أعتقِدُ إن السبب وراء تِلك الزِِّيَادَات في أسعَار ( الخِضَار ) وَالفَوَاكَة عَلَى حدٍ سِوَاء ..
كُونِنَا شعُوب مُسَالِمَة لاتهِشّ ولاتنش على إعتبَار أنَّك حِينَمَا تَصفَع أحدُنَا كَفاً عَلَى خَدَّه
فأنه لا يتأخَّر فِي أعطاءُكَ خَدّه الثّانِي لِتَوجِيه صفعَة جَدِيدَة لَه ..
وهَكَذَا دَوَالِيكَ فِي كُل أوجُه حَيَاتُنَا اليَومِيَّة .. التِي بدَأت تَشعُرنَا بِالغَصَّة فَمن لَنَا بعدَ الله؟!
أذكُر في مِصر العربية..وقبل فترَة ليسَت بالبَعِيدَة..زَاد أصحاب المخَابِز رَغِيف الخُبز
إلى مُجرَّد قِرش أوقِرشَين ليسَ أكثَر .. فماذا حصل؟!
قَامَت الدُّنيَا ولم تَقعُد بسبب ( قِرشَين ) فَقَط يعني بعُملتنا ليس لها قِيمَة لأنها زهِيدَة جداً
فِي بعض دول العالم الإسلامي .. وَأوربَّا الشَّرقِيَّة بِالذَّات فَأن التَّاجِر لايًَجرُؤ على الزِّيَادَة
حَتَّى لو أعطًَتهُ الحكُومَة أذن بذلك ..
لأن الزيَادَة تَعنِي ( حَرق ) كل نِشَاطه التجَارِي بِكَامِل فروعه فِي البِلاد نَاهِيكَ عَن التَّصفِيَة
الجَسَدِيَّة لأهله وكُل أبنَاءًُه..بِإختِصَار يعنِي المواطِن هُو الَّذِي يَتَحَكَّم بِالزِّيَادَة وليسَ التَّاجِر
أو الحكُومَة أرَأيتَ؟!
حَسناً .. دِعنِي أوضِّحُ لكَ أكثَر!!
يعني يطالب المواطنِين بعمَل صِيَانه لمنازلهُم من قِبَل الحكُومَة فهُنَا يسمَحُون للتاجر ..
الفلاني بزِيادة سِعر كيلو (الطَّمَاطِم) وليسَ بمزَاجه بعَد ..
وأنمَا بمَا يتَنَاسَب مع دَخلهُم الشَّهرِي وإيرادهُم المَالِي ..
أمَّا بالنسبة لنا فأنا لا ألوم التَّاجِر طَالمَا أنه سَيَضع الزِّيَادَة الّتِي تجعله ثريَّاً بينَ عشيَّة ..
وضُحَاهَا!!
دُونَ أن يكون هناكَ تهديداً حقيقياً لِتِجَارَته أومُستَقبَلَه أو أيمَا إعتِرَاض حَقِيقِي على زِيَادَته
أوردُود فعل غاضِبة في الشَّارِع السعُودِي كُل ماهُنَالك أستَطِيع أن أصفِه بِفَقاعَة الصَّابُون
وهذا التَّصرف يذكرني بلاشَك بالصّحفِي اليهُودِي ذو الإصُول الهِنغَارِيَّة ( ثيودور هيرتزل )
حيث قالَ حينما سُئِل عمَّا إذا كان اليهُود يخشَون على أنفسهُم وهم يُحَاربُون الفلسطينيين
مَابين مجموعة من الدول العربية الإسلاميَّة !!
فقَال والحديث لازَالَ لـ(ثيودور هيرتزل) نحنُ لو نعلم أننا سنُحَارَب أو سنُلاقِي ردود فعِل
تُؤثِّر سلباً على حَربنا ضِد الفلسطينيين من قبَل العَرَب لما تجرَّأنا ..
على إطلاق رِصَاصَة وَاحِدَة تجَاه فلسطِين!!
صدقَ من قال (إن من آمَنَ العقُوبَة أسَـاءَ الأدَب) هَذَا كل مافِي الأمر بِإختِصَار شدِيد جداً
وهذا حال التاجر والمستثمِر السّعُودِي الذِي آمن العقُوبَة فأصبحَ يضِع الأسعار بِمَزَاجه
وبما يَضمَن له الرِّبح السَّرِيع وَالوَفِير ..
لو أننا كَشَعب أتَّفقنا حالنا حال باقي شعُوب الأرض على تدمِير منشَأة كل تاجر تسوِّل لهُ
نفسُه الدَّنِيئَة بِالإقدام على زِيَادَة الأسعَار وحَرق كل مايخصّه ..
وتدمير حياته مهما كانَت النَّتَائِج والردود من قبَل الحكُومَة لكنَّا في مَأمَن والحَقُّ يُقَال!!
على صعيد آخر سُئِلَ (القصَيبي) صاحب شركة الببسي في شَرق الوَطَن وتحديداً في الخُبَر
عن سبب زيادَة علبَة الببسي (نِصف رِيَال) فقال بالحرف الواحد كل التجار زادوا أسعارهم
فإشمعنا أنا؟!
يعني زيادة ليسَ لها مايبررهَا كل مافي الأمر أن كلا التجار يريد الفوز بالسِّبَاق المحمُوم
أيُّنا صاحب أكبر رصيد بنكي والضحية بالطبع أنا وأنت أستاذ ( سَاكتُون ) ..
ومعنا البقية الباقية من المواطنون المغلوب على أمرهم ..
وها أنتَ تعترِفُ بماذكرته من خلال أسمك (سَاكتُون) وسنظل مهما حدث لنا (سَاكتُون)؟
/
/
إنتـَــر