العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 12-04-2005, 08:03 AM   رقم المشاركة : 1
لورانس
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية لورانس
 






لورانس غير متصل

الأميـــرة وسمـــو الألـــم

حينما تحترق في قلبها الهمم ، وتمور المعاناة في صدر ذاتها ، يتكون حينها صراع داخلي .. يتفاقم في جوانحه ، فيصبح شعورها كتلة من الغضب على كل ذرة من ذرات الأمل .. وكأن هذا الأمل أصبح شهاب ثاقب على ألامها ، فترفض الاعتراف بكل أمل .. لأنه في نظرها يصادر طموحها ، فالزمان والمكان تظنهم بأنهم قد تنكروا لها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفيق من النوم .. في الصباح الباكر .. فتفتح شرفة نافذتها ، لترى الشمس .. وتتمعن في أشعتها .. فتلقي ابتسامة ساخرة على الأيام .. لتسخر منذ بداية يومها على ذات الحياة .. وكأنها ارتقت بفكرها وآلامها عن أكذوبة حياتها ألا وهي وجود بدعة أسمها الأمل .
في بداية صباحها .. تفكر في حياتها .. لتبرمج جداول همومها ، وكأنها انهار من شلالات تستعذب قطراتها ، وتتناول مصائبها في ملعقة من ذهب في إفطارها .. هكذا هي تغسل همومها ، وتكويها بيدها ، لتضعه في رف مكتبتها ، وتطبعه على عقلها ، لتكون مائدة سهرتها ، في ليلها الطويل مع إشراقة حوادثها ، وهدايا مصائبها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ينتصف نهارها .. فتبدأ باقتناء أسلحتها ضد الأمل .. وتفكر كيف تحافظ على ذكراها مع آلامها ، فقد خلقت للآلام ، فيجب أن تحافظ عليها ، من كل سلامة تصيب آلامها ، ومن كل تفاؤل يغزوا مصائبها ، فهي عاشقة للألم ، وهاوية للمصائب ، ومفتونة في الحوادث .. ولكنها معذورة .. لأن الألم له سحره على هزيمة شموخها ، والمصيبة لها تأثيرها على عنفوانها ، فلا فائدة من نثر التفاؤل البعيد ، والأمل المؤلم الذي تقتله في كل يوم ، لأنه في نظرها ينغص حياتها ، فالألم ملكها ، والمصيبة كنزها ، وحقوق الملكية لم ولن تتنازل عنه لغيرها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وها قد جاء الليل .. ليسدل بظلامه الدامس إشراقة الحياة ، فتفتح شرفتها ، لتنتظر سحابة الهم التي تهطل عليها في كل مساء .. وكأنه مساء الهم والسهرة .. نعم سهرة مع طبق فاخر من الهموم المؤلمة ، تتخللها دموع ملتهبة ، ويحرسها تفاؤل ميت ، أعدمته همتها ، بعيدا عن مصائبها ، حفاظا على مشهد كرامة المصائب في نظرها ، وحلاوة الآلام في فكرها ، لأن نظريتها تقول إن الآلام لها كرامة ، والآمال ما هي إلا مهانة ، فكرامتنا مع الآلام أنها الآلام هي من تنتظرنا وتحرص على لقاءنا ، بينما الآمال تريد منا أن ننشدها وننتظر لقاءها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وتبدأ السهرة الميتة .. بدايتها ذكرى.. تتخللها دمعة .. يرافقها هم ثقيل .. لتختمها بفكرة .. لتكتب يومياتها الخالدة على أرفف الطموح الكاذب ، وذلك بعدما تجفف أوراقها من أمطار دموعها الميتة ، التي غسلت وجهها ، واستباحت مساءها ، لتجعلها تهيم في موكب حزنها ، ولله درها كيف استعذبت أحزانها ! وكيف استلطفت آلامها ! وكيف أسرت همومها !
وكأنها تحتفل بلذة لقاءها في مساءها .. مع ضيوفها الأعزاء .. الحزن والهم والمصائب والآلام .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قد جعلت الفرح اقل من الحزن رتبة ، وجعلت من الهم أقصر قامة من التفاؤل ، وجعلت الأمل أضحوكة لها في سماء مساء سهرتها .. مع ضيوفها الأعزاء .
يا أللــــه .. ألهذا الحد عميت عن بصرها .. والتحقت بسحابة هم لا تمطر إلا أحزانا لا تعترف بقيمة الحياة ..
هكذا هي تتحدى الأفراح .. وتحارب الابتسامات .. وتقتل الضحكات .. لأنها تحمل شهادة الحرب من كلية الهموم العسكرية ، وهيئة أركان الأحزان المسائية ، فما هي إلا متحدية للفرح ، لتقتل التفاؤل من أول رصاصة بعيدة المدى .. فلا تريد أن تتعب نفسها في مباراة التحدي مع أقزام الزمن ، وأذلاء الدهر من فرح وتفاؤل وآمال ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وبعد كل هذا .. تبقى حقيقة قاسية لا تعرفها .. ولن تعرفها .. إلاّ بعد فوات الأوان .. حينما يتغير الزمان .. ويحتفل المكان .. وهذه الحقيقة تقول .. من المؤسف ومن الظلم أن تعيش هذه الفتاة .. فمكانها ومكان أمثالها هو الموت .. نعم الموت ، لأنها ميتة في كيانها ، فلماذا لا تموت في حياتها .. لأنها تقتل الكبرياء في فرحته ، وتعدم الألم في عنفوانه ، وتدوس الابتسامة وهي في شموخها .. نعم سيدتي .. مثلك لا يستحق أن يعيش .. فالحياة جميلة ولكن نظرتك ربما تشيع في أرجاء القلوب ، فأنتي خطر على إشراقة الحياة .. لأنك سم مميت لكل تفاؤل مشرق ، وابتسامة خالية من الدموع .
وحينما ترحلين .. نتمنى أن يرافقك الحزن إلى الأبد .. فأنتي من تحرصين على رعايتهم ، وتهتمين لراحتهم ، وتسهرين لحمايتهم ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وداعا أيتها المرأة المؤلمة .. وداعا لك ولأحزانك .. وداعا لك ولهمومك .. وداعا لك ولدموعك .. فنحن ننشد الحياة على طريق النجاح ، وكل يوم نتقدم خطوة إلى الإبداع .. ولا نريد أن نراك .. فمنظرك يرجعنا خطوات وخطوات إلى الوراء ..
نعم سيدتي .. نحزن .. ولكن للحزن وقت ..
نعم سيدتي .. نتألم .. وللألم مساحته .. لكن لن نسمح له ولا لك بان يوقف همتنا .. أو يعرقل مسيرتنا نحو النجاح .. فكما الحزن موجود هناك الفرح في كل مكان ، فلماذا نضيع أنفسنا ببحثنا عن حزننا .. لتسيل دموعنا .. ونترك البحث عن فرحتنا .. ففي الفرحة لقاءنا .. وفي الابتسامة اجتماعاتنا .. وفي التفاؤل مسيرتنا .. نحو آمال ليس لها نهاية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيدتي .. دعوة من مواكب الإبداع .. وأنشودة الآمال .. وأمجاد التفاؤل .. اركبي في زورق أيامنا ، وانظري إلينا كيف نشاهد الحياة بمنظارنا ، لكي تقتنعي بروعة ولذة السعادة في قلوبنا ، أهجري سهرات الألم ، وأنشدي ابتسامات الأمل .. على فرحة ننشدها ، وسعادة تسكننا ، وتفاؤل يحينا في كل وقت وبعد كل حين .
فقلوبنا مفتوحة ، مراكبنا مهداة إلى جموحك ، لتعانقي ولو مرة واحدة عبقرية شموخك .. وساحات عنفوانك .. وكيف أنك تديرين حياتك بيدك .. لا كما يديرها عليك حزنك وألمك وهمك ..
أنتي بيدك فخامة آلامك .. وبيدك الأخرى باقات ورد من زهور أفراحك ..
هل سترضين بتلك الفخامة الفقيرة في حظها .. في حياتها .. في منوالها .. في مقاصدها !
أم أنك سترضين بباقات الورد الثمينة المعاني ! الجميلة الأماني ! الصديقة لكل محب وغير أناني .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نعم نحن لنا إحترامنا .. لأننا نحترم مقاصدنا .. فنحن ننشد التحليق في سماء الإبداع ، لنصنع ذاتنا بأيدينا ، لا كما تريد أحزاننا منا أن تصنعنا كما تريد ، فنحن نطوف كل زوايا الحياة لكي نشاهد الأروع والأحسن .. ونرتقي بفنون آمالنا إلى أبعاد طموحنا ، وروعة شموخنا ، فنحن قد عشنا لكي ننشد الفرحة ، ولم نعيش لكي نشدوا باحزاننا على كل موال حزين ، فنحن لم يحكم علينا بالفناء منذ ولادتنا ، ولكن نحن من حكم على انفسنا بالسعي نحو مجد يرافقنا منذ لحظة وجودنا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا كنت تريدين رفقتنا .. فأتركي دموعك على هذا الساحل ، وأقتلي حزنك أمامنا ، وأطلقي آلامك من سجن ذاتك ، وأقتلعي جذور اليأس من حاضرك ، كي ترحل عنك هذه المتاهات إلى الأبد ، وأستغلي نعمة نسيانك ، في إطفاء لهيب حرمانك .. فالحياة تتقدم .. ولا نريد أن نتأخر بسبب أحزانك ، وإذا كان الحزن في نظرك له فخامته ، فارحلي معنا كي نريك حقيقته وزيفه وتعاسته .
فأركبي زروق حياتك ، لتنشدي عنفوانك ، تحت سماء شموخك ، على صفحة كبريائك ، فأنتي عنوان كتابك ، وشمعة أيامك ، وباقة من عبير أزهارك ، فانتي أميرة ذاتك ، يا غالية الجمال والألم ، فالسمو قد صنع لأجلك .. لا .. لأجل ألمك وحزنك .
وتقبلي فائق أمنياتي برحلة سعيدة .
لـورانس







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

-اتّفقنَا-
ليس للأغصان من بهجة
دون هذا الطير
ليس للصبح من غرَدٍ
ولا للمساءات من أُلفةٍ
دون هذا الصَّغير
~ كن أيها الطير عندهم .. لتذكرهم بقلم كان بينهم ~

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية