مرّ الإمام الحسن والحسين (رضي الله عنهما) ، على شيخ يتوضأ
فوجداه لا يحسن الوضوء وكانا رضى اللة عنهما آنداك طفلين صغيرين ، إلا أنّ الواجب الديني يحتم عليهما أن يرشداه ويعلماه كيفيّة الوضوء الصحيح ، ولكن كيف يعلمانه بصورة لا يتأثّر نفسيّا" منها ، إنهما إن أخبراه بأنّ وضوءه غير صحيح ، يولّد هذا التوجيه أثرا" سيئا" على نفسه ، إضافة إلى أنّه ربما اعتبر هذا الإرشاد بمثابة تحقير موجه له .
فكّر الإمامان مدّة ، حتى انبثق في ذهنهما أنهما يستطيعان أن يرشداه إلى الصواب بصورة غير مباشرة ، لجئا حينئذٍ إلى التنازع الظاهري بينهما فأخذا كل واحد منهما يقول للآخر: أنت لا تحسن الوضوء ، وأخيرا"، اتّفقا على أن يجعلا الشيخ حكما" بينهما ، فتقدما إليه وقالا له : أيُّها الشيخ كن حكما" بيننا ، وافق الشيخ على ذلك فتوضأ كل منهما والشيخ ينظر ، ثم قالا : أيُّنا يحسن الوضوء ، فقال لهما : إنّما تحسنان الوضوء ولكن الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن الوضوء وتعلم منكما .