نقاط مبللةً فوق السطور تُحدثني اليوم عن شعور
أضاع طريق العودة إلى قلبها والى مدينتي الضائعة بدونها
فقد اتسعت طرقاتها وتبدلت شوارعها
وتغيرت ملامح خرائطها
فـ لاتشرق شمس مدينة قلبي إلا ليلاً ولا تغرب أبداً
ولا يستطيع القمر مراوحة مكانه
لأنه غفي هنا في سما ء هذه المدينة الغريبة
المتناقضة الممتلئة والفارغة
الباكية و الضاحكة
ثلوجها تسقط دفءً وشمسها تشرق زمهريرا
/
/
/
عشقاً بداخلها غريب منفرد أهرب منه وأعود إليه
عشقًا أعشقه وأكاد أن انتحر بداخله ِ
وان تصبح عظامي رميم بترابهِ
حبًا لا يوصف ولا يباح عنه
/
/
/
أصبح زفير أنفاسي وشهيقها
و عيني غارقة بحنيني وشوقي ولهفتي
لا يكفي أن صرخت واعتلا صوتي السماء
ولا أن وصل أوتاد الأرض
ولا أن أ صم البشر وأخرسهم
فندائي بحبها
نثر أجزاء جسدي بداخلها
/
/
/
فهي من علمتني أن أنطق بكلمات الحب وأجعلها حروفي
فأسمها مدونتي و عدلي وظُلمي
فهي نصفي ونصفي الآخر تائهًا فيها
وهي من جعلتني باحثًا في المعلقات والدواوين
لي أجد مخطوطةً تليق بسمو حبها
لعلي أجد غير كلمة الحب فهي قليلة أن تصفها
فقد قرأت الحب في عينيها وتغنيت وتفننت في الكتابة لها
و اليوم عرفتهُ بوجداني وسطرتهُ بقلمي
علمني أن أكون طفلاً مدللا ً كرضيع بصدر أمه
و رجل عاشق يختال بجمال حبيبتهُ
و هائمًا أهدى عشيقتهُ ما تريد
و فارس أمتطى جواد فرسهِ مقبل إليها
فتثير الرياح خلفي فأسابقها لـ أحملها على صهوتهِ
كما حملها ِ قلبي واعتلت عرشهُ
حاكمه على مملكتهِ منصفة بحكمها
/
/
/
علمتني أن الحب سكرات يتصبب لها القلب قبل الجبين
علمتني أن أتمرد على أصولياتي
فشرّعت من أجلي دستوراً
فـ أول سُننه
إن اقبل شفاه القمر لأنهُ مرآه لعينيها
و أحبو على صدرها و أبقي بين ثنا يا أضلعها
و أمارس كل جنوني وصخبي
وأمتزج بدمها لـ أتلاشى في جسدها لا يبقى منى شي
/
/
/
علمتني ا بقى ليلي ساجد لي ربي راجي
أني في ذات يومًا سـأقبل وجنتيها
أهي هنا حبيبتي ونصف عمري
تركتني مقيداً بسلاسل من قلبها
مسجونًا بداخلهِ أرغب في الهروب
إلى حرية أعماقها فقد تعثرت خطوات قلبي
فأصبح تائه بين ما تعلمت وما عُلمت
تعلمت أن من يحب لا يخبر من يُحب
تعلمت أن هناك حواجز لبني البشر لا يمكن عبورها
ولكن عندما رأيت عينيها الفاتنة
أصبحت مأسوراً بها أخشى فقدها
فو الله موتي رحيلها
أخشى أن يبعدها صمتي
فصمتي خوفًا من بعثرة حروفي
/
/
/
آه لو تعلم حبيبتي
تمنيت أن يكون لقلبي لسانًا ينطق
لـ يخبرها بحالهِ وبـ أقصى ما وصل إليه
وانهُ يخشى من حكم الإعدام عليه
فهي من علمتني أن لكل فصل طقوسهُ
فـ سأبقى أحبها في كل الفصول
وفي كل الطقوس متعبداً في كل محاريب الحُب
أتدرك أني في دنيتها فقير وعابر سبيل
حمل شواقها زاد تر حالي
فـكل أيامي بدونها تشبه الأمس
وكلها تمر كسراب يتبع طيفها
أعيش معهُ في وأحلامي فحارت الدقائق والثواني
وحارت معي ساعات الغروب وهي تواسيني
فرسمت حدود الشمس بأهدابها
ولونت السماء بـ شفتيها
/
/
/
وغفيت بصوتها وهو يداعب الموج
وهو يراقص دفء أقدامها
والليلُ يسدل ثوبهُ لحظة صمت عتابها
وهي تحاكي موجهُ وتخبرهُ عن أسرارها
ولم تعلم أن الموج تُحركهُ أنفاسي
وأن أشرعت سُفنه تتعانق بأشواقي
آه يا أشواقي الملتهبة بها
فقد اذقتني كأ س الحب وأصبحت ثملاً به
فـ أبقتني ساهداً متسربلاً بليلها
منتظراً
متلهفًا
ممزقًا
أن يحنو قلبها فقد تعبتُ من بعدها
فـ أيامي خواء لايسمع فيها إلا صوت زفراتي
و خطواتي وهي تتسابق إليها
لا أسمع إلا صوت نبضاتي تُناديها
فـ لم أعد أقوى الترحال في دنيا حبها
فلا وطنًا أوي إليهِ إلا قلبها ولا دستوراً
أقدسهُ إلا حُبها
النـ إنكسارـأي
24/6/2010
العرض العادي
