عندما كنت في سن الطفولة كان كل شئ بالنسبة لي واضح المعالم .بنظري,, فجميع الناس يحبون بعضهم البعض يتخاصمون في الصباح ويتراضون أيضاً بنفس الصباح.. وكان والدي اقوي رجل بالعام وأمي أطيب مرأة بالعالم كنت لاعرف الحقد فقط أحب ,, اعطي اولاد جيراني جميع مافي المنزل أو الالعاب التي لدي . هذا ان كان هناك العاب أصلاً ,,.كنت احب البرنامج التعليمي ( سلامتك) واكره الرسوم المتحركة التي تخص الفتيات
كانت الحياة بالنسبة مسارين فقط أحب هذا واكره هذا .. وكما تعلمون سبحانه من يغير ولايتغير,,
عندما كبرت قليلاً أضطررت لزيادة عدد المسارات الي ثلاثة واضفت المسار الثالث والذي أسميته
( المنطق ) ويزداد عرض هذا المسار كلما كبرت قليلاً .. الحقيقة نغص حياتي كثيراً واضطرني لسحب بعض الالقاب التي منحتها للأخرين في السابق فقد سحبت لقب اقوي رجل بالعالم من أبي عندما قمت بمشاهدة المصارعة فكان هولك هوقن قوياً بما يكفي لينتزع اللقب من والدي اطال الله عمره لان المنطق يقول هكذا ..وبدأت اقرأ الجرائد وأشاهد النزاعات بين الناس فاضطررت لنزع لقب ان الناس يحبون بعضهم البعض وهكذا يقول المنطق أيضاً .. المنطق عندما غزاني أستطيع تشبيهه وكأنني دخلت شقة وضع علي كل أثاثها قماش أبيض فكل شئ بنظري أبيض وفجأة جاء المنطق بصورة ريح شديدة ازالت هذا القماش الابيض وظهر لي ماتحته فوجدت الوان سوداء وحمراء وبنيه داكنة ورمادية فقد كشف الستار عن الحقائق هذا المنطق,,وأستمريت هكذا وكبرت وأضطررت ان اضيف مسار رابع وهو التحليل والاستنتاج ووقتها عرفت مافائدة علامة الاستفهام ففي السابق اعتبرها رمز ليس له أي داعي في هذا العالم,, فاصبحت أحلل واستنتج وأشك في ان تعاملي بالمنطق سابقا كان علي صواب او خطأ ..ومع الايام أصبح التحليل والاستنتاج يقودني الي فهم نفسي أكثر وأكثر فقد اكتشفت اني غبي جداً احياناً وكنت اظن أني اذكي الاذكياء لان الذكاء الحقيقي والدهاء والحنكة أن يفهم الانسان نفسه قبل ألاخرين وايضاً تعلمت من هذا المسار الرابع أن كل ماكان الانسان يعلم فحتماً هناك من هو اعلم منه وقس علي ذلك جميع الصفات البشرية والمهارات الذاتية للأنسان.!
وانا ألان في صدد افتتاح مسار خامس وهو قيد الآنشاء واني متخوف منه فقد يقودني الي شئ لاحمد عقباه ..
المحتار-
.
العرض الشجري
