العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 23-02-2014, 02:05 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : الأسباب الجالبة للرزق‎

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد - حفظه الله
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
الأسباب الجالبة للرزق
والتي تحدَّث فيها عن الرزق وأنه مُقدَّر قبل خلق الخلق،
وأن الله تكفَّل بالرزق لجميع المخلوقين، ثم ذكر عددًا من الأسباب التي تجلِب الرزق.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الحمد لله، الحمد لله عنَت الوجوه لجلال وجهه،
لا إله إلا هو عجَزت العقول عن إدراك كُنهِه، وقامَت البراهين على نفيِ مثلِه وشِبهِه،
أحمده - سبحانه - وأشكرُه الفضلُ والخيرُ بيديه، والعملُ والرغباءُ إليه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صرَّف شؤون الخلق بحكمته،
وعمَّهم بجُوده ورحمته،
وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه بعثَه بالإيمان مُنادِيًا،
وإلى جنة الله ورِضوانه داعيًا، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه،
لا خيرَ إلا دلَّ عليه، ولا شرَّ إلا حذَّر منه،
وعلى آله وأصحابِه أفضل صحبٍ وخيرِ آل صلاةً وسلامًا يُبلِّغان من ربِّنا الآمال،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا إلى يوم المآل.

أمابعد ..
فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله -،
واعلموا أن لكم علمًا فانتهوا إلى علمِكم، ولكم نهايةً فانتهوا إلى نهايتكم.
أيام العُمر مراحل معدودة، إلى وجهة مقصودة، للنفوس مواعيد تطلبُ آجالَها،
وأعمارٌ مُقدَّرةٌ لآمالها، وآجالٌ مُؤخَّرةٌ لميعادها، فلا استِزادةَ ولا استِنقاص،
ولا فواتَ ولا مناصَ، إنما هي آمادٌ مضروبة، وأنفاسٌ محسوبة، لله وحده البقاء،
وللخلائق الفناء
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }
[ الحشر: 18، 19 ]
أيها المسلمون :
اعملوا؛ فكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلق له، أرأيتم لو أن أرزاقَ الناس بأيدي البشر؛
فكم سيقع من الظلم والتظالُم، والبغي والفساد.
تالله لو تُرك ذلك إليهم لظلَمَ بعضُهم بعضًا، ولبغَى بعضُهم على بعضٍ؛
بل لنسِيَ بعضُهم بعضًا، ولغفَلَ بعضُهم عن بعض !
فسبحان الرزاق الكريم ذي القوة المتين، لا يظلمُ ولا يبغي، ولا ينسَى ولا يغفَل؛
بل يتفضَّل ويُنعِم، ويُحسِن ويرحم، وهو اللطيف الخبير
{ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ
فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ }
[ الذاريات: 21- 23 ].
معاشر المسلمين:
إن همَّ الرزق قد أكل قلوبًا، وأشغل عقولاً.
في بعض الناس هلعٌ وجزعٌ حينما يسمع بالتغيُّرات الاقتصادية، والتقلُّبات المالية،
والمُشكلات في أمور المعاش، وكأنهم لا يعلمون أن الله - عزَّ شأنه –
قد تكفَّل بالرزق لجميع خلقِه إنسِهم وجنِّهم، مؤمنِهم وكافِرهم، قويِّهم وضعيفِهم،
كبيرِهم وصغيرِهم،
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا
وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
[ هود: 6 ]
{ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
[ العنكبوت: 60 ]
عباد الله :
لا يستبطِئنَّ أحدٌ رزقَه، فلن يخرج من هذه الدنيا أحدٌ حتى يستكمِل رزقَه وأجلَه،
فاتقوا الله وأجمِلوا في الطلب.
لقد كتب الله رزقَ ابن آدم وقدَّره قبل أن يأتي إلى هذه الدنيا
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
حدَّثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو الصادق المصدوق -:
( إن أحدكم يُجمع خلقُه في بطن أمِّه أربعين يومًا نُطفة،
ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مُضغةً مثل ذلك،
ثم يُرسل إليه الملَك فينفخُ فيه الروح ويُؤمر بأربع كلمات:
بكَتب رزقه، وأجله، وشقيٍّ وسعيد ..)
الحديث
متفق عليه.
معاشر المسلمين، ومعاشر الأحبَّة :
وهذا عرضٌ في بعض الأسباب الجالِبة للرزق، هدى إليه الربُّ، ودلَّ عليها الشرع:
أما أولُ ذلك وأولاه: فتقوى الله - عز وجل -؛
فمن اتقى الله ولزِمَ مرضاته رزقَه من حيث لا يحتسِب، وعدٌ من الله حقٌّ
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }
[ الطلاق: 2، 3 ]
يرزُقه من جهةٍ لا تخطُر له على بالٍ، ومن حيث لا يرجُو ولا يُؤمِّل
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ }
[ الأعراف: 96 ]
يتَّقي العبدُ ربَّه ظاهرًا وباطنًا، يتَّقي الله في نفسِه وأهلِه ومالِه وعملِه وفي شأنه كلِّه.
ومن الأسباب - حفِظكم الله -: كثرةُ الاستغفار والمُداومة عليه،
يقول - عزَّ شأنُه - مُخبِرًا عن نبيِّه نوحٍ - عليه السلام -:
{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }
[ نوح: 10- 12 ]






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:58 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية