من قال أن وطننا الغالي لا يصدِّر إلا البترول والبترول فقط؟... هذا غير صحيح... فنحن نصدِّر أشياء أخرى أيضاً..
قبل سنين عديدة كنا نصدِّر إلى الخارج ما يسمى بـ"المواطن"... فبعض المواطنين كانوا يصدَّرون إلى أمريكا وأروبا ليكملوا دراستهم الجامعية.... والبعض الآخر كان يصدَّر إلى أفغانستان ودول الإتحاد السوفييتي ليساعدوا إخوانهم هناك من الخلاص من الإحتلال... وكانت أبواب الجامعات تُفتح لطلاب "العلم".. وخزائن السلاح تُفتح لطلاب "الجهاد"..
انتهى طلاب العلم من طلب علمهم... وانتهى طلاب الجهاد من جهادهم... وعاد كلا الفريقين إلى الوطن...
ولكي يردُّوا الجميل لوطنهم... فقد قاموا باستيراد أشياء لم يكن يعهدها الوطن من قبل... أشياء جديدة و"آخر موضة"... بعضها "يُبْهِرْ"... وبعضها "يُرْهِبْ".
*************************
فالفريق الأول: قام باستيراد الحرية ومشتقاتها (الحرية.. التحرر.. الحرحرة.. الحرحير...)... وأصبح يستخدمها في كل مقال يكتبه... أو محاضرة يلقيها.. أو ندوة يشارك فيها... وراح يدعو إلى الحرية بكل أنواعها وأشكالها... ولأن "الحَر" (بفتح الحاء) يعتبر من مشتقات الحرية... فقد راح هذا الفريق بالدعوة إلى نزع الحجاب... ولبس "الشورت".. وذلك لكي نواكب درجة الحرارة العالية...
ولكن....
تفاجأ هذا الفريق أن البيئة لا تسمح... إذ أن الحرية (بمفهومه هو) شيء غير مقبول في مجتمعنا المحافظ.. ولكي تصبح هذه الحرية مقبولة.. فإن عليه أن يغيِّر هذه البيئة من أساسها... ويقمع هذا المجتمع من جذوره... لكي يتناسب مع الحرية... فبدأ بمحاربة الدين بطريقته الخاصة...
*************************
أما الفريق الثاني: فقد قام باستيراد أمرٍ آخر... هو القتال.. القتال ومشتقاته (القتال.. التقتيل.. القتلنة.. القتاقل...), وأصبح يستخدمها في كل خطبة يخطبها.. أو دعاء يدعو به.. أو حلقة يدرِّس بها..
ولكنه هو الآخر تفاجأ أن البيئة لا تسمح... فالقتال لا يكون إلا مع الأعداء... ولكن "مع الأسف" لا يوجد أعداء في وطننا الغالي... فماذا يفعل؟؟.. أيجلس هكذا من دون شغلة ولا عملة (كما هو الأمر مع أبي البحور).. أم يبحث عن أعداء يقاتلهم؟؟!!!..
قال بعضهم: "سنجلس مع أبي البحور"... وقال الآخر: "بل نخلق أعداءاً لنا لنقاتلهم"..
فبدأ هؤلاء بالبحث عن أعدائهم الوهميين.. وفكروا بخطة خطييييييرة...
فقد قاموا بتكفير كل من يعارضهم.. ولأن "دينهم" يوجب قتل كل كافر.. فإن هؤلاء أصبحوا مهدوري الدم... وقُرِعَت الطبول.. وأعلن "الجهاد"... وقتل الكثير من رجال الأمن.. (عفواً أقصد "الكفار")... ورُوِّعَ الآمنون... من نساء وأطفال وشيوخ وشباب...(طبعاً كلهم كفار)... وانتصر "المؤمنون"...
*************************
ولا يزال الوضع مستقراً... ولا زلنا نصدِّر البترول ومشتقاته... ولا يزال جيبنا مليان... فالمكافآت قد نزلت ولله الحمد... ولكن..
هل سننسى "بترول" أمنا نحن أيضاً؟؟؟.....
منقوووووول
العرض العادي
