قالوا : السكر في قاع الكأس .. رمز لمحبة الله في قاع القلب..
بشيء من التحريك لبعض المعاني الروحية السماوية الراقية
يمكننا أن نحرك تلك المحبة في قلب الإنسان ..
فنكون كمن ينفخ الرماد عن نار تحته ..
وبإعادة المحاولة والإصرار عليها
نتمكن بعون الله من إثارة النار من تحت الرماد ..فتتلألأ وتتوهج ..
فأصل المحبة موجود في جذر قاع القلب
وهذا أمر تؤكده نصوص الوحي -قرآن وسنة -
قال الله تعالى:
( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ، وأشهدهم على أنفسهم :
ألست بربكم ؟ قالوا : بلى شهدنا .... )
وفي الحديث الشريف يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
كل مولود يولد على الفطرة ......
فمعرفة الله تعالى موجودة في أصل القلب ، لأن الروح عارفة بربها في الأصل
ولكن تراكمت عليها ألوان من الغبار والصدأ والأشياء بسبب الغفلات والزلات..
فحجبت هذه المحبة.. فلا تظهر في جلاء على سلوكيات الإنسان ..
فإذا استطعنا أن ننفض هذه الكميات من الغبار والصدأ عن هذا القلب حتى
تنكشف الأنوار عن هذه المعرفة التي تنضح بالمحبة ..
فإننا نكون قطعنا شوطا كبيرا جدا في صلاح هذا الإنسان ..لأن من ثمرات
سطوع أنوار محبة الله بقوة في قلب الإنسان أن يجد نفسه بشكل تلقائي يتجه
في كل تصرفاته نحو ربه سبحانه ..
الكلمة يقولها يحسب لها حسابا .. النظرة يلقيها يحسب لها حسابا ..
العمل يؤديه يحسب له حسابا .. لأنه يدرك تماما أنه مع الله قريب منه ،يراقبه
، ويحصي عليه حتى أنفاسه ، وأنه كلما استقام مع ربه ،زاده أنوارا على
أنوار حتى تفيض هذه الأنوار على كل جارحة من جوارحهففي الحديث القدسي يقول الله عز وجل :ما تقرّب إلي عبدي بشيء ٍ أحب إليّ مما افترضته عليه ..
ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ..
فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به .. وبصره الذي يبصر به .. معنى ذلك : أن هذا الإنسان يصبح ربانيا ..
لا يتصرف ولا يتحرك إلا وملء حسه : رقابة الله عليه ..
وعلى باله دائما : قرب الله منه ..
فإذا دام على ذلك .. كانت الثمرة ما اشار إليه الحديث الآتي
ويا لها من ثمرة تستحق أن يبذل من أجلها الغالي والنفيس :
يا لله ما أروعها من ثمرة ..
فأين أصحاب الهمة الذين لا يرضون بغير القمة !؟إننا نرى أكثر الخلق من أجل أن ينال إعجاب الآخرين يبذل الكثير الكثير ..
وهذا الحديث يعلمك كيف تطلب الأرقى .. فتحبك الملائكة
هل تلاحظون أن الموضوع كله انصب على ذلك المثال البسيط الساذج !!
منه بدأنا وشققنا .. ومعه سرنا وحلقنا .. وإلى معناه انتهينا وسعدنا