مقال قريته في الجريده واعجبني
وحبيت انكم تشاركون بارائكم فيه
لماذا تتهرب أجيالنا من المسؤولية؟! سؤال يطرحه الآباء والمفكرون الاجتماعيون عن أبناء هذا
الجيل الجديد المنشغل بنفسه عن نفسه، ويتمنون لو أن أجيالنا تدرك المعنى الصحيح للمسؤولية في
البيت، في المدرسة، في العمل، وفي كل مكان... هل اللوم في ذلك يقع على عاتق الأجيال التي هي
نتاج تربية الأسرة وتأثير المجتمع والوسط الديني ونتاج ثقافات محيطة وأخرى تؤثر عن طرق كثيرة
لا تخفى على أحد، أم هل اللوم الأكبر يقع على من يظن في نفسه معرفته التامة لمعنى المسؤولية
ويعتقد أنه يطبقها بشكلها الصحيح.
أن نلقي على أي شاب مسؤولية بشكل مباغت بمجرد وصوله إلى سن نظن أنها تخوله لذلك دون
تدريبه على تحملها من صغره هو أمر ينافي المنطق ففاقد الشيء لا يعطيه، فأغلب من لا يتحملون
المسؤولية من شبابنا اليوم هم من وجدوا أنفسهم في مواجهة ما لا يقدرون على القيام به فآثروا
الهروب من تلك المهمة الصعبة كما يظنون بالركون إلى ممارسات لا قيمة لها إلا في نظرهم لأنهم
تعودوا على من يعتمدون عليه وبشكل دائم وكلي في أغلب أمور حياتهم.
إن العيوب لا تظهر إلا من فراغ في طريقة تعاملنا مع أبنائنا، هناك من هو مسؤول (ولم يع
المسؤولية الملقاة على عاتقه أيضاً) عن خروج هذا الجيل بالشكل الذي نراه، وهم أنفسهم الذين
يسألون عن السبب؟! أليس من الأجدى (أن يحدد كل منا مسؤولياته) تجاه المشكلة وأن نعيد النظر في
علاقتنا مع أبنائنا ونعاملهم بطريقة تشعرهم بمسؤولياتهم تجاه دينهم، ومجتمعهم، بمسؤولياتهم تجاه
بيئتهم، وممتلكاتهم وممتلكات الآخرين وكل شيء، فأهم دوافع تحمل المسؤولية بعد مخافة الله
واحترام الذات هو الشعور بالانتماء للمحيط الذي نعيش فيه وأننا جزء منه.
يجب أن نبدأ بتعويد الأبناء على الإحساس بالمسؤولية منذ نعومة أظافرهم وليس بعد أن تتكون ملامح
الشخصية لديهم، ونأتي بعدها فنباغتهم بتحميلهم ما لا يطيقون، فنشعرهم بضعفهم تجاه أقل المهام
صعوبة ذلك لأنهم لم يكونوا مسؤولين يوماً... وأسأل... هل نحن بحاجة لمزيد من الشبان والشابات
الذين ليس لديهم الشجاعة لتحمل المسؤولية وهل ستكون لدينا نحن الشجاعة لنتخذ قراراً تجاه
أبنائنا ونتحمل مسؤولية قرارنا.
الكاتب
محمد حسن العلي_تبوك
العرض العادي
