(1)
أفكار تجولــ بباطنِ عقلي .. كُل اعتناقِ للصباح
ما الذي أنتظره بعدْ …؟
موجة تفكير تقذني إلى حفنة من عذاب
لا أملك صكاً … للجراءة الكاملة والقسوة العارمة
لأُصدر الحُكمَ ……. علي بالفناء
.
امتلأت ساحتي … بكومة من الحبر
شيء أكتُبه هنا .. /
شيء أُخبئه بين ملامحي ../
شيء أرسمه فوق سطح الماء .. /
/..و كثيراً منها ……. في سلةِ المُهملات .. /
.
.
.
.
(2)
أصبحت .. أخجلــُ من طرف وجهي عندما يُبْسِمُ لعجوز البريد
كلما لمحت شيب رأسه .. يُخيلُ لي ظهر ورقة فارغة الحِواء
لم امللْ من طول تِكْرار السؤال .. و لنْ أسأم من قُبح الإجابة
.
.
(3)
أعتدت كل يومِ .. لمنظر تبسُمِه
و كأنه .. شمسُ الِفتُ لمطلعها كل حين
.
(4)
خبئتُ كل حقائب ألمي .. بكلتا يدي
دسستُ سمها خلف ظهري .. لئلا تراني أعين الجدار
أقبلتُ لذاك الوجه ... كُدت أجزم للساعة التي قبل أن أُحادثه
أنه وجه ..شرِ و بلاء علي .. وعلى عشقي
فمنذ أن وجد على خارطتي .. لم أنعم بدفء شمسي
.
.
مسكين لا ذنب له ...
لكنه كان …. يُخيلُ لي ذلك
.
.
.
(5)
قبل أن أقترب .. دس لي بين تجاعيد وجهة ابتسامة
ممزوجة .. بخيبة أملِ ..
و كأنْ بين شفتيه حديثاً أمقُته ..
أحسستُ بسويداء عينيه .. تقولــ لي ..
" ليس من بينها .. لكِ شيء "
آهــ … أكرة حواسي الزائدة
قاربتْ خُطاي حيثُ عربة نقلِ الوصايا ..
تفوه الساعي :
أوما زلتي يقظة أيتها الحالمة ...؟؟
ربما هنالك من أمراً يُشغل ذهنك ...
دعيكِ .. من توسلات القمر لليل حالك السواد
لا تُثقلي قلبكِ الصغير بعبء .. تنفرُ من ثقله الجبال الراسيات
لن .. يسمعكِ
و إن سمع .. لن يُجيب لكِ
.
.
.
(6)
اوووووه ...... كم قلت أن وجه هذا العجوز بلاء .....
قاطعته .... لم أتيك يا سيد الوصايا لكي أسألك منه جواباً
أو أرجوك عنهُ عِلماً …
كلا ....
ما وددت بعد كلِ ذا من حُطام
آهــ …كم أُريد أن أنام بسلام
لكنني .. أردت أن أوصلك .. رسالة عاجلة
أتمنى أن توفيها قبل غروب اليوم ..
كي لا تواتيني نوبة جُبنِ … كعادتي
و أتراجعُ عن ما خطته يدايْ
إنني أشعرُ باستسلام ..
بانفصام لمشاعري
و خيبةَ في أيامي القادمات ..
تبسم العجوز … و كأن حديثي .. راق لمسمعه
لا بأس .. يا أميرة الصباح
لتنم عينيكِ قريرة .. الأمان
سأُسلمها .. بكل اطمئنان
همْ السيد العجوز بالرواح ...
.
(7)
أحسستُ برغبة عارمة لمشاركة أحدِ ما ..
في تناولــ كوباً ساخناً من القهوة السوداء …..
منذُ ليلتي الأخيرة لم أشارك أحداً .. الشراب و الطعام
لحقتْ خطوات ..... السيد
ندهت له …..
سيدي .... ما رأيك بكوب ساخن في مثل هذا البرد ..؟
تمتم ... أودُ ولكنـْـ ...
كما ترين العدد كثير ... والوقتُ ضيق
لا بأس ... أتركية لي
سأشربه ..... يوما ربما ...
رددتُ : .... ماذا ….!!
أنت تُشبه ……
ربما ….
قال …. ربما
سُحقاً لكما ….
أغبياء ربما ..
.
.
(8)
"
ليتني أعلم أي قَدرِ تُخبئه لي أيامك القادمة ..
لا أريد منك .. أي اعتذار
أو تنهيده عشق أو هيام
غيابك … كفيلُ بكل الكلام
آهـِ منك يا سيد قلبي …
أما آن لذاك القلب منك أن يُشفى
.
.
.
رأيتك في كل شيء .. في الصحو والمنام
في الصبح و الظلام ..
كنت لي كُلَ حيْ .. كنت لي فجرِ
وزهرِ .. وعطر ابتسام
أحببتك .. / فقدتك .. / اشتقتك ../
حتى مِتُك / .. و مللتُك حدْ الفطام
فقد أصبحتُ … أُبصرك
خيالاً .. من هدهدات النسيان
هيكلاً من حُطام رُكام إنسان
.
.
أما قد آن لي بَعْدُ …؟
أنْ أُبصرْ الأكوان ……؟؟؟؟
.
.
.
.
تعِبتُ .. وليس لي حاجة بالعشق
وداعاً .. لا يعقُبه لقـــاء
.
.
.
أحلامك
.
(9)
لم تكنْ كلماتي تلك .. إلا تنهيدة من حُمى الفراق
سكبتها .. فوق ورقِ ناصع البياض
.
.
.
لأعــلن موتك ..
و موت قلبي في آن واحد
فليس لي .. راحة بعدك للبقاء
.
.
.
.
هَلُم لساحةِ القصاص
هنيئاً للموت
.
(10)
جُرحُ / ألـمُ / دمُ / خيبة أملِ
برزخُ الحياةِ .. لما بعد محنة الموت
.
م ن ق و ل
العرض العادي
