عندما تلقي نظرة على إعلانات مسلسلات رمضان الخليجية ستصاب لاشك بالصدمة النفسية والاكتئاب ، وذلك لتركيز هذه المسلسلات على المشاكل العائلية وقضايا الغدر والخيانة والضرب ومناظر الدم ، ولا تنسى المشهد المأساوي المتكرر في كل مسلسل وهو سقوط النساء على الأرض وتكسير الزجاج ، والصياح والبكاء الذي يزيد من بشاعة منظر الممثلات الخليجيات عندما يسيل الكحل الأسود بكثافة على تلك الوجوه السوداء القبيحة ..!!
قصور عامرة ، وسيارات فارهة ، وأزياء ملونة ، ومكاييج صارخة ، ورجال قساة ونساء مظلومات .. هذه هي المسلسلات الخليجية في كل عام ، والمشاهد المسكين لايستطيع خلال متابعته أخذ نفساً واحداً يريح به أعصابه فيبقى مشدوداً لتداخل القصص المأساوية المكررة فيبدأ المسلسل وينتهي بالشتم والسب والظلم ومناظر المستشفيات وحوادث السيارات وعند انتصاف المسلسل تجد أن أغب المتابعين قد حجزوا مقعداً في العيادات النفسية وبدءوا بأخذ الجلسات والأدوية المضادة للاكتئاب بسبب هذه المسلسلات ، والذي أستطاع أكمال المسلسل حتى آخره فلن يكن بمقدور أي طبيب علاجه لأن المرض قد أستفحل به وتمكن منه ..!!
لماذا كل هذه الكآبة والأحزان في هذه المسلسلات الخليجية ..؟ هل هو غياب الإبداع الأدبي عند أصحاب الروايات والقصص لعلاج مشاكل اجتماعية أخرى تعاني منها المجتمعات الخليجية ..؟ أم أن الهم والهدف هو التركيز على عاطفة المرأة التي تجدها خلال المسلسل منغمسة بالأحداث والأحزان والمشاكل المتلاحقة ثم لاشعورياً تبدأ بتقمص هذه الأدوار الكئيبة متأثرة بما تشاهده كل يوم فينعكس هذا على بيتها وأهلها ليصبح كل بيت خليجيي فيه قصة واقعية لمسلسل خليجي ..!!!
العرض العادي
