العودة   منتديات الـــود > +:::::[ أقسام الأسرة والمجتمع ]:::::+ > عالم الأسرة والطفل
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-2015, 12:30 PM   رقم المشاركة : 1
مسامح
( ضيف الــود )
 





مسامح غير متصل

علاج النطق والكلام عند أطفال متلازمة داون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
أنا بصدد تحضير رسالة ماجستير في الترجمة، وأقوم بترجمة فصل من كتاب Helping chldren with down syndrome communicate better، لأنني أردت محاولة تعميم الفائدة بنقل هذا الكتاب إلى القارئ العربي، وأحتاج غلى مساعدتكم، فهل بالامكان قراءة بعض العينات من النص، وإبداء رأيكم في بعض الجوانب: مدى وضوح النص، إمكانية تطبيق أمثلة الأنشطة الواردة فيه واتباع الارشادات. وشكرا مسبقا

النص:
الآن، وبعد أن أثبتنا أنّه لا وجود لشيء اسمه "متلازمة داون للكلام"، من المفروض بداهة أن يكون علاج الكلام لطفلك مسايرا لاحتياجاته. وكما هو الحال في علاج اللغة، فإنّ أهم خطوة استهلالية في تخطيط علاج الكلام هي الحصول على تقييم شامل للطفل. عندها، يستهدف العلاج العوامل المعينة التي تؤثر على وضوح كلامه. فإنْ كان يواجه صعوبة مع صوت الراء مثلا فسيُرَكز علاج النطق عليه، والأمر ذاته إنْ كان يحذف أصوات الصوامت الأخيرة. وإن كان ضعف التوتر العضلي عاملا في صعوبة الكلام فسيقوّيه العلاج في عضلات وجهه وشفتيه وخديه. وإن كان لا ينظر إلى وجه المتحدث فسيهتم العلاج بالتواصل بالعين.
لا وجود لخطة محددة يوصى بها في علاج الكلام لكل أطفال متلازمة داون، بل يجب أن تشمل خطة علاج طفلك أهدافا تتناول كل عامل يؤثر على وضوح كلامه، ومعايير لقياس تحسن كل عامل.

علاج الكلام في المدرسة
كما شرحنا في الفصل 3، تتوقف إمكانية تلقي علاج الكلام في المدرسة ومقداره على معايير الأهلية لا على الحاجة. حيث تجد لدى نظام المدارس عموما معايير محددة تفصل بموجبها في حاجة الطفل لخدمات الكلام. فالمفروض أن تستوفي علامات الطفل في اختبارات معيّنة للكلام (يختارها نظام المدرسة) معايير الأهلية. وقد تكون العلامة المعيارية هي ستة أشهر أو سنتان تحت مستوى العمر الزمني أو العمر العقلي. وتقدّر الأهلية أحيانا حسب متوسط المعدلات، فقد يُستخدم انحراف بدرجتين تحت المتوسط معيارا على سلم الاختبار. والجدير بالذكر أنّ هذه المعايير لم تتخذ من أطفال متلازمة داون مرجعا لها.
عادة ما تقوم أهلية علاج النطق على معايير نمائية. وبذلك فإنّ الطفل الذي يبلغ السادسة من عمره لن يستفيد من الخدمات إن تعذّرت عليه أصوات لا تُنطق غالباً دون الثامنة. وتُقارن المعايير في بعض الأحيان بدرجات العمر العقلي، فيُحرم من الخدمات طفل عمره العقلي ست سنوات، والحقيقي عشر سنوات، إذا كان أقرانه النامون بشكل طبيعي لا يتقنون الصوت الذي يصعب عليه ما لم يبلغوا الثامنة.
إن كان نظام مدرستك يستعمل هاته الأصناف من معايير الأهلية فيجب أن تدرك بأنّها قد أُعدّت قبل التصديق على أحدث قوانين تحسين تعليم الأفراد ذوي الإعاقات. ذلك أنّ قانون التحسين الأمريكي لـ2004 ينصّ على تقديم تعليم خاص وما يتصل به من خدمات للإعانة على مواجهة ما "يؤثر على التقدم في المنهاج التعليمي العادي" من مشاكل. وهو ما اعتمدته الجامعة العربية في العقد العربي لذوي الاحتياجات الخاصة (2004-2011)، والدول العربية في قوانينها الوطنية كالقانون الاتحادي لذوي الاحتياجات الخاصة في الإمارات (2006) وقانون رعاية وتأهيل وتشغيل المعاقين البحريني (رقم 74 عام 2006) وقانون رعاية وتأهيل المعاقين رقم (63 / 2008) في سلطنة عمان إلخ. حيث تُلزم هذه النصوص القانونية الأنظمة المدرسية بعدم استعمال معدلات صارمة وإقصائية للإقرار بأحقية الأطفال في تلقي علاج الكلام، واتّخاذ صعوبات الكلام التي تعيق تقدّم الطفل في المنهاج الدراسي العادي عامل الحسم.
قد يصعب أن نثبت للمدارس على أرض الواقع أن عدم وضوح الكلام يؤثر على تقدم الأطفال في القسم. لكنني أشرتُ في الإطار أدناه إلى أمثلة عن حجج متنوعة كفيلة بإقناع الفريق الخاص ببرنامج التعليم الفردي بحاجة طفلك لخدمات الكلام. وفي هذا السياق، يمكن أن تؤثر صعوبات الكلام على التقدم في القراءة ودقة معدلات الاختبارات والسلوك داخل قاعة الدرس. حيث أنّ المدارس غالبا ما تتقبّل أدلّة تأثير اضطرابات اللغة على التقدم في القسم التعليمي العادي، في حين أنّها تتمسّك بالرد على الأولياء الذين يقدمون معلومات حول صعوبات الكلام قائلة: " ليس بيدنا حيلة فهذه متلازمة داون للكلام"، وهو ما لا أساس له من الصحة.
ومن منظور تطبيقي، إذا كان طفلك يتلقى علاج اللغة في المدرسة لكنه لم يُؤهَّل لعلاج الكلام، فقد يعالج أخصائي أمراض الكلام واللغة شيئا من صعوبات الكلام لديه. قد تتردد "ميسون" مثلا على أخصائي الكلام واللغة بالمدرسة للعمل على الصعوبات اللغوية (ربما في استعمال "كاف" النسبة). فيعالج الأخصائي نطق الكاف، إن لاحظ صعوبة في ذلك عليها، رغم أنّ الكلام لا يدخل تقنيا ضمن صلاحياته.
وإن كانت المدرسة تقدّم بالفعل علاج الكلام للطفل، تبقى الاستفادة من الخدمات على النحو الذي يراه الوالدان مناسبًا أمراً صعباً (انظر إطار نماذج توزيع الخدمات في الصفحة 65 من الفصل الثالث). فعادة ما تعتمد نماذج توزيع الخدمات على ممارسات نظام المدرسة. ورغم أنّ كل قرارات برنامج التعليم الفردي من المفترض أن تكون "مشخصنة"، أي أنّها تُتخذ بعد دراسة كل حالة على حدة، إلا أنّ الأولياء عادة ما يسمعون أنّ " علاج أطفال متلازمة داون يجري ضمن مجموعات" بل كذلك " لا وجود عندنا لمجموعات تضم أطفال متلازمة داون والأطفال العاديين" حتى لو كان عند الاثنين اضطراب النطق نفسه (كإخراج السين). وتفتقر هذه التصريحات إلى السند القانوني إلا أنّها شائعة في الكثير من الحالات. ولابد في هذا المقام من الإشارة إلى إشكال آخر يكمن في ندرة أخصائيي أمراض الكلام واللغة بالمدارس عبر الوطن وهو ما قد يُصعّب الحصول على علاج مشخصن حقًا من المدرسة في غياب العدد المطلوب من الأخصائيين.
وما يزيد الطين بلّة صعوبة حصول الكثير من الأولياء على تأمين صحي خاص يغطي علاج الكلام، لأنّ شركات التأمين تأبى دفع تكاليف الخدمات النمائية. فقد تكفي البوليصات لتسديد تكاليف إعادة تأهيل الكلام لكنها لا ترضى بتغطية تكاليف العلاج الاستباقي بتعليم الكلام.
أعتقد أن كل الأطفال المصابين بمتلازمة داون يحتاجون إلى المساعدة على النطق وإخراج أصوات الكلام. ومن الصعب فهم سبب عدم اعتراض المدارس وشركات التأمين على العلاج الطبيعي لمساعدة طفل ذي توتر عضلي ضعيف من أجل تعلّم المشي، وتشكيكها المستمر في جدوى الخدمات عندما يؤثر الضعف في عضلات الوجه والفم على قدرة الكلام مما يحرم الطفل منها. ذلك لأنّ حاجته إلى المساعدة على تعلّم النطق تعادل حاجته إلى المساعدة على تعلّم المشي.


المشاركة في برنامج علاج طفلك
ما سبيلك إلى استفادة طفلك القصوى من العلاج إن كان لا يتلقى خدمات الكلام في المحيط المثالي أو بالوتيرة التي تحبّذها؟
إنّ توفير وسيلة تواصل للعائلة مع المدرسة وبرنامج تدريب منزلي هو في اعتقادي أهم عنصر لعلاج اضطرابات إخراج أصوات الكلام، فكثيرا ما يتطلب علاج صعوبات الكلام تمرينا يوميا لا يسمح الوقت ببرمجته في المدرسة. ويمكن متابعة اضطرابات النطق والتمرن عليها وتحسينها إن تعاون أخصائي المدرسة مع العائلة.
عادة ما تكون لديك دقيقتان عند نهاية الحصة تتحدث فيهما مع الأخصائي في العيادات الخاصة. لكن العدد الكبير للحالات التي يعالجها أخصائيو الكلام واللغة في المدارس لا يتيح لهم وقتا لذلك، وعليه فإن إعداد ورقة تواصل بين البيت والمدرسة وورقة تدريب منزلي يساعد على تحقيق التواصل مع العائلات.
يجب أن يكون التواصل ذي اتجاهين، فالأخصائي ملزم باطلاعك على مستجدات علاج طفلك ومدى تقدّمه وسبل مساعدته. والأهمّ من ذلك تلقيه ردًّا منك ليعلم إن كان طفلك يمارس في منزله ومجتمعه المهارات التي اكتسبها أثناء العلاج. ولابدّ له أيضا من معرفة ما إذا كان طفلك قد تدرب على الأصوات أو التمارين ومدى تقدّمه. فضلا عن تحديد مواطن نجاحه والمواطن التي واجه فيها صعوبات.
وأدناه مثال عن ورقة تواصل بين البيت والمدرسة خاصة بالنطق (تجد في الملحق استمارة فارغة للاستئناس) ويمكن استعمال الاستمارة ذاتها للعمل على الفونولوجيا ومهارات الحركة اللفظية. حيث يُوضّح المثال تواصلاً فعّالاً بين الأخصائي والوالدين. تجد في الاستمارة معلومات محدّدة عما يتم العمل عليه أثناء العلاج وأنشطة منزلية معيّنة للمتابعة فضلا عن حيّز مخصص لتعليقات الأولياء عن حال طفلهم في المنزل وفي التمارين وعن حياته اليومية ليتحقّق تواصل ثنائي الاتجاه بين الأخصائي والمنزل.
أُعدّت استمارة الصفحة الموالية للتواصل بين البيت والمدرسة. فالغاية من قسم "أهداف العلاج هذا الأسبوع" المذكور في الاستمارة، أن يُطلع الأخصائي عائلتك عمّا يتم العمل عليه في حصص العلاج. والغاية من قسم "التقدم والصعوبات" إعلامها بالنجاحات التي حقّقها الطفل في حصص العلاج أو في الفصل، وبالأصوات التي يمكن تصحيحها في المنزل، وتلك التي يُركّز عليها العلاج لكنها لم تبلغ بعد مرحلة التمرين المنزلي. وبإمكانك أيضاً إحاطة الأخصائي عِلماً بتقدم طفلك في هذه الجوانب من حياته اليومية. ناهيك عن إمكانيّة إعلامه بالمناسبات العائلية، والزيارات والرحلات، والاحتفالات والأمراض التي تؤثر على حياة طفلك حالياً، لتكون هذه المعلومات أساسا للمواد المختارة في العلاج. فعلى سبيل المثال، إذا كان العم "جمال" سيزوركم، وكان طفلك يعمل على صوت الجيم، فلا ضير من إضافة لفظة "جمال" إلى قائمة مفرداته ليكون حجم الدعم الإيجابي الذي سيتلّقاه خلال الزيارة معتبرا إن تعلّم نطقها نطقاً صحيحاً.
أما القسم السفلي من الاستمارة فقد خصّص لبرنامج تمرين منزلي. هب أن طفلك يعمل على صوت السين في العلاج، وأنه لا يجيد نطقه. إن كان يعمل في حصص العلاج على إبقاء لسانه خلف أسنانه فقد يقترح الأخصائي على سبيل التمرين المنزلي احتساب الوقت الذي يستطيع فيه الطفل إبقاء لسانه خلف أسنانه دون صعوبة وشفتاه مغلقتان من جهة، والوقت الذي يحافظ فيه على شيء من استدارة شفتيه وبروزهما من جهة أخرى. وقد يقترح الأخصائي عليك أن تقرأ كتباً حول أزهار عباد الشمس، أو السلاحف أو السهول كتدريب على سماع صوت السين إن كان طفلك غير مستعد بعد لنطقه، ويحتاج مساعدة على تعلم الاستماع لأصوات السين بكل تنوّعاته. أما في "قسم التقدم والصعوبات" فستطلع الأخصائي على سيرورة تدريب الاستماع. وقد يبعث الأخصائي ورقة تدريب إلى المنزل يطلب منكم فيها التمرن على الكلمات عندما يجيد طفلك نطق السين. حينها سترسل إليه استمارة مملوءة توثّق فيها تدريب طفلك.
لكن المؤسف هو غياب التواصل بين أخصائي المدرسة والوالدين أو عدم جدواه في كثير من الأحيان. وقد أوردنا في الصفحة 158 مثالا واقعيا عن حالة تواصل رديء بين المدرسة والبيت كانت فيها الأهداف مبهمة، بحيث أشارت الأخصائية إلى مجالات عامة كالطلاقة، لكنها لم تحدّد ما عملت عليه خلال العلاج. ولم تأت على ذكر أية أنشطة منزلية يمكن القيام بها. والأدهى من ذلك أن الأخصائية لم تكتف بذلك بل عمدت إلى تقديم تقرير غير منقح أوصت فيه بزيادة عدد الأصوات التي يخطأ الطفل في نطقها!


العمليات الفونولوجية "الصوتية"
إنّ العمليات الفونولوجية هي تبسيطات للأصوات يستعملها جميع الصغار في طور تعلم الكلام (كحذف الصوامت الأخيرة من الكلمات أو استبدال صوت السين بصوت الثاء) (راجع الفصل الخامس عن العمليات الفونولوجية). لكن أطفال متلازمة داون يستعملونها لوقت أطول من غيرهم.
وقد توصل الباحثون إلى أن أطفال متلازمة داون يستعملون عدداً أكبر من العمليات الفونولوجية كلما ازداد كلامهم طولاً وتعقيداً. مما يعني أنهم يلجؤون للعمليات الفونولوجية في إنشاء جملهم الخاصة أثناء الحديث أكثر من لجوئهم إليها عند تسميتهم للصور بعفوية أو تقليدهم لأسماء قالها آخرون.
كيف يعمل أخصائي أمراض اللغة والكلام على العمليات الفونولوجية
إن تحليل العملية الفونولوجية، وهي طريقة لتحليل أخطاء الأصوات في الكلام عبر استكشاف أنماط الاستبدال، يجعل أخصائي اللغة والكلام يتبين العمليات الصوتية التي يستعملها الطفل. وقد يركز تحليل العملية الصوتية، على سبيل المثال، على ما إذا كان طفلك يخرج كل الأصوات من مقدمة الفم أو ما إذا كان يُسقِط كل الأصوات الأخيرة في الكلمات.
سيتمكن الأخصائي عند تحليل العمليات الفونولوجية التي يستخدمها الطفل من استخلاص القواعد والأنماط التي يستعملها لتبسيط الكلام. علما أن العمليات الصوتية ليست قائمة على النطق وقدرات الحركة اللفظية لديه. إن كان الطفل يقول / ثبابة/ محل سبابة، وكان الخطأ قائما على قدرة النطق أو الحركة اللفظية لافترضنا بأن الطفل يجد صعوبة في نطق صوت السين. لكن قد يقول هذا الطفل أيضا /ثمس/ بدل شمس مثبتاً أنه قادر على إخراج صوت السين. وبذلك فالمشكل يكمن في أنه لا يخرج الصوت في الكلمة المناسبة وفي الوقت المناسب. ويدل هذا على أن الطفل طور نظاما مختلفا من القواعد المنطقية في ذهنه من دون أن يعلّمه القاعدة أحد.
وتُستعمل تحليلات العمليات الفونولوجية عندما يكون طفلك قادراً على الإخراج السليم للأصوات في بعض السياقات دون غيرها، أو عندما يستخدم تبسيطات في كلامه تتبع أنماطاً معينة.
إن كان الطفل يتلقى علاجاً للكلام-اللغة خاصاً بالعمليات الفونولوجية فسيركز أخصائي اللغة والكلام على تصحيح الأنماط بدل الأصوات الفردية. فسيهتم مثلا علاج حذف الصوامت النهائية على توعية الطفل بأثرها على المعنى وبإسقاطه لها في كلامه.
فيما يلي بعض العينات من أهداف برنامج التعليم الفردي في سياق علاج العمليات الفونولوجية:
. بالنسبة للطفل الذي يحذف الأصوات في نهاية الكلمات، قد يكون الهدف التالي مناسباً للبرنامج: ستنطق سارة آخر صوت في الكلمات أحادية المقطع بدقة 90% مع نهاية السنة الدراسية.
. بالنسبة لطفل يصعب عليه إخراج الأصوات الخلفية (الكاف والقاف)، قد يكون الهدف التالي مناسباً للبرنامج: سيكون أسامة قادراً على إخراج أصوات الكاف والقاف بنسبة 80% عند قراءة قائمة بالمفردات.
ويشكل نهج الدورات ونهج الأزواج الدنيا أكثر الطرق شيوعاً في علاج توظيف العمليات الفونولوجية.
نهج الدورات
يعود الفضل لباربرا هودسون وإيلين بادن في تطوير نهج الدورات (1990) ، الذي ثبت أنه يحسّن الكلام عند أطفال متلازمة داون، سعيا منهما لمساعدة الأطفال ذوي الأخطاء الصوتية الكثيرة والكلام غير المفهوم.
ويستهدف هذا النهج أنماطاً معينة من العمليات الفونولوجية فيعالج كل نمط بطريقة خاصة جدّاً. وترى هودسون بأنه يجب استهداف نمط صوتي واحد فقط خلال كل حصة ليتمكن الطفل من التركيز على ذلك النمط (مثل: حذف الصوامت النهائية). وقد تتعدد الأصوات التي يخرجها الطفل تبعا لذلك النمط الصوتي. كأن يقول مثلا "كَلْ" عوض كلب (مُسقِطا صوت الباء) أو "هات" محل هاتف (حاذفا صوت الفاء). وهنا يتجلى الفرق بين العمليات الفونولوجية واضطرابات النطق التي تنعكس في تعذر التلفظ بصوت الكاف الأخير مثلا وفي هذه الحالة قد يقول الطفل "سم" وقصده سمك و"كع" وقصده كعك (ليتخلص بذلك من إشكال الكاف الأخير) لكنه لن يجد صعوبة في قول هاتف بشكل صحيح لأن الكلمة تنتهي بصوت مختلف.
قد يركز أخصائي اللغة والكلام على نمط معين (كحذف الصوامت الأخيرة) على مدى فترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع مستهدفاً فونيماً (صوتا) مختلفا كل أسبوع. ويكتسب الطفل، من خلال الأصوات المختلفة، تدريباً على سماع الأنماط الصحيحة وإخراجها. وقد تدوم دورة علاج من خمس أو ست أسابيع إلى خمسة عشر أو ستة عشر أسبوعاً. وذلك حسب عدد أنماط "النقائص" الصوتية التي يستعملها الطفل وعدد الفونيمات التي يمكنه العمل عليها ضمن ذلك النمط. وتُختار هذه الأخيرة اعتمادا على قابلية استثارة الطفل بهذه الأصوات، ونعني بذلك قدرته على التقليد السليم للصوت وفقا لنموذج محدد.
عادة ما تدوم حصص العلاج 40-60 دقيقة في الأسبوع. وتتبع كل حصة سلسلة تعليمية من سبع خطوات:
1- المراجعة
2- القصف السمعي
3- بطاقات الكلمات الهدف
4- تمارين الإخراج
5- جس الاستثارة
6- القصف السمعي
7- البرنامج المنزلي

المراجعة. تتم مراجعة بطاقات الكلمات التدريبية، التي صنعها الطفل أثناء الخطوة الثالثة من الحصة السابقة، في بداية كل حصة أسبوعية.
القصف السمعي. يستمع الطفل في هذا الجزء من الحصة، إلى قراءة الأخصائي لمفردات تحتوي على الصوت والعملية الفونولوجية الهدف. فإن كانت العملية الفونولوجية المستهدفة مثلا حذف الصوامت الأخيرة وكان الباء الصوت المستهدف جاءت قائمة الكلمات، التي عادة ما تحتوي على اثنتي عشرة كلمة أسبوعيا، كالتالي: كلب، باب، كوب، ألعاب، كتاب، غراب، شباب، باب، كباب، حليب، ذباب، طلب. ويستمع إليها الطفل لحوالي دقيقتين.

يستعمل الطفل عادة مدربا سمعيا لتكبير الصوت خلال القصف السمعي/ نشاط الاستماع. وهو ما يتيح له سماع كل الأصوات في الكلمة والانتباه لها، بما في ذلك الأصوات الأخيرة أو المقاطع اللفظية غير المشددة التي عادة ما تُهمس. ويساعد استعمال التكبير الطفيف أطفال متلازمة داون بشكل خاص، فكثيراً ما يعانون فقدان السمع المتذبذب ووجود سوائل في الأذن الوسطى. سيقرأ أخصائي اللغة والكلام الكلمات قراءة صحيحة بينما يصغي الطفل إليها حتى يصبح قادراً على الإخراج السليم للصوت. حينها يمكن للأخصائي أيضاً إخراج الصوت بشكل خاطئ ثم مقابلته بالإخراج الصحيح.
بطاقات الكلمات الهدف. يساهم الطفل، خلال هذا الجزء من الحصة، في صنع بطاقات الكلمات التي ستُستعمل في التدريب على الصوت الهدف وعلى العملية الفونولوجية. وتعتقد هودسون بأن مشاركة الطفل في هذا النشاط بالغة الأهمية من حيث أنه يحفزه على استعمال البطاقات والتمرن على الكلمات. وقد يساهم الطفل بصورة أو يلوّن رسماً أو يلصق صوراً على بطاقات كبيرة مفهرسة يتراوح عددها بين ثلاثة وخمسة بطاقات. ويكتب الأخصائي أو الطفل (إن كان باستطاعته ذلك) اسم الصورة على كل بطاقة.
التدريب على الإخراج. تستعمل ألعاب متنوعة لتدريب الطفل على الصوت الهدف. وتستخدم الاستثارة متعددة الحواس، بما في ذلك الإشارات السمعية والبصرية واللمسية، في إعانة الطفل على الإخراج الصحيح للصوت. فعلى سبيل المثال عندما يتلفظ الطفل بالفاء يمكنه النظر إلى المرآة ليراقب أسنانه على شفته السفلية ويلمسها عند مخرج الصوت ويستمع لنطقه. ويتوقع أن يصبح الطفل قادرا بعد ذلك على الإخراج السليم للصوت. أما فيما يخص أطفال متلازمة داون من ذوي التوتر العضلي الضعيف في الفم والوجه، أو ممن يعانون تعذر أداء الكلام في مرحلة الطفولة، فقد نحتاج إلى تغيير نهج الدورات ليشمل إشارات إضافية ومزيدا من تمارين الحركة اللفظية أثناء الحصة.
عليك بلعب لعبة أو استخدام النشاطات التجريبية (حسب سن الطفل وقدراته) علما أن الشروع في نشاط جديد كل خمسة إلى سبعة دقائق عادة ما يكون مفيدا للإبقاء على اهتمام الطفل. وثمة تدريب في الحوار خلال كل حصة.
جس الاستثارة. صمم هذا الجزء من الحصة لتحديد الأصوات التي ستستهدف في الحصة المقبلة. ويُختار الصوت الهدف انطلاقا مما يستطيع الطفل تقليده وفقا لنموذج صوتي. إذن، إن كان الطفل يتمرن على الباء وعلى العملية الفونولوجية لحذف الصوامت الأخيرة، فقد يفحص أخصائي اللغة والكلام قدرته على تقليد التاء الأخيرة كما في حوت، والدال الأخيرة كما في بلد، والكاف الأخيرة كما في كعك، والجيم الأخيرة في ثلج. وسيختار الصوت الهدف وفقا للصوت الذي ينجح الطفل في تقليده أكثر من غيره.
القصف السمعي. يكرَّر الآن نشاط الاستماع الذي كان ثاني أنشطة الحصة. ويستعمل التكبير الطفيف للصوت مرة أخرى. فيقرأ الأخصائي المفردات على مسامع الطفل قرابة دقيقتين.

البرنامج المنزلي. يناقَش البرنامج المنزلي مع الطفل والوليّ آخر كل حصة. وتجد في البرنامج المنزلي لكل أسبوع، عنصر استماع وتدريب على الإخراج يعتمد على الصوت الهدف وعلى الكلمات المستعملة خلال حصة العلاج. ويُطلب من الأهل قراءة قائمة المفردات للطفل مرة واحدة على الأقل يوميّاً، كما يطلب من الطفل التمرن اليومي على مفردات البطاقات الخمس للكلمات الهدف.
تنتقل معظم برامج العلاج إلى صوت جديد عندما يبلغ الطفل مستوى معيارياً معيناً. ويمرّ الطفل والأخصائي إلى صوت جديد عندما تبلغ نسبة الإخراج السليم للباء الأخيرة في الكلمات 90%. ويختلف نهج الدورات عن هذه البرامج في كونه يستهدف صوتا جديدا أثناء كل حصة. ويُراجع الأخصائي الصوت الهدف للأسبوع الماضي فإن لاحظ بأن الطفل لم يتقن صوت الأسبوع السابق يسترجعه ويجعل منه هدف العلاج خلال الحصة المقبلة. وهكذا، يجري العمل على كل صوت لحوالي ساعة وتتم المراجعة في الحصة التالية. على هذا المنوال، يركز علاج العملية الفونولوجية على صوتين على الأقل ويدوم علاج كل عملية ساعتين كحد أدنى خلال الدورة الواحدة. فإن لم يتقن الطفل الصوت والعملية الفونولوجية يُركّز عليهما في الدورة التالية. ويحاكي هذا النهج كيفية تطوير الأطفال للغة والكلام في الحالات العادية. فهم قد يلفظون كلمة أو صوتاً مرة واحدة، ثم يعودون للتلفظ به لاحقاً. ونادراً ما يكتفي الأطفال، في معرض تعلمهم للغة والكلام، بالتمرن على صوت واحد أو كلمة واحدة حتى يتقنوا تلك الكلمة أو ذلك الصوت.
يحتاج الأطفال النامون نموا طبيعيا، ممن يتعذّر فهم كلامهم، ثلاثة إلى ستة دورات من حصص العلاج الصوتي أو ثلاثين إلى أربعين ساعة من حصص العلاج فضلا عن تدريب منزلي إضافي قبل أن يصبح كلامهم مفهوماً. رغم أن هذا البرنامج قد اتبع في علاج أطفال متلازمة داون إلا أننا لا نملك أي معلومات عما أحرزوه تقدم بفضله. وعلى ذلك فقد استنتجت من تجربتي السريرية، بأن أطفال متلازمة داون يحتاجون لعدة حصص للعمل على كل صوت.







رد مع اقتباس
قديم 13-12-2015, 03:51 PM   رقم المشاركة : 2
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

مسامح

مرحبا الساع وحياك الله في منتديات الود

يعطيك العافيه ع الطرح والمعلومات المفيده

ننتظر جديدك القادم

دمت بخير

شمس القوايل







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 16-12-2015, 08:49 PM   رقم المشاركة : 3
لوسي عواد
( ضيف الــود )
 





لوسي عواد غير متصل

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
بورك في هذا الجهد الطيب المبذول







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:13 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية