بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الظمأ المخضب بوحل السنين و اختلاس طحلب يبس في شوارع المغيب يسال كلمات الجمر المحترقة في دنيا الجفاف، جعل عروس أمنياتي ترتطم بذاكرة اليأس الذي يبادلني سادية النفي و هي تشد المحن لحرف جارح و ظل جارف و غموض كاسح شظايا أوراق و غيوم قريبة تجتاح جماجم الليل و ذاك الصمت المتشابك.دموع عينيه القابعة بين الرسومات شرخا أبديا تدعو عصافيري سرابا مغلقا يسد عين الشمس لتغادر دنيا التضاد..
ابحث عن كلمة بين السطور،عن ظل بين الظلال، وعن ارض صلبة اثبت عليها قدمي، عن ملجأ عن الخلاص بل عن المستحيل هكذا غابت أمطار الغد و رحل الاخضرار يبحث بين ثنايا الفصول عن يوم دامع ليروي به ظمأ نفسه. مشى طويلا إلى أن أخذه المسار نحو صحاري قطار بات يلاحق فيها السراب اعتقادا منه انه بحار..أتراه بحار من رمال بلا محار..بات يشدني الإصرار و يدفعني نحو الدمار..أتابع المشي رغم ظمإ السنين، رغم فيض العمر، فأجدني محاصرا بين المجهول و المجهول،ابحث فيه عن كلمة تفرقت حروفها بين الحروب و الفصول. تاهت نقطها و تفرقت بين الأيام تعاني مرارة اليتم و بؤس التشرد..هكذا كانت تطلعاتي انكسارا على الصخر و دموعي أمواجا يتقيؤها البحر و يلفظها بقسوة إلى خارج المدار.
آه..مباحة كل الطرق و الفواصل أمام جمهور الكلمة البلهاء وسط زمن ظل فيه ظليلا متواريا يرفض الانحدار من أعلى التل بل يرفض أن يرحل ليلة ليلي الحالك..فلك وحدك قلمي الأسود أطلق سراح كلماتي الأسيرة، يا من يدرك معنى الأسر..و لك وحدك يا قلمي افتح فمي متسعا مثل صيحة خذلها الهواء،و لك وحدك أيضا تنبجس من عيناي المنهكتين مثل مصباحين هرئين في زقاق موحش أشعة الهجر المتواصل.
تراك أيتها الكلمة المهجورة مثل أي حيوان أجرب لماذا لم تجربي الرحيل الى ذلك المكان البعيد حيث أشرعة الحرية تصافح المدى في التقاء سرمدي..ام انك أيتها الكلمة تركضين في هذه الحياة ركض الوحوش فلا تنالين من ركضك هذا سوى وجع الدماغ لك و لقارئك، أم انك مثل حصان طروادة لا تلتفتين يمنة و لا يسرة، تقتحمين الطريق اقتحاما و لا يهمك من يغتابك أو يسيء الأدب و التصرف معك أو من يهوي عليك بمعاول الهدم.
العرض العادي
