مقاله اعجبتني لوزير التربيه والتعليم عن تعاليم القرآن وأثرها في الواقع العملي التربوي
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، القائل في محكم كتابه:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }(40) سورة القمر.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الذي كان خلقه القرآن القائل: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) -صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين- أما بعد:
القرآن رسالة الله سبحانه إلى الناس عامة بل إلى الثقلين كافة وإلى المسلمين خاصة، وفيه الإرشاد والهداية والدلالة على الخير والتحذير من الشر، وبيان الأوامر والنواهي جاء موجهاً إلى ما فيه سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، فما أحق هذا القرآن بالتكريم والتعظيم والتلاوة والفهم والتطبيق في واقع الحياة. إن تلاوة القرآن الكريم وحفظه مع ما فيهما من الفضل والأجر هما الطريق إلى فهمه، وتدبره، والعمل به الذي هو مراد الله الذي أنزله من أجله، فالتلاوة وحدها ليست المقصد الرئيس الذي أنزل من أجله القرآن، إنما المراد هو التدبر والتطبيق والعمل بما فيه:{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}(29) سورة ص.
وإن من هدايات القرآن الكريم أنه وضع أسس التربية للفرد والجماعة على حد سواء، وفق المنهج الإلهي الذي لا يعتريه نقص ولا خطأ، فمن طبق هذا المنهج نجح وأفلح، ومن أعرض عن هداه حرم الصواب، لقد نزل القرآن الكريم لينشئ أمة تعمل به وتتخلق به، وعلى رأس ما ينبغي التخلق به بعد الإيمان بالله الاستقامة، والأمانة، والصدق، والإخلاص، والإيثار، والتضحية، والتقوى، والعفاف، وما شابهها من المعاني والصفات التي تستقيم بها الحياة بجميع جوانبها، وإني لأرجو من حفظة كتاب الله أن يفهموا مراد الله من كلامه ويسيروا على نور منه وبرهان، ويعيشوا به لعمارة هذا الكون وأداء حق الاستخلاف في الأرض، كما أرجو أن يعيشوا عصرهم، ويأخذوا من المدينة الحديثة كل نافع ومفيد يؤدي إلى بناء ذواتهم وتطوير مجتمعاتهم في شتى مجالات الحياة، وألا يكونوا في موقف الضعيف المتلقي، بل في موقف القوي المعطي، لأن اليد العليا خير من اليد السفلى.
وفي هذا الإطار تضع وزارة التربية والتعليم العناية بالقرآن الكريم وتعليمه للنشء في المقام الأول من اهتمامها، وذلك عن طريق العناية بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، ورفع كفايات المعلمين عن طريق الدورات التدريبية، وبذل مزيد من الجهد لإعداد المعلمين في مجال القرآن الكريم وعلومه.
ويسعد الوزارة أن يشارك طلابها ومعلموها في هذه المسابقة القرآنية الخيرة، وأن تتحقق أهدافها المرجوة في العناية بتعليم أبنائنا وبناتنا وتحفيظهم كتاب الله مع الفهم والتدبر.
شاكراً باسمي واسم الوزارة لخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز جهده وتوجيهه في العناية بكتاب الله عز وجل. سائلاً الله جل شأنه أن يديم على هذه البلاد الأمن والاستقرار في ظل قيادته الحكيمة ورعاية سمو ولي العهد وكل مخلص في هذا البلد المعطاء المملكة العربية السعودية.
والله الموفق.
تعاليم القرآن وأثرها في الواقع العملي التربوي
العرض العادي
