يعتقد البعض مِمَن لديهِ طفلة واحِدَة إنها ستأنس حينما يأتيها مولود آخر
يقتل وأد الوِحدَة فيها..ويسعدها ويشاركها إللعب..ويبادلهَا القفشَات
نعم يعتقد البعض إن الوحدة مؤلمة مالم يكن هناك ( أنيس ) يحد منها
وبغض النظر عمَّا يكُون هذا الأنيس ..
سواء أخ زوج زوجة أو صديق لطيف لايضمُر شَر بأي حالٍ من الأحوال
كل ذلك صحيح ولكن ماذا لو عرفت إن هذا الأخ أو الصَّديق مِمَن جاء
ليأنس وحدتك إنه آتٍ ليُشاركك في كل شيء ..
وأهم شَيء هو حُب الآخرين لكَ .. وإهتمامهم بك ودلالهُم إليك؟
ماذا لو عرفت إن كل ماكان لك وحصرياً عليك أصبح ينقسم على إثنين
بينك وبين شقيقك الجديد؟
ماذا لو رأيت تلك الطفلة التي تسرح وتمرح في حضن والدتها الدافِيء ..
وتتلذذ بحليب صدرها الحنون الدافِق بكل مافيهِ وفجأة تجد هذا الضَّيف
هذا المولود الجديد يأخذ مكانها ويتلذذ بالحليب الذي كان ملكها وحدها؟
ألا يكفِي هذا لبث روح ( الكُره ) والغِيرَة فيها ؟
مَا أريد قوله هُوَ إنَّ الطفلةلا تكون سعيدَة أبداً بقدوم شقيقها ..
كلنا طمَّاعُون وندعي الفضيلة..
أيُمكِن أن نتمنى الخير لغيرنا .. وهو الذي جاءَ ليُشَاركنا فيه؟
قد تقول الطفلَة أهلاً بك ياشقيقي الجَدِيد سعدت بك عندما أبصَرت النُّور
وفرَحت بك حينما رأيتُكَ للمرَّة الأولى ..قد تقول على الرِّحب والسِّعَة
يامن سوفَ يكُون سنداً لي بعد الله في المستقبل القريب ..
ويحميني من المتربصين بي قد تقول أمُور كثيرة وأخالها صادِقَة في ذلك
ولكن لو فتشنا في دواخلها..لوجدنا الغيرة لديها أكبر بكثير من غيرَة ..
أمُّهَا على أبيهَا حينمَا يتزوَّج من أخرى ..
ألَيسَت الوِحدَة جَمِيلَة وَبِنسَب مُتَفَاوِتَة وَلَو أحياناً؟
/
/
إنتـَــر
العرض الشجري
