من بين صهيل الخيول
وقرع الطبول
وصليل السيوف
واقتحام الصفوف
تأتي اشد لحضات وداع الأحباء
وفراق الاخلاء
فوق تلك الأرض
وتحت تلك السماء
وبين تساقط الأشلاء
ليودع رفيق دربه
وصديق عمره
وجليس انسه .
كانوا معاً في ارض العزة , وجبال الكرامه
كانوا معا ً في ترتيل الآيات , وترديد الأبيات
كانوا معاً في حفر الخنادق , وخوض المعارك
حتى جاء أمر الحي الذي لا يموت , العلام لكل الغيوب
التواب على من يؤوب , القاهر لجميع الحشود .
بأن يسبق الصديق صديقه
والحبيب حبيبه
والخليل خليله
إلى جنات الخلود
بين البساتين والمروج
والولدان والحور
والأنهار والزهور
بعد تجارة مع الله لم تبور.
فيتمنى أن لو كان مكانه
بين أصدقائه وأعوانه
فيلقى ما يلاقون
ويأنس بما يأنسون
ويجدون من الله ما يتمنون.