إليكِ يا سيدة نبضي
أكتب قصيدتي اليتيمة وأبعثها لكِ
فحروفها تشتكي من سكب عيني
فـ في محرابكِ
طُفت بتلبيات هواكِ
فهاجرت بـ أنفاسي بين أهدابك
ووقفت تعبًا تحت ظلال أجفانك
لعلها تسقيني قطرات من ماء عينيكِ
فما عادت الأيام تكفيني عيشًا
وما عادت الليالي تغني من الجوعِ والفقري
وأرض الهوى ضاقت من الوجدِ
وأبواب الاشتياق
أغلقت فما عدتي تسمعي طرقات حنيني إليكِ
وناي تبعثر فوق شفتي
وهو يعزف في ليالي الفقدِ أغنيةٌ
لم تعد تعبر ألحانها شفيف همسكِ
وأنتِ في ضباب الأيام تختبئي
فـ أين أنتِ فـ الأيام في غيابكِ
مصفرةٌ ترتدي الموت
وملامحي لم تعد تشبهني
لم تعد العين عيني
ولم يعد يسمع نبضي إلا ك خشخشة بين أوردتي
.
.
فـقد بعثت نبضي
وسمعي إليكِ رسولا لـ يُقيمان في وطنك
فـكل أجزائي مصلوبةٌ في انتظارك
والنبض يرتعش من الشوقِ
والحبر جف في يدي فكل خطوطها تأن من الوجعِ
أين أنتِ يا ساقية النبض من زلال شفتيكِ
ويا مهدهدة الروح في مهد رئتيك
أين أنتِ يامن أقمتي مآذن العشق في ركن قلبي
وتركتي روحكِ فيها سقيا حتى اللحدِ
وجعلتني آوي إليها كلما أفقرني عشقكِ
أخضب ملامحي من ماء أحداقكِ
آواه حبيبة أسررتِ بعشقكِ ثم تواريتِ
ولـ ففتي لثام الغياب حول شفتيكِ
وأنا من جاهر بهواكِ وعريت السماء من سُترتها
وصرخت أحبكِ ثم أحبكِ فماذا تنتظري
آواه حبية هذا القلب نطق بكِ وكل الجوارح تنتفضُ
ومددتُ ذراعي لكِ بطول الأفق
تنتظر أن تتبعثري في حضني
فتعانقكِ أبد الدهرِ
وتلضم كل شرايينك بـ أوردتي
وأغرسكِ أن استطعت بين نبضي ونبضي
فهاكِ نفسي فقد ضاعت حاجتي بين يديك
.
.
و ازدحم الشوق فيني
فرتبهِ مساكن دفء في جسدك
أتزمل بداخلها عندما ترتجف الاعترافات في فمي
تعالي إلي وأنقضي عهد الغياب
فقد شققت جيوب صبري
بعد أن ثقُلت برسائل الاصطبار
وهي تحترق كل فجراً في مواقد انتظارك
وأنا أجفف الأيام وأعلقها فوق الغيوم
حتى تـتبلل بقطرات استجدائي
فـ تسقطني قطرةٌ داخل عينيك أطواف فيكِ
وأستقر وسط قلبك لـ أتساقط غيثًا بداخلك
.
.
أنثاي
أتوق إليكِ وأنا متكئ على نبض قلبكِ
وصوت ناي يعزف كطارق في الكوني
أتدركِ أنني أرسم ملامحكِ مبعثرة في كل الطرقات
وأهمس إليها لتكتمل عندما أسير فوق أرصفتها
أتعلمي أنني تطرفت في الحب من أجلكِ
فـ القلب لا ينبض إلا لكِ
والعين لا تدمع إلا من أجلكِ
والحنجرة لا تهذي في سدف الليل إلا في وجدكِ
كيف لا وأنتي من أتيتِ إلي كجديلة امتدت من السماء
ووقفتِ بطرف قدميكِ على أصبعي
ووضعت خلخال يشق النبض في دمي
ونثرتِ خصلات شعركِ
كخيمات تتواتر فيها قصائدكِ
وسكبتِ عطركِ جدولاً أغمس فيها شهقاتي
ووضعتِ الياسمين ممشى إلى أهدبكِ
وشرعتِ صدركِ نوافذ إلى شواطئ عشقي
وألقيتِ بقلادتكِ قارب يحملني إليكِ
فها أنا أتيت إليك
بكلي وبعضي المتشظي فيكِ
وها أنا بلا أنفاس بلا روح بلا ملامح
فجميعها أودعتها في قلبك ِ
.
.
يا سيدة نبضي تعالي
أهُزُ إليك أهزوجة الليل في مهدكِ
وأنت ملكتي سواده الدافئ في قلبي
تعالي نهذب الكلمات في طرف رداءهِ
ونحملها بين أناملنا خيوطًا من قصبِ
نُحيكها قصيدة على وجه القمر
لا يضيء قنديلها إلا عندما يلامس زيتها قلبكِ
.
.
تعالي
نبدأ أولى حروفها منذ أن نمى الشوق على أظافر عشقك
وهي تنغمس بـ لين بين حشائش صدري
ونعلقها فوانيس على فروع أغصان بين نبضكِ ونبضي
نوقدها في شهقات الاشتياق والحنين
عودي إلي واخلعي لثام الغياب عن وجهكِ
فويلات البعد نميتني فأنا رجلاً رق قلبهُ من عشقكِ
ورداء الليل تمزق فوقهُ وهو يئن من صوت الوجعِ
فلا تتركي لكبرياء غيابك أن يتسع
فأنارجلاً أفلاطوني الهوى قد أعشق مثلكِ قومًا
وأتركهم ينجبون قبائل للعشق تشبهه ملامحهم وجهكِ
بقلم الناى فى
30/5/2012
العرض العادي
