لقد اطلعت على هذا الموضوع منذ فترة وهو موضوع قديم والقضية والحمدلله انتهت بالنسبة للاخوة الموقوفين ولكن ...
في الحقيقة أحب أن أوصل نصيحة لهؤلاء الاخوة وقبل ذلك أريد أن أوضح بعض الأمور بناءً على مبدأ الحديث النبوي ( على رسلكم إنها صفية ... )
* أنا مع من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولست ضده ووالله إنني أتمنى مجيء اليوم الذي يقضي فيه على كل المنكرات بلا استثناء .
* وفق الله العاملين للدين الغيورين على محارمه لأنهم دعاة الفضيلة الذين يحاربون الرذيلة وأسأل الله أن يجعلني منهم .
* لن أقدم نصيحة وأقول لهم لقد أخطأتم وأبقى في برجي العاجي وانظر إليهم من علو وفوقية بل أنا معهم وأسدد رأيهم وأشد على أيديهم وأهنئهم بما حصل لهم من أجر وثواب وأذى في سبيل الله .
بعد ما سبق من التوضيح أقول :
عند النظر والتأمل فيما حدث نرى أن الشباب الستة عشر أخطأوا في مسألة !
نعم لقد ذهبوا وهم صادقين في نياتهم إن شاء الله دافعهم رضى الله وحراسة الفضيلة وحماية المجتمع من المعاصي والذنوب التي هي خراب الشعوب .
سلاحهم – إن صح التعبير – الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والحكمة في الدعوة إلى الله ولكن ...
لقد أخطأوا في الدخول إلى ملاهي خصصت للعائلات وهم شباب فقط !!
فمسؤول الملاهي لن ينظر للأمر أنه نصيحة وأمر بمعروف ونهي عن منكر وأنهم شباب صالحين من طلاب العلم بل على العكس من ذلك وللهوى الذي في نفسه والخبث الذي فيه سيتمسك أكثر بقضية ( اقتحام شباب عزاب لملاهي عائلية والاطلاع على عورات الناس ) هذا إن لم يزد ويكيل من عنده المزيد من الاتهامات الباطلة كادعائه مثلا بأنهم ضربوا أحداً أو آذوا أحداً أو سبوا أو شتموا كعادة محبي انتشار الفاحشة في الذين آمنوا فإن أهل الفساد والضلال لا يهنأ لهم بال حتى يوقعوا كل الناس في باطلهم وضلالهم فهم أعوان إبليس في الأرض .
أما الشرطة فستنظر للموضوع أنه ( دخول شباب عزاب لملاهي عائلية ) ولو اُستُفتي أكبر عالم في الدنيا لأدان الشباب وخطأهم وإن قالوا دخلنا ناصحين سيُقال لهم ليس لكم الصلاحية في الدخول !!
ولقد فاتت على الشباب هذه النقطة .... زد على ذلك أنهم ليسوا من رجال الهيئات أي ليس معهم سلطة رسمية تخولهم للدخول إلى أماكن معينة .
ولا أقصد بذلك أن المسلم لا ينكر المنكر ابتداءً إلا بإذن من ولي الأمر فهذا ليس بصحيح إنما يُنكر بما يستطيع وبما لديه من صلاحيات .
أما كيف ينكر هذا المنكر فيكون بالنسبة لأي مسلم غيور بأحد الطرق التالية :
- إخبار مركز الهيئة التي تتبعه تلك الملاهي بتقديم تقرير كامل عنه .
- رفع تقرير آخر للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
- زيارة المفتي العام وتقديم تقرير أيضا عن المنكرات التي تحدث في هذا الملاهي وأمثالها .
- زيارة بقية هيئة كبار العلماء والاتصال عليهم ومراسلتهم كتابيا بمنكرات الحكير .
- زيارة وزير العدل ورئيس مجلس الشورى وإن تعذر ذلك فبالاتصال هاتفيا أو كتابيا .
- رفع شكوى لإمارة الرياض أو تقديم المعروض يدويا للأمير فلطالما شكى الكثير من أجل الدنيا والأراضي والعقار والعلاج المجاني في الخارج أو من أجل التوسط للقبول في الكليات العسكري أو الحربية أو الزواج من الخارج أفلا نشكو من أجل ديننا .
- مناصحة الحكير شخصيا ووعظه وتذكيره بالله هاتفيا أو كتابيا أو بزيارة ويُدعى إلى الخير والهداية . ولا نقول هذا ما ينفع فيه فقد هدى الله قساوسة للإسلام أفلا يهدي عبده الضعيف الحكير !! والهداية بيد أولا وآخرا وليس علينا إلا العمل للدين .
- توعية الناس ونصحهم وتوجيههم وإرشادهم وتكثيف ذلك من خلال المنابر والمراكز الصيفية والمساجد ودور تحفيظ القرآن النسائية وفي الأفراح والمناسبات بإلقاء الكلمات وبتوزيع المطويات والأشرطة والفتاوى . فالوقاية خير من العلاج .
- أيضا بيان المنكرات والأخطاء التي قد تحدث في المنتزهات والملاهي العائلية المختلطة ( اختلاطا محرما ) وتحذير الناس منها . فالأمر ترغيب وترهيب .
وبعد كل ما سبق فإن لم يتغير المنكر فقد قدم كل منا ما يستطيع فإن نزل العذاب سيحفظ الله عباده المصلحون الصالحون
العرض العادي
