السلامے عليكمے ورحمهے الله وبركاتهے
في الليلة 50 ... قالت شهرزاد : بلغني ايها الملك السعيد ان ملكة الحيات قالت ........
الي هنا توقفت عن القراءة واقفلت الكتاب .. كتاب الف ليلة وليلة ... ذاك الكتاب الذي يحمل بين طياته فن قديم واحساس مخفي وامور بقوة غريبه وعجيبه تحملك لعالم ليس منتهى من العجائب والغرائب ... هذا الكتاب قرأته مراراً وتكراراً لدرجة اني اقارن احيانا بين ماا قراه في اي اميل او مقال ... وكثيرا جذبتني شخصية شهرزاد وكيف قدرت ان تمحور شخصية شهريار
ولكن للاسف ... لانعلم ان من كتب هذا الكتاب هو رجل .. اذاً فالرجل هو من صنع اسطورة شهرزاد لكي يخبرها انها قدرت ان تمحور شهريار .... هل هذا صحيح ؟
مادعاني اليوم امسك كتاب الف ليلة وليلة ...هي تلك المقالات التي قرأتها والكلام الذي اسمعه من الاخرين ... لكي تكوني سعيده اعرفي كيف تعلمينهم احترامك .. لكي تعرفي كيف هو وكيف يفكر اقرائي هذه المقاله .... لم الان فقط اصبح قراءة المقال هي الحياة
هي الوصل لكي نفهم الاخرين .. اين الحديث مع الاخرين والتواصل .....
دائما الاخرون يردون ان يفعلون مايردونه دون البحث عن الطاقة الكامنه في نفوس البشر .
كانت لدينا مديرة مدرسه خطيرة بكل شئ في تعاملها مع المعلمات والطالبات والطاقم الاداري والاشرافي في المدرسه ... من شاهد منكم مسلسل ابلة نورة سيعرف ماذا اقصد ...فهي تشبه تقريبا ابلة نورة من ناحية ادارتها للمدرسه ... وايضا في حياتها الخاصه التي نعلمها جميعاً بما اننا كنا نعدها من اجمل الاشياء التي حصلت لنا
كنا نخاف منها وكانت سمعتها كمديرة شديدة قويه تسبقها قبل ان تدخل اي طالبة للمدرسة ومعها ملفها الدراسي للدراسة في تلك المدرسة ... ولم اكن أنا وزميلاتي اقل خوفا من اي طالبة حظرت ومعها ملفها ... مازلت اذكرها واذكرى نظراتها فقد كانت بنفسها تشرف على تقديم الملفات الشخصيه وكاننا طالبات عمل وليس مقدمات ملفات الدراسة للمدرسه .... مع اول يوم شاهدنا كثير من اصرارها وقوتها انا اول يوم هو كاثاني يوم وكل يوم هو يوم عمل يجب ان نعمل به بكل طاقتنا ....
مرهقة هي ايام الدراسة وجميلة ومتعبه .... لاانسى ذاك الاجتماع الذي خرجنا منه انا وزميلاتي غير كل الطالبات ... بعد ان مضى على تواجدنا في المدرسه شهر فوجئنا بسمائنا تنادي في الاذاعة المدرسيه والمطلوب من العشر الفتيات المذكور اسماءهن ان يذهبن لغرفة المديرة في الحصه الاولى ... الي هنا لم يصبن الا الارق والذهول ... واحدى الفتيات اغمى عليها ... احسسنا وقتها كأننا كشفنا لعمل عملناه .. كل واحده فينا تنظر للاخرى
عشر فتيات تقريبا هناك فقط اربع يعرفن بعضهن والاخريات لانعرفهن من يكن ... ؟
اول مرة ندخل لغرفة المديرة .. اول مرة نقف معها في نفس الغرفة والخوف يعتلي وجوهنا على صباح مفعم بالحر الشديد ... اول يوم لم نجرئ فيه انا ووفاء ونورة و رانيا على وضع اي مسحوق تجميلي .. اول يوم لم نعمد على اطلاق العنان لضفائرنا اول يوم نلتزم فيه الزي
اذا ماهو الذنب الذي من أجله احظرن الي هنا ...؟
هل يعقل ان معلمة التاريخ تكلمت وقالت عن ماحدث في حصتها بالامس ..؟
لا ليس معلمة التاريخ بل معلمة الكمياء حين قمنا بفتح ادراج المعمل واخراج ادواتتها وعبثنا فيها ...؟
على اننا كنا كبيرات كفاية الا اننا نملك عبث الطفولة .. ... من شدة الخوف اصبحن متوترات بقوة لانعرف لم نحن هنا ...؟ حين نظرنا لباقي الفتيات وجدهن يرتدين اللون البني الذي يقال انهن في مستوى اعلى منا دراسي ....
وملئ المكان عبق حظور مديرتنا .. لم نشاهد تعابير وتقاسيم وجهها الي اليوم لاننا نخاف نرفع اعيينا في حظورها او حتى نتطلع لها في تواجدها .. ذاك الاحترام الذي اتى لنا من قوة شخصيتها يمنعنا ان نتحرك في حظورها ...
وبدأت بالكلام ... للامانه في البداية لم نسمع شئ الا ان قالت اسماءنا هنا توقفنا عن الخوف دون استنثاء اي واحدة منا ...
قالت كلام لا اول مرة نسمعه في عمرنا ذاك ... كل واحدة فينا تنظر لها بأهتمام نريد ان نجمع اكبر قدر من المعلومات من خلال حديثها :
قالت اريد ان اخرج الالماس من منجم الفحم هذا ؟
هنا توقفت عقولنا عن التفكير ... اين الالماس واين المنجم الذي تتحدث عنه ؟
قالت لنا بكل بساطه اريد منكن تأخذن هذه الاوراق وتخرجنا من هذا الباب واريد بعد اسبوع من الان ... ان اجد تلك الاوراق ممتلئ بأفكركن ... لا اعلم ولكن اريد منكن الكثيرات ..؟
خرجن مذهولات لانعلم اين نسير ... ولا نعلم ماذا تريد منا وماالعمل ... الذي تريده بالضبط ؟
يومين ونحن فقط نفكر .... اصبحن هادئات لانلعب ولا نعمل المقالب ولا نجلس مع باقي الزميلات ... الي ان قالت وفاء:
انا منسحبه ولن اكتب شئ ... وفعلنا مثلها ... لم نكتب شئ وذهبنا بعد مضى اسبوع للمديرة ونحن لم نكتب شئ ... هنا ابتسمت وقالت ... هذا اقوى دليل على انكن افضل من اخترت للعمل الذي اريده وللورشة العمل المدرسي ...
اخذتنا في ذاك اليوم في جولة الي انحاء المدرسه .. جولة اقسم بالله انها اول مرة نشاهد فيها ماشاهدنها رغم اننا نتمشى يوميا فيها ونعرف اماكن الاختباء واماكن الظهور فيها
اخذتنا للمكتبه .. وبعدها الي صفوف الطالبات وبعدها الي المقصف والي المختبرات العلميه وبعدها الي المرسم .. لم تترك مكان الا واخذتنا له ... ورغم كل شئ لم نعرف الي الان ماتريده ...
لكن سمعنا صوت يقول باللجهة المصريه :
انا سأخبرهن يا استاذتنا ...!!
هنا بدانا نرتاح قليلاً لان مع المديرة كنا متجمدات وخائفات بقوة
لكن مع استاذة الفنيه تغيرنا 180 درجة ان لم تكن 360 درجة
بدأنا بالضحك والوناسه والفرح وبعدهاشرحت لنا ماتريده ...
كانت المديرة تريد ان تعمل ورشة عمل قوامها طالبات المدرسة
تريد ان تبني المدرسة وتدخل بها للمعرض الفني المدرسي وتفوز بها
هنا بدأنا بالهستريا الخفيفه مدرستنا تفوز وليه تفوز ؟
اصلا ماعندنا مقومات ولا عندنا شئ ...
لكن كلمة رانيا وقتها افهمتنا وضعنا صح حين قالت :
لكن لدينا قوة الشباب والارادة والطاقه والعقل المدبر .
وبدأنا من يومها ... كان عام جميل وجديد بالنسبه لنا ... لم نبدأ فقط من اول متوسط
بل بدأنه بقوة وطموح ... تلك العشر الفتيات قدرنا ان يصبحن عند نهاية الفصل الاول مائتان
من القوة الطامحه والمجتهده لاثراء المدرسة بكل ماهو جميل
كانت اعمالهن تتحدث عنهن ... اول من انشئ نظام طالبات النظام في المدرسه كنانحن
( لن انسى الصعوبات التي واجهتنا وكيف اننا كنا منبوذات لاننا في نظر الفتيات كنا نتعامل مع القوى الغاشمة )
اول من انشئ حصص مدرسيه تديرها طالبات في تعلم بعض الفنون تلك الفرقة البسيطه
اول من ازال الفوارق التي توجد بين طالبات الصفوف الدنيا والعليا نحن
اصبحت كل فتاة تريد ان تنظم لتلك الورشة الخياليه التي ترأسها المديرة ...
اصبحت المدرسه كل يوم مقر للعمل ... ومقر الخلية العاملة ... كنا لدينا الضوء الاخضر وكنا نحمل بطاقاتنا لكي نعلم الاخرين من نكون لكن بعدها استغنينا عنها واصبح الجميع يعلم من هن هولاء الطالبات ....
كلمة وزير التعليم في تلك السنه وحين شاهد ما عملناه من نظام فني وابداعي
فقد تحولت تلك المدرسه المهجورة جدرانها الي لوحات فنيه .. وتلك الفتيات الخاملات الي عاملات .. تلعمنا الكثير في تلك الورشة التي استمرت حتى بعد انسحابي منها وخروجي منها لاني انتقلت الي مدينة اخرى .... حين عدت لها في اخر سنه لي بالدراسة وكان هناك حفل تكريم لتخرج من كنا سبب في اثراء الورشة ب الانشطه المدرسيه والاجتماعيه
تفاجاءة كثيرا ً فقد تحولت ساحات المدرسة الي ابداع فني كان قوامه
اريد ان اخرج الالماس من منجم الفحم ...
وقتها فقط وقفنا احتراماً لتلك الام والمعلمه والمديرة والاخت ... التي قدرت ان توجهه طاقتنا الي ماهو مفيد لنا وللمكان الذي نعيش فيه ... تعلمنا منها الابداع والتفرد
وان لانعتمد على العطاء الخارجي ... وان نحفر بأيدينا لكي نجلس في في اشجارها
خرجنا قويات من تلك المدرسة والورشة .. قد لانكون حققنا مراكز مهمه في المجتمع
ولكن قدرنا ان نبني مكان الكل كان يقول كيف فعلن ذلك ...
لن انسى ان قدرنا نحول جدران المدرسة التي تمتمد خمسة امتار طولا وثمانيه عرضاً
الي لوحة من الفن اليدوي الخطير والتي كانوا يقلون مستحيل بنات بسيطات يفعلن ذلك
لن ننسى انننا قدرنا ان نحفر الارض ونزرعها ونسقيها كل يوم ...
ولن ننسى اننا صبغنا جدران الفصول بأيدينا واخذنا التوبيخ من اهلنا لاننا اتلفنا مريول المدرسه ... ولن انسى اننا تعلمنا ان العمل الجماعي ... والقائد الفذ هو من يقدر يوجهنا وليس السلطه فقط او المال ...
هنا اقول ان شهرزاد لم تكن فقط من صنع رجل اراد ان يوهمنا ان شهريار تغير وتبدل على يد شهرازاد ... بل ماقدر ان يوحيه بكلمة وكلمات بسيطه نقدر ان نبيني شعباً
للاسف ... نحن لانحاول ان تطبق مانعرفه من عمل الا بالتسليه .. وهذا هو تدهور بعض الامور الي الاسوء حين يقلون لك اننا نريد فقط ان نتسلى ... وماذا بعدا لتسليه
الا تعلم ان لنفسك وبدنك وعقلك عليك حق ؟
قمرالليالي
العرض المتطور
