حادث يجري في إحدى قرى منطقة 'شِيرْآبَادْ' بولاية 'قشقادريا الأوزبكية' فقد أعلن إمام أحد المساجد الجامعة المحلية في خطبته عن أن المواطنين القاطنين في قرية 'أَقُّورْغَانْ' اعتنقوا النصرانية، نتيجةً لدعوة 'التنصير' التي تجري هناك بحرية.
وشاع هذا الخبر بين الناس بسرعة، مما أذهل عقولهم وأثار سخطهم، وبغية تصديق الخبر قام مراسل هيئة الإذاعة البريطانية بزيارة لهذه الولاية فالتقى برئيس الأئمة هناك ويدعى 'تُوشْبُولْتَا جَارِيِيفْ' الذي أخبره بأن ما يقارب من 200 مسلم من سكان القرية بالفعل اعتنقوا النصرانية نتيجةً للتبشير، وأن تلك الحالة معلومةٌ لوكيل ديوان الرئيس أيضا، ويشتغل بها حتى أفراد أجهزة الأمن، واقترح للمراسل أن يذهب بنفسه إلى هذه القرية ليتأكد من صحة هذا القول.
وعندما وصل المراسل وسأل أهل هذه القرية عن هذا الخبر حدثه أحدهم عن بدء دعوة التنصير في القرية قائلا: 'أخذ أحد سكان منطقة 'بَايْسُونْ كنة' يجيء مع أصدقائه إلى القرية بكتب النصرانية والإنجيل، ويعطيها لهم مع دعوتهم إلى هذا الدين، وأخذ الناس ينزلون إليه ليلا لاعتناق الدين، وقد تدخل في شأنه أهل هذا الحي فنصحوه، وقد قبضت عليه الشرطة مرارا، ولكن ذلك لم يصرفه عن فعله.. ومن أفعاله أنه جمع المال من الناس للتضحية بشاة أو نحوها لعيسى [عليه السلام] ويعود المرضى للعلاج ولكن لا جدوى لعلاجه. وهناك مسنة أوزبكية ناهزت 80 سنة وهي أيضا اعتنقت النصرانية وتقوم بالدعوة إليها وتقول: 'إذا سجنته الحكومة فلتسجني أنا أيضا.. فلماذا تخافون من اعتناق هذا الدين..'
فلما كان المراسل في دار زعيمة هذا المذهب النصراني بالقرية وتدعى 'مُكَرَّم' حاولت الأخيرة أن تبين اعتقادها الجديد على النحو الآتي: 'إن شغلنا هو مكافحة الشيطان، لأنه من يوم إلى آخر تزداد حوادث الزنا بسبب قوة الجن والشياطين ولا تعلم البشرية إلى أين تتجه، وهذا هو آخر الزمان [!].. نحن نؤيد رئيسنا 'كريموف' دوما؛ لأنه أعطى لنا حرية التدين وقال: 'إذا عاش شعبي بهدوء فلا اعتبار عندي إلى أي دين ينتمي'!
وتضيف قائلة: إن عيسى هو 'مُنجِّينا' وينبغي على كل البشر أن يقبلوه كذلك، ولا نرفض 'نبينا' ونحن 'في دينه' ولكن قبلنا مع ديننا منجينا أيضا، وهو ابن الله، [نسأل الله السلامة من أدران الشرك والكفران]، وتوضح فتقول: نحن 'لسنا نصارى وإنما نحن أهل سنة ومسلمون حقيقيون' [!] إن الأنبياء: محمد وإبراهيم وإسحاق ويعقوب كلهم أبناء البشرية، أما عيسى فروح الله، وابنه، وكم من مرضانا برئ باسم عيسى..، لأن الشيطان يفر عندما يسمع كلمة عيسى'. [تعالى الله عما يصفون] .
وبحسب أقوال هذه المرأة المنحرفة فإن مذهبهم يمكنه أن يسجل رسميا وتُفتتح له الكنائس في مدينة 'ترمذ' –بلد الإمام الترمذي-، حيث تقع القاعدة الجوية العسكرية الأمريكية.
وكما قال المراسل إن من بين المعتنقين للنصرانية عجائز ومسنات أيضا، وقد بينت مسنة تدعى 'ظريفة' سبب قبول الدعوة النصرانية قائلة:
'إني كنت مريضة طوال 10 سنوات ثم قبلت كليم الله [كابن الله] والحمد لله برئت والآن 'صحتي جيدة وعيشي أيضا جيد،.. ونحن نعبد إلهنا ونسأله أن يشفي مرضانا، وهيئة عبادتنا هي الصلاة فنصلي ونسأل: 'يا 'أبينا' فاجعلنا في العافية والسلام'، إن عيسى منجِّينا وشفيعنا أمام الله، فنسمى الله بأبينا وعيسى ابنه'. [فتعالى الله عما يشركون].
هذا وما كان الناس يسمعون بمثل هذه الأخبار السمجة حينما كان في البلاد دعاة الإسلام الذين يقطعون بمواعظهم كل ريب وشك في نفوس العباد، مبينين الحق والضلال بحجج دامغة.
وبعد أن هبت السلطات الجائرة تحارب أولئك الدعاة وأتباعهم تحت شعارات مختلقة، قل عددهم في البلاد عامةً والمدائن خاصةً، وصارت أصواتهم لا تبلغ إلى العامة بسبب اضطهادات مستمرة.
وبذلك رفع العلم وثبت الجهل بين الناس وبلغت الحال إلى درجة حتى صارت أكثرية الناس لا تفرق بين الحق والباطل وبين الهدى والضلالة، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
اللهم اهدنا إلى الحق وإلى الطريق المستقيم!
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يجيب عن سؤال حذيفة رضي الله عنه: 'هل بعد ذلك الخير شر؟': 'نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها.. هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا..' [البخاري ومسلم].
سبحان الله! هل يوجد شيء أعجب من هذا القول؟! صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه عنه البخاري إذ يقول: [إن من أشراط الساعة؛ أن يرفع العلم ويثبت الجهل..]؛ وفيما يرويه عنه ابن ماجة: [يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك، ولا صدقة..] ..
العرض الشجري
