كَلامك صَحِيح يَا أستَاذَه .. إنَّ معظَم الأزواج أو الرِّجَال يُرِيد وَيُرِيد ..
دُونَ الإحسَاس بِمَشَاعِر الزِّيجَة أو مَاتَقُوم بهِ من أعمَال شَاقَّة بِالمَنزِل ..
وَإعدَاد وَتَجهِيز وَجبَة ( الإفطَار ) وكَذَلك ( السّحُور ) ..
وَاضِح من كَلامكِ أنَّكِ تُعَانِين من هَذَا الأمر أستَاذَه ( صَمْت ) ومعكِ الحَق
وإن لم تكُونِي كَذَلك ..
فدِفَاعُكِ المُستَمِيت عَن بَنَات جُنسك .. أنَّمَا هُو دَلِيْل وَعيُك وَغِيرَتُكِ عَلَيهُن ..
وَالحَدِيثُ بِإسمهُن نِيَابَة ًعَنهُن حَتَّى ومن دُون وِكَالَة شَرعِيَّة تُخَوِّلكِ لِذَلك ..
نَحنُ لانَنكُر كَرِجَال إنَّنَا قَاسُون أحيَانَاً .. خَاصَّة المُتَزَمّتِيْن مِنَّا!!
خَاصَّة أؤلئِكِ الَّذِينَ لاهَم لَهُم سِوَى مَلء ( كرُوشهُم ) كَمَا قِد ذَكَرتِ بِعَالِيْهِ ..
ومن هُنَا أرَى إن وجُود ( الخَادِمَة ) ..
أضحَى أمراً ضرُورِيَّاً .. لِمُسَاعَدَة رَبَّة المَنزِل .. وَمَد يَد العَون لَهَا لاسِيمَا ..
فِي ظِل وجُود أطفَال رُضَّع بِحَاجَة لِعِنَايَة وَإلتِفَاتَة مُشَدَّدَة ..
وإن لَم تَسمَح الظرُوف بِإحََضَار خَادِمَة .. فَوَجَب من الزَّوج أن يَرضَى بِالقَلِيْل
وألاّ يسرف أكثَر من اللازِم فِي مَآدِب الفطُور وَأطبَاقه الرَّئِيسِيَّة تَقدِيراً مِنْه ..
وَمُرَاعَاة ًلِزِيجَته .. وَوقُوفهَا فِي المَطبَخ لِسَاعَات وَسَاعَات طَوِيلَة لَيسَ لَهَا ..
من حَصْر أونِهَايَة؟!
مُشكلَتنَا وَبِفِعل ( الصِّيَام ) وَالجُوع الَّذِي نَشعُر بِهِ .. وَالعَطَش الَّذِي يُكَادُ يَذبَحنَا
وَفِي ظِل أجوَاء حَارَّة لاتَرحَم..مُشكلَتنَا إنَّنَا نُرِيد أن تَكُون السُّفرَة مُمْتَلِِئَة بِالكَامِل
أكثَر مِمَا نَحتَاجه من طِعَام وَحِينَمَا نُفطِر نَكتَفِي بِحَبَّتَين من (سَمبُوسِك) الجُبنَة
وَأخرَى من سَمبُوسك اللحمَة .. بِالإظَافَة إلَى فِخذ دَجَاجَة وَنَتَرَجَّل من أمَاكِنُنَا ..
تَاركِين السُّفرَى بِمَا فِيْهَا من خَيرَات لِبَرَامِيْل القُمَامَة أعَزّكِ المَولَى ..
وَلِجِيرَانُنَا من ( القِطَط ) السَّائِبَة الَّتِي لَيْسَ لَهَا مَأوَى!!
وَالدَّلِيل أنًَّكِ لونَظَرتِ لِهَذِهِ ( القِطَط ) قُبَيل ( رَمَضَان ) ..
لَوجدتِيهَا ضَعِيفَة هَزِيلَة نَاحِلَة الجَسَد غَير قَادِرَة عَلَى السَّير وَالتَّنَقُّل من مَكَان
لآخَر؟!
بَينَمَا لَو نَظَرتِ إلَيْهَا بعد رَمَضَان .. لَوَجدتِيهَا مُمْتَلِئَة وذَات خَدَّين حَمرَاوَين ..
بِفِعل الخَير وَالنِّعمَة الَّتِي هِيَ عَلَيهِ .. ولا أبالِغ إن قُلت أنه سَوفَ يُخَيِّل لَكِ ..
حِينَ مُشَاهدَتهَا .. إنَّكِ أمَام ( أسـَـد ) .. وَلَيسَ قِطَّة سَائِبَة ألَيسَ هَذَا تَبذِيراً؟!
أعُود مَرَّة أخرَى إلَى حَيثُ مَابَدَأت ..
أنَا وَأعُوذُ من الأنَا .. أرَى بَعض العَوَائِل من غَر الخلِيجِيِّن يَكتفُون بِإفطَارهُم
عَلَى طَبَق عِبَارَة عَن مَرَق اللحَم أو الدِّجَاج وَالخِضَار ورغِيفَين من الخُبز فَقَط
الحَمدلله وَجبَة دَسمَة لَذِيذَة وتُشبِع البطُون وَتُخرِس العيُون ألَيسَ هَذَا رَائِعَاً؟!
وهُنَا وكَمَا ذَكَرتِ ..
يَكُون لَدَى الزِّيجَة وَقت كَاف ِ للإذكَار وَالتَّهَجُّد .. وَقِيَام الليْل وَقِرَاءَة مَاتَيَسَّرَ ..
من كِتَاب الله عَزَّ وَجَل .. ودعِينِي أحدثكِ بِصَراحَة مُتَنَاهِيَة .. نَحْنُ وَالعِيَاذُ بِالله
نُحِب الفَشخَرَة وَالتَّبَاهِي فِي المآدِب الرَّمَضَانَِيَّة .. يعنِي الوَاحِد مِنَّا لايَرتَـاح ..
ألاّ حِينَمَا يُملِيء المَائِدَة بِطِعَام يَكفِي لأهل الحَيّ بأكمَله ..
بِينَمَا عَدَد الضّيُوف وَالمَعَازِيْم .. لايَتَجَاوَز عَدَد أصَابِع اليَد الوَاحِدَة كُل ذَلك ..
من أجل أن يُقَال والله فُلان مَاقصَّر كُل ذَلك من أجل أن يَتِمّ الحَدِيثُ عَن مَائِدَته
إلَى مَابعدَ رَمَضَان وكُل ذَلك من أجل أن يُضرَب المَثَل فِي مَائِدَته بَل وَكُل ذَلك
من أجل أن يَحضَى بِسِمَة الرَّجل ( السَّخِي ) وَالكَرَم الفَيَّاض ..
نَعَم كُل ذَلك من أجل أن يُقَال إن زِيجَته ( فَنَّانَة ) وذَات آيَادٍ نَظِيفَة وذَوق رَفِيع
وَالمُستَفِيد الأوَّل من كُل ذَلك .. هَم ( قِطَط ) الحَيّ كَمَا رَمَيْتُ؟!
صدقِينِي أخت ( صَمْت ) والله والله والله .. لَدَينَا ( قِط ) فِي الحَارَة صَار رَأسه
كَأنه تلفزيُون من كِثر الخَيرَات وَالأطعِمَة الفَائِضَة عَن الحَاجَة .. وَحِينَمَا أرَاه
أشعُر حَقِيقَة أنه يُخَاطِبنِي قَائِلاً .. كَفَانِي طَعَام فَمَاعَادَت مِعدَتِي تَحتَمِلُ المَزِيد
وَلَن استَغرِب .. إذَا مَا أصِيبَ بضَـغط الدَّم المُرتَفِع وَالكلسترُول بفِعل إفرَاطه ..
فِي الأكل المُشَبَّع بِالدّهٌون .. وعَدَم مُمَارسَته للرِّيَاضَة وسَامحُونَا؟!
/
/
إنتـَـــر
العرض العادي
