السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل الخامس : كم افتقدك
نظرات متململة تصدر من طفلتي ،،
وتردد بداخلها (( لو كان بيدي لذهبت لمنزلنا ،،
يالهــي ،،
هل الوقت يمر بطيئا هكذا دائما ً ،،
أم اليوم فقط ،،
ياربي لاأطيق الإنتظار أكثر ،،
.....................))
بينما كانت طفلتي تحدث نفسها ،،
دقت الساعة الثانية عشر لتعلن عن انتهــاء فترة الانتظار ،،
الطويلة لحــد مـــا
(( الساعة الثانية عشــــر ))
حـَــمــَــلـت ُ حقيبتي مسرعـــه ،،
نظراااتي تسابق خطوااتي ،،
وخــَــرجــت ُ ولأول مرة لم أسلـــم على صديقتي ،،
فهــذه الورقــة أفقدتني التركيــز ،،
طللتُ من البوابة الضخمــة ،،
فلم ألمح وجود سائقي ،،
( خمس دقائق أخرى ونفذ صبري )
مشيــت ُ بخطوات ثابتة ،،
أشق طريقـــي لمنزلنا على قدماي ،،
(( آآآآه ياليــــلى كم أحبــــك ))
كانت تفكر طفلتي وتردد هذه العبارة في طريق عودتها للمنزل ،،
وعندما دخلت للمنزل ،،
لم تلقــي التحيـــة على والدتها ،،
ولم تقبل جبينها ،،
كما قلت سابقا أفقدتها التركيز هذه الوريقة ،،
صـَـــعــَـــدتْ درجــات السلم بحركــة طفولية سريعة ،،
وخصلات شعرها تتناثر حول وجهها المملوء ،،
وكأنهــا إحدى الدمـــى ،،
(( وأخيــــــــرا ً آآه ))
قالتها صغيرتي عندما أغلقت باب حجرتها بالمفتاح ،،
وألقـــَــت ْ بحقيبتها على الأرض ،،
أَغـْـمـَـضْــتُ عينــي وأطلقـــت زفره من صدري ،،
وفتحـــت ُ الورقـــة ببطء شديــد ،،
يخالف السرعة التي وصلت ُ بها للمنزل ،،
(( بسم الله الرحمــن الرحيـــم
حبيبتـــي " ......
ربمـــا حروفي المصفوفة على هذه الوريقة ،،
لاتعبر عن مقــدار محبتي لك ،،
ولكنـــــي أتمنى من عينيك أن تعـــانق سمـــاء أحــــرفي ،،
وتتمعـــن في هذه المعانـــي الصادرة من أعمـــاقي ،،
عزيزتـــي ""
لقــد نشئــنا معــا ً على نفس تلك المقاعد الخشبية المصفوفة بإهمــال ،،
وكتبـــنا على ذلك اللوح المصطبغ باللون الأخضر الداكــن ،،
في تلــك الزاويــة تنــاولنــا إفطارنا ،،
وهنـــــاك في ذالك الممر تســابقنــا ،،
وهاهي سنواتنا الســت تنقضي ،،
ولا نعلم هل يعود بنا الزمان يوما ،،
لهذه الأيام ،،
وهذه الذكريات البريئـــة،،،
عزيزتي ،،
نشئــنا معا ً في السراء والضراء ،،
في الشدة والرخـــــاء ،،
في الضحكة والدمعـــة ،،
فأتمنى أن لا تفرقنا الأيــــام ،،
وأن تبقــي بجانبـــي تمحيـــن عبراتي ،،
وتحين ابتساماتـــي ،،
صديقتــك
لالوو
آآآآآآآه ياليـــلى ،،
وآآآآآآآآه ياعبراتي المترقرقة من غير يدك الحانية التي تمحيها ،،
آآآآآآه كـــــم أفتقدك ،،
افتقد إشراق بسماتـــك بوجهـــي ،،
وافتقد إطلالاتك البهيـــة ،،،
حيــاتي من بعدك كما الشمعة من غيــر فتيــل النــار ،،
وكما الزهـــرة من دون فراشة تحلق حولهــا ،،
وكما الشاطئ من غير طيور النـــورس المصطفة على الصخور ،،
كان ذلك لســان حالي ينطق بتلك العبارات ،،
بعدما ودعــت صغيــرتــي وهي نــائمة ،،
بابتســـامة تحيط بوجهها الملائكــي ،،
وورقــة صديقتهــا في قبضتهـــا ،،
تحيتي لكم ،،
بقايا إحساس