كان عثمان رضي الله عنه إذا شيع جنازة بكى حتى يغمي علية ،فقالوا له : مالك قال : سمعت الرسول الله صلى الله علية وسلم يقول ( القبر أول منازل الآخرة ) . فإذا نجا العبد منه فقد افلح وسعد ، وإذا عذب فيه والعياذ بالله فقد خسر آجرته كلها ...
إن الحياة مهما طالت وصفت فمصيرها إلى زوال ، وإن هي آلا أعوام وربما كانت أيام وربما غدت لحظات فيصح المرء منا في حفرة وحيداً ليس معه أولاد ولا أموال وكأنه لم ير الدنيا ولم تره ، وقد ملأت الدنيا بالمشكلات والمبغضات ،ومرت أيامها بما فيها من خير ومسرات ، فكم ضحكنا وكم بكينا ، وكم مرضنا وكم عوفينا تقلبات مرت بنا كأن لم تكن ، ولو كانت النهاية بالموت لهان الأمر ، لأنه يبشر بنهاية الآلام والأحزان
والخلاص من المرض ،وإذا لأحببناه ولتمنينا ، ولكن الموت بسكراته وبشدائده وهو له إذا قيس بما بعد فانه لسهل وميسر ، واللحظة المشكلة في حياة كل إنسان هي لحظة الموت والاحتضار ، وسيراها عاجلاً أم آجلاً.
قد طوى الموت صفحات من حياة الآباء والأجداد ، وهاهو يتربص الآن بالأولاد والأحفاد ،فأين منا الأحباب والأصحاب؟؟؟؟؟ كم من نائم في القبر الآن يتمنى الرجوع ليعمل صالحاً ، ولكن هيهات . كم فقدنا من أقران بالأمس زينة مجالسنا ،
اللهم أيقظنا وارزقنا الاستعداد ليوم المعاد .اللهم هون علينا الموت وسكراته وافسح لنا في قبونا.