جلست على ضفة صخرة من صخور منزلها المنهار مدلية قدميها , جلست والرياح تقود حربا مع خصلات شعرها الكستنائي الطويل , شالها الشفاف يسقط على كتفيها ...
بؤبؤة عينيها تجول حول بقايا ذكرياتها تحت الرمال ..
لمحت شيء هنالك تحت تلك الصخرة , برقت عينها بريق حزن قد خنقته العبرات , توجهت إليه , وجدت برواز مكسور عرفته !!
لابد أن تكون الصورة هنا أخذت تبحث بهستيريا بين أنقاض المنزل .. وجدتها .. تنفست الصعداء ضمتها لصدرها .. ثم عاودت النظر لها .. وتذكرت ؟؟
أمين .. أمين ..
تعال أنظر .. شجرة الزيتون الصغيرة أثمرت ..
يجاوبها شاب رسمت ملامح الثورة وجه ..
أمين : أجل .. أثمرت .. حبيبتي ما رأيك .. لندفن تحتها صندوق رسائلنا , كنزنا الذي أخفيناه طويلا ..
نواره : لا أصدق أنني أخيرا أستطيع الوقوف في أعلى التل وأصرخ بكل قوتي .. أمين هو حبيبي الأول والأخير .. أمين سيتزوجني .. لا أصدق ..
أمين : صدقي أنها حقيقة ..
نواره : أجل حقيقة .. حسنا حبيبي سأتركك الآن لأكن حوريتك الجميلة ..
أمين : لا تنسي عقد الياسمين أريده حول جيدك حبيبتي ..
نواره : لن أنساه .. إلى اللقاء .. سأذهب قبل أن يحسوا بغيابي ..
أمين : أنتظرك .. يا ملاكي الطاهر ..
( نواره) فتاة في العشرين تنبض حياة , قد أبدع الخالق في تصويرها ..
( أمين ) شاب نمى بين براثين الغضب والثورة على الظلم ..
في أخر هذا المساء سيعقد قرانهما بعد عشق دام خمس سنوات ..
أمين ينتظر عروسه .. والحفل يجمع كل شمله وأحبائه .. زهور الريحان والنرجس تتناثر حوله
الكل فرح بجمع شمل العاشقين .. العرس تتقدم بخطوات خجلة .. أنها الجمال بعينه .. سبحان الخالق المبدع ..
لكن يا ألهي ما لذي حدث لما هذا الصراخ والضجة لما البكاء ..
اهربوا.. اهربوا .. صواريخ العدو باتجاهنا .. أنجوا بأرواحكم .. الكل هرب لكن الناس في هلع بالرغم من أنهم اعتادوا هذا الهلع .. لكن الأمر يختلف هذه المرة .. القذف شديد .. شديد ..
نواره .. نواره .. أين أنتي
أمين .. حبيبي .. لا أراك .. لا .. أأأأأأأمين .. ثم سقطت فاقدة وعيها ..
لتجد نفسها بفستانها الأبيض ينقلب سوادا حالكا .. ليلا أظلم بلا فجر .. الكل مات لم يبقى إلا القليل من الأحباب .. لكن سيد الأحباب رحل .. رأت القذيفة تمزقه أمام عينها ..
رأت منازل قريتها أنقاض .. يتقدم منها رجال الإعلام الكل يريد حديث مع العروس الأرملة ..
مار أيك فيما حدث ؟
ماذا تريدين أن تقولي للأمة العربية حولك ؟؟
هلا أخبرتنا بتفاصيل العدوان ؟؟
******
لتصرخ في وجوههم أرحلوااا ‘ني اتركوني .. لا أريد منكم شيء .. أنت لم تعينونا سابقا لتفعلوا الآن , أنتم مكتفون الشجب والاستنكار .. ارحلوا نحن نعرف كيف نصنع من الحجارة قنبلة ..
استمرت في صراخها حتى استيقظت من ذكرياتها ..ثم ابتسمت وحملت البرواز ..
لتحدث نفسها بكل ثقة وهدوء .. غدا سوف أخذ بثأرك وثأر كل أحلامنا التي قتلوها قبل أن تكتمل .. انتظرني حبيبي لن أقف ساكنه لن أستنجب وأنكر وأنتظر متى ما يكون المجرم هو المصيب .. سوف أدرج أسمي غدا في قائمة الإرهاب حبيبي أتنتظرني ..
******
خبر عاجل .. ( في الأعلام العربي )
وقوع عمليه فدائية أستشهادية فتاة في العشرين تفجر نفسها في حافلة أسرائيليه تحمل جنود من العدو , التفاصيل مجهولة إلى الآن .. حسنا وصل لنا لتوه شريط مسجل ..
سوف يتم عرضه ..
أنا فتاة في العشرين من عمري الشهيدة الحية .. أهدي أشلاء جسدي لحكامنا الاماجد ..لعله يذكرهم أن ألف فتاة تنادي واااا معتصماه في كل شبرا من أرضنا ..
كما أهديها لشبابنا الذي أرتضى لنا أن نلبس ثوبه بعد ما أهمله معلق في زاوية غرفته المهجورة ..
خبر عاجل ( في الأعلام الغربي )
عملية أر هابيه جديدة تحدث في أراضي الأسرائيليه وضحايا حافلة تضم أناس وأطفال مدنين أبرياء ..
؟؟؟؟؟؟؟
العرض العادي
