العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-2013, 04:40 AM   رقم المشاركة : 141
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

مـــن دررالفــــوائـــد
من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه،للعبد ستر بينه وبين الله

وبينه وبين الناس،

فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتكالله الستر الذي بينه وبين الناس‏.‏


للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه،فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه،

ويعمر بيته قبل انتقاله إليه‏.‏



إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعةالوقت تقطعك عن الله

والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها‏.‏


الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساويغم ساعة فكيف بغم العمر‏.‏


محبوب اليوم يعقب المكروه غدا، ومكروهاليوم يعقب المحبوب غدا‏.‏




أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كلالوقت بما هو أولى بها

وأنفع لها في معادها‏.‏




كيف يكون عاقلا من باع الجنة بما فيهابشهوة ساعة‏.‏



يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وطرهمن شيئين‏:‏

بكاؤه على نفسه، وثناؤه على ربه‏.‏


المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربتمنه،

والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه‏.‏



لو نفع العلم بلا عمل لما ذم اللهسبحانه أحبار أهل الكتاب،

ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين‏.‏



دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة،فدافع الفكرة،

فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهِمَّة‏.

فإن لم تدافعها صارت فعلا‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 14-02-2013, 04:47 AM   رقم المشاركة : 142
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


لماذا أنجح؟
تساؤلات!!
لماذا عليَّ أن أتفوق؟
ألا يكفي أن أنجح فقط؟
لماذا أنجح والمسلمون في الواقع العملي فاشلون؟ لماذا أنجح؟

هل تفوقي سيؤثر في نصرة الإسلام ونهضة الأمة؟

ـ الإنسان خليفة الله في أرضه:

لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعلكِ أنتِ مكلَّفة ومستخلفة في الأرض، فهل تعي معنى ذلك التكليف؟
وهل تدركي حقًا ما يترتَّب عليه من نتائج؟
دعينا نعيش سويًا مع كلام الأستاذ سيد قطب رحمه الله حيث يقول: (وإذًا؛ فهي المشيئة العليا تريد أن تُسَلِّم ذلك الكائن الجديد في الوجود زمام هذه الأرض، وتُطلِق فيها يده، وتكل إليه إبراز مشيئة الخالق في الإبداع والتكوين، والتحليل والتركيب، والتحوير والتبديل، وكشْف ما في هذه الأرض من قوى وطاقات، وكنوز وخامات، وتسخير هذا كله بإذن الله في المهمة الضخمة التي أوكلها الله إليه.
وإذًا؛ فقد وهب هذا الكائن الجديد من الطاقات الكامنة، والاستعدادات المذخورة، ووُهِبَ من القوى الخفية ما يحقق المشيئة الإلهية.
وإذًا؛ فهنالك وحدة أو تناسق بين النواميس التي تَحكُم الأرض وتَحكُم الكون كله، وبين النواميس التي تَحكُم هذا المخلوق وقواه وطاقاته، كي لا يقع التصادم بين هذه النواميس وتلك، وكي لا تتحطم طاقة الإنسان على صخرة الكون الضخمة، وإذاً؟ فهي منزلة عظيمة، منزلة هذا الإنسان في نظام الوجود على هذه الأرض الفسيحة، وهو التكريم الذي شاءه له خالقه الكريم.
هذا كله بعض إيحاء التعبير العلوي الجليل: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} حين نتملاه اليوم بالحس اليقظ والبصيرة المفتوحة، ورؤية ما تم في الأرض على يد هذا الكائن المستخلَف في هذا الملك العريض) [في ظلال القرآن، سيد قطب، (1/28)].
2ـ هذه هي الفطرة:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) [رواه البخاري]، في هذا الحديث الشريف يبين لنا الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم حقيقة هامة، وهي أن الله تعالى فطر الإنسان على الاستقامة والكمال في كل شيء، سواء في الدين أو الْخُلُق أو الْخِلقَة، ومن ثَمَّ؛ في القدرات والإمكانات.
فلو أن الإنسان أيتها الفتاة، مضى في نموه طبيعيًا لأصبح في غاية الكمال، وقد تتساءلين؟ لماذا الإمكانات والقدرات لا تظهر عندي؟
والجواب على هذا السؤال أن هذه الإمكانات كامنة بداخلك، ولكنها في صورة ضامرة ضعيفة، بتأثير من البيئة السلبية التي لم ترع هذه القدرات وتُنَمِّيها، بل راحت تُضْعِفها وتهملها، تستطيع بتوفيق الله تعالى، ثم بالجهد والعرق، أن تستعيد تلك القدرات التي تسبَّبت بيئتك السلبية في إضعافها وضمورها، ومن ثَمَّ؛ تغدوا قويًا كما خلقك الله، قادرًا بعونه تعالى على تحقيق أهدافك.
3- أقوى من الكافرين:
يقول الله تعالى في حق بعض الكافرين: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46]، تأمَّلي في هذه الآية الكريمة، فقد يبلغ الأمر ببعض الكافرين من الشدة والبأس، والقدرات والإمكانات ما يستطيعون معه زحزحة الجبال الراسيات؛ فما بالنا بالفتاة المؤمنة التي كرَّمها الله تعالى بنعمة الإسلام، أفلا تستحق أن تبلغ قدراتها وإمكاناتها أكبر من ذلك؟!
ألستِ أنتِ الأولى بتلك القدرات والإمكانات، وأنتِ المكلَّفة من رب العالمين بعمارة هذه الأرض، وصناعة حضارتها وتقدمها، وتسخير كل ذلك في تحقيق العبودية لله الواحد الأحد.
ولذلك؛ فقد رأينا العجب العجاب من المؤمنين الأوائل، عندما فهموا تلك الحقيقة؛ فتأمَّلي كيف كانوا يهزمون الكفار سواء في ميدان الجهاد أو في ميدان العلم والحضارة والتَّقدُّم.

في كتابه الشهير "عندما تغير العالم" يقول "جيمس بيرك" متحدثًا عن انبهار الغرب بحضارة المسلمين في الأندلس: (استمر تَدفُّق طلاب العلم على أسبانيا في طوفان منتظم؛ فاستقر بعضهم هناك، وتفرَّغ بعضهم لترجمة النصوص التي يبحثون عنها، ثم عادوا مرة أخرى إلى بلادهم في الشمال.
غير أن الجميع أصابهم الذهول من تلك الحضارة التي وجدوها في الأندلس، لقد كان العرب ينظرون إلى الأوربيين الشماليين على أنهم لا يزيدون في مستواهم الفكري والثقافي على مستوى الصوماليين.
أما المثقفون الشماليون؛ فقد وجدوا في أسبانيا مُجتمعًا ثقافيًا على درجة عالية جدًا، من التفوق بالمقارنة مع مستوى المجتمع الثقافي في بلادهم، مما ترك لديهم إحساسًا بالغَيْرة من الثقافة العربية، التي ظلت تؤثر في الفكر الغربي مئات السنين) [عندما تغير العالم، جيمس بيرك، ص(54)].
ويقول المستشرق "سبانسر فاميري": (لا يستطيع أحد أن يتأمل القبة الزرقاء [يقصد السماء] دون أن يَلفِظ اسمًا عربيًا، ولا يستطيع عالم طبيعة أن يُحَلِّل ورقة من الشجر أو يفحص صخرة من الصخور دون أن يذكر درسًا عربيًا، ولا يقدر أي قاض أن يَبُتَّ اليوم في خلاف دون أن يستدعي مبدأ أصلَّته العرب.
ولا يسع أي طبيب أن يتأمل دارة أحد الأمراض المعروفة منذ القدم إلا أن يَهمِس بآراء طبيب عربي، ولا يستطيع رحَّالة أن يدلف إلى أبعد زوايا آسيا وأفريقيا دون أن يعتمد على اللغة العربية) [عندما تغير العالم، جيمس بيرك، ص(54)].
هذا ما كان عليه المسلمون من قوة، عندما كانوا يدركون قيمتهم وقيمة ما أنعم الله عليهم من هذا المنهج الرباني العظيم، الذي يَفرِض على أتباعه أن يكونوا أقوياء بما يكفي؛ لكي يقوموا بمهمة خلافة الله في أرضه، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}[الأنفال: 60].
نماذج برَّاقة:
1-عبد الرحمن بن عوف:
فهذا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه باع على عثمان أرضًا له بأربعين ألف دينار، وقسَّم ذلك بين فقراء بني زهرة وفقراء المهاجرين وأمهات المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه.
قال ابن عبد البر رحمه الله: (كان عبد الرحمن بن عوف، مجدودًا [أي محظوظًا] بالتجارة، خلَّف ألف بعير، وثلاثة آلاف شاه، ومائة فرس، وكان يزرع بالجرف [وهو موضع على مسافة ثلاثة أميال من المدينة تقريبًا إلى جهة الشام] على عشرين ناضح) [الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ابن عبد البر، (1/256)].
2- طلحة بن عبيد الله:
أما طلحة بن عبيد الله ـ طلحة الفياض ـ فقد كان كريمًا جوادًا وسمي بالفياض، وغَلَّة طلحة يوميًا ألف دينار، هذه أرباحه يوميًا في مثل ذلك العصر، الذي لم يكن يعرف الملايين والمليارات.
ولما مات طلحة رضي الله عنه خلَّف من الأموال الشيء الكثير، سأل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه موسى بن طلحة، ولده، فقال له: كم ترك أبو محمد؟ [أي: كم خلَّف من الأموال؟] فقال له: ترك ألفي ألف درهم، ومائتي ألف درهم، هذا من الفضة، أما من الذهب فخلف مائتي ألف دينار، فقال معاوية رضي الله عنه: عاش حميدًا سخيًا شريفًا، ومات شهيدًا [سير أعلام النبلاء، الذهبي، (1/33)، والطبقات الكبرى، ابن سعد، (3/222-223)].
3- الزبير بن العوام:
والزبير بن العوام رضي الله عنه كان له ألف مملوك، يؤدُّون إليه الْخَراج، فلا يدخل بيته من ذلك الْخَراج شئ، ولما مات نادى ولده عبد الله بن الزبير في موسم الحج أربع سنوات، كل سنة ينادي: من كان له على الزبير دين أو شيء؛ فليأتنا لنقضه.
فلما مضت السنوات الأربع، قسَّم ميراثه على ورثته، وكان للـزبير أربع زوجات لهنَّ الثُّمن، ربع الثُّمن هو نصيب كل زوجة فقط، وكان ذلك بعدما رفع ثلث المال الذي كان وصية أوصى الزبير بها [أي: رَفْع الثلث كان بعد أن قضى الديون كلها]، ثم رَفَعَ الثلث، ثم وزع الميراث، فالذي أصاب الزوجة، يعادل (1/24) من تركة الزبير رضي الله عنه، أي: أصاب كل امرأة ألف ألف ومائة ألف، قال: فجمعت ماله [يعني حسبت المال] فوجدته يزيد عن خمسين مليونًا ومائتي ألف [حلية الأولياء، أبو نعيم، (1/47)، وصفة الصفوة، ابن الجوزي، (1/60)].






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 14-02-2013, 04:51 AM   رقم المشاركة : 143
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

4- الريادة مطلبي: أبو الجبر الخوارزمي (775 – 847م)(رياضي وجغرافي وفلكي):
أبو عبد الله محمد بن موسى ولد في خوارزم وأقام في بغداد في عهد الخليفة العباسي المأمون، اطلع على هندسة الإغريق واليونان وحساب الهنود، وأوجدت عبقريته فيهما علم الجبر بشكل مستقل عن الحساب، وهو واضع أسس حساب اللوغاريتمات، فعرف علم الحساب عدة قرون باسم اللوغاريتم Logarithm واللوغاريتم هو الحساب الذي يحول عمليات الضرب إلى جمع وعمليات القسمة إلى طرح.
من مؤلفاته: علم الجبر والمقابلة، وكتاب الحساب، وله فضل في نقل الأعداد الهندية إلى العرب، والتي انتقلت عنهم إلى أوروبا، ومن أهمها الصفر، وفي حساب المثلثات وضع ما أسماه: "السند هند الصغير" جمع فيه بين مذاهب الفرس والهنود ومذهب بطليموس فكان مرجعًا للعلماء من بعده.
بالإضافة إلى أنه وضع طريقة تطبيقية لمعرفة مساحات المسطحات ومساحة الدائرة، وتوصَّل إلى حساب أحجام بعض الأجسام؛ كالهرم الثلاثي والهرم الرباعي، كما قام بحل معادلات الدرجة الثانية بطرق هندسية، ونشر أول الجداول العربية عن المثلثات للجيوب والظلال.
والتي ترجمت إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي، ويُعتَقد أنه اشترك في قياس محيط الأرض أيام المأمون، كما أدخل تحسينات جوهرية على جغرافية بطليموس ونشر كتاب صورة الأرض.
لو أردنا وصفًا أدق لرسالة الخوارزمي؛ أدركنا صورة تشهد بملامح نفسية هذا الرجل، فإن له في كل مجال علمي إسهامًا فريدًا.
لقد رأى في نفسه مشهد العبودية لله بالعلم؛ فمضى يضع العلوم يؤسسها ويرتاد لنفسه فيها مقامًا عاليًا، أنشأ علم الجبر فاقترن باسمه ونال لقب أبي الجبر، ثم أتبعه بابتكار حساب اللوغاريتمات، علمان كان الغرب يتحدث عن معادلاتهما بلغة الاستحالة والطلاسم.
ماذا بعد الكلام؟
1- انوي نية صالحة وأنتِ تذاكرين، بأن تكوني نموذجًا للمسلمة المتفوقة في دراستها.
2- علقي فوق مكتبك ورقة اكتبي عليها، "التفوق طريق نصر الأمة".
3- قومي بتشجيع أصحابك على المذاكرة، وليكن بينكن مقابلات لتستذكرن مع بعضكن.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 14-02-2013, 05:07 AM   رقم المشاركة : 144
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

الماء الصافي


لقد حرص الإسلام على أن يبين حقيقة بالغة وهي أن طريقه، لا يقبل من حامليه أن يأتوا إليه وما زال معهم أي كدر يعكر صفاء الاستسلام التام لرب العالمين.
إياك والهوى:
إن على الشاب المقبل على طريق الله عز وجل، أن يعرف أنه إذا أراد الطريق المستقيم، فلابد له أن يترك ماضيه بما يحمل من ظلمات المعاصي والضلال، فلا يتبع هواه وقد استوفى الإمام الشاطبي تقرير ذلك في إيجاز فقال في الموافقات: (قد جعل الله اتباع الهوى مضادًا للحق، وعدَّه قسيمًا له،

كما في قوله: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[ص: 26]،

وقال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: 3-4]،
فقد حصر الأمر في شيئين، الوحي وهو الشريعة، والهوى فلا ثالث لهما، وإذا كان الأمر كذلك فهما متضادان، وحين تعيُّن الحق في الوحي، توجه للهوى ضده فاتباع الهوى مضاد للحق، وتأمل فكل موضع ذكر الله تعالى فيه الهوى فإنما جاء به في معرض الذم له ولمتبعيه، وقد رُوي هذا المعنى عن ابن عباس أنه قال: ما ذكر الهوى في كتابه إلا ذمه، فهذا كله واضح في أن قصد الشارع: الخروج عن اتباع الهوى)

[الموافقات، الشاطبي، (2/121)، نقلًا عن المنطلق، محمد أحمد الراشد، ص(31-32)].
ما من طريق وسط:
إن هناك طريقان لا ثالث لهما، إما طريق الاستقامة على طاعة الله، وإما طريق الغواية والشيطان، (فإن من أمارات صدق الإيمان وقوته بُعد العبد عن معصية الله تبارك وتعالى وتعظيمه لمحارمه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أ، يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه فقال به هكذا)

[رواه البخاري]) [تربية الشباب، محمد الدويش، ص(60-61)].
تحمل مسئولية نفسك:
إن من الأشياء التي تعينك أيها الشاب في أن يكون التزامك بطريق الله خالي من الشوائب، هو مدى تحملك لمسئولية قرارك فأنت الآن أصبحت قدوة يراك الناس بالعدسات المكبرة يرصدون سلوكياتك وأفعالك، فالمسئولية (هي إحساس الشخص بأنه يتحكم في سلوكه وإدراكه بأن أفعاله لها تأثير على الأشخاص الآخرين من حوله، ولكي يكون الإنسان مستقلًا بالفعل، فإنه يجب أن يتصرف بمسئولية)

[تنشئة المراهقين، لين هاجنز- كوبر، ص(41)].
فيجب عليك أن تدرك أيها الشاب، أنك المسئول الأول والأخير عن قراراتك، إما قرارات تأخذ بناصيتك إلى الجنة، أو إلى الأخرى عياذًا بالله، فالله عز وجل (لم يخلق الإنسان عبثًا ولم يتركه هملًا، فبعد أن سواه ونفخ فيه من روحه أسجد له ملائكته المقربين، ثم أهبطه إلى الأرض مع الجان ليكون الابتلاء والامتحان، واستخلف في الأرض ليعمرها بطاعته، يقول الدوسري رحمه الله: والخليفة لله في أرضه هو المكلف بأحكام يطبقها على نفسه وينفذها على غيره)

[صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن بن محمد الدوسري، (2/72)].
مع بني شيبان يتضح البيان:
فانظر ما كان منه صلى الله عليه وسلم مع بني شيبان، لَمَّا عرض عليهم الإسلام هو وصاحبه أبو بكر رضي الله عنه: (وكان في القوم مفروق بن عمرو، وهانئ بن قبيصة، والمثنَّى بن حارثة، والنعمان بن شريك، وكان أقرب القوم إلى أبى بكر مفروق بن عمرو، وكان مفروق بن عمرو قد غلب عليهم بيانًا ولسانًا، وكانت له غديرتان تسقطان على صدره، فكان أدنى القوم مجلسًا من أبي بكر.
فقال له أبو بكر: كيف العدد فيكم؟ فقال له: إنا لنزيد على ألف، ولن تُغْلَب ألف من قلة.
فقال له: فكيف الْمَنَعَة فيكم؟ فقال: علينا الجهد ولكل قوم جد.
فقال أبو بكر: فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم؟
فقال مفروق: إنا أشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله، يديلنا مرة ويديل علينا مرة، لعلك أخو قريش؟
فقال أبو بكر: إنْ كان بلغكم أنه رسول الله فها هو هذا.
فقال مفروق: قد بلغنا أنه يذكر ذلك.
ثم التفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إلام تدعو يا أخا قريش؟
فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر يظله بثوبه فقال صلى الله عليه وسلم: (أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله، وأن تؤوونى وتنصروني حتى أؤدِّي عن الله الذي أمرني به؛ فإن قريشًا قد تظاهرت على أمر الله، وكذَّبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد).
قال له: وإلام ما تدعو أيضًا يا أخا قريش؟
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الأنعام: ١٥١] إلى قوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: ١٥٣].
فقال له مفروق: وإلام ما تدعو أيضًا يا أخا قريش؟ فوالله، ما هذا من كلام أهل الأرض، ولو كان من كلامهم لعرفناه.
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
فقال له مفروق: دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك.
وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال: وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا.
فقال له هانئ: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش وصدَّقت قولك، وإنى أرى أن تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر؛ لم نتفكر في أمرك وننظر في عاقبة ما تدعو إليه، زلة في الرأي، وطيشة في العقل، وقلة نظر في العاقبة، وإنما تكون الزلة مع العجلة، وإن من ورائنا قومًا نكره أن نعقد عليهم عقدًا، ولكن ترجع ونرجع، وتنظر وننظر.
وكأنه أحب أن يشركه في الكلام المثنى بن حارثة فقال: وهذا المثنى شيخنا وصاحب حربنا.
فقال المثنى: قد سمعت مقالتك واستحسنت قولك يا أخا قريش، وأعجبني ما تكلمت به، والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة، وتركنا ديننا واتباعنا إياك لمجلس جلسته إلينا، وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثًا، ولا نؤوي محدثًا، ولعل هذا الأمر الذى تدعونا إليه مما تكرهه الملوك.
فأما ما كان مما يلي بلاد العرب فذنب صاحبه مغفور، وعذره مقبول، وأما ما كان مما يلي بلاد فارس فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول، فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي العرب فعلنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق، إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه)
[السيرة النبوية، ابن كثير، (2/168)، وسبل الهدى والرشاد، الصالحي الشامي، (2/454)].
بل لقد كان صلى الله عليه وسلم يرفض أي شروط مسبقة يطلبها الطاعة والالتزام بما يرضي الله سبحانه، لأنه لا اشتراط على الله تعالى، ولا استثناءات في منهجه، فلا بد أن يُسْلِم العبد أمره كله لله، دون مَنٍّ أو أذى، ودون أن ينتظر من غيره سبحانه جزاء ولا شكورًا، بل لله المنة عليه إذ وفقه لسلوك طريقه، وليس لأحد على دين الله منة ولا فضل.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 14-02-2013, 05:13 AM   رقم المشاركة : 145
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
تاااااااابع


وها هو صلى الله عليه وسلم قد أتى بني عامر بن صعصعة، فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه، فقال له رجل منهم ـ يُقال له بيحرة بن فراس ـ: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش، لأكلت به العرب، ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: (الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء)، قال: فقال له: أفتهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك

[السيرة النبوية، ابن كثير، (2/158-159)].
دعها فإنها منتنة:
وتأمل الشاب كيف حرص الشارع الكريم على اجتثاث أي راسب من رواسب الجاهلية من قلوب الرعيل الأول، ممن سلك طريق الأنوار من الصحابة الأبرار، من الصادقين والصادقات.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كنا في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما بال دعوى الجاهلية)، قالوا: يا رسول الله، كسع [أي ضرب دُبُره] رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال: (دعوها فإنها منتنة) [متفق عليه].
وتنتصب هذه القصة دليلًا واضحًا على الأهمية القصوى لأن يتفقد كل وافد إلى طريق الله نفسه وعمله، حذرًا من أن تخدعه شهوة خفية، أو طبع غالب؛ فيُكَدِّر عليه صفاء نوره الجديد، وقد يتكاثر عليه الكَدَر، فيصبح سوادًا غالبًا يسد أمامه الأفق، فيعود القهقرى، ويحور بعد كوره، ويزيغ بعد هُداه عياذًا بالله.
هل فيك جاهلية؟
ولعل هذا المعنى هو الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم، حينما حدث من صاحبه أبو ذر رضي الله عنه ما ينافي صفاء إيمانه، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يُذَكِّره ويذكرنا، ويربيه ويربينا في درس تربوي بليغ، نقله إلينا البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن أبا ذر وبلالًا الحبشي رضي الله عنهما تغاضبا وتسابا، وفي ثورة الغضب قال أبو ذر لبلال: يا ابن السوداء، فشكاه بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: (أعيرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية) [متفق عليه].
ماذا بعد الكلام؟
ـ تحمل مسئولية نفسك، قم بمراقبة أفعالك جيدًا وليكن معك مفكرة صغيرة، وكل يوم تقوم بكتابة السلوكيات التي لاحظتها عن نفسك في هذا اليوم ثم قم بمحاسبة نفسك قبل نومك، وتقوم بوضع سبل للتغلب على السلوكيات السيئة.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 16-02-2013, 02:14 AM   رقم المشاركة : 146
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 22-02-2013, 02:27 AM   رقم المشاركة : 147
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 22-02-2013, 02:38 AM   رقم المشاركة : 148
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

الرحيل الحزين


كل فتاة تحلم بحلم التغيير، فالفتاة تريد دائمًا أن تجمل من نفسها، فتبحث عن التغيير في ملابسها، تنوع من تسريحة شعرها وهكذا، ولكن هناك تغييرًا تغفل عنه الكثير من الفتيات، ألا وهو تغيير النفس إلى الأفضل.

فنحن الآن نودع الأيام الأخيرة من شهر عظيم ألا وهو شهر شعبان وهو شهر يغفر الله في ليلة النصف منه فيه الذنوب لأهل الأرض إلا المشركين والمتشاحمين، ولا تزال هناك فرصة مواتية لكل فتاة تريد أن تقترب خطوة من الله تعالى بأن تستغل ما تبقى من هذا الشهر من استعدادًا لخير الشهر وسيد الأزمان شهر رمضان.
شعب التغيير:
إنكِ أيتها الفتاة إن جلستِ مع نفسك ستجدين أن هناك الكثير والعديد من فروع الخير التي يمكنكِ من خلالها أن تتقربي إلى الله تعالى، فمن هذه الشعب:
1. القرآن خير شفاء:
(يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا ربِّ حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده؛ فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارضَ عنه) [صححه الألباني]،بهذا الحديث يضع لكِ أيتها الغالية النبي صلى الله عليه وسلم المعادلة التي يجب أن تسيري عليها، فالقرآن فضله عظيم وثواب جزيل يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة؛ ريحها طيب وطعمها طيب) [متفق عليه]،فهي بين الناس عظيمة فـ(إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين) [رواه مسلم].
وإليكِ عزيزتي هذه النصيحة في موقف عملي قام به الشيخ عبد الحميد البلالي، تبين مدى أهمية القرآن للواحد منا، يحكي هذا الموقف بنفسه ويقول: (رجل ذو منصب عال، في مؤسسة من أكبر مؤسسات الدولة، والمال ينبع من بين يديه ومن خلفه، ومع كل ذلك فلِمَ هذا الضيق الشديد الدائم؟!
جاءني بتواضع جم إلى مكتبي، وقرب مني، وخفض صوته كي لا يسمعه أحد، قائلًا: أحس بضيق شديد في صدري، وبذلت كل شيء في تشتيته فلم أستطع، فالسفر إلى أجمل بقاع العالم، وسماع الموسيقى الكلاسيكية الهادئة، وشراء ما تلذ به الأعين والأنفس لم يفعل شيئًا في إزالة هذا الضيق، فقد يزيله مؤقتًا، ولكن لا يلبث أن يعود بسرعة لأي خبر سيئ أسمعه، أو تعامل لا يعجبني، فبالله عليك ماذا أفعل؟!
قلت له: هل تقرأ القرآن؟
قال: لا.
قلت: هل تذهب إلى المسجد؟
قال: لا.
قلت: لقد جربت سماع الأغاني والموسيقى الكلاسيكية، وزيارة أطباء النفس، والسفر، وغيرها من الأمور فلم يغير من هذا الضيق شيئًا، بل إنه ازداد يومًا بعد يوم، فهلا جربت ما أقول لك؟
قال لي: لا أعدك بالصلاة في المسجد أو الصلاة، ولكنني أستطيع أن أبدأ بما هو سهل علي وهو قراءة القرآن.
غادرني صاحبي شاكرًا للنصيحة، ثم عاد في اليوم الثاني مهلل الوجه، مبتسمًا ابتسامة جعلت وجهه كله يبتسم.
قلت له: بشر، ما الخبر؟!
قال: ذهبت للبيت وتوضأت، ثم فتحت القرآن وابتدأت بالقراءة في الصفحة الأولى، وما زالت الضيقة لم تغادرني، فزدت الثانية والثالثة والرابعة والخامسة، وأنا أحس بأن جبلًا ضخمًا بدأ ينزاح رويدًا رويدًا عن صدري، حتى تسلل الفرح إلى داخلي، وشعرت براحة وطمأنينة لم أشعر بها طيلة حياتي، فقمت وصليت ركعتين لله)
[رسائل سريعة إلى الشباب والشابات، عبد الحميد البلالي، ص(21-22)].

2. الصلاة أول الحساب:
إنكِ عندما تجيئين يوم القيامة وتقفي بين يدي مولاكِ، فأول ما ستحاسبين عليه هي الصلاة، فإذا صلحت كان ما بعده صالح، وإذا كانت غير ذلك، فستكون العواقب إلى جهنم والعياذ بالله.
وكيف يترك المرء هذا الثواب العظيم الذي جعله الله تبارك وتعالى في الصلاة، وكيف يُعقل أن يفرط المرء في تلك الراحة النفسية، (فالصلاة مصدر متجدد للطاقة الروحية والزاد وقد توزعت أوقاتها على الليل والنهار لمواصلة التزود وتجديد الرصيد من الزاد، ففيها يلقي الإنسان بعناء الحياة ليقف بين يدي الله في خشوع وخضوع، وركوع وسجود، يقرأ ويسمع كلام الله ونسبحه ونعظمه، وندعوه ونستغفره، وكأن الصلاة معراج لأرواحنا تعرج إلى الله بعيدًا عن جواذب الأرض وفتن الحياة)
[زاد على الطريق، مصطفى مشهور، ص(73)].
وإن أول ما تحافظين عليه أيتها الأخت الحبيبة، هي الفرائض
فيقول تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]
ويكون ذلك بأن تصلي أول ما تسمعين المؤذن يؤذن, وليس شرطًا أن تصلي في جماعة، فصلاة الجماعة هي واجبة في حق الرجال، وليست واجبة في النساء.
وبعد ما تحافظين على الصلوات الخمس، تبدأي في التقرب إلى الله بالنوافل والإكثار منها في شعبان، فالفتاة التي تأتي بالفرائض قد سارت في طريق الفلاح، غير أن من تأتي بالتطوعات والنوافل أفلح منها في سيره، وأعلى درجة وأكثر قربى، وهنا يرتسم لنا معلم آخر من معالم تربية الصلاة، لكن الحديث هنا عن صلاة النوافل، إذا أنها تربي الإنسان على السعي نحو الكمال، وإتقان العمل وجبره ليخرج على أكمل وجه وبأحسن حال، وخير دليل على ما ذكرناه الآن, أن الله تبارك وتعالى أخبر عن ذلك، فبين سبحانه أن مؤدي النوافل إنما يصل لمرتبة أعلى وأسمق من مؤدي الفرائض فحسب، (فمؤدي الفرائض كاملة محب لله ومؤديها وبعدها النوافل محبوب نم الله؛ يدل على ذلك الحديث الذي يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة سبحانه وتعالى وفيه " … وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أ حبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه [رواه البخاري]) [الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله، عبد العزيز مصطفى، (38)].
3. الصوم جُنة:
إن ثالث القربات التي يمكنكِ أن تعودي نفسكِ عليه في رمضان، هو الصيام، فأنتِ مقبلة على 30 يوم من تعب الجسد مع لذة الروح والقلب كل ذلك من أجل الله تعالى، فيجب أن تتعودي من الآن على الصيام.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصوم في شعبان فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: (قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور، ما تصوم من شعبان، قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم). [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (1022)].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان) [رواه البخاري].
فالصيام بطبيعته يربي النفس على تقوى الله عز وجل، فمن يرد أن يفز بالتقوى فعليه بالصوم، فهو(وسيله لتقوى الله -عز وجل- بفعل الواجبات وترك المحرمات)
[مختصر الفقه الإسلامي، محمد بن إبراهيم بن عبد الله، ص(82)].
ماذا بعد الكلام؟
إن كلامنا حتى يأخذ شيئًا من الواقع العملي لابد لكي أيتها الأخت الغالية، أن تأخذي خطوة على درب الأتقياء لله تعالى، وتفوزي بأجر هذا الشهر العظيم:
1.صلي لله ركعتين تنوين فيهما التوبة لله عز وجل، فإن من يريد الاستفادة من رمضان حق الاستفادة، يجب أن يدخله وهو قد خفف حمل الذنوب والمعاصي، وما أحلى هذه الكلمات تناجين بها ربك:
أنا إن تبت منانـــــــــي وإن أذنبت رجانــــــــي
وإن أدبرت نادانــــــــي وإن أقبلت أدنانــــــــي
وإن أحببت والانـــــــي وإن أخلصت ناجانـــــي
وإن قصرت عافانــــــي وإن أحسنت جازانـــــي
حبيبي أنت رحمانــــــي
إليك الشوق من قلبـي على سري وإعلانــــي
فيا أكرم من يرجــــــى وأنت قديم إحسانــــي
وما كنت على هـــــذا إله الناس تنسانــــــي
لدى الدنيا وفي العقبى على ما كان من شانــي
حبيبي أنت رحمانــــــي
2. ضعي لنفسك وردًا يوميًا من القرآن، تقرأين فيها على سبيل المثال ربعًا.
3. احرصي على الصلاة في أول وقتها، بأن تقومي فتوضأي ثم تصلي، حين تسمعين الأذان.
4. أكثري من الصوم في هذا الشهر الكريم، حتى يكون أتم استعداد لشهر رمضان.
المصادر:
· رسائل سريعة إلى الشباب والشابات، عبد الحميد البلالي.
· مختصر الفقه الإسلامي، محمد بن إبراهيم بن عبد الله.
· الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله، عبد العزيز مصطفى.
· زاد على الطريق، مصطفى مشهور






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 22-02-2013, 02:42 AM   رقم المشاركة : 149
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


أكبر نقطة قوة
(1)


تعوَّدنا أن نرى الأشياء المحسوسة، وأن نحسب حسابها، ونؤكِّد عليها، ونعلِّق عليها الآمال… مع أن لدينا مواهب وقوى كبيرة ومؤثرة جداً، لكننا لم نحتفل بها، ولم نستفد منها على النحو المأمول؛ لأننا لم نرها، ولم ندركها على ما ينبغي. في اعتقادي أن (الإرادة) هي القوة الضاربة التي وهبها الخالق – عز وجل - لبني البشر، وإن من شكر هذه النعمة العملَ على تصليبها، وتقويتها، ورفع مستوى العزيمة في خططنا وأعمالنا.

من المعروف أنه لا يمكن إنجاز أي عمل إلا بتوافر شيئين: الإرادة والقدرة، وإذا تساءلنا: أيهما أعظم أهمية؟ فإنني لا أتردد في القول: إن الإرادة هي الأهم، وذلك لأن المرء حين يعزم على شيء على نحو صادق وقوي؛ فإنه يسعى إلى توفير الإمكانات المطلوبة لتحقيقه، وإن الإرادة الصلبة تكشف عن الفرص الكامنة، بل تصنعها في بعض الأحيان، كما أنها تستنفر القوى المعطَّلة والخامدة، ولو أننا تأملنا في الإنجازات الحضارية الكبرى - لدى كل الأمم، وفي كل العصور - لوجدنا أنها مدينة للعزيمة والإصرار، ولا يغني عنهما علم ولا موهبة، والعالم مملوء بالموهوبين الفاشلين والمتعلمين العاطلين عن العمل!.

تصوروا معي شخصاً يعاني من مرض عُضال يفتك به، وإلى جوار منزله الذي يسكن فيه مركز طبي متقدم جداً ومجاني، وهذا المركز يقصده الناس الذين يعانون من مثل ما يعاني منه ذلك الرجل من كل مكان، لكن صاحبنا يرفض العلاج بسبب أو بغير سبب، فماذا ستكون النتيجة؟ إن كل الإمكانات الطبية المتوفرة، وكل ما لديه من قابلية للانتفاع بها؛ سيصبح غير ذي معنى، وكأنه غير موجود. وإذا تصورنا مريضاً آخر تتملكه رغبة شديدة في الحصول على علاج لكنه لا يملك الإمكانات المادية لذلك؛ إن ذلك المريض سوف يسعى في كل اتجاه، ويطرق كل باب، وفي الغالب سيجد السند والعون في الوصول إلى ما يسعى إليه.

إذا تأملنا في التفاوت بين الناس على صعيد الإنجاز والنجاح، وعلى صعيد العمل والعطاء والاستقامة…؛ فإننا نجد أن ذلك التفاوت يحدث بسبب اختلاف إرادات الناس، وليس بسبب اختلاف قدراتهم، وهذا طبعاً في الأعم الأغلب. لدينا أعداد هائلة من الشباب والنساء الذين يستطيعون قراءة كتاب في الشهر، كما يستطيعون قراءة نصف جزء من القرآن يومياً، ويستطيعون التصدق بمبلغ زهيد من المال أسبوعياً… لكن فئة قليلة منهم هي التي تفعل ذلك، وهي الفئة التي تملك إرادة الفعل.

ومن هنا يمكن القول: إن الأزمة الحقيقية التي يعاني منها المسلمون، على معظم الصعد الحضارية، وعلى صُعُد رد العدوان، وتحرير المقدسات… هي أزمة إرادات لا أزمة قدرات، لكن الناس يستحيون من القول: إننا لا نريد أن نقرأ، أو لا نريد طرد العدو من أرضنا، فيلجؤون إلى الزعم بعدم امتلاك القدرة، وهم يفعلون ذلك لأنهم يعرفون أن القول بأنهم لا يريدون فعل كذا.. يشكِّل نوعاً من الإدانة لهم، ويعبر عن سوء الوجهة والمقصد، أما القول بأنهم لا يقدرون؛ فإنه مقبول، لأنه ينطوي على احتمال العجز واحتمال تدخل عوامل خارجية غير داخلة تحت السيطرة، وهذا ما فعله المنافقون حين تخلَّفوا عن غزوة تبوك، فقد اعتذروا بعدم الاستطاعة، كما أخبر الله عنهم حين قال: {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}
[1]. ثم أخبر – عز وجل - أن المشكلة ليست مشكلة قدرة، وإنما مشكلة إرادة: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأََْعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}[2].

إن من رحمة الله - تعالى - أن قدرة الناس على تنمية إراداتهم وتقويتها أعظم بكثير من قدرتهم على تنمية الإمكانات والطاقات التي لديهم ،وأعظم من قدرتهم على تحسين بيئاتهم وظروفهم، ولكن من الواضح أيضاً أن تقوية الإرادة قد يعني خوض نوع من الحرب الداخلية، حيث يجد المرء نفسه مطالباً بالوقوف ضد المغريات، والشهوات، وضد بعض طباعه وعاداته الرديئة، وهذا ليس بالسهل، إلا إذا سهَّله الله - تعالى - ولابد من الإشارة هنا إلى أن كل مجتمع يحدد لأفراده السويَّة المطلوبة من صلابة الإرادة حتى يكونوا لائقين اجتماعياً، والمجتمع يفعل ذلك بدافع من عقائده، وعلى هدي أولوياته واهتماماته.

ومن هنا نجد - مثلاً - أن المجتمع الذي يهتم بصلاة الجماعة، أو بطلب العلم، أو بالمظاهر والشكليات، أو بالطعام والشراب… يرفع سوية اهتمامات أبنائه، وسوية إراداتهم بهذه الأمور، ويلقنهم الأدبيات والرمزيات المتعلقة بها، مما يجعلهم يعملون من أجلها، من غير الشعور بتحمل أعباء أو تكاليف غير عادية.
وهذا يعني أن قوة الإرادة منتج اجتماعي، وهي أشبه بهدية يقدمها المجتمع لأبنائه مقابل انخراطهم في أعرافه وتقاليده ومبادئه وقيمه.

وهذا يفتح عيوننا على شيء مهم؛ هو الحرص على اختيار البيئة الصالحة والمتعلمة؛ لأن العيش فيها يزود المرء بطاقات إضافية على صعيد الاتجاه نحو الفلاح والنجاح، ونحن نعرف هذا من الثواب العظيم الذي جعله الله للمؤمنين إذا ما هاجروا من مكة - قبل فتحها - إلى المدينة، ونعرفه كذلك من التحذير الوارد من الإقامة في دار الكفر؛ إلا في حالات معينة.

في المقال القادم سأتحدث بإذن الله؛ تعالى عن أدوات تقوية الإرادة.
ومن الله الحول والطول.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 22-02-2013, 02:46 AM   رقم المشاركة : 150
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


أكبر نقطة قوة
(2)

تحدثت في المقال السابق عن بعض حيثيات (الإرادة)، ووعدت أن أتحدث عن بعض الأمور والإجراءات التي تساعد على تقويتها، وأنا الآن أوفِّي بما وعدت به، ولعلي أتحدث عن ذلك عبر المفردات الآتية:

1 -
بين الفرد وبيئته نوع من التطابق والتخالف، ونوع من الشدِّ والجذب المستمرين، وهذا يعني أن الأفراد يتأثرون ببيئاتهم تأثراً سريعاً وشاملاً، لكنهم وعلى المدى البعيد هم الذين يصنعون تلك البيئات، وهم الذين يطوِّرونها، وإن كان ذلك لا يظهر دائماً على نحو واضح.
ونستفيد من هذا أن تصليب إرادة الشباب - والناس عامة - يحتاج إلى نوع من الإجماع الوطني والتحفيز الإعلامي؛ فمن عادة الإنسان أن يظل ذاهلاً عن كثير من الأشياء المهمة والجوهرية، بل أن يظل جاهلاً الكثير من الواجبات الشرعية والحضارية؛ ما لم يظفر بمحرِّض -إعلامي أو تعليمي أو تربوي - يدفع بتلك الأشياء والواجبات إلى مقدمة اهتماماته، ويضعها على سطح وعيه.
ومن هنا فإن على الإعلام مسؤولية كبرى في هذا الشأن، والمطلوب منه تحديداً هو إثارة اهتمام الناس، وتفتيح أذهانهم، وتحفيز هممهم، في اتجاه بعض الأمور الضرورية لنهضة الفرد والمجتمع، وذلك مثل: الاستقامة، والالتزام، والجدية، والتعاون، والمثابرة، والاهتمام، وحسن الاستماع، والتطوع، والعطاء المجاني…
إن الإعلام - بما يملك من سطوة وانتشار وتأثير - يستطيع فعلاً تقوية إرادة الناس نحو هذه المعاني، كما يستطيع إضعافها، ونأمل أن يدرك المسؤولون عنه هذه المسؤولية، وينهضوا إليها.


2 - نحن في حاجة ماسّة إلى معونة الله - تعالى - وتوفيقه؛ كي ننتصر على أنفسنا، وشهواتنا، وعاداتنا السيئة، وخير ما نستنـزل به تلك المعونة هو الدعاء ومجاهدة النفس، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69]. وقال تباركت أسماؤه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}
[السجدة:24].
إن أي إصلاح أو تغيير أو ترقّي لا يمكن أن يتم من غير مجاهدة للنفس، وإن كثيراً من الإخفاق الذي نعانيه سببه أننا نريد التقدم والازدهار، لكننا غير مستعدين لمخالفة أهوائنا أو التخلي عن شيء من عاداتنا السلبية، أو بذل شيء من الجهد الإضافي، وينبغي لهذا الأمر أن يكون واضحاً كلَّ الوضوح.


3 -
يتطلب تقوية الإرادة أن نلزم أنفسنا بتنفيذ أشياءَ صغيرةٍ، لكن بشكل يومي، وعلى نحو دائم، ولا بد من الالتزام بذلك على نحو صارم، ومن تلك الأمور والأشياء على سبيل المثال:
- قراءة نصف جزء من القرآن يومياً.
- قراءة في كتاب جيد مدة ساعة.
- الالتزام بصلاة الجماعة في المسجد، إلا لضرورة.
- المسارعة إلى تنفيذ طلبات الوالدين، بهمة ونشاط وطيب نفس.
- الالتزام بالحضور إلى الوظيفة أو العمل والانصراف في الوقت المحدد.
- الاستيقاظ قبل الفجر مرة في الأسبوع على الأقل.
- الاتصال يومياً بذي رحم أو صديق؛ من أجل السؤال عنه والاطمئنان عليه.
- الصدقة بمبلغ من المال - ولو كان زهيداً - على نحو يومي.
- الحرص على المبادرة بالسلام على من نعرف ومن لا نعرف.

وإذا لم يستطع المرء أداء ما التزم به في يومه، فإنه يقوم به في وقت تال من ليل أو نهار، وكأنه يقضيه،
وهذه طريقة سنَّها لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقد ذكرت عائشة رضي الله عنها: ((أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا فاتته الصلاةُ من الليلِ، مِن وَجَعٍ أو غيرِهِ - صلّى من النهارِ ثِنْتَي عشرةَ ركعةً)) [رواه مسلم].

وقال - عليه الصلاة والسلام - مرشداً إلى هذا المعنى: ((من نَامَ عن حِزْبِهِ من الليل، أو عن شَيْءٍ منه، فَقَرَأَهُ مَا بين صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ؛ كُتِبَ له كَأَنَّمَا قَرَأَهُ من اللَّيْلِ)). [رواه مسلم].

4 -
لابد لتقوية (الإرادة) من اتباع أسلوب التدرج في اكتساب العادات وتنفيذ المهمات، وأنا أشجع دائماً على أن يلتزم المرء بالقيام ببعض الأعمال الصغيرة والمحدودة، فإذا صارت جزءاً عادياً من حياته وأخلاقه وسلوكه؛ قام بزيادة شيء قليل عليها، فإذا كان فلان من الناس لا يقرأ - مثلاً - في اليوم أي شيء، ثم التزم بقراءة نصف ساعة، فإنه بعد ذلك الالتزام بستة أشهر، يزيد عليها ربع ساعة، وبعد ستة أشهر أخرى يزيد عليها ربع ساعة أخرى، وهكذا…

5 -
يحتاج الواحد منا إلى أن يُثْبِتَ نفسَه أمام نفسه، وذلك بحرمانها من بعض الأشياء، وبعدم الاستجابة لبعض وسوساتها وخواطرها، فإذا حدثته نفسه بأن يترك العمل الذي بين يديه حتى يشرب كأساً من الشاي؛ فليرفض طلبها، أو ليقم بتأجيل تنفيذه ساعة. وإذا كان يجد نوعاً من المتعة في القراءة وهو مستلقٍ على السرير؛ فليحرمها من تلك المتعة، وليجلس خلف مكتب، وليمسك بقلم وهو يقرأ من أجل تلخيص بعض الأفكار… إن مخالفة النفس تُشعر صاحبها بالقوة، وتجعل منجزاته ومكتسباته أكبر، وهذا ما يجعله يشعر بفوائد المجاهدة.

6 -
من الأمور المهمة على صعيد تقوية الإرادة: مصاحبة الأشخاص أصحاب الإرادات القوية والهمم العالية، فعدوى الأرواح مثل عدوى الأجسام، وليعمل الإنسان على الابتعاد عن (الفوضويين) والكسالى والمحبطين واليائسين، فإن هؤلاء يسممون أرواح من يصاحبهم، ويشدونه نحو الوراء. كل شيء من الخير والتقدم يمكن أن يحدث؛ إذا تحلينا بالاهتمام والمثابرة.

والله الموفق.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:36 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية