فريق اعتبرها "استفزازا" وآخر رآها "ردا على موضة التحرر"
مسرحية نسائية إماراتية عن الحجاب تثير جدلا داخل الأوساط البحرينية
أثارت مسرحية نسائية إماراتية قدمت عروضها مؤخرا في المنامة، جدلا واسعا في البحرين بسبب تناولها فكرة ارتباط ارتداء الحجاب بكرامة المرأة، فقد رفض فريق اختزال "إنسانية المرأة في العباءة" فيما ذهب فريق آخر إلى أن المسرحية "جاءت في وقتها" وخاصة بعد انتشار ما أسموه بـ"موضة التحرر" في منطقة الخليج.
وقدّمت عرض المسرحية برعاية الدكتورة فاطمة البلوشي، وزيرة التنمية الاجتماعية، في جمعية "النور" التي تضم شريحة من نساء العائلة المالكة في البحرين المتطوعات بالعمل الخيري والنسائي، وبالتنسيق مع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار التقرير الذي أعده الزميل راشد الغائب ونشرته صحيفة "الوطن" السعودية الأربعاء 12-7-2006، أن عددا من أنصار التيار الليبرالي في البحرين يعتزمون شن حملة ضد فكرة المسرحية سواء عبر المقالات أو الفعاليات العامة أو إصدار البيانات أو التعبير عن الاحتجاج للمسؤولين الحكوميين.
وقال الكاتب إسحاق الشيخ "المسرحية تعبّر عن واقع تراجيدي وتنفي جميع قيم أخلاق الكرامة لدى المرأة وتختزل إنسانيتها في العباءة وهو ما يوحي به عنوان المسرحية الذي يتصدر الشوارع الرئيسية بأن جميع القيم الأخلاقية لدى المرأة يهون أمرها دون العباءة".
واعتبر الشيخ أن عنوان المسرحية "كرامتي في عباءتي" يشكل "استفزازا لا أخلاقيا للمرأة المنزوعة العباءة، ويضعها في دائرة منزوعة الكرامة، وكأن كرامة المرأة في تدثرها ستاراً أسود".
وقال "كرامة المرأة لا تقاس إلا بسلوكها، وسمو وعيها، ورجاحة عقلها، سواء ارتدت العباءة أو نزعتها". وحث على أن يأخذ الإبداع في الفن والمسرح شأنه ضمن مسؤولية الحرية "دون إقصاء، وتكفير للآخرين، واتهامات وتخرصات". وأضاف "الدين لله بكرامة العبادة لا العباءة والوطن للجميع بالعباءة وبدون العباءة".
وانتقد عدد من العاملين في مجال المسرح في البحرين دعوة وزيرة التنمية الاجتماعية للمسارح البحرينية للاستفادة من المسرحية محط الجدل، مؤكدين أن "الوزيرة دعت المسرحيين البحرينيين، بحسن نية كما يبدو، للاستفادة من مسرحية محظور عليهم مشاهدتها، لأنها للنساء فقط، وعرضت للمجتمع المخملي الصباحي لا غير". واعتبروا دعوة الوزيرة للاستفادة من التجربة الإماراتية المسرحية بأنها "مجرد مجاملات إعلامية أمام أجهزة الإعلام". وتساءلوا "ما مدى علم ومتابعة الوزيرة للمسرح البحريني ومستواه ومقارنته بمستوى ما شاهدته في تلك المسرحية؟".
وكانت الوزيرة البلوشي قد قالت في حفل افتتاح العرض الأول للمسرحية إن "فكرة المسرحية لها دور كبير في توعية الفتيات، لأنها تسلط الضوء على قضايا سن المراهقة، وما تسببه الفضائيات من مشكلات أسرية وتتطلب مزيداً من التوعية والعناية بالفئة الشبابية".
من جانبها، اعتبرت صالحة غباش، الأمينة العامة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بدولة الإمارات، أن فكرة المسرحية جاءت "تجسيداً لأواصر الترابط الخليجي والنابع من تعاليم الدين الإسلامي".
وذكر الخبر الرسمي، الذي عممته الوزارة على وسائل الإعلام، أن هدف المسرحية "توعية الفتيات وحثهن على التمسك بالقيم والعادات والتقاليد النبيلة".
وقال معاذ الحسن، الناطق الإعلامي باسم المنبر الإسلامي (إخوان مسلمين)، إنه يؤيد فكرة وموضوع المسرحية باعتبار أن العباءة تمثل "رمزا للحشمة" في المجتمع الخليجي. وقال الحسن "المسرحية هادفة في موضوعها كونها تحث بنات البحرين والخليج على التمسك بالقيم الإسلامية". واعتبر انتقادات التيار الليبرالي "حديثا مغلوطا" حول المسرحية. مضيفا "هم حصروا معنى المسرحية بأن كرامة المرأة في عباءتها، والصحيح أن كرامة المرأة في أخلاقها وحريتها وعلمها وأمور أخرى عديدة".
ورأى الحسن أن التيار الليبرالي يدعو للتحرر وليس الحرية وهو صميم الاختلاف معه في استيعاب مغزى المسرحية. وأكد أن المسرحية "جاءت في وقتها" خاصة بعد انتشار ما أسماه "موضة التحرر" بالخليج، وهو ما يعتبره "أمرا يخالف عاداتنا ويهدد تماسك المجتمع وينذر بالتفكك".
العرض العادي
