العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-2008, 03:04 AM   رقم المشاركة : 1
صريع الغواني
( ود جديد )
 





صريع الغواني غير متصل

لماذا أطلق عمر بن أبي ربيعة.. ضحكة صاخبة خليعة؟

بقلم الأديب: حسن توفيق

بعد الليلة التي قضاها مسيو عمر.. بين الغناء والرقص والسمر.. التفت نحو الفتيات، قائلا لهن مِرْسيه.. .. وخرج من الليدو في الشانزليزيه.. حيث تحرك بكل ثقة واطمئنان.. نحو المكان الذي ربط فيه الحصان.. لكنه لم يعثر له على أي أثر.. فنصحه المجنون أن يبلغ الشرطة بالخبر.. لكن مسيو عمر خاف من الفضيحة.. فرفض النصيحة.. وقال: لابد أن أفرادا من عصابة المافيا.. قد جاءوا إلى هنا من إيطاليا.. ليخطفوا حصاني العربي الأصيل.. ويتركوني حائرا بغير دليل.. وربما طالبوني بفدية مستحيلة.. بحكم طباعهم الرذيلة.. وأنا الآن أريد النوم في مخدعي.. خصوصا بعد أن أنفقت أغلب ما معي!

بدا مسيو عمر كالأسد الجريح.. فأركبه المجنون مع صديقيه في بساط الريح.. وارتفع البساط فوق البحر الأبيض.. وكان الموج أشبه بحصان لم يروض.. فتذكر عمر ما جرى لحصانه.. وجز قليلا على أسنانه.. وبعد وقت قصير.. قال المجنون بصوت كسير.. إننا نوشك أن نعبر فوق البحر الأحمر.. فعاد لمسيو عمر بعض الاطمئنان.. وقال للمجنون: اهبط بنا قرب بيتي الذي كان.. أيام زمان.. وإن كنت أعرف أنه أصبح طللا من الأطلال.. اهبط يا مجنون فلم يعد عندي ما يقال.

هبط المجنون ببساط الريح.. وقرر أن يذهب ليستريح.. أما مسيو عمر وصديقاه فقد تمشوا فوق الأرض العربية.. لكنهم لم يسعدوا بمشية هنية.. إذ انطلقت من حولهم الأعاصير.. فتوقفوا قليلا عن المسير.. حيث استمعوا لحكاية غريبة.. نسى بعدها مسيو عمر ما جرى له من مصيبة.

شاهد عمر وصديقاه أحد الرجال.. وهو يحاول أن يعدل الغترة والعقال.. ويقول لنفسه بضيق وهم.. ماذا جرى لي اليوم؟.. حتى «البنشرجي» لم يعد بي يهتم.. إن «التاير بنشر».. في هذا الجو الأغبر.. وأخذ الرجل البدين الحزين.. يفصح عن حكايته ويبين:

بنشرَ التايرُ.. والشارع أغبَرْ

إن حظي اليوم بالوحل تدثََّرْ

قطة البيت استطابت أن تُنَوْنِوْ

فتيقظتُ.. وما كنتُ مخيَّرْ

قمتُ من نومي بغيظ يتمادى

وإلى شُغلي تأهبتُ.. مُكَدَّرْ

وتركت البنز.. خليه يولَّي

ضقتُ بالبنز فغادرتُ بجكْوَرْ

في فريج الربع لاحتْ بسمةُ لي

فتمايلتُ - بزهوٍ - أتعطَّرْ وبدا الجو جميلا.. وعيوني

تشربُ البسمةَ من وجهٍ منوَّرْ

فجأة طاح عقالي في اضطرابٍ

ورأيت الجو حولي قد تعكَّرْ

فترجلتُ من الجَكْوَرِ فوراً

وإذا بي أجدُ التايرَ بَنْشَرْ

وإذا باستبنِ بنزٍ يتراءى

ساخراً مني.. ومن حظ تعثَّرْ

رحتُ ملهوفاً لبنشرجي فريجي

قال لي: الحين أنا فيه يِسَكَّرْ!

.. تنهد عمر وهو يردد ما يقوله المصريون.. مِنْ شاف بلوة غيره.. هانت عليه بلوته.. .. وضحك وهو يقول: الحصان لا يحتاج إلا لماء وشعير.. أما هذه المركبات التي تسير.. فإنها تحتاج لبنزين.. خصوصا إذا كان راكبها من الحجم المتين.. كما أنها تحتاج لبنشرجي غير كسول.. يظل يعمل.. دون أن يقول: الحين أنا فيه يِسَكَّرْ.. .. هل جاء إلى هنا ليعمل أم لكي يسخر! أطلق عمر ضحكة صاخبة خليعة.. وقال لصديقيه: هل تذكران كازينو بديعة؟.. وقتها كان المصريون قد بدأوا يستوردون السيارات.. من نوع فورد و باكار بالذات.. وهكذا أصبحوا ينظرون إلى الحمار.. نظرة إشفاق أو احتقار.. رغم أنه كان يتحمل منهم الكثير.. عندما ينطلق بهم أثناء المسير.. ولم يكن يطالبهم إلا بالبرسيم.. وقطرات ماء توضع في جردل قديم! من جديد.. ضحك عمر بن أبي ربيعة.. وقال إنه سمع في كازينو بديعة.. أغنية من أغنيات سيد درويش.. وفيها هجاء للسيارات.. مع إعطاء الحمار كثيرا من الامتيازات.

هل تتذكر هذه الأغنية.. يا عمر؟

> نعم.. يا رفيق ليالي السهر؟!

هذا صوت سيد درويش.. وهو يعدد مزايا الحمار.. وفضله على الناس أيام زمان:

بنزينه شعير

رَبَّاني مُشْ شِلّْ

جنبكو يا حمير

الأوتو يِنْذَلّْ

هاتوا فورد ..

هاتوا باكار

ها يلاقوا فين

زيَّكْ يا حمار!

...................................

أخوكم : صريع الغواني







قديم 22-08-2008, 06:13 AM   رقم المشاركة : 2
ابوخلودي
Band
 
الصورة الرمزية ابوخلودي
 






ابوخلودي غير متصل

مشكرررررررررررر







قديم 22-08-2008, 02:43 PM   رقم المشاركة : 3
صريع الغواني
( ود جديد )
 





صريع الغواني غير متصل

شكرا لك ابو خلودي







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية