العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-2008, 03:24 PM   رقم المشاركة : 1
أهـــ( 1 )ـــم
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية أهـــ( 1 )ـــم
 






أهـــ( 1 )ـــم غير متصل

كتاب النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير !!! 20/3/1429هـ .

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


أخواني/اخواتي . أعضاء منتدى الود الموقر .
ساطرح اليوم كتاب للعلامة أبن الكثير وسوف يكون على اقسام .
أتمنى لكم قراءه ممتعة واسأل الله أن يكتبها لي ولكم في ميزان الحسنات .






التوقيع :
█▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀█
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
█▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄█

قديم 28-03-2008, 03:46 PM   رقم المشاركة : 2
أهـــ( 1 )ـــم
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية أهـــ( 1 )ـــم
 






أهـــ( 1 )ـــم غير متصل

( 1 )

بسم الله الرحمن الرحيم
النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير
كتاب في الحديث عن الفتن وأخبار آخر الزمان مما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وذكر أشراط الساعة والأمور العظام التي تكون قبل يوم القيامة مما يجب الإيمان به لإخبار
الصادق المصدوق عنها الذي لا ينطق عن الهوى إن هوى إلا وحي يوحى . وقد احتوى الكتاب
على أشراط الساعة الصغرى والكبرى وذلك في الجزء الأول والإخبار بحوادث يوم القيامة
أيضا وذلك في الجزء الثاني من الكتاب


وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد فهذا كتاب الفتن والملاحم في آخر الزمان
مما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أشراط الساعة والأمور العظام التي تكون
قبل يوم القيامة مما يجب الإِيمان به لإِخبار الصادق المصدوق عنها الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

رَحْمَةَ الله عَزَّ وَجَلّ بِأمَّةِ مُحمَّدٍ
عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسّلاَم


قال أبو داود، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا المسعودي عن سعيد بن
أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمّتي
هذه أمّة مَرْحُومةٌ ليس عليها عذابٌ في الآخرة عذابُهَا في الدنيا الْفِتَنً والزلازلُ والقتل
".
وقد ذكرنا فيما تقدم إخباره صلى الله عليه وسلم عن الغيوب الماضية وبسطناه في بدء الخلق
وقصص الأنبياء وأيام الناس إلى زمانه وأتبعنا ذلك بذكر سيرته عليه الصلاة والسلام وأيامه
وذكرنا شمائله ودلائل نبوته وأردفناها بما أخبر به عن الغيوب التي وقعت بعده صلى الله عليه
وسلم، وقد طابق ذلك إخباره كما شوهد ذلك عياناً قبل زماننا هذا، وقد أوردنا جملة في آخر
كتاب دلائل النبوة من سيرته صلى الله عليه وسلم وذكرنا عند كل زمان ما ورد فيه من الحديث
الخاص به عند ذكرنا حوادث ووفيات الأعيان كما بسطنا في كل سنة ما حدث للخلفاء والوزراء
والأمراء والفقهاء والصلحاء والشعراء والتجار والأدباء والمتكلمين ذوي الآراء وغيرهم من
النبلاء، ولو أعدنا ذكر الأحاديث المتقدمة هاهنا مبسوطاً لطال ذلك، ولكن نشير إلى ذلك إشارة
لطيفة ثم نعود إلى ما قصدنا إليه هاهنا وبالله المستعان.

بعض ما أخبَرَ الرُّسُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم بِأَنَّهُ سَيَقَع
إشارة نبوية إلى أن أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه سيلي أمر الأمة بعد الرسول عليه السلام:
فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لتلك المرأة التي قال لها ارجعي فقالت أرَأَيْتَ إن لم أَجدكَ
كأنها تُعَرِّضُ بالموت فقال: "إِنْ لَمْ تجدِيني فآتي أبا بكرٍ" رواه البخاري فكان القائم بعده بالأمر
أبو بكر، وقوله صلى الله عليه وسلم حين أَراد أَن يكتب للصديق كتاباً بالخلافة فتركه لعلمه أَن
أَصحابه لا يعدلون عنه لعلمهم بسابقته وفضله رضي الله عنه فقال: "يأبى الله والمؤمنون إلا
أبا بكر
" فوقع كذلك وهو في الصحيح أيضَاً، وقوله: "باللذين من بعدي أبي بكر وعمر" رواه
أحمد وابن ماجة والترمذي وحسنه وصححه ابن اليمان، وقد روي من طريق ابن مسعود وابن
عمر وأبي الدرداء، وقد بسطنا القول في هذا في فضائل الصحيحين والمقصود: أنه وقع الأمر
كذلك ولِّي أبو بكر الصديق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة ثم وليها بعده عمر بن
الخطاب كما أخبر صلى الله عليه وسلم سواء بسواء.

إشارة نبوية إلى أن المسلمين يفتتحون مصر:
وروى مالك والليث عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: "إِذَا افْتَتَحْتمُ مِصْرَ فاستوْصوا بالقِبْط" وفي رواية: "فَاستَوصُوا بِأَهْلِها خَيْراً فَإِنَّ
لهم ذمة وَرَحِماً
".
وقد افتتحها عمرو بن العاص في سنة عشرين أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي
صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سَتَفتَحُونَ أرضاً يذْكَر
فيها القيراطُ فاستَوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمةً ورحماً
".

إشارة نبوية إلى أن دولتي فارس والروم ستذهبان إلى غير عودة:
وقال صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه في الصحيحين: "إِذا هَلك قَيْصر فلا قَيْصَرَ بعده وإذا
هلك كِسْرَى فلا كسرى بعده والذي نفسي بيده لِتُنْفِقُنَّ كنوزَهما في سبيل اللّه
".
وقد وقع ذلك كما أخبر سواء بسواء، فإنه في زمن أبي بكر وعمر وعثمان انزاحت يد قيصر
ذلك الوقت واسمه هرقل عن بلاد الشام والجزيرة وثبت ملكه مقصوراً على بلاد الروم فقط
والعرب إنما كانوا يسمون قيصر لمن ملك الروم مع الشام والجزيرة، وفي هذا الحديث بشارة
عظيمة لأهل الشام وهي أن يد ملك الروم لا تعود إليها أبد الآبدين ودهر الداهرين إلى يوم
الدين، وسنورد هذا الحديث قريباً إن شاء الله بإسناده ومتنه، وأما كسرى فإنه سلب عامة ملكه
في زمن عمر ثم استأصل ما في يده في خلافة عثمان، وقيل في سنة اثنتين وثلاثين ولله الحمد
والمنة، وقد بسطنا ذلك مطولاً فيما سلف وقد دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
بلغه أنه مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه بأن يمزق ملكه كل ممزق فوقع الأمر كذلك.

إشارة نبوية إلى أن عمر رضي اللّه عنه سيقتل:
وثبت في الصحيحين من حديث الأعمش وجامع بن راشد عن شفيق بن سلمة عن حذيفة قال:
كنا جلوساً عند عمر فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه في الفتنة? قلت: أنا. قال:
هات إنك لجريء، فقلت ذكر فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره تكفرها الصلاة
والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: ليس هذا أعني إنما أعني التي تموج
موج البحر فقلت يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها باباً مغلقاً فقال: "وَيْحَك أيفتح الباب أمْ
يكسر? فقلت بل يكسر قال إذا لا يغلقُ أبداً قلت أجَلْ فقلنا لحذيفة فَكَانَّ عمرَ يعلم مِنَ الباب?".
قال: نعم إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط فقال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا المسروق
فسأله فقال عمر هكذا وقع الأمر سواء بعدما قتل في سنة ثلاث وعشرين وقعت الفتن بين
الناس وكان قتله سبب انتشارها بينهم.

إشارة نبوية إلى ما سيصيب عثمان بن عفان رضي اللّه عنه من المحنة:
وأخبر صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن عفان أنه من أهل الجنة على بلوى تصيبه، فوقع
الأمر كذلك حصر في الدار كما بسط ذلك في موضعه وقتل صابراً محتسباً شهيداً رضي الله
عنه، وقد ذكرنا عند مقتله ما ورد من الأحاديث في الإنذار لذلك والإِعلام به قبل كونه فوقع
طبق ذلك سواء بسواء، وذكرنا في يومي الجمل وصفين ما ورد من الأحاديث بكون ذلك وما
وقع فيهما من الفتنة والأخبار والله المستعان.

إشارة نبوية إلى أن عمار بن ياسر رضي اللّه عنه سيقتل
وكذلك الإِخبار بمقتل عمار، وأما ذكر الخوارج الذين قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ومقتهم وبعث ذي الندبة منهم، فالأحاديث الواردة في ذلك كثيرة جداً وقد حررنا ذلك فيما سلف
ولله الحمد والمنة وقد ذكرنا عن مقتل علي الحديث المذكور الوارد في ذلك بطرقه وألفاظه.
تحديد الرسول مدة الخلافة من بعده بثلاثين سنة وإشارته إلى أنها ستتحول بعد ذلك إلى ملك
عضوض:
وتقدم الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وحسنه من طريق سعيد بن جهمان
عن سفينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً".
وقد اشتملت هذه الثلاثون سنة على خلافة أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق وعثمان الشهيد،
وعلي بن أبي طالب الشهيد أيضاً، وكان ختامها وتمامها بستة أشهر وليها الحسن بن علي بعد
أبيه، وعند تمام الثلاثين نزل عن الأمر لمعاوية بن أبي سفيان سنة أربعين وأصفقت البيعة
لمعاوية بن أبي سفيان وسمي ذلك عام الجماعة وقد بسطنا ذلك فيما تقدم.

إشارة نبوية إلى أن اللّه سيصلح بالحسن رضي اللّه عنه بين فئتين عظيمتين من المسلمين
وروى البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله يقول والحسن بن
علي إلى جانبه على المنبر: "ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من
المسلمين
" وهكذا وقع سواء.

إشارة نبوية إلى أن أم حرام بنت ملحان رضي اللّه عنها ستموت في غزوة بحرية
وثبت في الصحيحين عن أم حرام بنت ملحان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن
غزواته في البحر تكون فرقتين وتكون أم حرام مع الأولين، وقد كان ذلك في سنة سبع
وعشرين مع معاوية حين استأذن عثمان في غزو قبرص فأذن له فركب بالمسلمين في
المراكب حتى دخلها وفتحها قسراً، وتوفيت أم حرام في هذه الغزوة في البحر وقد كانت مع
زوجة معاوية فأخته بنت قرظة، وأما الثانية فكانت في سنة اثنتين وخمسين في أَيام ملك
معاوية وقد أمّر معاوية ابنه يزيد على الجيش إلى غزو القسطنطينية، وكان معه سادات
الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري وخالد بن يزيد رضي الله عنه فمات هنالك وأوصى إلى
يزيد بن معاوية وأمره أن يدفنه تحت سنابك الخيل وأن يوغل به إلى أقصى ما يمكن أن ينتهي
به إلى جهة نهر العدو ففعل ذلك، وتفرد البخاري بما رواه من طريق ثور بن يزيد بن خالد بن
معدان عن عمر بن الأسود العنسي عن أم حرام أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا قالت أم حرام فقلت يا رسول الله أنا فيهم?
قال: إنك فيهم قالت: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أول جيش من أمتي يغزون مدينة
قيصر مغفور لهم قلت أنا منهم يا رسول الله قال: لا
".

إشارة نبوية إلى أن الجيش المسلم سيصل إلى الهند والسند
وقال الإِمام أحمد، حدثنا يحيى بن إسحاق، أنا البراء، عن الحسن، عن أبي هريرة. وحدثني
خليلي الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يكون في هذه الأمة بعث إلى السند
والهند" فإن أنا أدركته واستشهدت فذاك وإن أنا فذكر كلمة رجعت فأنا أبو هريرة المحرر قد
أعتقني من النار
" ورواه أحمد أيضاً عن هشيم عن سيار عن جبر بن أبي عبيدة عن أبي
هريرة قال: وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند فإن استشهدت كنت من خير
الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر. ورواه النسائي من حديث هشام وزيد بن أبي
أنيسة عن سيار عن جابر، ويقال هذا خبر عن أبي هريرة فذكروه، وقد غزا المسلمون الهند
في سنة أربع وأربعين في إمارة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه فجرت هناك أمور
فذكرناها مبسوطة، وقد غزاها الملك الكبير السعيد المحمود بن شنكنكير صاحب بلاد غزنة
وما والاها في حدود أربعمائة ففعل هنالك أفعالاً مشهورة وأموراً مشكورة وكسر الصنم
الأعظم المسمى بسومنات وأخذ قلائده وسيوفه ورجع إلى بلاده سالماً غانماً، وقد كان نواب
بني أمية يقاتلون الأتراك في أقصى بلاد السند والصين. وقهروا ملكهم القال الأعظم ومزقوا
عساكره واستحوذوا على أمواله وحواصله، وقد وردت الأحاديث بذكر صفتهم ونعتهم ولنذكر
شيئاً من ذلك على سبيل الإيجاز.

إشارة نبوية إلى أن المسلمين سيقاتلون الترك
قال البخاري، حدثنا أبو اليمان، وأخبرنا أبو شعيب، أخبرنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا قوماً نعالُهم الشعرُ
وحتى تُقَاتِلوا الترك صغِارَ الأعين حمْرَ الوجوه ذلفَ الأنوفِ كأنَّ وُجُوهَهم الْمَجَانُّ الْمَطَرَّقَةُ
وتجدون خيْرَ الناس أشدَّهم كراهةً لهذا الأمرِ حتى يدخلَ فيه والناسُ معادنُ خِيارُهم في
الجاهلية خيارُهم في الإِسلام وليأتِيَنَّ على أحدِكم زمانٌ لأنْ يراني أحبط إليهِ من أن يكونَ له
مثلُ أهله وماله
".
تفرد به البخاري، ثم قال حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن
أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا حوراً وكرمان
من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر

وأخرجه الجماعة سوى النسائي من حديث سفيان بن عيينة، ورواه مسلم من حديث إسماعيل
بن أبي خالد كلاهما عن قيس بن أبي حازم، عن أبي هريرة فذكر نحوه. قال سفيان بن عيينة
وهم أهل البارز كذا يقول سفيان، ولعل البارز هو سوق الفسوق الذي لهم، وقال أحمد: حدثنا
عفان، حدثنا جرير بن حازم سمعت الحسن، حدثنا عمرو بن ثعلب، سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً عراض
الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة
". ورواه البخاري من حديث جرير بن حازم،
والمقصود أن الترك قاتلهم
الصحابة فهزموهم وغنموهم وسبوا نساءهم وأبناءهم، وظاهر هذا الحديثَ يقتضي أن يكون
هذا من أشراط الساعة، فإن كانت أشراط الساعة لا تكون إلا بين يديها قريباً فقد يكون هذا
أيضاً واقعاً مرة أخرى عظيمة بين المسلمين وبين الترك حتى يكون آخر ذلك خروج يأجوج
ومأجوج كما سيأتي ذكر أمرهم، وإن كانت أشراط الساعة أعم من أن تكون بين يديها قريباً
منها فإنها تكون مما يقع في الحملة ولو تقدم قبلها بدهر طويل، إلا أنه مما وقع بعد زمن النبي
صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الذي يظهر بعد تأمل الأحاديث الواردة في هذا الباب كما سترى
ذلك قريباً إن شاء الله تعالى، وذكرنا ما ورد في مقتل الحسين بن علي بكربلاء في أيام يزيد بن
معاوية كما سلف، وما ورد في الأحاديث من ذكر خلفاء بني أمية وغلمة بني عبد المطلب






التوقيع :
█▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀█
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
█▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄█

قديم 28-03-2008, 04:06 PM   رقم المشاركة : 3
أهـــ( 1 )ـــم
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية أهـــ( 1 )ـــم
 






أهـــ( 1 )ـــم غير متصل


( 2 )

إشارة نبوية إلى ما سيكون من تولي بعض الصبية لأمر المسلمين وما سيكون في ذلك من فساد وإفساد
وقال أحمد، حدثنا روح، حدثنا أبو أمية هم وابن يحيى بن سعيد بن العاص، أخبرني جدي سعيد
بن عمرو بن سعيد عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "
هلكة أمتي على يدي غلمة
" فقال مروان وما معنا في الحلقة أحد قبل أن يلي: شيئاً
فلعنة الله عليهم غلمة. قال وأنا والله لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت. قال: فكنت
أخرج مع أبي إلى بني مروان بعد ما ملكوا فإذا هم يبايعون الصبيان ومنهم من يبايع له وهو
في حزامه، فقلت هل عسى أصحابكم هؤلاء أن يكونوا الذين سمعت أبا هريرة، قال لنا عنهم
إن هذه الملوك يشبه بعضها بعضاً. ورواه البخاري بنحوه عن أبي هريرة، والأحاديث في هذا
كثيرة جداً وقد حررناها في دلائل النبوة، وتقدّم الحديث في ذكر الكذاب والمبير من ثقيف،
والكذاب هو المختار بن أبي عبيد الذي ظهر بالكوفة أيام عبد الله بن الزبير، والمبير هو
الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قتل عبد الله بن الزبير كما تقدّم، وتقدم حديث الرايات السود
التي جاء بها بنو العباس حين استلبوا الملك من أيدي بني أمية وذلك في سنة اثنتين وثلاثمائة
حيث انتقلت الخلافة من مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، ويعرف بمروان
الحمار ومروان الجعدي لتعلمه على الجعد بن درهم المعتزلي، وكان آخر خلفاء بني أمية
وصارت للسفاح المصرح بذكره في حديث رواه أحمد بن حنبل في مسنده، وهو أبو العباس
عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أول خفاء بني العباس كما
تقدم ذلك، وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا جرير بن حازم، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط،
عن أبي ثعلبة الخشني، عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: "إن الله بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة وسيكون خلافة ورحمة وسيكون
عزاً وحرمة وسيكون ملكاً عضوضاً وفساداً في الأمة يستحلون به الفروج والخمور والحرير
وينصرون على ذلك ويرزقون أبداً حتى يلقوا الله عز وجل
". وروى البيهقي من حديث عبد الله
بن الحارث بن محمد بن حاطب الجمحي، عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون بعد الأنبياء خلفاء يعملون بكتاب الله ويعدلون في
عباد الله، ثم يكون من بعد الخلفاء ملوك يأخذون بالثأر ويقتلون الرجال ويصطفون الأموال
فمغير بيده ومغير بلسانه ومغير بقلبه وليس وراء ذلك من الإِيمان شيء
". وثبتَ في صحيح
البخاري من حديث شعبة عن فرات الفرار عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي
وإنه سيكون خلفاء كثيرون لما قالوا فما تأمرنا يا رسول الله? قال: "فوا ببيعة الأول فالأول
وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم
". وفي صحيح مسلم من حديث أبي رافع، عن
عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كان نبي إلا كان له
حواريون يهدون بهديه ويستنون بسنته. ثم يكون من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون
ويعملون ما ينكرون
".

إشارة نبوية إلى أن اثني عشر خليفة قرشياً سيلون أمر الأمة الإسلامية
وثبت في الصحيحين من رواية عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلى الله
عليه وسلم "يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش". رواه أبو داود من طريق أخرى عن
جابر بن سمرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزال هذا الدين قائماً حتى
يكون". وفي رواية: لا تزال هذه الأمة مستقيماً أمرها ظاهرة على عدوها حتى يمضي منهم
اثنا عشر خليفة كلهم من قريش قالوا ثم يكون ماذا? قال: ثم تكون الفرج
" فهؤلاء المبشر بهم
في الحديثين ليسوا الاثني عشر الذين زعم فيهم الروافض ما يزعمون من الكذب والبهتان
وأنهم معصومون، لأن أكثر أولئك لم يل أحد منهم شيئاً من أعمال هذه الأمة في خلافة، بل
ولا في قطر من الأقطار ولا بلد من البلدان، وإنما ولي منهم علي وابنه الحسن بن علي رضي
الله عنهما.

ليس المقصود بالخلفاء القرشيين الاثني عشر أولئك الذين تتابعوا بعد الرسول عليه السلام سرداً
وليس المراد من هؤلاء الاثني عشر الذين تتابعت ولايتهم سرداً إلى أثناء دولة بني أمية لأن
حديث سفينة: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة" يمنع من هذا الملك، وإن كان البيهقي قد رجحه
وقد بحثنا معه في كتاب دلائل النبوة في كتابنا هذا بما أغنى عن إعادته ولله الحمد، ولكن هؤلاء
الأئمة الاثني عشر وجد منهم الأئمة الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وابنه الحسن بن
علي أيضاً، ومنهم عمر بن عبد العزيز كما هو عند كثير من الأئمة وجمهور الأمة ولله الحمد،
وكذلك وجد منهم طائفة من بني العباس وسيوجد بقيتهم فيما يستقبل من الزمان حتى يكون منهم
المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة فيه كما سيأتي بيانها وبالله المستعان وعليه التكلان،
وقد نص على هذا الذي بيناه غير واحد كما قررنا ذلك.

عدم صحة ما ورد من أن الآيات بعد المائتين، وأن خير المسلمين بعد المائتين من لا أهل له ولا ولد
قال ابن ماجه: حدثنا الحسن بن علي الخلال، حدثنا عون بن عمارة، حدثني عبد الله بن المثنى
بن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن أنس، عن أبي قتادة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآيات بعد المائتين"، ثم أورده ابن ماجه من وجهين آخرين
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ولا يصح، ولو صح فهو محمول على ما وقع
من الفتنة بسبب القول بخلق القرآن والمحنة للإِمام أحمد بن حنبل وأصحابه من أئمة الحديث
كما بسطنا ذلك هنالك، وروى رواد بن الجراح وهو منكر الرواية عن سفيان الثوري عن ربعي
عن حذيفة مرفوعاً: "خيركم بعد المائتين خفيف الحاذ" قالوا: وما خفيف الحاذ يا رسول الله?
قال: "من لا أهل له ولا ولد" وهذا منكر.

خير القرون قرن الرسول عليه السلام ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم تنتشر المفاسد
وثبت في الصحيحين من حديث شعبة، عن أبي حمزة، عن زهدم بن ضرب، عن عمران بن
حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم قال عمران
فلا أدري ذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا
يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن
" وهذا لفظ البخاري.

ذكر سنة خمسمائة
قال أبو داود: حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبو المغيرة، حدثني صفوان، عن شريح بن عبيد،
عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني لأرجو أن تنجو أمتي
عند ربها من أن يؤخرها نصف يوم قيل لسعد وكم نصف يوم قال خمسمائة سنة
". وقد تفرد به
أبو داود، وأخرج أحمد بن حنبل عن أبي ثعلبة الخشني من قوله مثل ذلك وهذا التحديد بهذه
المدة لا يبقى ما يزيد عليها إن صح رفع الحديث، والله أعلم.

لم يصح عن الرسول أنه لا يمكث في الأرض قبل الساعة ألف سنة ولم يحدد الرسول مدة معينة لقيام الساعة
فأما ما يورده كثير من العامة من أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤلف تحت الأرض فليس
له أصل. ولا ذكر في كتب الحديث المعتمدة ولا سمعناه في شيء من المبسوطات ولا شيء
من المختصرات، ولا ثبت في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حدد وقتَ الساعة بمدة
محصورة وإنما ذكر شيئاً من أشراطها وأماراتها وعلاماتها على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

ذِكْر الْخَبَر الْوارد في ظُهُور نَار مِنْ أَرْض الْحِجَاز تُضِيء لَهَا أَعْنَاق الإبِل ببصرى مِنْ أَرْض الشَّام
قال البخاري: حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب عن الزهري قال: قال سعيد بن المسيب أخبرني
أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَقُومُ الساعةُ حتى تخرجَ نارٌ من أرض
الحجاز تضيءُ لها أعناقُ الإبلَ بِبُصرى
"ورواه مسلم من حديث الليث عن عقيل عن ابن شهاب.

ظهور النار في المدينة واستمرارها شهراً عام 654 للهجرة
وقد ذكر الشيخ شهاب الدين أبو شامة، وكان شيخ المحدثين في زمانه وأستاذ المؤرخين في
أوانه أنه في سنة أربع وخمسين وستمائة في يوم الجمعة خامس جمادى الآخرة ظهرت نار
بأرض المدينة النبوية في بعض تلك الأودية طول أربعة فراسخ وعرض أربعة أميال تسيل
الصخر حتى يبقى مثل الآنك، ثم يصير كالفحم الأسود وإن ضوءها كان الناس يسيرون عليه
بالليل إلى تيماء وأنها استمرت شهراً، وقد ضبط ذلك أهل المدينة وعملوا فيها أشعاراً، وقد
ذكرناها فيما تقدم. وأخبرني قاضي القضاة صدر الدين علي بن القاسم الحنفي قاضيهم بدمشق
عن والده الشيخ صفي الدين مدرس الحنفية ببصرى أنه أخبره واحد من الأعراب صبيحة تلك
الليلة ممن كان بحاضرة بلد بصرى أنهم شاهدوا أعناق الإِبل في ضوء هذه النار التي ظهرت
من أرض الحجاز.

ذكرُ إِخْبَارِهِ صًلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسًلّم بِالْغُيُوبِ الْمُسْتَقْبَلَةَ بَعْدَ زَمَانَنَا هَذَا
قال الإِمام أحمد بن حنبل: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عروة عن ثابت، حدثنا عليان بن أحمد
البكري، حدثنا أبو زيد الأنصاري قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
الصبح ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى العصر ثم صعد المنبر فخطبنا
حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان وما هو كائن فأعلمنا أحفظنا". وقد رواه مسلم منفرداً في
كتاب الفتن من صحيحه عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وحجاج بن الشاعر عن أبي عاصم
الضحاك بن مخلد النبيل عن عروة عن علي عن أبي يزيد وهو عمرو بن أخطب بن رفاعة
الأنصاري.

إشارات نبوية إلى الأحداث الماضية والمستقبلة حتى قيام الساعة
وقال البخاري في كتاب بدء الخلق من صحيحه، وروى عن عيسى بن موسى عنجار عن رقية
عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال، سمعت عمر بن الخطاب يقول: قام فينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم مقاماً."فأَخْبَرَنَا عَنْ بدء الْخَلْق حَتَّى دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وأهْلُ النَّارِ
مَنَازِلَهُم حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفَظَهُ ونَسِيَهُ مَنْ نَسِيَه
".
هكذا ذكره البخاري تعليقاً بصيغة التمريض، عن عيسى بن موسى عنجار، عن أبي حمزة عن
رقية فالله أعلم، وقال أبو داود في أول كتاب الفتن من سننه: حدثنا عثمان عن أبي شيبة،
حدثنا جرير، عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال: "قام فينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم قائماً". "فما تَرَكَ شيئاً يكونُ في مقَامِهِ ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه حَفِظَه من حفظه
ونسيَه من نَسِيه قد عَلمَه أصحابي هؤلاء وإِنَّهُ ليكون الشيءُ فأذكُرة كما يذكر الرجلُ وجهَ
الرجل إذا غَابَ عَنْهُ ثم إذا رَآهُ عَرَفَه
".

شهادة حذيفة بحدوث بعض ما أخبر به الرسول عليه السلام لم يبق من الدنيا إلا اليسير
وهكذا رواه البخاري من حديث سفيان الثوري، ومسلم من حديث جرير كلاهما عن الأعمش
به، وقال الإِمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق. أخبرنا معمر عن علي بن زيد عن أبي نصرة عن
أبي سعيد قال: "صلى بِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةَ العصر ِذَاتَ يَوم ثمّ قامَ فَخَطَبَنَا
إلى أَنْ غَابَتِ الشَّمْسُ فَلَمْ يَدَعْ شَيْئاً مِمَّا يَكُونُ إِلى يوم القيامة إِلاَّ حَدَّثَنَاه حَفِظَ ذلِكَ مِن حَفِظَه
ونَسِيَ ذلِكَ مَنْ نَسِيَهُ فكان مما قالَ: يا أَيها النَّاس إِنَّ الدنيا خضرَةٌ حُلْوَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ اسْتَخْلَفَكمْ
فِيهَا فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدنيا واتَّقوا النِّسَاءَ إِلى أَنْ قَالَ وَقَدْ دَنَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ
وَإِنَّ مَا بَقِيَ مِن الدنيا فِيما مَضى مِثل ما بَقِيَ من يومكم هذا فِيمَا مَضَى مِنْه
".
علي بن زيد بن حدجان التيمي له غرائب ومنكرات، ولكن لهذا الحديث شواهد من وجوه أخر،
وفي صحيح مسلم من طريق أبي نصرة عن أبي سعيد بعضه وفيه الدلالة على ما هو المقطوع
به أن ما بقي من الدنيا بالنسبة إلى ما مضى منها شيء يسير جداً ومع هذا لا يعلم مقداره
على التبيين والتحديد إلا الله عز وجل.

لا أساس للإسرائيليات التي تحمد ما مضى وما بقي من الدنيا
كما لا يعلم مقدار ما مضى إلا الله عز وجل والذي في كتب الإِسرائيليين وأهل الكتاب من تحديد
ما سلف بألوف ومئات من السنين قد نص غير واحد من العلماء على تخبطهم فيه وتغليطهم،
وهم جديرون بذلك حقيقيون به وقد ورد في حديث: "الدُنْيَا جُمْعَة مِنْ جُمَع الآخِرَة".
ولا يصح إسناده أيضاً، وكذا كل حديث ورد فيه تحديد وقت يوم القيامة على التعيين لا يثبت
إسناده وقد قال الله تعالى: "يَسْألُونَكَ عَن السَّاعَةِ أيَّانَ مُرْسَاهَا، فِيمَ أَنْتَ مِن ذِكْرَاهَا، إلى ربِّكَ
مُنْتَهَاهَا، إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا، كَأنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاها".
وقال: "يَسألُونَكَ عَن السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قل إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ
ثَقُلَت في السَّموَاتِ وَالأَرْض لا تَأتيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْألُونَكَ كَأنَّكَ حَفيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ
اللَّهِ ولكنَّ أكْثَرَ النَّاس لا يَعْلمُون
".والآيات في هذا والأحاديث كثيرة وقال الله تعالى:
"اقترَبَتِ السّاعةُ وانْشَقَّ القَمَرُ". وثبت في الحديث الصحيح: "بُعِثْتُ أنَا والسَّاعَةَ كَهَاتَيْن".

اقتراب الساعة
وفي رواية: "إن كادت لتسبقني" وهذا يدل على اقترابها بالنسبة إلى ما مضى من الدنيا.
وقال تعالى: "اقتربَ للنّاس حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُون".وقال تعالى: "أتى أمْرُ اللَّهِ فَلاَ
تَسْتَعْجِلُوه
". وقال تعالى: "يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا
وَيَعْلَمُونَ أنَّهَا الْحَقّ
".

حشر المسلم مع من أحب يوم القيامة
وفي الصحيح أن رجلاً من الأعراب سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة
فقال: "إِنَّهَا كَائِنَةٌ فَمَا أَعدَدْتَ لَهَا? فَقَالَ الرَّجُلُ وَاللَهِ يا رسول الله لَمْ أعِدَّ لَهَا كَثْرَةَ صَلاَةٍ وَلاَ
عَمَل وَلَكِنَّني أحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ: أنْتَ مَعَ مَنْ أحْبَبْتَ" فَمَا فَرِحَ المسلمونَ بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ
بِهَذَا الحديث.


من مات فقد قامت قيامته
وفي بعض الأحاديث أنه عليه السلام سئل عن الساعة فنظر إلى غلام فقال: "لَنْ يُدرِكَ هَذَ
ا الهَرَم حَتَّى تأتِيكُمْ سَاعَتُكُمْ
". والمراد انخرام قرنهم ودخولهم في عالم الآخرة، فإن كل من
مات فقد دخل في حكم الآخرة، وبعض الناس يقول: من مات فقد قامت قيامته، وهذا الكلام
بهذا المعنى صحيح، وقد يقول هذا، بعض الملاحدة ويشيرون به إلى شيء آخر من الباطل،
فأما الساعة العظمى وهي وقت اجتماع الأولين والآخرين في صعيد واحد فهذا مما استأثر
الله تعالى بعلم وقته.

مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا اللّه
كما ثبت في الحديث: "خَمس لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ ثُمّ قرأ: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزلُ
الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَام وَمَا تدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تدْرِي نَفْسٌ بِأي أرْض تَمُوتُ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيم خَبِير
".

الرسول عليه السلام لا يعلم متى الساعة
ولما جاء جبريل عليه الصلاة والسلام في صورة أعرابي فسأل عن الإِسلام ثم الإيمان ثم
الإِحسان أجابه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فلما سأله عن الساعة قال له: "ما المسئول
عنها بأعلم من السائل، قال فأخبرني عن أشراطها فأخبره عن ذلك كما سيأتي إيراده بسنده
ومتنه مع إسناده وأشكاله من الأحاديث
.






التوقيع :
█▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀█
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
█▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄█

قديم 29-03-2008, 06:27 AM   رقم المشاركة : 4
تبوك الورد
( مشرف عالم الشباب والرياضة )
 
الصورة الرمزية تبوك الورد

بارك الله فيك أخي العزيز (( أهــ ( 1 ) ــــم ))

ع ما نقلته وكتبه لنا ..


جعل الله فيه الفائدة للجميع ..

تقبل مروري وودي واحترامي ،،






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 29-03-2008, 08:18 PM   رقم المشاركة : 5
أهـــ( 1 )ـــم
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية أهـــ( 1 )ـــم
 






أهـــ( 1 )ـــم غير متصل

( 3 )
باب
ذكر الفتن جملة
ثم تفصيل ذكرها بعد ذلك إنْ شاءَ اللَّهُ تعالى


إشارة نبوية إلى تعاقب الخير والشر
قال البخاري: حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا الوليد، حدثنا ابن جابر، حدثني بئر بن عبد الرحمن
الحضرمي، حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كنا الناس يسألون
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا
رسول الله: "إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةِ وَشَر فَجاءَنا اللَّهُ بِهذا الخير ِفَهَلْ بَعْدَ هَذا الخَيْر َمِنْ شَرٍ? قَالَ:
نَعَمْ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّر مِنْ خَيْر? قَالَ: نَعَمْ وفيهِ دَخَنٌ قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهً? فقَالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ
هَدييِ يُعْرَف منهُمُ ويُنْكَرُ قُلت: فهل بعد ذلك الخيرِ من شَرّ? قَالَ: نَعَمْ دعاةٌ على أبواب جهنم
مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيها. قلت يا رسول الله صِفْهُمْ لنا. قال هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا ويَتَكَلَّمُونَ بِألْسِنَتِنَا
. قلت: فَمَا تأ مُرْنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ? قَال: تَلْزَمْ جَمَاعَةَ المُسْلِمِين وإِمَامَهُم. قُلْتُ: فإِنْ لَمْ يَكُنْ
لَهُمْ إِمَامُ وَلاَ جَمَاعَةٌ. قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَو أنْ تَعَضَّ بأصْل شَجَرَةٍ حَتَّى يدْرِكَكَ
المَوْتُ وَأَنْتَ عَلى ذَلِك
".
ثم رواه البخاري أيضاً ومسلم، عن محمد بن المثنى، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن
بن يزيد بن جابر به ونحوه.

عودة الإِسلام غريباً كما بدأ
وثبت في الصحيح من حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن
مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدأ غَرِيباً وسَيَعُودُ غَريباً كما
بَدَأ فَطُوبى لِلغُرَبَاءِ قِيلَ وَمَن الغُرَبَاءُ? قالَ: النزائحُ مِنَ الْقَبَائِل
".ورواه ابن ماجة عن أنس وأبي هريرة.

باب افتراق الأمم
وقال ابن ماجه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو،
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ
عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وتَفَرَّقَتْ أمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً
". ورواه أبو داود عن
وهب بن تقية، عن خالد، عن محمد بن عمرو به.

إشارة نبوية إلى أن الفتن ستفرق الأمة وأن النجاة ستكون في لزوم الجماعة
وقال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كريش بن دينار الحمصي، حدثنا عباد بن يوسف،
حدثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "إِفْتَرَقَ اليَهُود عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ وسَبْعُونَ فِي
النَّارِ، وافْتَرَقَتِ النَّصارَى عَلَى اثْنَتَيْن وسبعينَ فرقةً فإِحْدى وسبعون في النَّارِ وَوَاحِدَةٌ في
الجنَّة، والَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ لَتَفتَرِقَنَّ أمَّتِي على ثلاث وسَبعينَ فِرْقَة فواحدة في الجنَّةِ واثنتان
وسبعون في النَّارِ" قيل يا رسول الله من تراهم? قال: "الجماعة"
.
تفرّد به أيضاً وإسناده لا بأس به أيضاً، وقال ابن جماعة أيضاً حدثنا هشام هو ابن عامر،
حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا أبو عمرو، وحدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول
اللّه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بني إِسرائيلَ افترقتْ على إِحدى وسَبْعِينَ فرقةً وإِن أمّتي
ستفترق على اثْنَتَيْن وسَبْعِينَ فرقةً كلُّها في النَّارِ إلا واحدةً وهي الجماعةُ
".
وهذا إسناد جيد قوي على شرط الصحيح تفرد به ابن ماجه أيضاً، وقال أبو داود حدثنا أحمد
بن حنبل ومحمد يحيى بن فارس قالا حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان هو ابن عمرو، حدثنا
أزهر بن عبد الله الحراري قال أحمد عن أبي عامر الهوزني عن معاوية بن أبي سفيان أنه
قام فقال ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا وقال: "ألا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أهل
الكتاب افْتَرقُوا على اثْنَتَيْن وسبعين ملَّةً وأن هذه المِلَّةَ ستفترق على ثلاث وسبعين اثنتان
وسبعون في النَّارِ وواحدةٌ في الجنة وهي الجَماعة
".
تفرد به أبو داود وإسناده حسن، وفي مستدرك الحاكم أنهم لما سألوه عن الفرقة الناجية
من هم قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي". وقد تقدم في حديث حذيفة أن المخلص من
الفتن عند وقوعها اتباع الجماعة ولزوم الطاعة.

لا تجتمع الأمة على ضلالة
وقد قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا معاذ بن رفاعة
السلامي، حدثنا أبو خلف الأعمى أنه سمع أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: "إن أمّتِي لَنْ تَجْتمعَ على ضَلاَلةٍ فإذا رأيتم الاختلافَ فعليكم بالسَّوادِ
الأعظَم
" ولكن هذا حديث ضعيف لأن معاذ بن رفاعة السلامي ضعفه غير واحد من الأئمة،
وفي بعض الروايات عليكم بالسواد الأعظم الحق وأهله فأهل الحق هم أكثر الأمة ولا سيما
في زمان الصدر الأول لا يكاد يوجد فيهم من هو على بدعة، وأما في الأعصار المتأخرة فلا
يعدم الحق عصابة يقومون به.

الاذن باعتزال الناس عند اشتداد الفتن وتحكم الأهواء
كما قال في حديث حذيفة فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة قال: "فاعْتَزلْ تلكَ الفِرقَ كلَّها وَلَو
أَنّ تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدْرِكَكَ الموتُ وأنتَ عَلَى ذلِك
".
وتقدم الحديث الصحيح. بدأ الإِسلام غريباً وسيعود غريباً. وورد في الحديث: "لا تقوم الساعة
على أحدٍ يقولُ اللَّهُ اللَّه
".
والمقصود أنه إذا ظهرت الفتن فإنه يسوغ اعتزال الناس حينئذ كما ثبت في الحديث: "فإِذا
رأَيت شُحّاً مُطَاعاً وَهَوَى مُتَّبَعاً وإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رأي برأيه فَعَلَيْكَ بخوَيصَةِ نفسِكَ وَدَعْ أَمْرَ
العَوام
".وقال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله
بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ
أن يَكُونَ خَيْر مال المسلم غنمٌ يُتَّبَعُ بِهَا شَعَف الجبالِ ومواضِعَ الْقطْر ناجياً بدينِه من الفِتَن
".
لم يخرجه مسلم، وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من طريق ابن أبي صعصعة به،
ويجوز حينئذ سؤال الوفاة عند حلول الفتن وإن كان قد نهى عنه لغير ذلك كما صحّ به الحديث.

النهي عن تمني الموت
وقال أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا ابن يونس، عن أبي هريرة، عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يَتَمَنَّينَّ أحدُكُمُ الموتَ لاَ يَدْعُو بِهِ مِنْ قَبْل أنْ يَأتِيَهُ وإنَّه إذا
مَات انقطع عملهُ وإنَّهُ لا يَزيدُ المؤمنَ عمرُهُ إلا خيراً
".
والدليل على جواز سؤال الموت عند الفتن الحديث الذي رواه أحمد في مسنده عن معاذ بن
جبل في حديث المنام الطويل وفيه: "اللَّهًمَّ اني اسألُك فعلَ الخَيْراتِ وأنْ تَغْفِرَ لي وتَرْحَمَنِي
وإذا أرَدْتَ بقوم فِتنَةً فَتَوَفَّنِي إِلَيْكَ غَيْرَمَفْتُونٍ اللَّهُمَّ إِني أسْألُكَ حُبًكَ وحبَّ مَن يُحِبُّك وحُبَّ كُلِّ
عَمَل يقربُني إلى حُبَّك
".
وهذه الأحاديث دالة على أنه يأتي على الناس زمان شديد لا يكون للمسلمين جماعة قائمة
بالحق إما في جميع الأرض وإما في بعضها.

رفع العلم بموت العلماء
وقد ثبت في الصحيح، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قّال: "إنَّ
اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العلمَ انتِزَاعاً يَنْتَزِعهُ مِنَ النَّاس ولكِنْ يَقبضُ العلمَ بِموت العلماء حتى إنّه إذا
لم يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النّاسُ رؤَساءَ جهالاً فَسئِلُوا فَأفْتَوْا بغيْرِ علم فَضَلوا وأضلّوا
".

إشارة نبوية إلى بقاء طائفة من الأمة على الحق حتى تقوم الساعة
وفي الحديث الآخر: "لا تَزَال طائفةٌ مِنْ أمَّتِي ظَاهِرين على الحَقِّ لا يَضُرهُمْ من خَذَلَهُمْ وَلا
مَنْ خالفهُمْ حَتّى يأتِي أمرُ اللَّهِ وهُم كذلك
". وفي صحيح البخاري وهم على ذلك.

إشارة نبوية إلى أن اللّه سيبعث لهذه الأمة كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها
قال عبد الله بن المبارك وغير واحد من الأئمة وهم أهل الحديث، وقال أبو داود: حدثنا سلمان
بن داود النهري، حدثنا ابن وهب، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل بن يزيد المغازي
عن أبي علقمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن اللَّهَ يَبْعَثُ
لهذه الأمةِ على رأس كُل مائَةِ سَنَةٍ من يُجدِّدَ لَهَا أمرَ دِينَها
".
تفرد به أبو داود، ثم قال عبد الرحمن بن شريح لم يتحر شراحيل يعني أنه موقوف عليه،
وقد ادعى كل قوم في إمامهم أنه المراد بهذا الحديث، والظاهر والله أعلم أنه يعم جملة
أهل العلم من كل طائفة وكل صنف من أصناف العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء
ونحاة ولغويين إلى غير ذلك من الأصناف والله أعلم، وقوله في حديث عبد الله بن عمرو
: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء" ظاهر في أن
العلم لا ينتزع من صدور الرجال بعد أن وهبهم الله إياه.

بعض أشراط الساعة التي أخبر بها الرسول عليه السلام
وقد ورد في الحديث الآخر الذي رواه ابن ماجه عن بندار ومحمد بن المثنى عن غندر عن
شعبة سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال: ألا أحدثكم حديثاً سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحد بعدي? سمعت منه: "أنَّ مِنْ أشْرَاطِ السَّاعَةِ أن
يُرفَعَ العلمُ ويَظْهَرَ الجهل وَيَفْشُو الزنا وتُشْرَبَ الخَمْر ويَذْهَبَ الرِّجالُ وتَبْقَى النِّسَاءُ حَتَّى
يكونَ لخمسين امرأةً قَيِّمٌ واحِدٌ
".وأخرجاه في الصحيحين من حديث غندر به.

رفع العلم من الناس في آخر الزمان
وقال ابن ماجه: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي وكيع، عن الأعمش عن
شقيق، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون بين يدي الساعة
أيام، يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج
"، والهرج القتل، وهكذا رواه
البخاري ومسلم من حديث الأعمش به.
وقال ابن ماجة: حدثنا أبو معاوية، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن خراش، عن
حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يدْرُس
وشَي الثوبِ حَتَّى مَا يُدْرَى صِيَامٌ وَلاَ صَلاةٌ وَلاَ نُسُكٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَيسْرِي النسيان على
الكِتَابِ في لَيْلَةٍ فَلاَ يَبْقَى في الأَرْض مِنْهُ آيةٌ وتبقَى طَوائِفُ مِنَ النَّاس الشيخُ الكبيرُ
والعجوزُ يقولون أَدْرَكْنَا أبَانَا على هَذِهِ الكَلِمَةِ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وهم لا يَدْرُون مَا صَلاَةٌ
وَلا صِيَام وَلا نُسُكٌ وَلا صَدَقَةٌ فَأَعرَضَ عنه حُذيفَة فَرَدَّدَها عليه ثلاثاً كلُّ ذلك يُعْرِض
عنه حذيفةُ ثم أقْبَلَ علَيْه في الثالثة فقال فاصلةٌ تُنْجِيهم من النارِ
".
وهذا دال على أن العلم قد يرفع من الناس في آخر الزمان حتى إن القرآن يسري
عليه النسيان في المصاحف والصدور ويبقى الناس بلا علم، وإنما الشيخ الكبير والعجوز
المسنة يخبران بأنهم أدركوا الناس وهم يقولون لا إله إلا الله فهم يقولونها على وجه التقريب
إلى الله عز وجل فهي نافعة لهم وإن لم يكن عندهم من العمل الصالح والعلم النافع غيرها،
وقوله: تنجيهم من النار يحتمل أن يكون المراد أنها تدفع عنهم دخول النار بالكلية ويكون
فرضهم القول المجرد لعدم تكليفهم بالأفعال التي لم يخاطبوا بها والله تعالى أعلم، ويحتمل أن
يكون المعنى أنها تنجيهم من النار بعد دخولها، وعلى هذا فيحتمل أن يكونوا من المراد بقوله
تعالى في الحديث القدسي.
"وعزَّتي وجلالِي لأخْرِجَنَّ من النّارِ مَنْ قَال يَوماً مِنَ الدّهرِلاَ إِلهَ إلاَّ اللَّه".
كما سيأتي بيانه في مقامات الشفاعة، ويحتمل أن يكون أولئك قوماً آخرين والله أعلم،
والمقصود أن العلم يرفع في آخر الزمان ويكثر الجهل، وفي هذا الحديت إخبار بأنه ينزل
الجهل أي يلهم أهل ذلك الزمان الجهل وذلك من الخذلان نعوذ بالله منه، ثم لا يزالون كذلك
في تزايد من الجهالة والضلالة إلى أن تنتهي الحياة الدنيا كما جاء في الحديث ما أخبر به
الصادق المصدوق في قوله: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أحَدٍ يقُولُ اللَّهُ اللَّهُ وَلاَ تقومُ إِلاَّ على
شِرَارِ الناس
".

ذكر شرور تحدث في آخر الزمان
وإن كان قد وجد بعضها في زماننا أيضاً
إشارة نبوية إلى بعض شرور ستكون

قال أبو عبد الله بن ماجة رحمه الله في كتاب الفتن من سننه، حدثنا محمود بن خالد الدمشقي،
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أبي أيوب، عن ابن مالك، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رباح،
عن عبد الله بن عمر قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذكر شرور تحدث
في آخر الزمان وإن كان قد وجد بعضها في زماننا أيضاً.
"يَا مَعْشَرَ المُهاجرينَ خَمْسُ خِصَال إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأعُوذُ بِاللَّهِ أنْ تُدرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَر
الفَاحشة في قوم قط حتَّى يُعْلِنُوا بِها إلا فَشَا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لمْ تكُن مَضَت
في أسلافهم الذين مَضَوْا، ولم يُنْقِصُوا المكيالَ إِلاَّ أخِذُوا بالسنِينَ وشِدَّةِ المَؤُونَةِ وجَوْرِ
السلطانِ عليهم، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالهم إِلاَّ مُنِعوا آلْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، ولَوْلا البَهَائِمُ لَم
يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقَضُوا عهدَ اللَّهِ وعَهْدَ رَسُولهِ إِلاَّ سَلَّطَ عَليْهِم عَدُوّاً مِنْ غَيْرِهِمْ فأخَذُوا بَعْضَ
مَا في أيْدِيهِمْ وما لم تَحْكم أئمتُهم بكتابِ اللَّهِ وسَخِروا بما أنزلَ اللَّهُ إلا جَعَلَ الله بأسَهُم بَيْنَهُم
".
تفرّد به ابن ماجه وفيه غرابة، وقال الترمذي: حدثنا صالح بن عبد الله، حدثنا الفرج بن فضالة
الشامي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "إِذا فعلتْ أمّتي خَمْس عَشْرَةَ خَصْلَةَ حَلَّ فِيها البلاء قِيلَ وما هِيَ يا
رسول الله? قَالَ إِذا كان المَغْنَمُ دُوَلا والأمَانَةُ مُغْنَماً والزكاة مَغْرَماً وأطاع الرجل زوجته
وعَقَّ أمَّهُ وبَرَّ صدِيقَه وجفا أبَاهُ، وارتفعت الأصوات في المساجِدِ وكان زعيم القوم أرْذَلَهُمْ
وأكْرَمَ الرجلُ مَخافَةَ شَره وشُربتُ الخمر ولُبِسَ الحَرير واتخذَت القَيْناتُ والْمَعَازفُ ولَعَنَ
آخرُ هذِهِ الأمّةِ أوّلهَا فَلْيَرْتَقِبُوا عِنْدَ ذلِكَ رِيحاً حَمْراءَ أو خَسْفاً أَو مسْخاً
".
ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحداً
روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي الفرج بن فضالة، وقد تكلم فيه بعض
أهل العلم من قبل حفظه، وقد روى عنه وكيع وغير واحد من الأئمة، وقال الحافظ أبو بكر
البزار: حدثنا محمد بن الحسين القيسي، حدثنا يونس بن أرقم، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن
حسن بن حسن، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب قال:
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما صلى صلاته ناداه رجل متى
الساعة فزبره رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره وقال اسكت حتى إذا أسفر رفع طرفه
إلى السماء فقال: تبارك رافعها ومدبرها ثم رمى ببصره إلى الأرض فقال تبارك داحيها
وخالقها، ثم قال أين السائل عن الساعة فجثا الرجل على ركبتيه فقال أنا بأبي أنت وأمي
سألتك فقال: "ذلك عند حَيْفِ الأئمة وتصديق بالنجوم وتكذيبٍ بالْقدرِ، وحتى تتخذ الأمانة
مَغْنماً والصَّدقَةُ مَغْرَماً والفاحِشةُ زيَادَة فَعِنْدَ ذلكَ هَلَك قَوْمُك
".
ثم قال البزار لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ويونس بن أرقم كان صادقاً وروى عنه الناس
وفيه ثقة شديدة، ثم قال الترمذي: حدثنا علي بن محمد، أخبرنا محمد بن يزيد عن المسلم
بن سعيد عن رميح الحذامي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا اتُّخِذَ الغنِي والأمانةُ مغنماً والزكاة مغرماً وتُعاّلَمَ لغير الدين، وأطاع الرجلُ امرأتَه
وعنَّ أمَّهُ وأدْنَى صديقهُ وأقصَى أبَاه، وظهَرتِ الأصواتُ في المساجِدِ وسادَ القبيلَةَ فاسقُهُمْ
وكان زعيمُ القوم أرذلهمِ وأكرم الرجلُ مخافةَ شرهِ، وظهرت اْلقَيْنَاتُ والمَعازفُ، وشُرِبَتِ
الخمورُ، ولَعَنَ آخِر هذه الأمّةِ أوَلَها فلْيَرْتَقبوا عند ذلك ريحاً حمراء وخسفاً ومسخاً وقذفاً
وآياتٍ تَتَابَعُ كنِظام بال قُطِعَ سلكُهُ فَتَتَابَع
".
ثم قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. حدثنا عباد بن يعقوب الكوفي، حدثنا
عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش، عن هلال بن يساف، عن عمران بن حصين أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "في هذه الأمةِ خَسْفٌ ومسخُ وقذفُ، فقال رجل من
المسلمين ومتى ذلك يا سول الله? قال: إذا ظهرتِ القيانُ والمعازفُ وشُرِبتِ الخمورُ
".
ثم قال هذا حديث غريب، وروي هذا الحديث عن الأعمش عن عبد الرحمن بن سابط عن
النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وقال الترمذي: حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي،
حدثنا زيد بن الحباب، أخبرني موسى بن عبيدة، أخبرني عبد الله بن دينار عن ابن عمر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مَشَتْ أمَّتي الْمَطيْطَى وجَرَفَهَا ابناءُ الملوك
فارسُ والرومُ سلط اللَّهُ شرارَها على خيارِها
".
حديث غريب، وقد رواه أبو معاوية عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الله بن دينار،
عن ابن عمر فذكره ولا نعرف له أصلاً.
وثبت في الصحيحين، وسنن النسائي، واللفظ له من طريق عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، نحن
أول الناس دخولاً إلى الجنة
"، وفي صحيح مسلم، من طريق جرير، عن الأعمش عن أبي
صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة?
وأول من يدخل الجنة
"، الحديث، روى الحافظ الضياء من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل،
عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: "إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى تدخلها
أمتي
"، وفي سنن أبي داود، من حديث أبي خالد الدالاني، مولى جعدة، عن أبي هريرة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "أتاني جبريل، فأراني باب الجنة الذي يدخل منه أمتي
فقال أبو بكر: يا رسول الله، وددت أني معك حتى أنظر إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي". وثبت في الصحيح: فيقول
الله: أدخل من لا حساب عليه، من أمتك من الباب الأيمن، وهم شركاء الناس في بقية
الأبواب، وفي الصحيحين من حديث الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله دعي
من أبواب الجنة، وللجنة أبواب، فمن كان من أهل الصلاة يدعى من باب الصلاة، ومن
كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد،
ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، فقال أبو بكر: والله يا رسول الله، ما على
أحد من ضرورة دعي من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد، يا رسول الله? قال: نعم،
وأرجو أن تكون منهم
"، وفي الصحيحين من حديث أبي حازم، عن سهل بن سعد: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: "في الجنة ثمانية أبواب، باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلا
الصائمون فإذا دخلوا منه أغلق فلم يدخل منه أحد غيرهم
".






التوقيع :
█▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀▀█
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
█▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄▄█

قديم 30-03-2008, 07:23 PM   رقم المشاركة : 6
،؛بنت السحاب؛،
Band
 
الصورة الرمزية ،؛بنت السحاب؛،



موضوع رائع وجهد حقيقةً يستحق الإشادة
تذكير رائع لما كان وماسيكون...
الله يجعلنا وياكم مما ينادون عند ابواب جنته الثمانيه
الله يعطيك العافيه








قديم 31-03-2008, 12:19 PM   رقم المشاركة : 7
ROPY
( وِد ماسي )
 






ROPY غير متصل

يعطيك الف عافيه







التوقيع :
جميعهمـ مقلدين ....] !

قديم 08-04-2008, 06:23 AM   رقم المشاركة : 8
!! ملكـ ع ـالمي !!
( ود متميز )
 





!! ملكـ ع ـالمي !! غير متصل

يعطيك الف عافيه على الطرح
تشكرات







قديم 14-04-2008, 09:16 AM   رقم المشاركة : 9
الــمــهــاجــر
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية الــمــهــاجــر
 






الــمــهــاجــر غير متصل

يعطيك
العافية
تحياتي
المهاجر







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:16 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية