العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-10-2011, 01:08 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
► غنى النفس )













(غنى النفس ) ابن القيم رحمه الله


(تفسير غنى النفس )










غنى النفس أنه استقامتها علىالمرغوب وسلامتها من الحظوظ وبراءتها من المراءاة, يريد استقامتها على الأمر الدينيالذي يحبه الله ويرضاه وتجنبها لمناهيه التي يسخطها ويبغضها وأن تكون هذه الاستقامةعلى الفعل والترك تعظيما لله سبحانه وأمره وإيمانا به واحتسابا لثوابه وخشية منعقابه.









لا طلبا لتعظيم المخلوقين له ومدحهم وهربامن ذمهم وازدرائهم, وطلبا للجاه والمنزلة عندهم فإن هذا دليل على غاية الفقر منالله والبعد عنه وأنه أفقر شيء إلى المخلوق.
فسلامة النفسمن ذلك واتصافها بضده دليل غناها











لأنهاإذا أذعنت منقادة لأمر الله طوعا واختيارا ومحبة وإيمانا واحتسابا بحيث تصير لذتهاوراحتها ونعيمها وسرورها في القيام بعبوديته كما كان النبي يقول يا بلال أرحنابالصلاة وقال حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة فقرة العينفوق المحبة فجعل النساء والطيب مما يحبه وأخبر أن قرة العين التي يطمئن القلببالوصول إليها ومحض لذته وفرحه وسروره وبهجته إنما هو في الصلاة التي هي صلة اللهوحضور بين يديه ومناجاة له واقتراب منه .











فكيف لا تكون قرة العين وكيف تقر عين المحب بسواها فإذا حصل للنفسهذا الحظ الجليل فأي فقر يخشى معه. وأي غنى فاتها حتى تلتفت إليه ولا يحصل لها هذاحتى ينقلب طبعها ويصير مجانسا لطبيعة القلب. فتصير بذلك مطمئنة بعد أن كانت لوامةوإنما تصير مطمئنة بعد تبدل صفاتها وانقلاب طبعها لاستغناء القلب بما وصل إليه مننور الحق سبحانه فجرى أثر ذلك النور في سمعه ونثره وشعره وبشره وعظمه ولحمه ودمهوسائر مفاصله وأحاط بجهاته من فوقه وتحته ويمينه ويساره وخلفه وأمامه وصارت ذاتهنورا وصار عمله نورا وقوله نورا ومدخله نورا ومخرجه نورا وكان في مبعثه ممن انبهرله نوره فقطع به الجسر .















وإذا وصلت النفس إلى هذه الحالاستغنت بها عن التطاول إلى الشهوات التي توجب اقتحام الحدود المسخوطة والتقاعد عنالأمور المطلوبة المرغوبة.

فإنفقرها إلى الشهوات هو الموجب لها التقاعد عن المرغوب المطلوب وأيضا فتقاعدها عنالمطلوب بينهما موجب لفقرها إلى الشهوات فكل منهما موجب للآخر وترك الأوامر أقوىلها من افتقارها إلى الشهوات فإنه بحسب قيام العبد بالأمر تدفع عنه جيوش الشهوة كماقال تعالى إن الصلوات تنهى عن الفحشاء والمنكر وقال تعالى( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُعَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ) الحج وفي القراءة الأخرى يدفع فكمال الدفع والمدافعة بحسبقوة الإيمان وضعفه وإذا صارت النفس حرة طيبة مطمئنة غنية بما إغناها به مالكهاوفاطرها من النور الذي وقع في القلب ففاض منه إليها استقامت بذلك الغنى على الأمرالموهوب وسلمت به عن الأمر المسخوط وبرئت من المراءاةومدار ذلك كله على الاستقامة باطنا وظاهرا ولهذا كان الدينكله فيقوله تعالى( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) وقال سبحانه (إِنَّ الَّذِينَقَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْيَحْزَنُونَ ).
كتاب طريق الهجرتين، الجزء 1، صفحة71,72,73.

















التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:47 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية