-04-2013, 01:56 PM   رقم المشاركة : 25
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

* الدراسة الصعبة *

التقيت به تبادلنا الأحاديث الاجتماعيه العامه التي ليس فيها خصوصيه ثم مال إلي برأسه وقال:


- دكتور عندي مشكله معقده .
-خير ما هي مشكلتك المعقده ؟
-عندي ولدي لايحب الدراسه .
-هل هي مشكلتك أم مشكلة الولد ؟
- بل هي مشكلتي لأني أشعر أن الولد لا يحب الدراسة ولذلك فإن علاماته مترديه من سنه الى أخرى . وقد بحثت عن حل . وتنقلت من مكتب استشاري إلى آخر دون جدوى فهل لديك حل ؟
-بصراحه لا أجد أن عندك مشكله . ولكنك قد قبلت أن تكون عندك مشكله .. فمن لا يحب الدراسه ليس أنت وإنما ولدك .. ولهذ لابد أن نغير السؤال ونقول إن الولد عنده مشكله .

على فرضية أن عنده مشكله فهل لديك حل لمشكلة الولد؟

تمت مقابلة الولد .. شاب في مقتبل العمر متمتع بشبابه .. ليس عقله قاصرا .. كل طلباته تلبى .. حاورته لأجد المشكله عنده .. وكما توقعت لم تكن لديه مشكله فهو ينظر إلى المدرسه أنها لا تنفعه في شيء .. ولهذا فإنه يقضي أياما بها ولكنه يتمنى أن يتركها إلى العمل خاصة أن أباه قد وعد بوظيفة طيبه عندما ينهي دراسته ..
ولكنه يرى أن إنهاء دراسته ليس مرتبطا بالوظيفه فهو قادر على تأدية الوظيفه دون إنهاء الدراسة, وقد حاول أن يقنع أباه بوجهة نظره ولكن أباه لايفهم ولايريد أن يفهم وجهة نظره ولهذا فإنه يريد أن يثبت لأبيه وجهة نظره بأنه لايريد الدراسه ولن ينجح بها .

وعندما يحاول أبوه معه .. يقول له إن الدراسه صعبه وإنه لا يريدها .. ولكن الوالد حفظه الله مصر على تكملة الدراسة فإذن الولد ليس لديه مشكله .. والوالد هو الذي حمل مشكلته .. ولهذا فإنه يحمل وزر غيره .

عجبت من أشخاص يحملون أوزار غيرهم ويفجرون انفعالاتهم لتدمير ذواتهم لأجل الآخرين .. وليس أوضح من ذلك غلاًً من هذا الشخص الذي يحترق من الداخل لأجل دراسه ولده ..

وقد تطرح أسئله صارخه مثل :

ألا تريد لهذا الإنسان أن يحترق وهو يرى ولده لا يهتم بدراسته ؟

أتريد أن يتمتع بحياته ويترك ولده يرسب ومن ثم يكون لديه ولد فاشل في الحياة ؟

أليس هذا الولد هو جزء من ذاتك وهو امتدادك في الحياة ؟

هل تريد بهذا العرض أن نتفرج على أولادنا دون أن يكون لدينا شعور تجاههم ؟!







رد مع اقتباس
قديم 03-04-2013, 01:58 PM   رقم المشاركة : 26
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

* القضيه الأولى يجب أن نحدد مسؤولية الإنسان تجاه نفسه .


فهو المسؤول الأول عن هذه الذات التي يحملها وليس عن الآخرين . ويوم القيامة سيكون السؤال الأول موجها الى ذاتك وليس إلى علاقاتك .. فالمسؤوليه تجاه الذات فرديه ومن هذا المنطلق فإن المحافظه على الذات واجب شخصي .

إن أكثر ما يدمر الذات البشريه هي الانفعالات وليس هناك أخطر على ذات الانسان من انفعالاته عندما لا يستطيع ضبطها .. ولهذا فإن الانفعالات هي أدوات تدمير للذات الإنسانيه أو أدوات تعمير حسب الاستخدام .

وإذ لم يستطع الإنسان أن يضبط انفعالاته وأصيب بالحزن أو القهر والضيق أوالتوتر النفسي لما يواجهه من أحداث خارجيه .. فإن النتيجه الطبيعيه هي اصابته بست أنواع من الامراض الجسديه منها :

الضغط ,, السكر ,, القولون ,,, القرحه ,, الصداع ,, تصلب الشرايين .

وهذا نتيجة عدم ضبط لانفعالاته أو برمجة انفعالاته حسب الاحداث الخارجيه .

وأريد أن أؤكد في هذا المقام أن هناك فرقا بين المشكلات وضبط الانفعالات .. فيمكن للإنسان أن يتعامل مع مشكلة ولده الدراسية ويبذل كل ما في وسعه لحلها وحثه على الدراسه دون أن يدمر نفسه بالتوتر النفسي نتيجة تلك المشكله الخارجيه .. وهذا الأمر يتطلب الوعي بأهمية قوة الاختيار في ذاتها وإمكانية استخدامها .. فإن لم يكن هذا اليقين واضحا عنده لم يستطع استخدامها .

وكذلك يستطيع أن يتدرب على ضبط الانفعالات باستخدام عنصر الحركه . فكلما أصابه انفعال قام إلى الحركه لكي يوازن في السلوك الداخلي .. فالحركه كفيله بترجيح كفة السلوك من الانفعال الى الحركه .. وبذلك يستطيع الإنسان أن يتخلص من الانفعالات المدمرة .

إذا استطاع الإنسان أن يضبط انفعالاته فإنه يمكن له أن يفكر بطريقة عقليه في كيفية مواجهة المشاكل الخارجيه ولكنه في حالة الانفعال لا يستطيع أن يفكر بطريقة سويه.

ونعود إلى مشكله الدراسه فالقضيه ليست مرتبطه بالولد بالدرجه الأولى .. وإنما مرتبطه بضبط انفعال الوالد .. فالمسؤوليه فرديه تجاه نفسه أولا ومن ثم يفكر في كيفية حل تلك المشكله الخارجيه .. دون أن يدمر ذاته بانفعالاته حتى ولو لم تحل المشكله فإن المحافظه على الذات مسؤولية الإنسان ذاته .. ولكن بعض الناس يظلم ذاته ليحل مشكله علاقاته وينشغل بالاطراف الخارجيه بينما يحترق من الداخل .

إن التفريق بين ضبط الانفعالات وحل المشكلات يعتبر اللبنه الأولى لحماية الذات .. وكذلك الفصل بين ذاتك وعلاقاتك - أي الانفعالات الداخليه والمشكلات الخارجيه- هو الأساس الذي يحافظ على الإنسان .

إن تطبيق الاختيار ينطلق بإن لكل مشكله حلا بشرط ضبط الانفعالات والتفكير بطريقة عقلية وسؤال أهل الذكر في حالة عدم معرفة المناسب لتلك المشكله .

المشكله الأساسيه ليست في وجود مشكله عند الانسان ولكن في كيفية التعامل مع تلك المشكله .. والذي يجعل المشكله معقده في حلها هو صبغها والتعامل معها بطريقة انفعاليه .


يتبع بإذن الله .... بنت العم العمياء


في الجزء الـ 11 من سلسلة اكتشف ذاتك







رد مع اقتباس
قديم 04-04-2013, 09:47 PM   رقم المشاركة : 27
سُكـونْ
(مشرفة المكتبة الأدبية والثقافي)
 
الصورة الرمزية سُكـونْ
Icon7


**ملكة الرومنسية **

أحسنتي وبارك الله في جهودكِ الرائعة
يعطيكِ الصحة والعافية
وننتظر المميز القآدم ..






التوقيع :
ورحل أبوي وما بعد رحيله حياة .

رد مع اقتباس
قديم 07-04-2013, 03:09 PM   رقم المشاركة : 28
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

كل الشكر لتواجدك الغالي سكووون والمميز هنا
ودي وتقديري






رد مع اقتباس
قديم 09-04-2013, 02:15 PM   رقم المشاركة : 29
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس


* بنت العم العمياء *

سمعت قصة يتناقلها بعض الناس عن فتاة كانت عمياء .. كرهت نفسها ومن حولها لأنها قد حرمت نعمة البصر .. وانقطعت عن الناس لوجود إحساس عندها أنها مظلومه .. وأن الناس ينظرون إليها بنظرة الشفقه..

لم تنظر الفتاة الى بقية النعم التي حبها الله بها .. ولكنها ركزت على صورة واحده شكلت حياتها وهي صورة العمى الذي يسيطر على حياتها .. ولكن أحد أبناء عمها قد وجد فيها معاني الصفاء والوفاء فوقع في حبها وكان يأنس بالحديث معها .. ويجد ذاته عندما يتحدث إليها .. يشعر بالانتعاش عندما يجلس أمامها ويبادلها الحديث حتى إنه وجد لذة الدنيا بوجودها معه.. عرض عليها يوما الزواج .. ولكنها رفضت لأنها لا تستطيع أن تقوم بواجباته لحرمانها من نعمة البصر .. حاول أن يقنعها أن العمى ليس عائقا عن الزواج ..



ولكنها أصرت على موقفها .. وأكدت له أن التفكير في هذا الموضوع لن يتم إلا بعد استعادة بصرها ..

ومرت السنون وفي يوم تم استدعاؤها لعملية جراحية حيث تبرع احد الاشخاص لها بما تحتاج إليه .. تمت العمليه بنجاح وبارك لها الأقربون .. واتصل ابن العم العاشق يذكرها بوعدها بالزواج عندما تستعيد البصر .. وكانت فرحتها كبيرة والتقت به .. ولكنها صدمت عندما اكتشفت أنه اعمى لايرى ..

فرفضت بشده .. وانتهى الموقف ..
ولكن الشاب قال لها لقد قدمت لك عيني لكي تبصري .. فإن حبي لك اغلى من عيوني !!

يختلف الناس في تقييم موقف الفتاة وكذلك الفتى .. ويسهبون في الحديث عن معاني الوفاء .. يحللون بعض المواقف .. ولست مختلفا عن بعض الناس .. فأظن أن الفتاة لها الحق أن ترفض الفتى .. ولها كذلك الحق أن تفعل ما تشاء .. وأما الفتى فإنه قد اتخذ قرارا له آثار .. يجب أن يتحمل آثار ذلك القرار.

فلم يحافظ على عينيه .. وقدمها هدية لتلك الفتاة ..

وليس في ذلك عيب .. وإنما هو قرار لم يدرس آثاره ... ولو درس آثاره وأقدم عليها لكان وقع رفض الفتاة عليه أخف ..

إذن القضية ليست مرتبطه بالفتاة وإنما مرتبطه بانفعالاته .. فإن أسف على فعله فقد دمر ذاته وإن قبل قراره فقد أنقذ ذاته ورغم أنه فقد بصره ..

المسؤوليه ليست مرتبطه بالفتاة .. وإنما مرتبطه بالفتى ... وفقدان البصر لا يعني فقدان الحياة .وإنما يعني قرار ترتب عليه آثار .. وإن كان قد حسب حسابه وتحمل آثاره فقد نجى من الدمار النفسي الذي يمكن أن يخلفه هذا القرار .. وإن لم يكن قد حسب حسابه وأكلته الهواجيس النفسيه والندم والأسف فإنه سيدمر ذاته.

مرة أخرى القضية شخصية وليست مرتبطه بالامور الخارجيه .. والأصل في كل ما نقووم به من أفعال هو المحافظه على الذات من الانفعالات لكي يتحمل مسؤولية الاختيار وما يترتب عليه من قرار.



يتبع بإذن الله .... مواجهه عنيفه

في الجزء 12 من سلسلة اكتشف ذاتك .. الى ذلك الحين ألقااكم






رد مع اقتباس
قديم 13-04-2013, 02:52 AM   رقم المشاركة : 30
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

* مواجهه عنيفه *

عبد الرحمن طالب يدرس في الولايات المتحده .. اتصل يوما بأهله يحكي لهم قصة غريبه حدثت له قال :
عدت من الجامعه إلى شقتي .. وعندما فتحت جهاز الكمبيوتر شعرت بشيء غريب فقد عبث أحدهم به .. ولعب في ترتيب البرامج على سطح المكتب .. وعرفت أن أحدهم قد استخدم الجهاز ..

تأكدت من المفتاح وتذكرت أني أغلقت باب الشقه .. وإن الأمور كلها تحت السيطرة ولكن العجب قد بلغ منتهاه .. وعندما حاولت تحريك فأرة الحاسوب ولم تتحرك .. وجدت على الشاشه حركه وإذا بكلمه واضحه تخبرني بأنه يتحكم في الجهاز الحاسوب وأنه يستطيع أن يدمر جميع الملفات التي في الجهاز .. وبدأت أحاوره من خلال نظام التخاطب فقلت له :

*ماذا تريد؟

- أولا يجب أن تعرف أن جميع الملفات تحت إمرتي وأنك لا تستطيع أن تتصرف في جهازك دون إذن مني .

*عرفت ذلك .. ولكن ماذا تريد ؟

-اعرف أنك غني ومن أسرة ثريه وتدرس في أمريكا وانا طالب في لندن ومحتاج الى مبلغ من المال تحوله الى حسابي الآن .. فإن لم تفعل فإنك لن تخرج من سيطرتي .

*ولكنني طالب مثلك ولا أملك إلا ما يكفي معيشتي الى آخر الشهر .

-هذا كلام غير مقبول .. فأنت طالب ثري ولديك أموال كثيره ويمكن لأهلك أن يزودوك .

*قلت لك إني لا أملك المال .. وما أملكه يكفي فقط لسد حاجتي .. فعندي إيجار ومصروفات معيشه .

-الأمر لك .. ولكنني سأحول جميع حساباتك الى حسابي ولن تستطيع الوصول اليها بعد اليوم .

يضيف عبد الرحمن قائلا .. ورأيته يحول من حسابي الى حسابه سته آلاف دولار .. ورغم أن حسابي ليس فيه هذا المبلغ ولكنه أصبح على حسابي .. وعندما رأيت ذلك أصابني الهلع وعرفت أني أمام إنسان لديه قدرة على التلاعب بالحسابات من خلال الدخول الى البريد الالكتروني .

بل إن قدرته قد تعدت الى الملفات الموجوده في الحاسوب .. وبدأ يفتح ملفا ملفا .. وكنت أراقب ذلك بتعجب وقد ذكر لي أنه يستطيع أن يلغي جميع الملفات .. وأضاف أنه سيبعث الى الجامعه بإلغاء جميع المواد الدراسيه التي سجلت بها .. وقد كان واضحا معي .. وإن لم أحول له من حساباتي الأخرى التي لا تظهر في البريد الالكتروني مبلغ ستة آلاف دولار خلال ساعتين فإنه سيدمر كل ملفاتي ..



حاولت أن أحاوره عن الدوافع لعمل مثل هذا التدمير وذكر لي أنها الحاجه الى المال .. وحيث إنه يملك الإمكانات الفنيه فإنه يستطيع أن يرغم الأخرين على الاستجابه لطلباته وقد اختارني من بين العشرات الذين اختارهم بدقه لكي يحل مشاكله الماليه ..

طال الحديث بيننا وكنت أحاول أن أدرس تلك الشخصيه وكيفية التخلص من مكرها .. وأهم أدواتي في ذلك ضبط انفعالاتي وبعد فترة طلب مني تدبير المبلغ خلال ساعتين .. وترك الحاسوب وذهب .. وبسرعه كبيرة .. حاولت أن أغير الرقم السري للبريد الالكتروني ولكنني عجبت من بروزه على الشاشه وطلب مني عدم العبث بأي شي .. والأغرب من ذلك أنه قام بتغيير الرقم السري واخفاءه عني .. ولم استطع أن أدخل الى بريدي إلا عن طريقه .. وذكر أن محاولة أخرى ستكلفني ضياع البريد الالكتروني ودمار جميع ملفاتي .. فالأمر بيدي إن أردت النتيجه السالفه ..

كان عقلي يفكر بطريقه آليه وبسرعه .. وكنت دائما أذكر نفسي أن من ضبط انفعالاته حقق غاياته ..وخطر في بالي فكرة وهي تخزين جميع الملفات الموجوده بالحاسوب لكي اضمن الحفاظ على ملفاتي المختلفه .. وقد نجحت في ذلك .. واطمأن قلبي الى الخطوة المهمه .. أن ملفاتي لا يسنطيع الوصول اليها .. وإن دمر ما في الحاسوب فإني قد حفظتها في مكان آمن .. واتصلت بالبنك وذكرت لهم ما حصل من تحويل مبالغ من حسابي الى حساب لا أعرفه .. وقد اخبروني بمعرفتهم بذلك وقد بعثوا لي رساله بذلك .. ولكنني رددت عليهم بالشكر وبمواصلة التحويل .. فذكرت لهم أني لم أبعث رساله ولم أتواصل معهم وأنما لص قد تلاعب في البريد الالكتروني وتلاعب في ذلك ..
وقد وعدوني بمتابعة هذا الأمر وإرجاع جميع المبالغ التي حُولت .. الى حسابي دون أن ينقص منها شي .. بل تعدى الأمر الى متابعة اللص وايقاعه في يد العداله ومعاقبته على افعاله التي اقترفها ..

شكرتهم على هذا الاهتمام .. ثم عدت الى بيتي مطمئن الحال على قضيتين الاولى أموالي والثانيه هي ملفاتي التي كان يهددني بها ..

عاد لص البريد الالكتروني مرة أخرى يستحثني على تحويل المبالغ .. ويهددني بتدمير الملفات التي بالحاسوب ... ضحكت في نفسي وكنت في غاية الهدوء .. لأن هذا التهديد انتفى بتخزين الملفات في مكان آمن ..

يكمل عبد الرحمن قصته قائلا لقد قررت محاورة ذلك اللص واكتساب المهارات في التعامل مع لص لا تستطيع الوصول اليه فقلت له :

*أظنك إنسانا تقدر الظروف خاصة أن الظروف هي التي دعتك الى الدخول على البريد الإلكتروني والتحدث معي وطلب تحويل مبالغ ماليه .. ولولا تلك الظروف لما اقحمت نفسك في هذه المغامرة .

-ليست هناك مغامرة وإنما هناك تفكير وتدبير .. أما التفكير ففي كيفية الوصول الى البريد الالكتروني وفك الشفرات فيه .. والدخول الى من تشاء .. وفي هذا دهاء وأما التدبير ففي كيفية اختيار الضحايا الذين تقتنصهم وتسحب منهم ما تحتاج اليه في عاجلك وآجلك .. وإن رفضوا اعطيتهم درسا لن ينسوه .. وقد دمرت قبل الاتصال بك ملفات كثيرة في شركات وأفراد لسبب بسيط أنهم لم يستجيبوا لطلباتي وكانوا يظنون أنهم قادرون على منعي ولكن خاب ظنهم ..

*أعلم أنك خبير ولكنك اتصلت بمن لا يملك طلبك ..

-سأمهلك يومين لكي تتصل بأهلك وتطلب منهم أن يبعثوا لك مالا ..

*ولكنهم لن يستجيبوا لذلك الطلب

-إن ادعيت أنك في ورطه ماليه مع الجامعه فسيستجيبون لك ويلبون ذلك الطلب ..

*ولكنني لا أريد أن أكذب على اهلي

-أريدك أن تكذب على أهلك في سبيل الحفاظ على ملفاتك وكذلك موادك العلميه فإني سألغي جميع موادك الدراسيه في الجامعه .. حتى وإن بلغتهم فإني لن أعدم الوسيله لكي الغيها كلية .

*عجبا من أمرك ولكنني لا أملك المال

-سأعطيك يومين سأغلق البريد الالكتروني ولن تستطيع استخدامه حتى افتحه من عندي لك يومين ..

*لكن يا أخي ..

-أغلق البريد الالكتروني واختفى من الشاشه .

يضيف عبد الرحمن قائلا ..

قررت الاتصال على مركز البريد الالكتروني المسمى ياهو ... وطلبوا مني كلمة السر .. ولكنني لم اتذكرها فاعتذروا عن مساعدتي بدون كلمة السر التي كتبتها عندما فتحت البريد الالكتروني .. وقد تعلمت درسا لن انساه .. أن احفظ كلمة السر والتي لم تشكل عندي ذات أهمية .. ولكن أهميتها خرجت عندما احتجت إليها ولكنني في نفس الوقت كنت مطمئن البال لعدة أمور :

أن اللص لا يستطيع الوصول الى حساباتي وقد حميتها بواسطة البلاغ الذي قدمته الى البنك والمراقبه التي طلبتها منهم على حسابات ..

وكذلك المواد الدراسيه والتي حفظت حقي بالاستمرار بها على الرغم من إلغائها بواسطة طلب رسمي من البريد الالكتروني الوارد اليهم ..

وكذلك الملفات الموجوده على سطح المكتب في مخزن خارجي ..

بقى الأمر فيما يتعلق بالبريد واطلاعه على الرسائل الوارده والصادرة .. وقلت في نفسي حيث إني طالب ليس عندي تلك الرسائل ذات الأهميه القصوى فإني لا أبالي ولكن افرض أنك ذو مسؤوليه ولديك كثير من الرسائل ذات الاهميه التي لا تريد أحدا أن يطلع عليها فما العمل ؟

يضيف عبد الرحمن ..
القضية أصبحت بالنسبة لي لعبة لا بد من إكمالها والتعلم منها .. فقد درست نظريه الاختيار وعرفت الفرق بين الانفعالات وحل المشكلات .. ولهذا وجدت في هذا الحدث فرصة كبرى للتدرب على ضبط الانفعالات والتعامل مع المشكله لحلها دون أن تدمر حياتي أو يختل برنامجي ..




يتبع بإذن الله ..... الحياة رحله لطيفه


في الجزء 13 من سلسلة اكتشف ذاتك ... الى ذلك الحين ألقااكم







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:46 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية