(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
نعم فالمنزل هو الخطوة الأولى في عملية التلقي التربوي قبل المدرسة والجامعة والمسجد ..وبذلك يكون مكملاً لدور العلم .. وذا تأثير كبير ومباشر على مدى تجارب الطالب لمناهج التربية وبرامج الانتماء الأسري ثم الأنتماء الوطني .
وإذا لم يحسن المنزل دوره فإن المجهود يظل ناقصاً مهما تعاظم ..
والفعالية تظل قاصرة مهما ارتفعت .
والمنزل والأسرة تعنيان الخلية الأولى في المجتمع.. وانهيار أو تفكك
تلك الخلية يعني بداية انهيار أو تفكك المجتمع ككل.
فالأسرة هي الحاضنة الأساسية التي ينضج فيها تفكير وشخصية الفرد
و إذا لم تكن تلك الحاضنة مجهزة التجهيز السليم فإن النتاج سوف ينعكس لذلك .
ولأن الفرد يشكل اللبنة الأولى في البناء الحضاري للأمة ، تلك اللبنة
التي يجب أن تكون صلبة قوية وغير هشة ولا ضعيفة حتى لاتنخر البناء
عادات تقليدية عقيمة.. ومعتقدات اجتماعية معوجة وغير مستقيمة وحتى نضمن للبناء ـ بإمر الله ـ عمراً أطول وشموخ أكبر .
وإذا كانت الأفكار هي التي تشكل شخصية الأنسان وتحدد مساره
وسلوكه.. وديناميكية الأفكار هي النبع المتصل لديناميكية النظم الحاكمة للحضارة..فإن التركيز على تطوير الأفكار بتطور الزمن يصبح المنطلق الأساسي لأي تغير حضاري ضمن إيطار عقيدته وقيمة .
والفكر وتطوره في ضمير وعقل الأنسان يتشكل في إطار محيطين أو دائرتين هما:
اولاً : دائرة الأسرة ,وهي الدائرة الصغرى وبها المركز.
ثانياً : دائرة المجتمع وهي الدائرة الأوسع شمولاً..والأكبر مساحة
وفيها كل مايصبه المجتمع في وعاء أفراده من تعليم وتدريب وقيم ومبادئ وعادات وتقاليد وممارسات .
والأسرة تحدد المسار الأولي للإنسان بما تعطية من إمكانات مادية وقيم معنوية .
اما مسؤولية تحديد المسار النهائي له تقع على عاتق الفرد نفسه الذي لايمكن فصله عن محيطه الأسري ومحيط مجتمعه الذي يعيش فيه
وهو يتحدد مع ظروف محيط الدائرة الأشمل والأكبر وهي (المجتمع )
إلا أنهذا التأثير يجب أن يكون قادراً على تطوير القدرات بإيجابية والأبتعاد
عن السلبية التي تحذف إرادة الفرد وتدخله في قالب جاهز الصنع من العادات والتقاليد التي لم يأتي بها قرآن ولم ترد في الأثر.
أن العقيدة الأسلامية الموحية للمجتمع التي يلتزم بها أفراده تحث على تعزيز مفاهيم أسرية واجتماعية صالحة للتعامل الإنساني .. وتحدد إيطار هذا التعامل بين مكونات الخلية الأولى من أب وأم وأبناء وأقارب وذوي رحم ..ثم تتسع الدائرة لتشمل الجار ومن يليه حتى كل فرد في المجتمع المسلم , من هذه المفاهيم واضحة المعالم ((بر الولدين ))
وهو مفهوم مهم وجدير بأن نفرد له موضوعأً خاصاً.
منقول من ( كتاب ثقب في جدار التخلف ) د.محمود محمد سفر
ـــــــــــــــــــــــــــ
((اللهم اجعل لي من همي فرجا ومن ضيقي مخرجا وارزقني من حيث لاأحتسب))
العرض الشجري
