العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-2007, 12:55 PM   رقم المشاركة : 1
مرحبا بالجميع
Band
 





مرحبا بالجميع غير متصل

سياسة ُأمريكا الإستعماريةِ

بسم الله الرحمن الرحيم

مختـــــــارات


سياسة ُأمريكا الإستعماريةِ

الجزء الأول


عندَ الحديثِ عن سياسةِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ الخارجيةِ ، لا بُدَّ منَ العودةِ إلى نشأةِ هذهِ الدولةِ .

فالشعبُ الأمريكيُّ شعبٌ غنيٌّ، وُجدَ في بلادٍ واسعةٍ كثيرةِ الثرْواتِ ، تستطيعُ الإستغناءَ وتحقيقَ الإكتفاءِ الذاتي ، هذا الشعبَ الذي خضعَ قديماً للإستعمارِ الأوروبيِّ ولا سِيَّمَا البريطانيِّ منهُ.

قررَ زُعماؤُهُ وبعدَ مُعاناتهم منَ الإستعمارِ، ضرورة َمحاربةِ المستعمرينَ بقوةِ السلاح ِلنيل ِالإستقلال ِ. وقد خاضوا حروباً كثيرة ً، كانَ أوَّلـُهَا ثورة ُالشاي .

وبعدَ نجاحاتٍ عسكريةٍ حققتها, باستخدامها دُولاً أوروبية ًمثلَ فرنسا وبعدَ دعمها للثوارِ على العدوِّ التقليديِّ ( انجلترا) . بعدَ هذا كلهِ نالوا الإستقلالَ .

مما أوجَدَ عندَ الأمريكيينَ سياسة َسدِّ الذرائع ِ( البراغماتيه ).

وقد وُجـِدَ حينها عندَ الشعبِ الأمريكيِّ ميلٌ كبيرٌ للقيم ِالرفيعةِ . وقد اعتنقَ الشعبُ الأمريكيُّ المبدأ َالرأسماليَّ كسائرِ العالم ِالنصرانيِّ . وما ذلكَ إلاَّ لأنهُ شعبٌ أوروبيٌّ . وتربـِطـُهُ بها علاقة ُالدم ِوالدين .

وقد قررَ الساسة ُالأمريكيونَ أن تنكفأ َالولاياتُ المتحدة ُالأمريكية ُعلى العالم ِالجديدِ المتمثل بالأمريكتين ِ الشماليةِ والجنوبيةِ. وقد عملت أمريكا على طردِ النفوذِ البريطانيِّ بشكل ٍخاص، والأوروبيِّ بشكل ٍعامٍّ منَ العالمَ الجديدِ , وقد تجلى ذلكَ عندَ إعلان ِالرئيس ِالأمريكيِّ مونرو، بعدم ِتدخل ِالقواتِ الأوروبيةِ في العالم ِالجديدِ ، وقد سُميَ ذلكَ الإعلانُ الشهيرُ بمبدأ مونرو .

وبعدَهَا صارتِ الولاياتُ المتحدة ُالأمريكية ُوبما أنها رأسماليةٍ تستعمرُ الدولَ في الأمريكتين، وتـُسخرُ مواردَ هذه الدول ِلصناعَتِـها وتجارَتِـها، وبناءِ قوتِـها العسكريةِ والإقتصاديةِ .

وبما أنها بعيدة ٌعن العالم ِالقديم ِ، مركِـزِ الصراع ِ. فقد ازدهرت بشكل ٍمذهل ٍ، واستمرَ الحالُ حتى نشبت الحربُ العالمية ُالأولى .

فاستغلت بريطانيا عاملَ القناعةِ والعِفةِ، وميلَ الشعبِ الأمريكيِّ للقيم ِالرفيعةِ، ( وعاملَ النفعيةِ والاستعمارِ) . فدخلتِ الولاياتُ المتحدة ُالأمريكية ُالحربَ العالمية َالأولى، بعدَ أن ِاستغلت بريطانيا فيها العاملَ الأولَ (القيمَ الرفيعة َ) ولكنْ، وبعدَ انتصارِ الحلفاءِ انقلبتِ الموازينُ، وكانَ الرابحُ الأكبرُ بريطانيا العظمى .

وبعدَ عودةِ أمريكا منَ الحربِ صارَ هناكَ خلافٌ بينَ السياسيينَ الأمريكيينَ على موضوع ِانكفاءِ الولاياتِ المتحدةِ على ِالعالم ِ الجديد .

واستمرَ الحالُ حتى نشبتِ الحربُ العالمية ُالثانية ُ. في هذهِ الحربِ انقلبت الموازينُ بعدَ اجتياح ِألمانيا معظمَ أوروبا. وقد استطاع َ(هتلر) أن يَحتلَّ بولندا وتشيكوسلوفاكيا، ثمَّ عَقـَدَ معاهدة َعدم ِاعتداءٍ مَعَ الإتحادِ السوفيتي . ثم انتقلَ إلى الأراضي المنخفضةِ (هولندا وبلجيكا ) ثمَّ اجتاحَ فرنسا، وتمَّ قصفُ لندن بشراسةٍ، وحُوصرت بريطانيا عن طريق ِالغواصاتِ الألمانيةِ، وأصبحتِ المساعداتُ والإمداداتُ قليلة ً، حتى أوشكت بريطانيا على السقوطِ والإنهيارِ، عندها قامَ تشرتشل باستعطافِ أبناءِ العمومةِ ، لكن، هذهِ المرة َلم تقبل ِالولاياتُ المتحدة ُ أن تساعدَ بناءً على العامل ِالأول ِ( القيم ِالرفيعةِ ) بل قـَبلت أن تساعدَ الإنجليزَ على أساس ِالعامل ِالثاني ( النفعيةِ والإستعمار) وهنا ذاقَ الشعبُ الأمريكيُّ طعمَ الإستعمارِ خصوصاً في نفطِ الخليج . حتى تغلبَ على الشعبِ الأمريكيِّ العاملُ الثاني، وسَيَّرَهُ المبدأ ُالرأسماليُّ ، فخرجَ عن عزلتهِ لإستعمارِ الشعوبِ الأخرى ، ولإخضاع ِ العالم ِلسيطرتهِ ونفوذِهِ، ولن يرجعَ إلى انكفائِهِ مرة ًأخرى إلاَّ بالقوةِ. ونعني بها القوة َالمضادة َالمرتكزةِ على المبدأِ الوحيدِ الصحيح ِالموافق ِلفطرةِ الإنسان ِوالمقنع ِللعقل ِالسويِّ والذي يَملأ َالقلبَ طمأنينةٍ .


وهو المبدأالأوحدُ الذي عالجَ مشاكلَ الإنسان ِبوصفهِ إنسانا . والواقعُ خيرُ دليل ٍعلى ذلك . وبتعبيرٍ أدقٍّ , فلن تكونَ نهاية ُالمبدأ الرأسماليِّ والأنظمةِ الوضعيةِ إلاَّ بالإسلام ِالقادم ِبقوةٍ لا محالة َ, تماماً كما قضى من قبلُ على بلادِ فارسَ والروم .

والصحيحُ أن السياسة َالخارجية َللولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ، سياسة ٌرأسماليةٍ استعماريةٍ بَحتة, ليسَ فيها قيمٌ رفيعة ٌ، بل هي قائمة ٌعلى المصالح ِوالمنافع دونَ غيرِها،

وهذا المبدأ ُلا يعرفُ فِعلَ الخيراتِ، ولا يُعِيرُ اهتماماً لإنسانيةِ البشرِ.
فعندما تختفي القيمُ تتحكمُ شريعة ُالغابِ .


هذهِ السياسة ُيُسَيِّرُها الأغنياءُ وأصحابُ المصالح ِالكبرى ، والشركاتُ الإحتكارية ُوأصحابُ رؤوس ِالأموال ِ فـَهُمُ المُتنفذونَ، وهمُ الذينَ يَحصرونَ المرشحينَ للرئاسةِ. وهمُ الذينَ يُنفقونَ الأموالَ الطائلة َعلى الحَمْلاتِ الإنتخابيةِ، وهم أصحابُ اليدِ الطولى في مركزي ِالتشريع ِوالتنفيذِ .

هذه السياسة ُالتي تعتمدُ بشكل ٍأساسيٍّ على القوةِ العسكريةِ المُفرطةِ ، والإقتصادِ الحُر. ولن تكونَ عادلة ًأبدا .

أيُّها الإخوة ُالأكارمُ: بعدَ انتهاءِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ كانت أوروبا مُدَمرة ً، أما الولاياتُ المتحدة ُ فلم تحصل بأرضِـها حربٌ، باستثناءِ حادثةِ (بيرل هاربر) نقولُ بأنهُ لم تحصل عملياتٌ عسكرية ٌعلى الأرض ِالأمريكيةِ.
فخرجت بأقلِّ الخسائرِ نسبة ًلأوروبا، وقامت بمشروع ِ(مارشال) وهو متعلقٌ بإعمارِ أوروبا. وقامت بإنشاءِ هيئةِ الأمم ِعلى أنقاض ِعصبةِ الأمم .

وأما في مجال ِسياسَتِـها الخارجيةِ فإنها تقومُ بتصفيةِ الإستعمارِ القديم ِلِتـَحُلَّ مَحَلـَّهُ. فنادت بأفكارٍ خبيثةٍ انطلت على كثيرٍ من شعوبِ العالم ِ، من مثل ِحقِّ الشعوبِ في تقريرِ المصيرِ، وبالحريةِ والإستقلال ِوتحريرِ المستعمراتِ. ومنذ ُ ذلكَ الوقتِ والإستعمارُ الأوروبيُّ يتراجعُ . لِيَحُلَّ محلـَّهُ الإستعمارُ الأمريكيُّ ، وقد احتدمَ الصراع ُ في الستينياتِ والسبعينياتِ والثمانينياتِ منَ القرن ِالماضي . وفي مطلـَع ِالتسعينياتِ اقتربت أمريكا منَ التفردِ بالسياسةِ العالميةِ بعدَ سقوطِ الإتحادِ السوفييتيِّ .

فقامت أمريكا بسدِّ الفراغ ِالذي اتسعت هُوتـُهُ بانهيارِ الإتحادُ السوفييتيِّ وعمِلت مباشرة ًعلى انفصال ِولاياتِهِ وتفتيتِها. فقويت بعدَ أن ملأتِ الفراغ َالذي شَغرَهُ الروسُ فتعاظمت قوتـُهَا، وتعالت عنجهيتـُها. خصوصاً بعد حروبـِها في الخليج ِ، والحروبِ التي افتعلتها، ولا زالت حتى يومِنا هذا. والحروبُ التي خاضَتها في الخليج ِ وأفغانستانَ خيرُ دليل ٍعلى هذا التفوق .



يتبع الجزء الثاني والأخير بإذن الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







قديم 08-03-2007, 01:40 PM   رقم المشاركة : 2
العروبة
( ود فعّال )
 





العروبة غير متصل


أنا أكره الشعب السخيف الأأمريكي ولغة الأطفال الإنكليزية .. كذا خلقة من الله .


اقتباس
المكتب الاعلامي لحزب التحرير
اذاعة المكتب الاعلامي لحزب التحرير

تحرير وشو يا مرحبا ؟






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



((((
عمرك الحقيقي ما قضيته في طاعة الله ، وماعدا ذلك فندم وحسرة ))))

قديم 08-03-2007, 01:48 PM   رقم المشاركة : 3
المحتار-
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية المحتار-
 






المحتار- غير متصل

لانملك ضد امريكا
الا الكلام في القنوات
الكلام في الاذاعااات
والكتابة في المنتديات
الكلام + الكلام
لعنة الله علي امريكااااا وسياستها







التوقيع :
"لكل بداية نهاية"
قررت إعتزال الكتابه والمشاركة والنقاش
فاعتبروني " مجرد زائر"

قديم 08-03-2007, 02:14 PM   رقم المشاركة : 4
العروبة
( ود فعّال )
 





العروبة غير متصل

اقتباس
لانملك ضد امريكا
الا الكلام في القنوات
الكلام في الاذاعااات
والكتابة في المنتديات
الكلام + الكلام
لعنة الله علي امريكااااا وسياستها

الله يعدم اللغة الإنقليزية .


وقبال ما تصير من الغات الميتى ـ لغة البزران هذي .
والشعب الأمريكي حقيقة شعب سخيف منحط إلا ما ندر

ولا تصدقون اللي يقول إنهم على قدر من الأأخلاق ــــــــ أنا تعاملت مع إمريكان وما شفت فيهم إلا الإنحطاط الأخلاقي والواحد شوي فيهم ويعبد الفلوس بخيلين بشكل ما قد شفت مثلهم ...........


الله يخلي الشعب السعودي الأصيل ,






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



((((
عمرك الحقيقي ما قضيته في طاعة الله ، وماعدا ذلك فندم وحسرة ))))

قديم 09-03-2007, 01:05 AM   رقم المشاركة : 5
ســـــحااب
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية ســـــحااب
 





ســـــحااب غير متصل

سياسة الاستعمار ووجود دولة او دولتين لقيادة العالم مبدأ قديم جدا اما امريكا أو اي دوله تستطيع أن تسخر جهودها وخططها الاستراتيجيه لقيادة العالم حسب مصالحها فهذا امر مشروع بالسياسه الدوليه لجلب النفع لشعبها أما الدول الصغيره فما منعها ان تخطط وأن تبني
وترص صفوف شعبها لتكون من الدول الكبرى فلا لوم لأي دوله اصبحت قوه عظمى بل اللوم للدول الصغرى لماذا رضيت بالدور الضعيف بالسياسه الدوليه 0







قديم 09-03-2007, 04:16 PM   رقم المشاركة : 6
قسام 1
( ود جديد )
 





قسام 1 غير متصل

مرحبا بالجميع ,,,,
الموضوع قيم وفيه معلوات وتحليل جيد عن تاريخ وسياسة امريكا

حيث ان امريكا وبعد الحرب العالمية الثانية لم تستعمر الدول بقوة السلاح فقط
انما استعمارها يبدأ بقوة السياسة والاعلام والاقتصاد ثم بعد ذلك تستخدم السلاح
مثل ما فعلت مع افغانستان والعراق في العهد الحديث

الحقيقة ان امريكا طغت وتجبرت على العالم كله
ونحن يجب علينا ان لا نقف مكتوفي الايدي
بل بيدنا امور كثيرة جدا نستطيع فعلها
منها المقاطعة الاقتصادية

نحن نكره امريكا
هذا شي طبيعي وغير مستغرب
ولكن لماذا لا تقاطع من تكره ؟!







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


معاً لتجديد المقاطعة

قديم 12-03-2007, 11:54 AM   رقم المشاركة : 7
مرحبا بالجميع
Band
 





مرحبا بالجميع غير متصل

سياسة ُ أمريكا الإستعماريةِ

الجزء الثاني والأخير


وَقَدْ استعملتْ أمريكا لِفَرضِ هَيّمَنَتِهَاْ وَقُوَّتِهَاْ ، وَبَسْطِ نُفُوْذِهِاْ وَسَيّطَرَتِهَاْ ، وَلِلحِفَاْظِ عَلَىْ تَفَوقِهَاْ مجموعة ًمنَ السياساتِ من أهمها: حماية ُأمريكا، واستغلالُ العالم ِمن خلال ِ:

أولـُها: استخدامُ هيئةِ الأمم ِفي تصفيةِ الإستعمارِ القديم ِكما أسلفنا. والمقصودُ طبعاً أوروبا، بقصقصةِ أجنِحتِـها، وسحبِ البساطِ من تحتِـها ، وإضعافِـها بأخذِ مستعمراتِـها، بذريعةِ استقلال ِشعوبها، والتحررِ منَ الإستعمار. مَعَ أنها الإستعمارُ بعينهِ! فجاءت إلى العالم ِباستعمارٍ ذو صبغةٍ خاصةٍ ولون ٍجديد. ظاهِرُهُ فيهِ الرحمة ُُ، وباطِنـُهُ من قبلهِ العذاب. فاتخذتِ الإستعمارَ غيرَ المباشرِ منَ الإنقلاباتِ والتخريبِ والتدميرِ، وإيجادِ القلاقل ِوشراءِ الذمم ِتحتَ ذريعةِ المساعداتِ الإنسانيةِ لدعم ِالشعوبِ المضطهدةِ . لتوجدَ مُبرراً يُمكـِّنـُها دخولَ العالم ِبقوةٍ، وخاصة ًإلى بلادِ المسلمينَ لاستعمارِهَا واستغلال ِثرْواتِـها.

وبعدَ أن تمكنت منَ السيطرةِ على أجزاءَ كبيرةٍ من مستعمراتِ أوروبا. بدأت تستعمرُ العالمَ وخاصة ًالإسلاميِّ منهُ بشكل ٍفاضح ٍ. ولم تعُد تـُخفي نواياها الإستعمارية َعلى احدٍ. وخيرُ دليل ٍعلى ذلكَ ما نشاهدُهُ منَ استعمارٍ قديم ٍجديدٍ في العراق ِوأفغانستانَ .


وثانيها: المساعداتُ الإقتصادية ُ، حيثُ أنشأت صندوقَ النقدِ الدوليِّ ، والبنكَ الدوليِّ والتجاريِّ ، وكانت أكبرَ المساهمينَ فيهما، والأكثرَ نفوذاً، لما تتمتعُ بهِ من قوةٍ اقتصاديةٍ .
فأصبحت تـُوجدُ المشاكلَ السياسية َوالاقتصادية َفي الدول ِ، وتـُملي على مجلس ِالأمن ِفيقرَّ. وتوجدَ مبرراً لدخول ِقواتِـها، ومن ثـَمَّ تسيطرُ عليها وعلى مقدراتِـها، فتفقرُها وتجعلـُها في قبضتها.

ثمَّ تـُلوِّحُ بالمساعداتِ الإقتصاديةِ حتى تقبلَ هذهِ الدولُ ، فتأخذ َالمساعداتِ وتقعَ في الشَّـرَكِ . لأنها لا تستطيعُ أن تفيَ بالتزاماتِ هذهِ الديون ِوما يترتبُ عليها من فوائدَ رَبَويةٍ تقصمُ ظهرَهَا. سيَّما وأنَّ هذهِ الديونَ مشروطة ٌ بأمورٍ سياسيةٍ، ومخصوصة ٌلمشاريعَ غيرِ إنتاجيةٍ. لا تساعدُ على تنميةِ البلدِ المقترِض ِلا اقتصادياً ولا عسكرياً. مما يجعلُ للولاياتِ المتحدةِ على هذهِ الدول ِحقَّ التدخل ِفي سياسَاتِـها، إمعاناً في المزيدِ منَ التبعيةِ, حتى صارتِ الولاياتُ المتحدة ُتوجهُ هذهِ الدولَ إلى الزراعةِ أوِ الصناعةِ غيرِ الاستراتيجيةِ، ومثالُ ذلكَ: تحويلِـها السودانَ ومصرَ عن زراعةِ القمح ِإلى زراعةِ محاصيلَ ثانويةٍ، كالقطن ِوالتوتِ الأرضيِّ والمانجا، لترتبط َهاتان ِ الدولتان ِبأمريكا من خلال ِ سلعةٍ رئيسيةٍ وهيَ حبة ُالقمح ِ.

فربطت مصيرَهُما بها، ووضعت قبضتـَهَا بأعناقِـهم، وصارت تهددُ هذهِ الدولَ بمحاربتـِها حتى في لقمةِ عيشها .

وثالِثها: المشاريعُ الإنتاجية ُ( الشركاتُ الإنتاجية ُ) تدخلُ هذهِ الشركاتُ العالمَ الثالثَ بحجةِ الإنتاج ِالاقتصاديِّ ، كشركاتِ الفوسفاتِ والبترول ِوغيرِها. وواقعُ الحال ِفي هذهِ الشركاتِ أنها شركاتٌ استعمارية ٌ بمعنى الكلمةِ . فهيَ تقومُ على نهبِ خيراتِ البلدِ من جهةٍ. وعلى عدم ِتوعيةِ مواطني البلدِ على كيفيةِ الإنتاج ِأوِ التصنيع ِمن جهةٍ أخرى . فاحتكارُ الدول ِالاستعماريةِ للإنتاج ِوقِطع ِالغيارِ ونسبةِ الأرباح ِالمرتفعةِ، أو الشراكةِ غيرِ العادلةِ في الثرْواتِ. كلـُّهَا تصبُّ في مصلحةِ هذهِ الشركاتِ وأصحابـِها ودولِـها. ولا تستفيدُ الشعوبُ من كافةِ المشاريع ِ الإنتاجيةِ إلاَّ الراتبَ الوظيفيَّ ألمُقلَّ أو الفـُتات. ومن خلال ِهذهِ الشركاتِ والمشاريع ِالإنتاجيةِ رُبـِطت الدولُ النامية ُبالدول ِالصناعيةِ، وخاصة ً( أمريكا) ربطاً مُحْـكماً لا انفكاكَ منه. ناهيكَ عن ِالشركاتِ أوِ المشاريع ِ التي دخلتِ العالمَ الثالثَ وخاصة ًالعالمَ الإسلاميَّ بلـَبُوس ِالعمل ِالخيريِّ، وهيَ في حقيقتها موجهة ٌوجهة ًاستعمارية.ً وقد استـُغلت هذهِ المشاريعُ بمجموعِها، لصالح ِالدول ِالاستعماريةِ، بحيثُ يَصعبُ التخلـُّصُ من تبعاتِ هذا الإرتباطِ المُؤلم ِلشعوبِ وخيراتِ الأمةِ الإسلاميةِ .

ورابعها:المساعداتُ العسكرية ُ: فقد قامت بكثيرٍ منَ الحيل ِ، وساعَدَها على ذلكَ تفوُقـُها العسكريُّ ، وتقدُّمُها التكنولوجيُّ، وإنفاقـُها الهائلُ وغيرُ المحدودِ على الميزانيةِ العسكريةِ، حيثُ بلغت عامَ الفين ِ للميلادِ (288.8) مليار دولار وبلغت عام الفين وواحد (305) مليار دولار, وبلغت عام الفين واثنين(343,2) مليار دولار, وبلغت عام الفين وثلاثه (396,1) مليار دولار , وبلغت عام الفين وأربعة (399,1) مليار دولار هذا , وبلغت في هذا العام (420,7) مليار دولار، وقد لاحظنا من خلال ِهذا العرض ِلميزانيةِ أمريكا العسكريةِ إضطراباً متسارعاً , إن لم نقل مبالغاً فيهِ , بالنظرِ إلى ما أنفقتهُ دولُ أوروبا مجتمعة ًفقد كانَ مجموع ُالإنفاق ِ الأوروبيِّ كلـِّه أقلَّ من تسعينَ ملياراً.

ومما ساعدَ على نموِّ اقتصادِها أمرَكة ُالأسلحةِ في الدول ِبطرق ٍوأساليبَ شتى ، كأن تزودَ بعضَ الدول ِبالسلاح ِ الأمريكيِّ لكي تشتريَ دولٌ أخرى عدوة ٌلهذهِ الدول ِسلاحاً أمريكياً يُكافؤُ خصمَها. والسلاحُ الأمريكيُّ يُرسلُ مَعَهُ الخبراءُ أو يُستقدمَ ضباط ٌمنَ الدول ٍالمستهلكةِ للسلاح ِفتعقدَ لهم دوراتٌ في الولاياتِ المتحدةِ . كما هو حاصلٌ مع مصرَ وغيرِها من دول العالم ِالثالث. وهذا أسلوبٌ خبيثٌ مَقيتٌ يمكـِّنـُها منَ استمالتهم لقلبِ الأنظمةِ السياسيةِ، وإيجادِ أنظمةٍ عسكريةٍ في الدول ِالمُستعمَرَةِ من أوروبا .

وهذا ما حصلَ بأمريكا الجنوبيةِ أولاً، ثمَّ استخدمت هذا الأسلوبَ بإفريقيا وآسيا والشرقـَين ِالأوسطِ والأقصى . على غرارِ الإنقلاباتِ التي حصلت في مصرَ وسوريا والعراق .



وأما خامِسُهَا: فقد اتخذت أسلوباً آخرَ لصالح ِسياستِـها، ألا وهوَ ( التضليلُ الفكريُّ والسياسيُّ ) .

وهذا التضليلُ من أخطرِ ما ينزلُ بالمجتمعاتِ عامة ً، وبالمسلمينَ خاصة.ً لأنهُ يحوِّلـُهَا إلى بوق ٍينادي بأفكارِ كفرٍ، ويدعوا لثقافِةِ المستعمرِ من حيثُ يدري أو لا يدري .

فيفقدُ ثوبَهُ الإسلاميُّ، وفكرَهُ المتميزَ. وقد اصطبغَ بحضارةٍ غيرِ حضارتِهِ، فتمترسَ الكافرُ خلفَ هذا المضبوع ِ بثقافتِهِ وقد دافعَ عن عقيدةِ الكفرِ بكلِّ ما أوتي من قوةٍ. فصارَ لسانَ حالِهِ ومقالِهِ وطوع َ بنانِهِ .

وحقيقة ًفقد كانَ هذا الغزوُ الثقافيُّ والفكريُّ ولا يزالُ أشدَّ ضراوة ًمن الغزوِ العسكريِّ والتبعيةِ الاقتصاديةِ . هذا التضليلُ وقعَ على المسلمينَ جرَّاءَ الدعاياتِ المضلـِّلَةِ من قِـبل ِالحكام ِ وأذنابـِهم من علماءَ ومفكرينَ وجماعاتٍ وأحزابٍ وحركاتٍ، زيـَّنوا للأمةِ الباطلَ والمنكرَ وألبَسُوهُ ثوبَ الحقِّ والإسلام ِزوراً وبهتانا.

فجعلوا من قوانين ِوأنظمةِ الرأسماليةِ حضارة ًجديدة ًيَنشدونَها، ويُغذونَ بها أذهانَ المسلمينَ، وعقولَ أبناءِ الأمةِ, بل نسبوها للإسلام ِ، وهو منها براء.

حتى انطلى الأمرُ على كثيرٍ من أبناءِ المسلمينَ، وقد تصدرَ المناداة َبها علماءٌ مُعَمَّمُونَ ، حتى نادى بعضٌ من أبناءِ المسلمينَ بالاشتراكيةِ والديمقراطيةِ والعولمةِ، وفصل ِالدين ِعن الدولةِ، وحقِّ الشعبِ في التشريع ِ، والحرياتِ وحقوق ِالمرأةِ، والاستقلال ِ، والوسطيةِ، واحترام ِعقيدةِ الكفرٍ بأنواعها والإحتكام ِلأنظمتهِ .

أيُّهاالإخوة ُالعقلاء : إن التضليلَ السياسيَّ سمة ٌمن سماتِ الصراعاتِ بينَ الشعوبِ والدول ِ، ويكونُ بينَ الأفرادِ أيضاً، ولكنَّ الغريبَ في الأمرِ, أن ينطليَ هذا الأمرُ على أمَّةِ الإسلام ِحاملةِ لواءِ التوحيدِ، والمبدأ ِالصحيح ِ الوحيدِ . ولستُ أرضى للمسلم ِوقد أكرمَهُ اللهُ وجَعَـلهُ أعزَّ خلق ِاللهِ ممن خلقَ أن يكونَ إمَّعَة ً، فيُحسنُ إن أحسنَ الناسُ ويُسيءُ إن أساؤوا.

فالمسلمُ أعظمُ من ذلكَ وأرفعُ قدرا. وصدقَ رسولُ اللهِ J إذ يقولُ : ( المُسلمُ كـَيِّسٌ فطنٌ ) ويقولُ أيضاً: ( لا يُلدغ ُ المؤمنُ من جحرٍ واحدٍ مرتين ) وقد تكررتِ الوعودُ والخداعاتِ والألهياتِ , مراتٍ ومراتٍ، بنفس ِالوتيرةِ ومن نفس ِ الهيئاتِ. فلم نتعظ َولم نعتبر.

ومن التضليل ِالسياسيِّ اللافتِ للنظرِ، وإن أضحى تاريخاً، ما كانَ منذ ُ قرن ٍمنَ الزمان ِ، يومَ حاولتِ الدولُ العربية ُربط َمصالِحِـها بفرنسا وبريطانيا، مُأمِّلة ًمنهما خيراً، بوصفهما صديقتين ِفخانتا. وصدقَ J إذ يحذرُنا منهم فيقول:( مِلة ُالكفرِ واحدة ٌ )

واليومَ جاءتنا أمريكا وهيَ ترفعُ الشعار نفسَهُ، وتلبسُ ثوبَ البراءةِ ، وبالأطروحات نفسِها, ولنفس ِالغاياتِ فما اعتبرنا، ولا أدركنا بأنَّ العدوَّ واحدٌ , مهما تشكـَّلَ أو تلونَ، ونسينا قولَ الرسول ِالأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:( الكيِّسُ من اتعظ َ بغيرهِ ) فقد سبقَ الأجدادُ واستعانوا ببريطانيا ضدَّ دولةِ الخلافةِ حتى قضوْا عليها بالأمس ِالبعيدِ .

وبالأمس ِالقريبِ استعانَ حكامُ الضرارِ بأمريكا لتحريرِ العراق ِمن جبروتِ صدامَ واستبدادِهِ ولإعطاءِ العراق ِ حريتهُ، وكأنَّ مباركَ وآلَ سعودٍ وقذافي ....... وسائرَ رويبضاتِ السُّوءِ عدولٌ وغيرُ مُستبدينَ . مَعَ أن حاكمَ سوريا الأسبق ِقامَ بما قامَ بهِ حاكمُ العراق ِمن ذبح ٍ وتقتيل ٍيومَ استأسدَ على أهلنا في حماه، فأبادَ مخيماتٍ بأكملِـها.تماماً كما فعلَ حسين الأردنِّ بأيلولَ الأسودَ, ويفعلُ الآنَ طاغية ُأوزباكستانَ ما هو أعظمُ جرماً، وأشدُّ نـُكراً. وما يجري اليومَ أيضاً بتركيا والسودان ِوأريتيريا والجزائرِ وأفغانستانَ وفلسطينَ ليسَ عنا ببعيد .

أيُّها الإخوة ُالعقلاءُ : يقولُ الحقُّ تباركَ وتعالى في كتابهِ المُبين:( وإذا أردنا أن نـُهلكَ قرية ًأمرنا مُترفيها ففسقوا فيها، فحقَّ عليها القولُ فدمَّرناها تدميرا{16} ) الإسراء

وخلاصة ُالقول ِ: فإن أمريكا ليست قدراً محتوماً علينا لا يمكنُ ردُّهُ، ولا هي ماردٌ لا يُطال, كما يَزعُمُ القـُوَّال , بل هي أدنى من ذلكَ وأوضع . فإن غطرستـَها وفسادَهَا سيكونان ِوبالاً عليها، فقد تعاظمَ بحقـِّها العداءُ، وكثرَ بساحِها الأعداءُ.

وإن ما تفعلـْهُ اليومَ من جرائمَ ومجازرَ بحقِّ الأمم ِ والشعوبِ، سَيُعجِّلُ وتيرة َزوالِـها، ويُسرِّع ُ قـُربَ نهايتها التي أضحت أقربَ من ردِّ الطرفِ إلى العين ِ. تلكَ النهاية ُالتي أوشكت على الأ ُفول ِشمسُهَا.

واللهَ أسألُ أن يكونَ ذالكَ اليومُ قريباً. تماماً كما بيَّنَ اللهُ في كتابهِ حيثُ قال:( ألم ترَ كيفَ فعلَ ربكَ بعادٍ{6} إرَمَ ذاتِ العمادِ{7}التي لم يخلق مثلها في البلاد{8} وثمودَ الذينَ جابوا الصخرَ بالوادِ{9}وفرعونَ ذي الأوتادِ{10}الذينَ طغوْا في البلادِ{11} فأكثروا فيها الفسادَ{12} فصبَّ عليهم ربكَ سوط َعذاب{13} إن ربكَ لبالمرصادِ{14} ) الفجر .

وإن غدأ لناظره قريب

ــــــــــــــــــــــــــ
تمَّ بحمد الله وفضله







قديم 12-03-2007, 02:57 PM   رقم المشاركة : 8
العالم_المجنون
( وِد لامِـــع )
 
الصورة الرمزية العالم_المجنون
 






العالم_المجنون غير متصل

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرحبا بالجميع
[



وحقيقة ًفقد كانَ هذا الغزوُ الثقافيُّ والفكريُّ ولا يزالُ أشدَّ ضراوة ًمن الغزوِ العسكريِّ والتبعيةِ الاقتصاديةِ . هذا التضليلُ وقعَ على المسلمينَ جرَّاءَ الدعاياتِ المضلـِّلَةِ من قِـبل ِالحكام ِ وأذنابـِهم من علماءَ ومفكرينَ وجماعاتٍ وأحزابٍ وحركاتٍ، زيـَّنوا للأمةِ الباطلَ والمنكرَ وألبَسُوهُ ثوبَ الحقِّ والإسلام ِزوراً وبهتانا.



ــــــــــــــــــــــــــ
تمَّ بحمد الله وفضله

هذا هو سلاحهم الجديد والخطير فهوينطوي على اشياء اكبر من الغزوالعسكري لأنه الوسيله الاسهل للوصول الى الشعوب وهذا مايجري الان..!
جزاك الله خيراً وجعله في موازين حسناتك






التوقيع :
قال جل وعلا...

أيحسب الأنسان أن يٌترك سدى.

قديم 16-03-2007, 09:12 AM   رقم المشاركة : 9
المازنِي
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية المازنِي
 





المازنِي غير متصل

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟







التوقيع :

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:02 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية