العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-2011, 09:45 PM   رقم المشاركة : 1
سيف العمور
( ود متميز )
نقطة تحول



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
نقطة تحول .........
في يوم ما ستحين الساعة , ويحل الوقت, وتعلن رحلتي الإقلاع إلى دار أخرى
في تلك اللحظة سيمر شريط ذكرياتي على عجل , يستنطق أفراحي وأتراحي , وسيكون لي خياران لا ثالث لهما ,,
إما أن أرحل والسعادة تغمرني وإما أن أرحل والأحزان تلف فؤادي ,,
حين فكرت بذالك جيداً عرفت قيمة حياتي , ووقتي اللذان أحاول جاهداً صرفهما بلا مبالاة وبلا تفكير مني .
فكرت كيف هي حياتي أو بالأصح لماذا أنا موجودة على هذه البسيطة وما هدف وجودي

وحين أدركت حقيقة حياتي جلدت بسياط من ألم وتدحرجت من عيني دمعة حارقة غسلت سواداً أحاط بقلبي منذ سنوات خلت

تراكمت الخطايا بقلبي حين ركضت وراء أوهام كالسراب أظنها حقيقة وحين كان همي إسعاد نفسي بأي طريقة كانت ولم يكن يهمني ما إذا كانت هذه الطريقة ستقودني إلى الهلاك أو إلى شئ آخر ,,
كل همي كان الضحك واللهو حتى وإن كان ما سيضحكني سخيفا..
لهوت كثيرا ولكن وفي عمق هذا الضحك واللهو اللذان عشت فيهما كنت أشعر أني أغوص في بحر من الضياع ،، بحر يغشاه السواد ..
شعرت بأني أعيش في عالم آخر عالم أخذني بعيدا عالم لا أشعر فيه بالانتماء إلى ذاتي أو إلى شيء آخر عالم شعرت فيه بغربة قاتلة تكاد تقتلع جذور إحساسي بالحياة ،، عالم لا أشعر فيه بالارتياح وإن ضحكت أحيانا.
هذا العالم وهذا الضياع الذي تخبطت فيه كثيرا كلفني الكثير لقد سلبني أحلاما كالجبال وسلبني أمني وهدوئي واستقراري مع ذاتي كم بكيت وكم تألم قلبي وشعرت بأنه يكاد أن يتمزق رغم ارتسام ضحكة مزعومة على شفتاي أحاول بها إنكار حقيقة الصراعات داخل روحي وجسدي.
حاولت بشتى الطرق لكن بدون فائدة وأنا أحاول تشتيت كل هذه المشاعر فما ازددت إلا شتاتا على شتاتي وعذابا على عذابي.
فعلى الرغم من كثرة أصحابي وكثرة من حولي إلا أنني أشعر بوحدة قاتلة ،، أشعر بالضياع والغرابة بينهم أشعر بأني تائه بلا مأوى أظل أرقبهم بنظرات ملؤها الخوف والحذر ..
ببساطة فقدت الثقة بمن حولي إلا من نفسي وحتى ثقتي بنفسي يأتي وقت وأشعر بأنها تتزعزع .. وفي أحيان أريد المكوث وحدي وأغوص في صمت عجيب لا أعلم سببا له سوى أنني مللت حياة هكذا وأصابني الضجر من روتين حياتي المتكرر بلا معنى أو غاية..

وفي ذات يوم وبينما أنا غارق في بحر ذاتي وغارق في وسط الظلام جلست لوحدي وفكرت طويلاً لا أذكر كم من الساعات التي قضيتها وأن أفكر , كل ما أذكره أنها كانت طويلةً جداً ..
ولكنها وفي النهاية أوصلتني إلى جواب لكل سؤال حائرَ في نفسي أوصلتني إلى قرار جادٍ في حياتي ..
وأن أضع حداً لكل ما أشعر به .
فلقد قررتٌ أن أجدد حياتي وأنزع عنها لباس الملل الذي لبسته منذ زمن ..
قررت أن أحيا بمنطق الهدوء و التفكير الجاد وأن أزيل من ذاكرتي كل الذكريات المؤلمة وأحاول رسم ابتسامة منبعها الرضى من عمق روحي حتى لو لم أجد ما يدفعني للتبسم ,, وأن أتفاءل حتى لو كنت في عين العاصفة حتى لا أقتل نفسي قبل أوانها ..
وقررت أيضاً أن أنظر إلى الحياة وإلى ما حولي بنظرة ملؤها الجمال ..
سأفتش عن جمال الأشياء بداخلي وكل المعاني الصادقة والجميلة التي تحتويها فكثير من الأشياء يختلف مضمونها إختلافأ مغايراً لشكلها الظاهري ..

عرفت بأن هناك أزهاراً عديدة تحمل ألواناً ذات بهجة ولكل لون رسالته الخاصة في الحياة ..
وأنا لم أكن أرى سوى رماداً يغطي كل شئ ..

فكرت بأني سأرحل ولكن لم يؤلمني الرحيل بقدر ما آلمني ما آلت إليه نفسي ,, فالكل راحل ولكن كيف سيكون هو رحيلي .
فلقد توصلت بأني وطوال تلك السنوات لم أفعل شيئاً يثبت بأني سأرحل عظيماً ..
فأنا الآن أريد أن أعيش عظيم وأن أرحل‘ عظيماً.
أريد أن أضع بصمتي في الحياة وأن يكون اسمي ذا تأثير في النفوس كلما ذكر ..

أريد أن أبدد ذاك الظلام الذي يسكنني ..
أريد أن أجعل لنفسي تاريخاً جميلاً يزخر بالمواقف العظيمة و حياتاً رائعة ..
أريد أن أحيا لأجل غيري قبل ذاتي فالسعادة تكمن في ابتسامة أرسمها على وجه حزين أو في كلمة قد تبدد حيرة سكنت قلب شخص ما أو في مسح دمعات لطالما تناثرت دون أن تجد يداً حانية تمسحها .
قررت أن أعيش بمنطق العقلانية وأن أعيش لتحقيق أحلامي وأمنياتي التي ستحلق بي عالياً ..

وأخيراً تبددت الوحشة وزال السراب من حياتي وشعرت بحال أفضل بعد كل الساعات التي قضيتها مع نفسي وتلك المصارحة التي قادتني إلى الطريق الصحيح ..
لقد كانت تلك الساعات وتلك اللحظات نقطة تحول فاصلة في حياتي ..
لقد انهمرت دموعي غزيرة فغَسلتٌ روحي ونظٌفَت أفكاري من ركام تلك الأفكار السوداء التي عشت فيها .
فارتسمت على وجهي ابتسامه عريضة حين شعرتُ بأنها خارجة من عمق الرضى بما توصلت إليه ..

قمت من مكاني وكلي سعادة وتفاؤل بالغد وبحياتي الجديدة واعداً نفسي بأني سأحقق ما أريده وأن أترفع عن دنايا الأرض إلى سمو السماء ..

والآن حياتي ذات معنى وذات هدفِ أحيا وأناضل لأجلها ..
فإن عشت هكذا فبالتأكيد سأرحل وكلي سعادةً بما حققته في حياتي ... بختصار هي الأهداف والغايات ما تجعل لحياتنا معنى وقيمة ..






قديم 19-11-2011, 08:31 PM   رقم المشاركة : 2
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

سيف العمور




تسلم يمناك ع الطرح الادبي الرائع



مبدع دائما ماشاء الله


ننتظر المزيد والجديد دوما


شمس القوايل






التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 21-11-2011, 06:07 AM   رقم المشاركة : 3
الناي العبد الله
( مشرف الابداعات الادبيه )
 
الصورة الرمزية الناي العبد الله

سيف العمور

هكذا هي الحياة عندما نرسمه بريشة الألوان
ونضعها فوق السماء ندرك حجم جمالها
االرائع في قلمك أنه ينبض بفكر جميل وبوح يندفع من وسط القلب
ويكتب ما يشعر دون ارتجاف
فقلمك ما هو الا الشمس التي س تشرق دومًا في صفحاتك
فلا تضع حولها سُحب الغروب
كن بخير
الناي







التوقيع :
صفحتي في الفيس بوك

https://www.facebook.com/profile.php?id=1647753013

قديم 29-11-2011, 05:23 PM   رقم المشاركة : 4
سيف العمور
( ود متميز )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أخي ومعلمي الفاضل [ الناي العبدالله ]
كلام جميل وقلم ذو ذوق رائع فعلاً . ولما لا لانة صدر منك اية الشخص النبيل
واسع الثقافة رقيق المعاني والاحساس أستاذي اني لااستطيع ان اجاري اسلوب بوح قلمك
فأنت معلمي وانا لازلت تلميذك , وصدقني أن ردك على موضوعي
لا اعتبرة رداً , بل سمفونية جميلة اتقنتها بأسلوباً أدبياً متميز تمنياتي
رؤية عزفك الجميل دائما فهو يطرب روح صفحات منتدانا وينعشها
لك مني اجمل الاماني واحلا الامنيات ..


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لاأطلب منك ان تطرح ألف مشاركة
ولكن اطرح مشاركة واحدة قيمة
يشاركك فيها مائة عضو/ ة..
فشاركني برد يدفعني الى الامام
وليس بشكري على مرورك
فأحسن الرد تجد مني القبول والترحيب
(( سيف العمور ))






موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:31 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية