[c] [/c]
[c]والصباح يطربه في اطراف الغابه ..كانون يحتضن قلبه بشوق دون قلوب العالمين ... [/c]
كل شمس تزف غابتها إلى حضنه ..ارز مثقل بالثلج ..وبتلات الياسمين البارده تطير في الجو تملأ الهواء تداعب وجهه .. الثلج كان الشيء الوحيد الحالم في يومه . دائما ماكان الجلوس على المقعد الخشبى بعد رياضة صباحيه يعنى نهارا جميلا ويوما متخم بابتسامه .يظهر متورد الوجنتين بنضارة تبدو بين هذا البياض حياة حان قطافها ... الوحده فقط تقطف بوحه الذي يخطه على الثلج ...وخيالاته الشفافة التي تحلل هذا البياض إلى كل الفصول قوس رحمه..
كان صباحا مشرقا ببياضه ونصوع ثلجه عندما اتى الى كرسيه ليجد ان هناك من سبقه إلى الجلوس عليه....... رسالة معطره في ظرف بلاستيكى انيق شاركت الصباح القه . اقفار المكان عجب يتملك انامله التي سارعت لفض الرساله .....
[c]عجيب ان يشاركنى النقاء ..... بشر [/c]
[c]سنو وايت [/c]
هذا ماكان مكتوبا على صفحة بيضاء كوجه الغابه ....ووجه السحاب. تلفت عله يحضى بطيف خط هذه الرساله ..لكن البياض ملأ عينه كما يفعل دائما ...لم يستحضر الرساله كثيرا حتى اتى الغد يحمل اخرى .....
[c]غرامى امارسه ..مع الندف البيضاء ستخفى كل مرور لا يستحق ان يراه سواها لا تتلفت في المرة المقبله ...فقط ...تأمل الثلج [/c]
[c]سنو وايت [/c]
استفزاز .....جعله لا يطمئن إلى توحده بالغابه, هناك شريك يراقبه ولا يفصح عن نفسه .... عاد بعد القراءة يتلفت ... بنظرة اعمق من سابقتها ...يبحث عن اثر مرور على الثلج ولا يجد ....ترى من هذا الذي يتعمد ارسال الحروف إليه بهذا الغموض . اصبح ينتظر الصباح حتى يرى ذلك الخط الرقيق ..ومايسفر عنه ... اخذ البياض نصف اهتمامته وتوقيع سنووايت النصف الاخر .... اشرقت الشمس ليقطع صفحة الثلج إلى كرسيه ويجدها في نفس المكان يكاد يغطيها الثلج ....
[c]اذوب في بياضه ....لن ترانى .. فقط حاول ان تجيب ... لم هذا الثلج نظيف؟ [/c]
[c]سنو وايت [/c]
بحث في جيوب معطفه عن قلم يدفأ رأسه ببخار يخرج من اعماق صدره حارا ...ثم يكتب تحت رسالتها ....:
لانه يشبه وطنى يتغلغل في نفسى بهكذا بطأ ويترك نفس الاثر ..بياض يغطى كل الأشياء بطبقة فطرية صافيه تحبها الشمس واحبها ويهرب منها جميع المجانين .
[c]( غريب مرتحل ) [/c]
هذه المره تركها على الكرسى دون التفاته.... وغادر طيفه سريعا . في الصباح الاخر استفاق بروح يملأها تفائل وانتظار بدأ يستلذه على مهل يستنشقه مع هواء صباحه الجميل نسمة نسمه برودة تطفىء هذا الذي اشعله به وطنه ذات شمس شرقيه ... تأمل نفسه في المرآة قبل ان يغادر جهة الغابه ....إلى كرسيه ...والرساله التي ينتظرها .
[c]أيها الثلج يحبك قلب وفى لغريب حالم [/c]
[c]هلم إلى قلبه ... لتتحول إلى ماء [/c]
[c]لتذب هذه الاكوام تحت شمس شرقيه [/c]
[c]لرجل شرقى . [/c]
[c]اغسلوه حتى مايبقى حنين ألا ويلتمع واضحا في سواد اختار عيناه دون رجال وطنى . [/c]
[c]أيها الرجل الشرقى : للشرق روعة وجمال التباين . [/c]
[c]سنووايت [/c]
استلم قلمه سريعا مبتسما للورقه يحملها مايشعر به ...ويكتب:
[c]- المشرق ....رجل من وطنى ... [/c]
[c]والتباين شطرنج نجيده .... كما يجيد وطنك احتضان الثلج [/c]
[c]كل مايحمل وطنى بين روعته وروعته روعه. [/c]
[c]يكفيك ان تعرف انه جعلنى أبكى عندما غادرته. [/c]
[c]غريب مرتحل . [/c]
ذهب سعيدا يملأه احتفال عيد كاحتفالات العيد في وطنه . اكبر خلاياه واصغرها كانت ترقص نشوة على الثلج ... كان مسكون بطفل سعيد استطاع التعبير عن وطنه في حصة انشاء باسهاب لا يصانع الحروف حتى يكتبها بل تكتبه بحب صادق حد اللهفه والضياع بدونه . كان انصات طيف سنووايت يستدرجه حيث اروع الاماكن يظهر متلألأ على جبين الثلج الابيض ..كانت طيفا جميلا تلك المارقه تعبث بما يحبه ...الثلج وحنين لوطن يتحرق شوقا إليه.
مر يومه يفكر في طيف سنووايت ماتراه يكون ...انثى حنونه ...أم رجل فضولى .. كانت حاجته لانثى تجعله لا يستطيع تخيل سوى أنها انثى رقيقه .... ارسلتها السماء ..تناجى وحدته تغمره باهتمام غريب وغموض تستلذه شرقيته .... وايا كان هو يشعر بالراحه تغمره لمرور طيفها في خاطره ..امتلأ يومه بذكريات يحكيها لسنووايت ... سيكتب غدا لها كل مايثبت لها ان وطنه كالثلج ابيضا بسيطا صبورا يغمر كل من يواجهه بنقاءه ويجعل الأشياء بوجوده تبدو طاهرة وعظيمه ... سيخبرها أيضا انه بعيدا عن هذا البياض ضائع .
عاد إلى سريره لا يود النوم كانت الذكريات تداعب طفولته ..ولا يمل اجترارها , لا يكل من ممارسات قديمه يدرب بها مخيلته على مبادلة القلب حنينه ...
الصباح الجديد جاء بخطها يحمل الكثير ممايقول عنها انها تقرأ رسائله بمشاعرها ...:
[c]- اتحمل كل هذا الحب ...؟! [/c]
[c]كيف استطعت ان تترك من علمكم أن اراقة الدموع كرم [/c]
[c]وان الكرم في كل الأشياء حب .. [/c]
[c]هل استطعت ان ترحل عنه أم انك اتيت به إلى هنا ؟؟؟ [/c]
[c]كيف استطعت ان تفعلها ....!؟ [/c]
[c]سنووايت [/c]
سحب تنهيده من اعمق نقطة في صدره ادخلت برودة الهواء إلى رئتيه تخفف ما اشتعل فيها ..
كان متيقنا أنها تراقبه من مكان ما تلفت حوله ... يريد لقائها يحكى لها ..عن مالايستطيع كتابته كلمات ...هناك الكثير ليخبرها به عن ذلك الحب .لكن نظره عاد منكسرا إلى الورقه الثلجيه ...وامسك بالقلم ,بقى لعدة ثوانى بلا حراك ثم انحنى يكتب :
[c]اغادرك راحل نحو العودة إليك [/c]
[c]اغادرك اجمعك مبعثرا في حقائبى .. [/c]
[c]اترك لديك القلب وارحل بباقى اعضائى .. [/c]
[c]اخذ مكان القلب بقعة نخيل مخضرة من عيون المزارع .. [/c]
[c]ارحل اناطح هذه الكره ..ادور عكسها ...متعجب [/c]
[c]كيف لهم ان يفتخروا باوطانهم ...وليس لديهم وطنى ؟؟!!! [/c]
[c]سنووايت : [/c]
قد تركت هناك انثى ترفع يديها في كل حين وفى كل حسرة على غيابى تدعو لى ...تركت روحى هناك ..وجأت ابحث بين الثلج عن روحها الطاهره ... لم اجدها لكنى وجدتك ....
[c]هل انتى طاهره هكذا ؟!. [/c]
[c]ترك الرساله تستلقى على الكرسى ... [/c]
وغادر به رغبه شديده لكتابة المزيد الذي لا يعلم كيف يمسك به ويعرف تفاصيله حتى يتسنى له التعبير عنه ...
افاقته المبكره لم تعد بعد عادة يمارسها ومتعة يسعد بممارستها كل اشراق كسابق عهده بذاته ... اصبح شيئا مجبرا على فعله من جهة لا يعلم كنهها ... لكنها يقينا تحمل قوة عجيبه يستطيع الاصغاء اليها دون ندم.
ذهب مشتاق لما يمكن أن يسفر عنه قلب سنووايت الذي يراه هو الذي يكتب .....حبا في الصدق كان يراها صادقة كما يتمنى ... قرأها ..:
[c]وماذا تفتقد أيضا غير طهر امومه ....حتى احلم ان اكونه ؟! [/c]
[c]في عينيك الكثير ...لا تخف دعه يسيل . [/c]
[c]سنووايت [/c]
امسك بالرساله اغمض عينيه بتمعن شديد وتتابعت انفاسه عميقه يستعيد السيطره على مشاعره ...
ثم امسك بالورقه طواها ودسها في معطفه ... وغادر المكان .
ظل طوال النهار في سريره لم يغادرالى جهة عمله يقلب اطرافه على كل جانب يبعث الحياة فيها دون جدوى ..يبدو متهالكا تجول انظاره في ارجاء غرفته المكتضه دون ان ترى شيئا ...
كان مستويا حين قرأ الرساله لمرة تمتد خلف العاشره بعدة قراءات ...كتب ...
[c]- افتقد منزلى ...وسياراتى .. والبساطه في كل شيء ... [/c]
افتقد احساسى برجولتى في كل الاماكن التي احتاج قبل دخولها أن اتنحنح واذكر الله ...
افتقد غرفتى تبخرها بعود كل يوم اختى لتخبرنى كم تحبنى ....
افتقد الاتكاء على كتف ابى حين يتكأ على كتفى ....
لشماغ احمر (هو قطعة تغرق في نارها ) احيط بها وجهى فيبدو وسيما جدا ....الفها حول وجهى فابدو شجاعا جدا ...
افتقد لاخر الاسبوع يجتمع اخوتى واولادهم يبدو منزلنا كخلية النحل, الجميع يغمره السرور ...جميعنا متحلقين حول عجوز ورجل مسن غمرهم البياض حتى اخترق صدورنا جميعا..القهوه في ذلك اليوم لها طعم مختلف .
افتقد اخطائى وخجلى من نفسى وخوفى ان يعلمون ....
افتقد اهتماما مختلف يشى دائما بانى اخر العنقود... ترتب بعثرتى الدعوات كلما غادرت من و الى الجامعه....
افتقد كل شيء لا يجلبه هذا البرد .... افتقد كل البياض الذي لاينعكس هنا إلي سوى من الثلج ...ومنك .
افتقد نضوجى الذي تاه الآن عن مجالس رجال لها عبق مميز يفوح باصالة وكرم .
منذ خمس حسرات .......منذ خمس احتضارات ........منذ خمس اختصرت كل الالم في ايامها ...وانا اموت هنا وحيدا .... لا اجد اسرة كأسرتى.... ولا وطن كوطنى ....
[c]لم اعتقد انى سأماطل في غيابى هكذا عندما غادرت . [/c]
[c]تعبت. [/c]
[c]سنووايت ........ متى اراك ؟!!. [/c]
[c]الغريب المرتحل [/c]
ذهب برسالته يشعر بها ثقيله تحمل على عاتقها الكثير من الحنين .. وضعها يتلفت حوله ثم تحرك شيء ما خلف الاشجار .. شعر بالحركه تحرك قلبه عن مكانه ..حتى بان غزال صغير هرب حين رأه .....
- هل ترانى قويا ياصاحبى !!!!.... قالها بسخريه ...ثم تلفت ثانيه يتأمل كل ماحوله بعمق مع يقينه انه لن يراها ألا انه وهو يغادر كان يلتفت جهة الكرسى مرارا ....
كان سؤاله يرهق انتظاره لإجابه .....مالذى سترد به؟! ...ربما لن تسمح لى برؤيتها وربما تسمح .
بدأ يرحل به تفكيره إلى ما كان يجب عليه كتابته .... هل كان افضل لو كتب انتظر إجابتك بفارغ الصبر مثلا أو إن إجابتك تهمنى اهمية هذا البرد في حياة الثلج ..... أو أرجو أن تحققي لى أمنيه .......أو أو..أو .... حتى كانت الأو صداع صاحبه طول النهار..لكنه عندما أتى نهار بعده يحمل رسالة جديدة ملقاة على الكرسى صلبته الصدمه ..واقفا بلا حراك ..جامد القلب لا يعرف كيف لمست جرحه هكذا لينفجر نزفه في لحظه....... قبل رسالتها هذه كان يظن ان مابه كان مندملا لا تظهر على سطحه اثار خياطه ...لكنه عرف الآن ان النزف كان داخليا لا يراه حتى أتى ذاك الطيف الغريب لينكأه .... كتبت له ...:
[c]قل لى مالذى فعلته بك تلك التي هربت منها ؟؟؟؟! [/c]
[c]اولا [/c]
[c]ثم اعد سؤالك مرة اخرى ....لاجيبك [/c]
[c]سنو وايت [/c]
جلس دقائق كثيره لا يستطيع استيعاب كيف لها ان تعرف ان هناك خلف رحيله امرأه .. شعر الآن بأنه منذ زمن بعيد مازال ليس بخير .. امسك برسالتها وكتب بخط مرتجف ...:
[c]لم اخشى ان اكون الطفل بين يديها ... [/c]
[c]حتى خانتنى .... فهربت من عتابها ) . [/c]
ونسى حتى ان يوقع ... تركها كاعتراف يخشاه وهرب إلى خارج الغابه .... نسى حتى ان يعيد السؤال .... متى اراك.؟.
عاد في الصباح التالى ليجد كومة رسائل ووردة حمراء فوقها تبدو بين بياض الثلج خرافة وحلم لا يستطيع فنان رسمه ....
[c]امسك بالرسالة الاولى ليجدها كتبت ....: [/c]
[c]نسيت السؤال ....!!!!!! أي وجع؟! [/c]
سترانى حين تستطيع ان تحب الثلج كما تحب الرمال السمراء ...... واجزم انه لن يحدث .
[c]الثلج الابيض [/c]
جلس دقائق ... يناضل الحزن الذي يسحقه .. لم يكن لانها ترفضه بلباقه ....كان لانه يعلم أنها لو لم تفعل سيفعل يوما ما ...لان السمراء التي ذكرتها مازالت في دمه .
[c]كتب على الاخيره ...: [/c]
- صدقتى ...... خمس سنوات لم تكن كافيه لالقن هذا الحب درسا ..... لاعلمه كيف ننسى بالهروب ....ليهرب عنى .
[c]مغترب مقيم . [/c]
ضمها إلى باقى الرسائل ودسها في حفرة في معطفه ...ابقى الورده خارجا دون اختناق ..تنتظر صاحبتها على الكرسى ...ورحل.
[c] [/c]
العرض العادي
