نحن على موعد مع التاريخ يا سادة : الإتحاد أول فريق عربي وآسيوي يلعـب في البرنابيو !

[شكوى الدموع]

ليلة ولا في الخيال !

عندما ينزل الإتحاديون إلى أرضية ملعـب سانتياغو برنابيو عند الحادية عشر والنصف من أمسية الأحد

لن يقتصر الأمر على كونها مجرد مباراة تحضيرية في أقوى البطولات الودية في العـالم لهذا العـام

وأكثرها أهمية وتغـطية إعلامية

فالعـميد سيُكتب في سجلات التاريخ كأول فريق عربي وآسيوي وربما آفروآسيوي يلعـب ضد ريال مدريد

على ملعـبه وبين جماهيره ، ولا يمكن لتوقيت اللقاء أن يكون أفضل من ذلك

لاسيما في ظل ثورة الرئيس العـائد فلورنتينو بيريز واستقطابه لنخبة من نجوم كرة القدم هذا الصيف

منهما اثنان من أفضل ثلاثة لاعبين في العـالم !


الفريق الملكي هو محور اهتمام وقبلة أنظار كافة وسائل الإعلام وستكون أعين الملايين مصوبة نحو العـاصمة الإسبانية يوم الأحد

لمشاهدة المباراة المرتقبة لعـدة أسباب واضحة ، الصحف الإسبانية والعـالمية والمواقع الإخبارية والموقع الرسمي للبطولة

قدموا الإتحاد بشكل عظيم وأشادوا كثيراً باختياره للمشاركة ، حتى أن صحيفة الماركا الأكثر مبيعـاً في بلاد الأندلس

وصفت قرار اختيار الفريق الأصفر والأسود بالحكيم والموفق .


وكما هو متوقع ، ستكتظ المدرجات بجماهير الميرينغـي المتلهفة لرؤية فريقها بالـ NEW LOOK ولأول مرة في البرنابيو هذا الموسم

لذا ستكون الأجواء احتفالية وسيتمتع لاعبو الإتي بليلة لا تتكرر إلا مرة في العـمر ، ربما !



كالديرون حسبها صح في خيريث

هناك جدل حول ما إذا كان المدير الفني غابرييل كالديرون محقاً في قراره بالدفع بتشكيلة شابة ضد ليغـا دي كويتو يوم الجمعة

توقع الكثيرون أن يبدأ المدرب بالتشكيلة الأساسية المعـتادة ولكنه فضـّـل إراحة أبرز نجومه وتوفير طاقتهم للمباراة الأهم والأقوى اليوم

هو يرى بأن اللعـب بالتشكيلة الأساسية ضد فريقين بهذا الحجم في ظرف 48 ساعة والفريق لا زال في مرحلة التحضير للموسم الجديد

مخاطرة قد تتسبب في حدوث إصابات أو إرهاق قبل اللقاء الثاني في البطولة .


وبعـد أن شاهدنا الـ 90 دقيقة في خيريث ، أعترف أنه كان منطقياً إلى حدٍ بعـيد في حساباته

مباراة البارحة كانت من النوع البدني الشرس ومليئة بالالتحامات والاندفاع القوي وكانت سوف تتسبب بإرهاق كبير للاعبين

فيما لو كان كالديرون ينوي اللعـب بنفس الأسماء في المباراتين ولكنه الآن سيضمن أن أفضل لاعبيه سيكونون في حالة بدنية جيدة

ومستعـدين ذهنياً ولياقياً لمواجهة الريال برغم أن بعـضهم شاركوا في الشوط الثاني وفي أجزاء بسيطة ضد ليغـا دي كويتو .


خط الوسط بالكامل لم يلعـب منه سوى سعـود كريري منذ البداية وهو بدوره يحتاج لدقائق أطول للعـب بما أنه تشافى للتو من إصابته

ويريد الدخول في أجواء المباريات ويكتسب حدّتها

بينما نال أحمد حديد ، مناف ، النمري قسطاً من الراحة لتجهيز أنفسهم للصراع مع خط وسط رهيب في ريال مدريد

وكالديرون يعـلم جيداً أن هؤلاء اللاعبين تحديداً سيكونون سلاحه لمجاراة رجال بيلغـريني .


ربما لن يقدم خط الوسط والفريق ككل المردود المأمول منه - لا سمح الله - ولكن وقتها سيكون كالدي قد بذل كل ما بوسعـه

في ظل جدول مباريات البطولة الذي لم يعـطه خياراً آخر وأجبره على استعـمال نظام المداورة .

من جهة أخرى ، يبدو لي أن معـظم الإتحاديين مقتنعـين بالنتيجة النهائية للمباراة

عندما تلعـب ضد وصيف بطل العـالم وحامل لقب الريكوبا سودا أمريكانا مؤخراً وبطل الدوري في بلاده وبتشكيلتك المثالية

فإنها لا تزال مهمة صعـبة ، فما بالك بالصف الثاني !

كنا جميعـاً نعـرف أنها ستكون مقابلة معـقدة لأن المنافس من أفضل الأندية العـالمية حالياً ويمتلك لاعبين جيدين جداً

ولقد أظهروا ذلك بوضوح على أرضية الميدان

فكانوا لا يجدون صعـوبة في قطع الكرات عند منتصف الملعـب والسيطرة على الكرة وكانت لهم اليد الطولى في الصراعات الثنائية ( DUEL )

ومع أن هناك 4 لاعبين شبان يشاركون مع الفريق الاول في الإتحاد لأول مرة بالإضافة إلى الإحتياطيين والمتعـافين حديثاً

فلقد حاولوا قدر الإمكان وقدموا كل ما لديهم لمجاراة خصمهم وأعجبتني الروح والشغـف والحماس الذي بدا جلياً عليهم

كما أن التنظيم الدفاعي كان ممتازاً بشكلٍ عام إلا بعـض الأخطاء الفردية القليلة التي استفاد منها لاعبو ليغـا وسجلوا هدفين

ولا أتذكر آخر مرة شاهدت فيها الدفاع الإتحادي بهذا التنظيم في الشوط الأول

لطالما انتقدت كالديرون على سوء التنظيم الدفاعي للفريق ولكن من خلال ما رأيته أمس يبدو أن الرجل بدأ أخيراً في الاهتمام بالخطوط الخلفية .


على مستوى الأفراد ، أعتقد أن المشعـل وتيسير ومحمد سالم كانوا الأبرز

أما اللاعبون الشبان لم يكونوا سيئين أبداً ولعـبوا بشكل جيد إذا ما أخذنا في الاعتبار أنها مباراتهم الأولى مع الفريق الأول

أو لنقل أنها الأقوى لأنهم لعـبوا في المباراتين الوديتين السابقتين ولكنها لم تكن مقياساً حقيقياً كلقاء البارحة

سعـود كريري لم يسترجع إمكانياته البدنية بعـد ولكنه أظهر بعـض الإشارات الإيجابية وخصوصاً في الهدف الجميل .


يمكننا القول أنها كانت تجربة مفيدة جداً للشبان واختباراً قوياً للاحتياطيين ، صحيح أن الفريق خسر النتيجة ولكنها ليست أولوية

بما أن الهدف من المشاركة هو إعداد الفريق للموسم الجديد ودوري الأبطال على وجه التحديد

بالطبع كنا نود الفوز أو التعـادل على أقل تقدير ، ولكن بما أن ذلك لم يتحقق فلا داعي لمهاجمة الفريق وانتقاده وكأنه خسر مباراة دورية أو بطولة

بناءً على التشكيلة التي بدأت اللقاء فالنتيجة مقبولة وليست كارثة إطلاقاً والمهم هو تصحيح الأخطاء والاحتكاك بفريق من هذه الفئة .


ريال مدريد الجديد .. أمام روح العـميد

عاد فلورنتينو بيريز وعاد معـه مصطلح الغـلاكتيكوس الشهير ، الملياردير الإسباني المعـروف بتعـاقده مع أفضل لاعبي العـالم

رجع لمكاتب البرنابيو مرة أخرى في مايو الماضي وينوي بدء الجزء الثاني من مشروعه الخاص ( غالاكتيكوس ) !

الجزء الأول شهد انهياراً وفشلاً ذريعـاً في السنوات الثلاث الأخيرة من تلك الحقبة وبيريز بالتأكيد لا يريد تكرار نفس الأمر

في مؤتمره الصحفي الأول شدد على أنه استفاد من أخطاء الماضي وكان أول توقيع له مع المدير الفني مانويل بيلغـريني من فياريال

المدرب التشيلي حقق نجاحاً باهراً مع الغـواصات الصفراء وصنع منهم فريقاً محترماً في إسبانيا وأوروبا

وحان الوقت الآن للانتقال إلى تحدي أكبر ، وأتصور أنه لن يجد مهمة أصعـب وأكثر تشويقاً من إعادة ريال مدريد إلى قمة كرة القدم من جديد

بعـد نكسات وخيبات المواسم الماضية على الصعـيد الاوروبي .


بيريز أيضاً عيّـن إدارة رياضية تتمتع بالخبرة والتجربة متمثلة في بارديزا وبمعـاونة فالدانو وبوتراغينيو واستشارة زيدان

هؤلاء الأشخاص تحدثوا مع المدرب وحددوا أهدافهم وكان أول الواصلين الجدد هو نجم الميلان والمنتخب البرازيلي كاكا

الذي شهدت عملية انتقاله مدّاً وجزراً حتى أعلن عن انضمامه إلى الميرينغـي من معـسكر السيليساو في مدينة ريسيف البرازيلية

وتلاه بعـد ذلك كريستيانو رونالدو في أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم على الإطلاق ، وكانت هاتان الصفقتان بمثابة الصدمة للجميع

وخصوصاً بسبب تقارب المدة الزمنية بينهما ، ومن ثم حضر نجم المستقبل وجوهرة ليون كريم بنزيما وراؤول ألبيول من فالنسيا .


مع كل هذا الصخب ، أصبح الريال وجبة دسمة لوسائل الإعلام التي ترصد كل حركة أو همسة داخل البيت الأبيض

ولا يكاد الفريق يذهب إلى أي مكان إلا ويرافقه الضجيج والاهتمام ، وأصبح الكل يترقب أي مباراة للبلانكو للاستمتاع بنجومه الجدد

ومباراة الإتحاد ستحظى بأهمية ضخمة ومتابعـة كثيفة من كل أرجاء المعـمورة .



فرصة ذهبية للنمور ، هل سيستغـلونها ؟

جميع عوامل الجذب والمحفزات موجودة للفريقين لإمتاعنا وتقديم مباراة عظيمة

هذه المباراة الأولى للريال بالشكل الجديد على ملعـبه وهو الحضور الاول كذلك للنجوم الجدد رونالدو وبنزيما أمام جماهيرهم

لذا سيكون الجو مشحوناً وكرنفالياً وسيساعد اللاعبين على إخراج أفضل ما لديهم من كلا الجانبين

ملايين المشاهدين سيتابعـون المواجهة عبر قنوات تلفزيونية متعـددة في آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الجنوبية

وستكون الأضواء مسلطة على نجوم ريال مدريد بشكل أكبر ولكن تألق أي لاعب إتحادي قد يفتح له المجال للاحتراف في أوروبا

لأنه بالتأكيد سيكون هناك كشافون ومبعـوثون من الأندية من ضمن المشاهدين سواءً في الملعـب أو على شاشات التلفاز

ولذلك لن يجد أي لاعب فرصة أفضل من هذه للإعلان عن نفسه .


وعلاوة على ذلك ، زيادة شهرة الإتحاد في الأوساط العـالمية

مشاركة المونديالي في كأس العـالم للأندية 2005 وبالتحديد ملحمة ساوباولو في نصف النهائي عرّفت العـالم بالإتحاد وأعطت انطباعاً طيباً عن

كرة القدم السعـودية عموماً وهذه المباراة لن تكون مختلفة من هذا الجانب برغم أنها ودية

النمور يحملون على عاتقهم مسؤولية تشريف كرة الوطن وسمعـة ناديهم وهم قد اعتادوا على ذلك وسيبذلون قصارى جهدهم

كل لاعب سيشارك ولو لجزء بسيط يُعـتبر محظوظاً للغـاية ومن يسجل هدفاً فسيدخل سجلات التاريخ

ومحمد نور للأسف أضاع على نفسه فرصة أن يكون أول كابتن سعـودي يلعـب في البرنابيو !


ختاماً ، ريال مدريد مرشح بوضوح للفوز لذا لن يكون هناك أي ضغـط على الإتحاديين

كل ما نريده هو تقديم عرض مشرف وترسيخ مكانتنا كقوة عظمى في آسيا وأن اللجنة أحسنت في اختيارها لنا للمشاركة

الآداء يأتي أولاً والنتيجة في علم الغـيب والتوفيق بيد رب العـالمين .


حظاً سعـيداً لـ ملك آسيا أمام ملك العـالم

بالتوفيق للعميد

ودام عزك يابطل