رَغم أنَّهَا وَأقصُد ( الكِلاب ) وُصِفَت بِالنَّجَاسَة ألاّ أنهَا أحيَاناً أكثَرُ وِفَاءً
من بَعض البَشَر مِمَن يَعِيشُون مَعنَى ..
ومَحسُوبِين عَلَينَا من فَصِيلَة البَشَر .. وَأجِدهُم أوفِيَاء فِي أوربَّا ..
وفِي العَالَم الغَربِي بِالتَّحدِيد لـ ( الكِلاب ) وَالأكثَر من ذلك كلّه أنهَم
يَعتَبِرُون ( الكِلاب ) جُزء لايَتَجَزَّأ من أفرَاد العَائِلَة لافَرق بَينهُم ..
وبَينَ الأبنَاء!!
الغَرِيب فِي الأمر .. إنَّكِ تَجدِي لـ ( الكَلب ) سَرِير خَاص للقَيلُولَة ..
ولِيفَة مُستَقِلَّة للإستِحمَام .. وَلا أبَالِغ إن قُلت لَكِ إنَّ لَهُ فُرشَاة أسنَان ..
خَاصَّة بهِ لايُستَخدِمهَا ألاّ سِوَاه فأي ( كِلاب ) تِلك ..
الَّتِي تَعِيشُ حَيَاة الرِّفَاهِيَة هَذِهِ نَاهِيكِ عَن الطِّعَام الخَاص بِهَا بَل الأكثَر
أنَّه يُقَام لَهُم مَأتَم وَعَزَاء رَسْمِي يَحضرهُ لَفِيف من الأهَل وَالأصدِقَاء ..
إذَا مَاتَوَفَّى أحَدهُم بَينَمَا لَدَينَا فَيَالهُم من مَسَاكِين هَؤلاء ( الكِلاب ) ..
فَالبَلَدِيَّة تَدُسّ لهُم السُّم فِي العَسَل .. وَالأوغَادُ يَرمُونَهُم بِالحِجَارَة ..
دُونَ أن تَأخُذهُم بِهُم رَأفَة أو أيمَا شَفَقَة؟!
أرَأيتِ كَم هُوَ الفَرق شَاسِع وكَبِيْر بَين(الكَلب)الأوربِّي وَنَظِيرُه الخَلِيْجِي
أنَّهُ الدَّلال وأيْمَا دَلال .. أنَّهُ الوِد وأيمَا وِد .. وَأنَّهَا الألفَة وأيمَا ألفَة؟!
/
/
إنتـَـــر
صدقني أيهَا ( الكَلب )!!
لقد حاولت وحتماً حاولتُ ..
أن أصفُ ..
تلك العلاقة الوطيدة..
تلك الصداقة المتينة..
التي تربطك بأهل الغَرب؟!
حاولتُ أن أعبر بصدق..
عن حقيقة مشاعر..
كل منكما تجاه الآخر..
ولكني اكتشفت..
ان ما بينكما..
أكثر من أن يوصف بكلمات..
أكثر من أن يعبر عنه بعبارات..
لأن ما بينكما..
لا يعرفه سواكما
لا يدركه أي انسان؟!
حاولت أن أقول ..
أيها الوفاء المتدفق عطاءاً!!
بأن الاسم الثاني للصداقة..
هو أنتما ..
وما عداه ليس بصداقة..
بل شيء آخر ..
يصعب عليّ وصفه ..
وهذا ما ينبغي ..
أن يعرفه الآخرون ..
وهذا هو عزائي..
حينما يمقتك الآخرُون ..
ألا تعلم أيها ( الكَلب ) !!
أن هذا جزء من جمالك؟!
من جاذبيتك؟!
من سِر اعجاب الغَرب بك؟!
مهما قال العَربُ فيك؟!
ألا يكفي انك غير ..
مختلف عن الآخرين ..
أقصُد عن ( الكِلاب )؟!
كل ( الكِلاب )؟!
.
العرض العادي
