عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا كان يوم القيامة وفرغ الله من قضاء الخلق يبقى رجلان فيؤمر بهما الى النار فيلتفت أحدهما فيقول الجبار : ردوه فيرد فيقال له : لم التفت ؟ فيقول : كنت أرجو أن تدخلني الجنة قال : فيؤمر به إلى الجنة … قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكره يرى السرور في وجهه.
.
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما فقال الرب : أخرجوهما فأخرجا فقال لهما : لأي شيء اشتد صياحكما قالا : فعلنا ذلك لترحمنا قال رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيان أنفسكما حيث كنتما من النار قال : فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه فجعلها الله عليه بردا وسلاما ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه فيقول له الرب : ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك فيقول : رب إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعدما أخرجتني فيقول الرب : لك رجاؤك فيدخلان الجنة جميعاً برحمة الله.
.
دعا رجل بعرفات فقال : اللهم لا تعذبنا بالنار بعد أن أسكنت توحيدك قلوبنا ثم بكى وقال : ما إخالك (ما أظنك) تفعل بعفوك ثم بكى وقال : ولئن فعلت فبذنوبنا لتجمعن بيننا وبين قوم طالما عاديناهم فيك.
.
لما حج عمر بن ذر رحمه الله اجتمع الناس إليه فقالوا : يا أبا ذر ادع بدعوة فقال : نعم اللهم ارحم قوماً لم يزالوا مذ خلقتهم على مثل ما كانت عليه سحرة فرعون يوم رحمتهم.
.
قال رجل : بتنا ليلة مع رجل من العابدين على الساحل فأخذ في البكاء فلم يزل يبكي حتى خفنا طلوع الفجر ولم يتكلم بشيء ثم قال : جرمي عظيم وعفوك كبير فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم قال : فبكى الناس من كل ناحية