إنتظرا خروجه ..
رسما قبل خروجه ..
أجمل أمل ..
أغلى أمل ..
حين خرج للدنيا ..
كانت صرخته ميلاد جديداً لهما ..
كانت حياةً جديدةً لهما ..
حضناه .. من دمهما سقياه ..
كالنبتة الصغيرة جعلاه ..
بالحنان والحب والدفُء حضناه ..
نما وكبر ..
أمام عينيهم حبى ..
ثم خطّى ومشى ..
ثم إشتد وقوى ..
قوت جذوره .. وأشتد ساقه ..
وكان في عينيهما الصغير المدلل ..
كان في عينيهم الأمل الغالي المبجل ..
كبر هو ..
وكبروا هم ..
قوى هو ..
وضعفوا هم ..
كبرت النبتة الصغيرة .. وعلت ..
كبرت النيتة الصغيرة .. ونمت ..
كبرت أغصانها ..
لكن قلت أوراقها ..
وحل محلها شوكاً .. يكبر ويكثر ..
فأصبحت النبتة الصغيرة شوكاً ..
وأصبح الأمل الجميل جحداً ..
نظر إلى والديه وقال ..
مالي بكما وصال ..
إبعدا .. إبعدا ..
عن دنيتي أغربا ..
فلست بكما مسئولا ..
ولست بكما مجبورا ..
إبعدا .. إبعدا ..
دعوني أنطلق .. دعوني أحلق ..
فأنتما لي ثقلاً .. وأنتما عليّ حملاً ..
بكت أمه .. وبكى أباه ..
إنصدما .. إحترقا ..
أهذا من كنا ننتظر ..
الهذا كنا ننتظر ؟؟
أهذا هو أملنا ؟؟ أهذا هو حلمنا ؟؟
إبني حبيبي .. إذهب ..
إبني حبيبي .. عذب ..
فلنا رباً كريماً ينتقم ..
لنا رباً كريماً ينتقم ...
.................................................. .................................................. ............................
إخواني .. أخواتي .. ماقرأتموه مأساه يعيشها أباء كثير وأمهات .. مأساةً تتكرر يومياً في مجتمعاتنا .. مأسآه
خلقت لنا مآسي كثيرة .. هل زار أحدكم ملجأ أو داراً للعجزة .. هل سمع عن قصص لاتمتلك أمامها الدموع
إلا أن تذرف وبحرارة .. فكم أماً إنتهى بها حبها وتضحيتها إلى دارا ًللعجزة .. وكم أباً أوصله إبنه إلى الملجا
بعد أن أوصل إبنه إلى المجد والعلى .. وكما أماً أو أباً إنتهى بهم الأمر إلى موتةً لم يعلم بها إلى بعد أياماً
طوال لم يعلم بوفاتها إلا من خلال تعفن رائحتها .. بل والله إن آخر ماسمعت من القصص أن أماً قد ماتت
في بيتها المهجور إلا من سواها .. ماتت ولم يعلم بموتها أحد .. فأبنائها الكرام وبناتها الكريمات العفيفات
كان الله بعونهم مشغولون في تربية أبنائهم وبراعمهم وأحلامهم .. فلم يكونوا يقصرون في زيارتها ولكنهم
أحياناً ولكثرة مشاغلهم ينسوها أسابيع وقد تكون شهور لكنها ليست شهور طويلة .. أتعلمون ماذا حدث
لجثة هذه الأم الطاهرة ... إلتهم الفئران رأسها ولو تأخر الجيران قليلاً لكانوا لم يروا سوى عظامها ولا حول
ولا قوة إلا بالله ...
تصدقون .. كان حماسي لهذا الموضوع حماساً كبيراً .. فهذه القصص من الأمور القليلة التي تبكيني .. ولا
أخجل أن أقولها .. نعم تبكيني .. يبكيني حال أماً إنتهت حياتها بتلك البشاعة لا لشئ إلا لإنها ضحت ونّمت
وحرمت نفسها من كل شئ .. وأعطت أبنائها كل شئ ...
تبكيني دموع أباً مسناً ذرفها على استحياء في ركناً بعيد في ذلك الملجأ الكئيب .. ذرفها قهراً .. ذرفها حسرة
على من لهم ضحى وحفر الصخر ليؤمن لهم مستقبلاً لم يتمناه حتى لنفسه .. لكي يفخر بهم كباراً رجالاً
يجد في أحضانهم الحب والوفاء حين يكهل ويكبر ..
ماهو جنس هولاء العاقّون الجاحدون .. وماهو دينهم ؟؟ أهم مسلمون ؟؟ فإن كانوا كذلك فقد أوصانا الله
تعالى بالوالدين كما لم يوصنا بشئ .. فأوصانا ببرهم ووصلهم والإحسان إليهم بل قرن بل جعل الإحسان لهما
بعد عبادته سبحانه بل وقرن رضا الله عز شأنه برضاهم وجعل الجنة تحت أقدامهم .. وألزمنا بوصلهم
ورحمتهم حتى لو كانوا كفاراً ... مالم يأمرون بمعصية ... فهل هم مسلمون .؟؟؟؟
أم هل هم بشر ؟؟؟ هل مايجري بدمهم دماً وهل تحركهك أحاسيس ومشاعر ؟؟ أشك في ذلك ؟؟؟ فهل يعقل
أن يصل الجحود والنكران بأنسان إلى ماوصل به عند هولاء العاقون ا لمنكرون لكل فضل الجاحدون لكل وفاء
فعلاً .. فأنا أشك في آدميتهم .. فمن جرب الأبوة منكمأو من جربت الأمومة تعلم مقدار الحب والتضحية والحنان
لدى الوالدين فكيف يمكن أن يردوا بالنكران على الإحسان ...
(( اللهم أرحم أباء نا وأمهاتنا الأحياء منهم والأموات وقدرنا اللهم على برهم أحياءً وأموات .. اللهم آمين ))
العرض العادي
