على ظهرها ، سقطت الفوقية!
أختفيت عن حبيبتي أسبوعين، ولكي أظهر مجدّداً أمامها ، كان علي أن أبدي بعض تميّزي وجدارتي التي لم أكن قد كشفتها لها ولأهلها.
وبالفعل فقد كنّا نملك " أتاناً " حمارة بيضاء جميلة وأصيلة، تشبه سيارة فيراري اليوم ، أو درّاجة ناريّة من ذوات الطاقة الهائلة , وكنت قد اكتشفت لوحدي كيف يمكن أن أضاعف من سرعة هذه " الحمارة " إلى الحد الذي تسابق فيه الريح , وقبل غروب الشمس ، وفي تلك اللحظة التي نسمّيها شمس الموتى ، أي قبل أن تسقط في البحر وتشربه ثمّ تغيب ، كنت على ظهر "حمارتي" عائداً من المزرعـة إلى القريّـة.
في مدخلِ القريـّة رأيت قوس قزحي وأمّهـا على سطحِ منزلهم ، وأدركت أنها رأتني ، فاستخدمت رأس العصا المدبب والحاد ووخزت به مؤخّـرة "حمارتي" فطارت كالريح استعراضاً أمام معشوقتي، وحتّى ترى ما لم تعرفه من قبل من مهارة وذكاء لدى محبوبها. وفجأة ، وفي قمّـة النشوة والزهو ، اعترض طريقنا ثعبان ملعون ، فجنّت حمارتي ولم أتمالك نفسي على ظهرها. سقطت بين حوافرها أمام أهل القريّـة و أمام معشوقتي خصوصاً. وعادت " الحمارة " وحدها إلى البيت . وأدركت بأني سقطت مجدّداً أمامها، فاختفيت ثانية أيّـاماً عديدة.”*
كـثيراً ما نقع في " مستنقعِ " ها أنا ذا إما لكسبِ إعجاب جديد يُضاف للقائمة ، أو لزيادة جرعة الإعجاب لمن هم في القائمة .. وهذه القائمة لن يطول بها الأمد وهي تترقب لسببٍ بسيط :
" عجلة الحياة ودورها الرئيس في إضمحلال غريزة البقاء لدى الفرد "
لكن _ ودوماً هنالك لكن _ من يملك القدرّة على الصراع؟ من لديهِ الرغبة في البقاء ؟ من يرى أنّ النمطيّـة تقتل الإنسان ؟ !!
منذ سويعات كنتُ أتحدث حديثاً ماتعاً مع أحدِ الأصدقاء حولَ لماذا لا نتعامل ببساطة مع بعضنا البعض ؟! لماذا لا يتكلم أحدنا مع الآخر بعيداً عن الفوقيّـة المقيتةِ أو الأنا العاليّـة ؟!
يقول :
" لو نزعنا عباءة الخوف من الآخر ، او الخوفَ من الذات لكنّـا كما كانَ أجدادنا ولكن بتقنيّـة ."
أردتُ ببساطة و بغيرِ تكلفٍ ولا خوفٍ من " فضيـحة " أو " تُهمة " أو حتى " نظرة قاصرة من الآخر ، أن يتحدث كل منّــا عن موقفٍ طريف مرّ به كهذا الذي قرأتموه أعلى الطرح ..
من سيبدأ ؟!
مودتي،
اسيـــر
العرض العادي
