العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-2002, 12:34 PM   رقم المشاركة : 1
ديوان الحب0000
ضيف
 






اسطورة العشق الجزء الثاني

الجزء الثاني من اسطورة العشق.................



قال فؤاد: "عندهم حق".‏

اضطربت أفسانه: "أنت أيضاً؟"‏

نظر فؤاد إليها بحنان: "كوني منطقيّة!".‏

-"العشق لا يعرف المنطق".‏

حدّق فؤاد بأزهار مريم، قالت أفسانه: "هل وصلت أنت إلى اليوم بالمنطق؟".‏

-"القضية تختلف".‏

-"لا تختلف أبداً، العشق لا يعرف المصلحة".‏

ثم سحبت يدها على يدي فؤاد وقدميه.‏

-"ألم تكن هاتان القدمان تجريان؟، ألم تكن هاتان اليدان تكتبان؟، إذن لم وصلنا إلى هذا اليوم؟".‏

-"كان عليّ أن أذهب!".‏

-"وأنا أيضاً يجب أن أبقى!".‏

-"حرام من أجلك".‏

-"ألم يكن ذاك حرام أيضاً من أجلك".‏

اضطرب فؤاد: "لا تجادليني".‏

"لقد أصبتني بالاضطراب يا فؤاد".‏

سمّر فؤاد نظره بالمطر الذي يهطل، قال: "إنك تستطيعين أن تكوني أماً".‏

"أنت أيضاً كان بإمكانك أن تكون أباً".‏

"بعد يومين ستحصلين على الدكتوراه، ستصبحين شخصية مرموقة، ماذا تفعلين بزوج عليل، غضبت أفسانه: "ليتك تفهم أنت أيضاً!".‏

ضربت الباب وخرجت من الغرفة، كان قلبها مضطرباً، كانت تعرف رجولة فؤاد، وكانت تخاف.‏

-"يا سيد فؤاد: إن كنت تريد سعادة أفسانه فطلقها".‏

توقفت سيارة أمام قدميها.‏

- "يا سيدة! إن كنت لا ترحمين نفسك لا أقلّ ارحمينا نحن..."‏

-لم تقل شيئاً، طأطأت رأسها واستدارت بسرعة.‏

كان الطريق ساعة من المحكمة إلى البيت، كانت قد استجمعت كل طاقتها وصارت تجري، أدخلت يدها في حقيبتها، أخذت المفتاح، إنها تذكر أن والدها قبل مدة كان يتحدث عن مصحّ خصوصي وحديث، زادت من سرعة جريها: "قد يأخذوه!".‏

عندما وصلت إلى رأس الشارع، لفتت نظرها سيارة المصحّ.‏

جرت بتمام وجودها، كانت تركض كطفل ضائع يجري خلف أمه.‏

كان رجلان بلباس أبيض يرفعان سريراً عن الدرج، دفعتهما إلى الخلف وصعدت إلى الدرج.‏

"بالتأكيد قد أعطاهم والدها المفتاح".‏

كان باب الممّر مفتوحاً، فزعت، ركضت داخل الغرفة كان ممرضان يجمعان أشياء فؤاد، كانا قد وضعا كتبه داخل صندوق من الكارتون ولباسه في حقيبة وفؤاد ملقى على السرير.‏

كظمت غيظها وصرخت: "لن أدعكم تأخذوه، محال! هنا بيتي، اذهبوا خارجاً".‏

نظر إليها الممرضون بغضب.‏

قال فؤاد: "لا تصرخي كالأطفال يا أفسانه! كل شيء قد انتهى".‏

-"إنك بلا رحمة".‏

-"إنني أريد صالحك".‏

-"أنت لا تفهم، أبي لا يفهم، لا أحد يفهم".‏

اندفعت من الغرفة، غسلت وجهها حاولت أن تكون هادئة، كان معها شيء من النقود في الحقيبة عادت إلى الغرفة.‏

قال فؤاد: "لا تتصرفي كالأطفال يا أفسانه".‏

حاورت الممرضين وأوضحت لهم واعتذرت وأعطتهم مالاً مقابل أتعابهم وودعتهم إلى الباب، أحكمت إغلاق الباب خلفهم وأقفلته.‏

جلست في ذاك المكان، على أول درجة، كانت تلهث، كانت تركض منذ الصباح باستمرار "كم كان يوماً مرّاً!".‏

وضعت رأسها على ركبتها، كانت تحس أنّها كمرآة انكسرت وتبعثرت كل قطعة منها في جهة، لم تكن تصدق أن فؤاداً سيوقِّع، كانا قد بارزا كل المصاعب لمدة سنتين، لكنها لم تكن منكسرة كاليوم "إنني أريد صالحك".‏

إنك لا تعرف معنى المصلحة، لا في ذاك اليوم الذي كانت قد تشاجرت فيه مع والدها من أجل فؤاد ولا اليوم حيث أرادوا فصلها عن فؤاد، مسحت دموعها وصعدت الدرج بهدوء، حاولت أن تضبط نفسها، كانت تتمنى لو تبكي بصوت عال، لكن هدّأت من توترها، دخلت الصالة، وقفت خلف باب الغرفة، لم تستطع الدخول، كان إحساس مبهم يشدها إلى الخلف.‏

"هل فؤاد يحبها أيضاً؟".‏

كان ترديداً مرّاً أصاب رأسها بالدوار، لم تتردد في حب فؤاد كل هذه المدة، كان دفء محبة فؤاد مرهماً لآلمها ومصاعبها خلال سنتين.‏

"لماذا سلّم فؤاد للظروف فجأة؟".‏

ناداها فؤاد: "أفسانه".‏

هزّت نبرة صوته وجودها.‏

دخلت الغرفة مترددة، اتكأت إلى الجدار وطأطأت رأسها إلى الأسفل كانت تعرف أن هناك حاجزاً بينها وبين فؤاد، كانت تحس بالخجل نفسه الذي كانت تحس به عند كلامها مع رجل غريب، تصبب وجهها عرقاً، قال فؤاد بثبات: "ماذا تريدين أن تفعلي؟".‏

لم تجبه، قال فؤاد: "انتهى كل شيء، لا توقعي نفسك في الحرام".‏

أجابت بخجل وبهدوء: "أحبك يا فؤاد".‏

"أنا لا أفيدك بشيء.. حرام من أجلك.. تستطيعين أن تكوني سعيدة، أن تكوني أماً لأطفال، أن تركضي، أن تجلسي، أن تدرسي، تستطيعين فعل أي شيء.. أما أنا! ماذا يمكنني أن أفعل! عالة، محتاج، لا أنفع لشيء، لم تريدين أن تظلمي نفسك من أجلي، إن ممرضة يمكنها القيام بعملك، اذهبي.. اذهبي من عندي.. في ذاك اليوم الذي تزوجنا فيه لم أفكّر في يوم كهذا.. في ذاك اليوم الذي كنت أتمنى أن أكون أفضل زوج لك، وعدت والدك برجولة أن أجبر كل النقصان.. أبوك على حق، صرف عمره يرعاك، وعقد عليك آلاف الآمال والأحلام.‏

كيف سيتحمل أن تضع ابنته المتعلمة الطشت تحت قدمي رجل مقعد وترفعه! كيف يحتمل رؤية ابنته تعيش مع رجل لا يستطيع حتى أن يضع طعامه في فمه، اذهبي يا أفسانه أبوك على حق، القاضي على حق، محامي الدفاع على حق، اذهبي، لا تخربي حياتك".‏

صرخت أفسانه: "يكفي هذا!".‏

"دعيني أقول ما عندي، كنت ألاحظ لمدة سنتين، كنت أتجرع دماء قلبي، كنت أرى وجهك الجميل النضر وأتألم، كنت تمشطين شعرك الطويل الشفاف أمامي وحتى لم أستطع ملامسته، سنتان، من الصباح إلى المساء كنت تركضين وأنا فقط أنظر. لا تعذبيني أكثر من هذا يا أفسانه، إن كنت تفهمين العشق، أنا أيضاً أفهمه، إن كنت تحبيني، أنا أيضاً أحبك، لا أستطيع أن أرى تحطّمك، إنك شابة، جميلة، نضرة، انظري هذه الزهرة، إن لم ترويها بالماء ستذبل، تجف، تموت، أنت أيضاً مثل هذه الزهور تحتاجين الماء، تحتاجين النور، ماذا أستطيع أن أعطيك غير التعب...".‏

صرخت أفسانه ثانية: "يكفي هذا".‏

"لا تفكري بي.. الله كبير، من يعلم، ربما يكون المصح أفضل لي، ربما أتعرف هناك على أصدقاء جدد، ربما يكون الممرضون جيدين...".‏

-"أتستعيض عني بممّرضة؟".‏

"لم لا تفهميني؟ إنني لا أستبدل شعرة منك بكل الدنيا!‏

لكن لا أستطيع أن أرى عذابك أكثر من هذا!"‏

-"أي عذاب! لقد وجدت أفضل نضج لي إلى جانبك!"‏

"لا تطلقي شعارات يا أفسانه!"‏

"إنني لا أطلق شعارات! أقول حقيقة! لقد كنت لي أفضل صديق، في ذاك اليوم الذي تزوجتك فيه، راقني قدّك وطولك، أأتركك اليوم من أجله، دع كل عشاق الدنيا يقولون ويكتبون عن جمال وحسن وجوه معشوقيهم، لكني أرى الجمال ليس في جسمك بل في سمة روحك! لا أحد يفهم، أنت تفهم، لا أحد يعلم، أنت تعلم، أنت تعيش بالعشق، لقد وصلت إلى يوم كهذا نتيجة العشق، إن العشق يكسر كل المعادلات والقواعد المألوفة، ربما‏

ما يقولـه أبي حقيقة، لكن هذا المعنى صحيح ما دام يخضع لأساس وقاعدة وقانون.‏

إن ما يجري في داخلي أوسع من هذه المعادلات، أوسع من فكر المصلحة هذا، ليس هناك طلب منفعي في العشق".‏

وضبطت نفسها، حدّقت بأزهار مريم وقالت:‏

"أتذكر كيف كنت تقول لي دوماً إنه حتى الموت لن يسلبك مني!".‏

أدار فؤاد وجهه إلى الجدار، وانكسر غضبه في حنجرته، تمتمت أفسانه: "إن ذهب قلبي خلف الحسان فهو معذور... إن فيه مرضاً فماذا يفعل...".‏

وكسر صوت ما كلامها، قطعه صوت ممتد ومتواصل.. كان طائرا العشق يغرّدان في القفص.


ديوان الحب.........







قديم 23-08-2002, 08:49 AM   رقم المشاركة : 2
موجه البحر
(ود مميز )
 
الصورة الرمزية موجه البحر
 






موجه البحر غير متصل

مشكور اخوي ديوان الحب على الرد تحياتي لك
موجه البحر
باي







التوقيع :
[FL=http://bardabd.jeeran.com/images/mm2.swf] width = 300 height = 160 [/FL]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية